الغنوشي يرفض المثول للتحقيق أمام القضاء التونسي

في قضية «انستالنغو» التي اتهم فيها بالحصول على «تمويلات أجنبية مشبوهة»

راشد الغنوشي (إ.ب.أ)
راشد الغنوشي (إ.ب.أ)
TT

الغنوشي يرفض المثول للتحقيق أمام القضاء التونسي

راشد الغنوشي (إ.ب.أ)
راشد الغنوشي (إ.ب.أ)

ذكرت مصادر حقوقية تونسية أن راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، المتهم في عدة قضايا والقابع بسجن المرناقية غرب العاصمة، رفض اليوم (الثلاثاء) مغادرة السجن، والمثول أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في سوسة (وسط شرقي) على خلفية ما يعرف بقضية «انستالنغو»، التي اتهم فيها مع حمادي الجبالي، رئيس الحكومة التونسية السابق، بالحصول على تمويلات أجنبية مشبوهة.

وكشفت المصادر ذاتها عن أن قاضي التحقيق الأول بالمكتب الثاني المتعهد بالملف وجه أمرا يقضي بإخراج راشد الغنوشي من السجن لإحضاره واستنطاقه، غير أنّ الغنّوشي رفض مغادرة السجن.

وأكد رشدي بن رمضان، المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسوسة، أن التحريات الأمنية والأبحاث القضائية تقدمت في هذه القضية، بناء على نتائج أبحاث فنية واستنطاق عدد من الشّهود والمتّهمين.

وتعود هذه القضية إلى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حين استنطق قاضي التحقيق الغنوشي وأبقاه بحال سراح، وشملت الأبحاث وقتها 46 شخصا، أبرزهم رئيس حركة النهضة، وتم إيداع 12 متهما السجن، فيما يوجد البقية في حال سراح، أو فرار من وجه العدالة.

ويواجه الغنوشي وقيادات أخرى من حركة النهضة عدة تهم على علاقة بملفات تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، وتلقي تمويلات أجنبية مشبوهة، وهي تهم تنفيها حركة النهضة، وتقول إنها «كيدية ولها خلفية سياسية»، ولا علاقة لها بقضايا الحق العام التي تتم على أساسها المحاكمات الحالية.

وكانت مصادر أمنية تونسية قد أكدت في وقت سابق أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بأريانة (القريبة من العاصمة) قررت أول من أمس (الأحد) التخلّي لفائدة القطب القضائي لمكافحة الإرهاب عن أبحاث تقرّر فتحها ضدّ ابنة الغنوشي، بعد أن أصبح اسمها محلّ تفتيش لفائدة الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب، والجرائم الماسّة بسلامة التراب التونسي.

وأذنت المحكمة للشرطة العدلية بأريانة بتفتيش منزل تعود ملكيته لابنة الغنوشي ولا تُقيم به عادة، وتمّ توثيق عملية التفتيش صوتا وصورة بتعليمات من النيابة العامة، وأسفرت العملية عن حجز متعلقات «تمسّ الأمن القومي بصفة مباشرة»، وفق ما أفادت به فاطمة بوقطاية.

كما أذنت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمدينة أريانة، القريبة من العاصمة التونسية، بالاحتفاظ بالصحبي عتيق، قيادي حركة النهضة، لينضاف إلى عدة قيادات أخرى بالحزب نفسه سبق أن أودعوا السجن، وعلى رأسهم نائبا الغنوشي علي العريض ونور الدين البحيري، علاوة على عبد الحميد الجلاصي، ورياض بالطيب وسيد الفرجاني، وذلك بعد توجيه اتهامات لهم بعلاقات بشبكات التسفير إلى بؤر التوتر، وبالحصول على تمويلات أجنبية غير مشروعة، علاوة على اتهام الغنوشي بالدعوة لحرب أهلية في تونس.

علي العريض من قيادات «النهضة» المتهمين بتسفير الشباب الى بؤر التوتر (إ.ب.أ)



«مدير الصحة العالمية»: الوضع الصحي في السودان «منهار تماماً»

من مستشفى الأطفال في بورتسودان (أ.ف.ب)
من مستشفى الأطفال في بورتسودان (أ.ف.ب)
TT

«مدير الصحة العالمية»: الوضع الصحي في السودان «منهار تماماً»

من مستشفى الأطفال في بورتسودان (أ.ف.ب)
من مستشفى الأطفال في بورتسودان (أ.ف.ب)

قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأحد، إن النظام الصحي المتداعي في السودان «وصل إلى مرحلة الانهيار»، موضحاً أن ما بين 70 إلى 80 في المائة من المؤسسات والمرافق الصحية توقفت عن العمل تماماً.

وأضاف في مؤتمر صحافي بمدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، أن المعلومات المتوفرة عن قتلى الحرب في السودان، تفيد بأن الرقم تجاوز الـ20 ألفاً في النزاع المستمر بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع». وقال إن السودان يشهد وضعاً صحياً وإنسانياً «طارئاً جداً»، وإن التجاوب «ليس بحجم المشكلة الكبيرة».

مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي (الشرق الأوسط)

وذكر أن 25 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة، منهم 14 مليوناً في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وقدَّر تيدروس في المؤتمر الصحافي، تكلفة الاحتياجات الإنسانية بنحو ملياري و700 مليون دولار، «لكن للأسف المتوفر حالياً هو نصف المبلغ».

وقال مدير «المنظمة العالمية»: «المشكلة في السودان أنه لا يوجد الانتباه الكامل، وأن المجتمع الدولي تناسى حجم المشاكل التي تسببت في تداعي النظام الصحي».

وأوضح أن زيارته تهدف إلى لقاء الشركاء والبحث عن كيفية حشد مزيد من الموارد لمقابلة الحاجات الكبيرة جداً. وذكر أنه إضافة إلى القتلى، هناك 10 ملايين نازح، وأكثر من مليوني لاجئ في دول الجوار بما يُشكِّل أكبر مشكلة نزوح في العالم.

جانب من زيارة مدير منظمة الصحة العالمية لمستشفى الأطفال في بورتسودان (أ.ف.ب)

ووفقاً لتيدروس، فقد وثقت منظمة الصحة العالمية وقوع أكثر من 100 هجوم على الكوادر الصحية والعاملين في مجال العون الإنساني، مشيراً إلى أن «مِن أبرز التحديات التي تواجه عمليات العون الإنساني، هي عدم القدرة على تأمين الحدود والمعابر من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين». وأضاف أن «خطر المجاعة يهدد أكثر من 25 مليوناً و600 شخص، أي نحو نصف سكان السودان».

وحذّر مدير «المنظمة العالمية» من أن «الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والسيول التي اجتاحت البلاد في موسم الخريف الحالي، تضاف إلى انهيار البنية التحتية، وانتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا والحصبة، إضافة إلى خطر تفشي مرض جدري القردة»، على حد قوله.

وذكر أنه تفقد قسم حوادث الأطفال بالمستشفى العام بمدينة بورتسودان، كما سجل زيارات لعدد من مراكز دور الإيواء، واستمع إلى معاناة النازحين هناك، والتقى رئيس «مجلس السيادة الانتقالي»، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان.

وقال إن البرهان أكد له «التزام السودان بتسهيل عمل المنظمة لدعم القطاع الصحي في البلاد».

أحد الأطفال المرضى في مستشفى بورتسودان (أ.ف.ب)

بدوره، وصف وزير الصحة في السودان، هيثم محمد، زيارة مدير منظمة الصحة العالمية بـ«المهمة»، وقال: «إنها تسلط الأضواء على الأوضاع الصحية والإنسانية للسودانيين، وما يتحاجونه من مساعدات عاجلة».

ووفقاً لإفادة سابقة لنقابة أطباء السودان فإن الوضع الصحي في السودان «منهار تماماً»، ومن المرجح أن يزداد خطورة مع دخول فصل الخريف وتفشي أمراض الملاريا وحمى الضنك والحصبة وغيرها.

وتفيد تقارير النقابة الدورية، بأن أكثر من 40 ألف شخص قتلوا في الحرب الدائرة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) العام الماضي، متوقعة أن يكون العدد الفعلي للضحايا أكبر، خصوصاً أن «أعداداً كبيرة من الحالات لم تصل إلى المستشفيات».

وتكتنف عملية الحصر الدقيق لأعداد الضحايا في السودان صعوبات جمة، غير أن التقديرات الأممية والحقوقية المتحفظة تدور حول 12 ألف شخص قتلوا حتى أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

عاجل فوز تبون بفترة رئاسية ثانية في الجزائر بحصوله على 94.65% من الأصوات