أظهرت رسالة، الجمعة، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اقترح الرئيس العراقي السابق برهم صالح لتولي منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في خطوة تمثل خروجاً واضحاً عن التقليد المتَّبع منذ عقود والذي يميل إلى إسناد المنصب لشخصيات من الدول المانحة الكبرى.
ومن المفترض أن يتولى صالح مهامه في يناير (كانون الثاني) خلفاً للإيطالي فيليبو غراندي، الذي أمضى 10 سنوات على رأس المفوضية.
ورُشحت شخصيات أخرى للمنصب، من بينها رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، وكذلك المدير العام المنتهية ولايته للشركة القابضة التي تُدير معظم متاجر «إيكيا» يسبر برودين.

وسيتولّى صالح، البالغ 65 عاماً، مهامه في وقت تواجه فيه المفوضية أزمة هائلة بعد أن تضاعف تقريباً عدد الأشخاص المجبَرين على النزوح خلال 10 سنوات، فيما انخفض تمويل المساعدات الدولية بشكل حاد، ولا سيما مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
كما اضطرت المنظمة إلى تسريح أكثر من ربع موظفيها منذ بداية العام، أي نحو 5 آلاف موظف.
ويُنظر إلى برهم صالح، الذي تلقّى تعليمه في بريطانيا، بوصفه سياسياً معتدلاً. وقد كان من أعضاء السلطات المؤقتة التي شكّلتها القيادة العسكرية الأميركية بعد إسقاط نظام صدام حسين إثر الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
وتولّى لاحقاً منصب وزير التخطيط في الحكومة الاتحادية التي انبثقت من أول انتخابات تعددية في العراق عام 2005. وبعد عام، أصبح نائباً لرئيس الوزراء نوري المالكي، وبعد انتهاء ولايته عاد في عام 2009 إلى أربيل ليتولّى حتى 2011 رئاسة حكومة إقليم كردستان.
هذا السياسي، وهو ابن قاضٍ وناشطة في مجال حقوق المرأة، تولّى رئاسة العراق بين عامي 2018 و2022، وهو منصب فخري إلى حد كبير تُرك تقليدياً للأكراد منذ أول انتخابات تعددية في 2005؛ حيث يكون رئيس الوزراء شيعياً، ورئيس البرلمان سنياً.

وفي عام 2014، توقّع البعض عودته إلى بغداد لتولّي المنصب الفخري لرئيس الجمهورية، لكنه انسحب في اللحظة الأخيرة لصالح فؤاد معصوم، وهو أيضاً عضو في حزبه، «الاتحاد الوطني الكردستاني».
وينحدر صالح من السليمانية، معقل «الاتحاد الوطني الكردستاني»، وقد دفع بمشروعات رئيسية في هذه المدينة، ولا سيما سعيه إلى إنشاء الجامعة الأميركية في السليمانية.





