تترقب السلطات المحلية في إقليم كردستان العراق، نتائج التحقيق بالهجوم الذي استهدف، الأربعاء الماضي، حقل «كور مور» الغازي في محافظة السليمانية، وأدى إلى حرق أجزاء منه وإيقاف عمليات الإنتاج والتجهيز.
وقال كفاح محمود المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإقليم يتوقع إعلان نتائج اللجنة العليا التي شكلتها بغداد، حيث يفترض أن تنتهي مهلة الـ72 ساعة التي حددتها مساء اليوم».
وذكر المستشار الإعلامي أن «إقليم كردستان لا يستطيع أن يعلن النتائج رغم حصوله على معلومات حول الحادث وكيف جرى، لأن التحقيق يتعلق بشأن سيادي يقع على عاتق الحكومة الاتحادية».
ولمّح محمود إلى «إمكانية أن يضطر الإقليم إلى إعلان النتائج فيما لو بقيت نتائج التحقيق طي الكتمان».
وأضاف أن «الإقليم سيلتزم الصمت في حال اتخذت بغداد إجراءات رسمية بملاحقة الجناة واعتقالهم وفضح من يدعمهم، وكشف اللواء المتورط بالهجوم، وإذا كان مرتبطاً بـ(الحشد الشعبي) أو غير ذلك».
ويؤكد محمود أن «غاز (كور مور) سيؤدي في نهاية عام 2026، إلى تجهيز كل مناطق كردستان بالطاقة الكهربائية على مدار اليوم»، لافتاً إلى أن الحقل تعرض إلى 10 هجمات سابقة، و«لذلك أيضاً تسكت الحكومة الاتحادية عن إعلان نتائج التحقيقات السابقة». وأضاف: «سبق أن توصلت الجهات التحقيقية إلى نتائج واضحة بشأن الجهات المتورطة، لكن بغداد لم تتخذ أي إجراء عقابي بحق المتورطين».
ويشير كل ذلك، بحسب محمود، إلى «الخرق الكبير الذي تمارسه الميليشيات لأجهزة الدولة خصوصاً الأمنية منها، بحيث تؤثر على نتائج التحقيق وتجعلها في طي الكتمان».
وقرر رئيس الوزراء محمد شياع السودانى، ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزانى، الخميس الماضي، تشكيل لجنة تحقيق مشتركة للكشف عن منفذي هجوم حقل «كور مور»، وسط اتهامات لفصائل مسلحة تعمل تحت مظلة «الحشد الشعبي» في الوقوف وراء الهجمات.
عودة الكهرباء
إلى ذلك، أكد وزير الكهرباء في إقليم كردستان العراق الشمالي، كمال محمد صالح، الأحد، أن عمليات تجهيز الطاقة الكهربائية لمحافظات الإقليم، ستعود إلى «وضعها الطبيعي» في غضون الساعات القليلة المقبلة، بعد استئناف ضخ الغاز إلى محطات إنتاج الكهرباء، وأثر الهجوم على حقل «كور مور» الغازي.
وقال الوزير صالح في تصريحات صحافية، إنه «في الوقت الحالي ننتج 2000 ميغاواط، ونتوجه إلى زيادة الإنتاج ليصل إلى 4000 - 4500 ميغاواط».
وأوضح أن «الأمر سيستغرق عدة ساعات لإعادة الوضع إلى طبيعته؛ أي خلال الساعات الأربع أو الخمس المقبلة».
وأعلنت وزارة الكهرباء في إقليم كردستان، صباح الأحد، استئناف عمليات ضخ الغاز من حقل «كور مور» إلى محطات إنتاج الطاقة في الإقليم.
وذكرت أنه «ستتم إعادة تشغيل محطات الكهرباء»، مشيراً إلى أن وضع الكهرباء يشهد تحسناً ملحوظاً، وسيعود الوضع إلى طبيعته تماماً خلال 24 ساعة.
ضعف فاعلية السدود
من جهته، أعلن المدير العام للسدود في إقليم كردستان رحمان خاني، الأحد، فشل جهود إعادة تشغيل محطات إنتاج الكهرباء في سدي «دوكان» و«دربنديخان»، نتيجة الانخفاض المستمر في منسوب المياه، رغم سلسلة محاولات استمرت خلال الأيام الماضية التي تراجعت فيها مستويات إنتاج الطاقة الكهربائية نتيجة الهجوم على حقل الغاز، وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة في الإقليم.
وقال خاني، لوكالة أنباء «شفق نيوز» الكردية، إن «الفرق الفنية أجرت عدة محاولات لتشغيل المحطات بهدف المساهمة في سدّ العجز المتزايد بالطاقة الكهربائية، إلا أن انخفاض مستوى المياه حال دون ذلك، ما اضطرنا إلى إيقاف محطات الإنتاج في الموقعين».
وأسفرت محاولة تشغيل محطة سد «دوكان» عن إنتاج 30 ميغاواط فقط بسبب انخفاض ضغط المياه على التوربينات، في حين تبلغ قدرة السد على إنتاج 80 ميغاواط عند امتلائه بالكامل.
وحذّرت إدارة سد «دوكان» من أن منسوب المياه «انخفض بمقدار 7 سنتيمترات خلال 24 ساعة فقط»، وهو تراجع كبير مقارنة بحجم الطاقة المنتجة.
