إسرائيل تعلن مدينة غزة «منطقة قتال خطيرة» تمهيداً لعملية الاحتلال

استعادت جثتي رهينتين... وباشرت عمليات مكثفة بالقصف الجوي والمدفعي والتفجيرات

فلسطينيات يبكين أقارب لهن قُتلوا بالقصف الإسرائيلي خارج مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة الجمعة (أ.ف.ب)
فلسطينيات يبكين أقارب لهن قُتلوا بالقصف الإسرائيلي خارج مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة الجمعة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعلن مدينة غزة «منطقة قتال خطيرة» تمهيداً لعملية الاحتلال

فلسطينيات يبكين أقارب لهن قُتلوا بالقصف الإسرائيلي خارج مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة الجمعة (أ.ف.ب)
فلسطينيات يبكين أقارب لهن قُتلوا بالقصف الإسرائيلي خارج مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة الجمعة (أ.ف.ب)

حدَّد الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، مدينة غزة، «منطقة قتال خطيرة»، في خطوة تمهِّد بشكل أساسي لتوسيع عمليته العسكرية في المدينة، التي تشهد حدودها الجنوبية والشمالية عمليات مكثَّفة بالقصف الجوي والمدفعي، والتفجيرات باستخدام الروبوتات المفخَّخة التي تهزُّ أرجاء المدينة، التي باتت تشهد عمليةً تمهيديةً قبيل بدء احتلالها لاحقاً.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، بناء على تعليمات المستوى السياسي، تعليق الهدنة الإنسانية التكتيكية المؤقتة التي بدأها قبل نحو شهر في المناطق الغربية من مدينة غزة، ووسط القطاع، وصولاً إلى مواصي خان يونس جنوب القطاع، وذلك لمدة 10 ساعات يومياً، مبيناً أن قرار التعليق فقط يشمل مدينة غزة، بوصفها «منطقة قتال خطيرة».

وكانت هذه الهدنة خُصِّصت؛ بهدف إدخال مواد إنسانية إلى السكان في قطاع غزة، لكنها على الواقع لم تغيِّر من حقيقة استمرار الهجمات الإسرائيلية، التي كانت تنفذ بشكل مركز فيها، إلى جانب استهداف منتظري المساعدات بإطلاق النار نحوهم وقتل وإصابة العشرات منهم يومياً.

فلسطينية تحمل جثمان طفلها قرب «مستشفى الشفاء» بمدينة غزة الجمعة (إ.ب.أ)

ويتزامن ذلك مع تجديد الجيش الإسرائيلي، أوامر الاستدعاء لأكثر من 20 ألف جندي احتياط يقاتلون في غزة، ويتمركز جزء منهم على حدودها، بينما سيتم الأحد البدء بإرسال أوامر لعشرات الآلاف من الجنود للاستدعاء من جديد، وسط مخاوف من رفض المئات منهم للعودة إلى القتال بغزة، كما ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية.

وتعول إسرائيل على استدعاء 80 ألف جندي إسرائيلي للقتال إلى جانب الفرق النظامية، في مدينة غزة؛ بهدف السيطرة عليها عسكرياً لاحتلالها بالكامل، في إطار خطة تهدف بشكل أساسي إلى الضغط على «حماس» لتسليم ما لديها من مختطفين، ونزع سلاحها، بينما سيتم العمل على إجلاء نحو 950 ألف نسمة من الفلسطينيين في المدينة إلى جنوب القطاع، خلال العملية التي ستشارك فيها من 4 إلى 6 فرق عسكرية نظامية واحتياطية، وستستمر من 5 أشهر إلى 6.

فلسطيني يبكي طفلاً قتيلاً في «مستشفى الشفاء» بمدينة غزة الجمعة (إ.ب.أ)

ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي سيبدأ الأسبوع المقبل الطلب من سكان مدينة غزة مغادرتها إلى جنوب القطاع، قبل السيطرة عسكرياً عليها، مرجحةً أن يبقى في المدينة نحو 200 ألف غزي ستفرض إسرائيل عليهم حصاراً خانقاً.

وحذَّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن تكثيف العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة يعرِّض نحو مليون شخص لخطر النزوح القسري مجدداً.

وقالت الوكالة الأممية، عبر منصة «إكس»، إن «أي تصعيد إضافي في مدينة غزة مع وجود المجاعة هناك سيفاقم المعاناة ويدفع مزيداً من الناس نحو الكارثة».

وعلى الأرض، تتمركز القوات الإسرائيلية على أطراف حيي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة، وتقوم بعمليات نسف كبيرة للمنازل من خلال استخدام الروبوتات المتفجرة، بينما توجد قوات أخرى في بلدة جباليا البلد، وتقوم بعمليات مماثلة فيها، وفي منطقة جباليا النزلة وأطراف منطقة أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان شمال المدينة، وهي مناطق اضطر سكانها للنزوح منها إلى غرب المدينة.

ويأتي ذلك في إطار عملية تمهيدية تهدف لتدمير ما تبقَّى من مدينة غزة، كما تؤكد كثير من المصادر الفلسطينية، وهو ما أظهرته صور أقمار اصطناعية حديثة تظهر أنه منذ الثامن من أغسطس (آب) الحالي، وحتى الخامس والعشرين من الشهر نفسه، تم تدمير معظم مناطق حي الزيتون جنوب المدينة بفعل هذه الروبوتات المتفجرة.

دبابة إسرائيلية تسير بمحاذاة حدود قطاع غزة الجمعة (أ.ف.ب)

انتشال جثتي رهينتين

وفي سياق عملياته بغزة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بالتعاون مع جهاز الأمن العام «الشاباك»، انتشل جثة رهينة من داخل القطاع، دون أن يحدد مكان العملية، مكتفياً بالإشارة إلى انتشال متعلقات لرهينة أخرى وتجري محاولة تشخيصها، بينما ذكرت «القناة الـ12» العبرية أن هناك فعلاً جثة ثانية انتُشلت من المكان نفسه، وهو ما أكده مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحقاً.

وبيَّن أن الجثة الأولى تعود للمستوطن إيلان فايس (55 عاماً) من سكان مستوطنة بئيري، الذي حدد مقتله منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بينما أشارت القناة العبرية إلى أن الجثة الثانية هي لمختطف آخر معروف عنه أنه قُتل سابقاً.

مروحية إسرائيلية طراز «أباتشي» تطلق بالونات حرارية خلال تحليقها فوق قطاع غزة الجمعة (أ.ف.ب)

ونقلت القناة عن مصدر أمني قوله إن عملية استعادة الجثتين كانت معقدة جداً، وأنها نجحت بفضل جهد استخباراتي ميداني كبير، بينما قال مراسل القناة بغلاف غزة، إنه تمَّ الوصول للجثتين من خلال التحقيق مع فلسطينيين اعتُقلوا أخيراً من القطاع.

ورجَّحت بعض المنصات الإعلامية الإسرائيلية غير الرسمية أن الجثة الثانية تعود لجندي، في حين يبدو أنه قُتل خلال هجوم السابع من أكتوبر، واختُطف جثمانه لداخل القطاع.

وتعهّد مكتب نتنياهو، في بيان باسمه، بالعمل على إعادة جميع المختطفين، الأحياء والأموات.

دخان فوق قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي الجمعة (أ.ف.ب)

تواصل الغارات

وتتزامن هذه التطورات، مع استمرار الغارات الجوية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، ومن بينها مدينة غزة، ما خلَّف منذ ساعات الفجر، وحتى الظهيرة نحو 50 قتيلاً، من بينهم 8 من منتظري المساعدات، بالإضافة إلى عشرات المصابين.

وكما جرت العادة، فإن من بين الغارات التي تحصل يومياً، استهداف خيام النازحين في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، التي تدعو إسرائيل سكان مدينة غزة بالنزوح إليها، ما خلَّف منذ فجر اليوم مقتل 10 على الأقل في الغارات الجوية على المواصي.

دبابة قرب حدود قطاع غزة جنوب إسرائيل الجمعة (أ.ف.ب)

وبحسب وزارة الصحة بغزة، فإن ما وصل إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الأخيرة (من ظهيرة الخميس إلى الجمعة)، 59 قتيلاً، و224 إصابة، ما يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 63025 قتيلاً و159490 إصابة، منهم 11178 قتيلاً، و47449 مصاباً، منذ الثامن عشر من مارس (آذار) الماضي بعد استئناف إسرائيل الحرب عقب وقف مؤقت لإطلاق النار استمرَّ نحو شهرين.

فيما وصل 23 قتيلاً و182 إصابة من ضحايا المساعدات، ليرتفع الإجمالي إلى 2203 قتيلاً وأكثر من 16228 إصابة، منذ نهاية مايو (أيار) الماضي مع افتتاح نقاط التوزيع الأميركية.

عربات عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة قرب الحدود مع جنوب إسرائيل الجمعة (أ.ف.ب)

الوضع الإنساني

إنسانياً، ما زالت الأوضاع متدهورة بفعل سرقة ونهب المساعدات الإنسانية التي تدخل بكميات محدودة، ولا تصل لمستحقيها بفعل فرض إسرائيل إجراءات معينة، منها منع تأمين هذه المساعدات في مخازن المنظمات الدولية لتوزيعها على السكان، بحجة منع «حماس» من السيطرة عليها.

وسجَّلت وزارة الصحة بغزة، 5 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية (من ظهيرة الخميس إلى الجمعة)، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 322، منهم 121 طفلاً.

وأشارت إلى أنه منذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من قِبل مجلس (IPC) الأممي، بتاريخ 22 أغسطس 2025، سُجِّلت 44 حالة وفاة، منهم 6 أطفال.

 

 


مقالات ذات صلة

لقاء ترمب - نتنياهو... ما المكاسب والخسائر المنتظرة لـ«اتفاق غزة»؟

تحليل إخباري يقف فلسطينيون نازحون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

لقاء ترمب - نتنياهو... ما المكاسب والخسائر المنتظرة لـ«اتفاق غزة»؟

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي دخل حيز التنفيذ قبل شهرين، لن يكون بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما قبله.

محمد محمود (القاهرة)
الخليج جانب من عملية تفريغ حمولة الطائرة السعودية الإغاثية في مطار العريش بمصر (واس)

الطائرة الإغاثية السعودية الـ77 تصل إلى العريش محمَّلة بالمساعدات لغزة

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية الـ77، حاملة على متنها سلالاً غذائية وحقائب إيوائية، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين في غزة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

مستشفى العودة في غزة يعلّق معظم خدماته بسبب نقص الوقود

أعلن مستشفى العودة في النصيرات وسط قطاع غزة تعليق معظم خدماته «مؤقتاً» بسبب نقص الوقود، مع الإبقاء على الخدمات الأساسية فقط، مثل قسم الطوارئ.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج جانب من وصول القافلة الإغاثية السعودية إلى وسط قطاع غزة الخميس (واس)

قافلة إغاثية سعودية جديدة تصل إلى وسط قطاع غزة

وصلت إلى وسط قطاع غزة، الخميس، قافلة إغاثية سعودية جديدة، محمّلة بالمواد الغذائية الأساسية، مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد انفجارات نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الخط الأخضر شمال شرقي بيت لاهيا بغزة (أ.ف.ب) play-circle

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين اثنين في غزة

كشف الجيش الإسرائيلي اليوم (الجمعة) أنه قتل فلسطينيين اثنين في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

هيبت الحلبوسي رئيساً لبرلمان العراق


هيبت الحلبوسي (وسط) أصبح رئيساً للبرلمان العراقي بعد انتخابه في الجلسة الافتتاحية أمس (أ.ب)
هيبت الحلبوسي (وسط) أصبح رئيساً للبرلمان العراقي بعد انتخابه في الجلسة الافتتاحية أمس (أ.ب)
TT

هيبت الحلبوسي رئيساً لبرلمان العراق


هيبت الحلبوسي (وسط) أصبح رئيساً للبرلمان العراقي بعد انتخابه في الجلسة الافتتاحية أمس (أ.ب)
هيبت الحلبوسي (وسط) أصبح رئيساً للبرلمان العراقي بعد انتخابه في الجلسة الافتتاحية أمس (أ.ب)

طوى مجلس النواب العراقي إحدى أعقد محطاته السياسية بانتخاب هيبت حمد عباس الحلبوسي رئيساً للبرلمان للدورة السادسة، في تسوية وُصفت بالسلسة، وجاءت بدعم تفاهمات سنية داخلية، وتأييد شيعي وكردي غير معلن.

وحصل الحلبوسي على 208 أصوات في جلسة أمس التي اتسمت بالهدوء، وعكست توازناً جديداً أفرزته انتخابات 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025.

ويحمل الحلبوسي شهادة بكالوريوس في التاريخ، وبدأ مسيرته المهنية مدرّساً، ثم حصل لاحقاً على شهادة الماجستير في العلوم السياسية. وجاء الحسم لصالح الحلبوسي بعد انسحاب مثنى السامرائي، ضمن اتفاق لإعادة توزيع الاستحقاقات السنية في الحكومة المقبلة.

بالتوازي، قدّم «الإطار التنسيقي» اعتماد «الكتلة الأكبر»، في خطوة تمهد لبدء المسار الدستوري لتسمية رئيس الوزراء، وسط توقعات بتسريع تشكيل الحكومة، وتجنب الانسداد السياسي في إطار تسوية شاملة.


لقاء ترمب - نتنياهو... ما المكاسب والخسائر المنتظرة لـ«اتفاق غزة»؟

يقف فلسطينيون نازحون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
يقف فلسطينيون نازحون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

لقاء ترمب - نتنياهو... ما المكاسب والخسائر المنتظرة لـ«اتفاق غزة»؟

يقف فلسطينيون نازحون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
يقف فلسطينيون نازحون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ قبل نحو شهرين، لن يكون بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما قبله، على مستوى المكاسب والخسائر.

ذلك ما يذهب له خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، بشأن نتائج اللقاء المرتقب، وسط تباين بشأن النتائج، بين تقديرات ترى أن المكاسب تتضمن بدء المرحلة الثانية تحت ضغوط واشنطن، لكن مع شروط إسرائيلية بنزع سلاح «حماس» وإعادة الرفات الإسرائيلي الأخير، وأخرى خسائر تتمثل في عدم انسحاب إسرائيل من القطاع وبدء إعمار جزئي في المواقع التي تسيطر عليها في القطاع بشكل منفرد.

وأفادت «شبكة سي إن إن» الأميركية، الاثنين، بأنه من المتوقع أن يدفع ترمب من أجل إحراز تقدم في خطة وقف إطلاق النار بغزة، خلال لقائه مع نتنياهو، لافتة إلى أن جدول الأعمال يتضمن نزع سلاح «حماس» وإعادة إعمار غزة، وإقامة نظام للحكم في القطاع ما بعد انتهاء الحرب، وتشكيل «مجلس سلام» برئاسة الرئيس الأميركي.

وهذا اللقاء بين نتنياهو وترمب، والمقرر له الاثنين، يعد السادس منذ أن دخل الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض قبل نحو عام، وسيكون اتفاق غزة والمرحلة الثانية مطروحة، وفق تقرير لقناة «آي نيوز» الإسرائيلية، أشار إلى أن «نتنياهو سيضطر لإقناع ترمب بأن يسمح له بإنهاء ما تبقى من الحرب وأن إسرائيل وحدها يمكنها القضاء على (حماس) في غزة».

بينما ترمب، أو على الأقل جزء كبير من مستشاريه، يعتقدون أنه من الممكن تحقيق نوع من تجريد «حماس» من سلاحها في قطاع غزة - حتى من دون أن تعود إسرائيل للقتال وفق التقرير ذاته الذي تم بثه الاثنين، لكن نتنياهو سيضطر إلى مواجهة موقف غالبية مستشاري ترمب ورغبة الرئيس الأميركي في الهدوء، وأن تبقى الخطة التي تحمل اسمه محفوظة. وسيضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يقول «نعم».

وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها الحالية في غزة، وأن تتسلّم سلطة مؤقتة إدارة القطاع بدلاً من «حماس»، وعلى نشر قوة استقرار دولية.

ولا يزال الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بطيئاً رغم أن إدارة ترمب تريد المضي قدماً بذلك، إذ اعتبر الرئيس الأميركي أن «إبرام الاتفاق من أبرز نجاحاته في عامه الأول من ولايته الثانية»، حسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، الاثنين.

والتقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس ترمب جاريد كوشنر، ممثلين لقطر ومصر وتركيا، الدول الوسيطة، في ميامي بداية ديسمبر (كانون الأول).

وتتبادل إسرائيل و«حماس» الاتهامات بانتهاك الاتفاق. وقبل بدء المفاوضات بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية منه، تطالب إسرائيل بإعادة جثة الرهينة الأخير المحتجز في غزة، لكنّ «حماس» تؤكد أنها لم تتمكن بعدُ من العثور عليها.

أطفال فلسطينيون نازحون داخل خيمة غمرتها مياه الأمطار في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

ويتوقع مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسين هريدي، أنه ليس هناك مكاسب من اللقاء بل كلها خسائر «لاتفاق غزة» ومناورات إسرائيلية من نتنياهو لعدم الانسحاب من القطاع، محاولاً تقديم القليل من تنازلات تكتيكية لفظية في غزة ببدء المرحلة الثانية بشروط منها إعادة الرفات الأخير والتمسك بنزع سلاح «حماس» مقابل طلب الكثير من سوريا ولبنان وإيران.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن ملف غزة، سيكون له الأولوية في اجتماع ترمب - نتنياهو، مشيراً إلى أن المكاسب المنتظرة تتمثل في تشكيل «لجنة إدارة غزة» ونشر «قوات الاستقرار» بشكل توافقي عادل وزيادة المساعدات وفتح المعابر وبدء الانسحاب الإسرائيلي، فيما تتمثل الخسائر في تأخير بدء المرحلة تحت ذريعة عدم نزع سلاح «حماس» وعدم تسلم الرفات الأخير، والسماح لإسرائيل ببدء الإعمار في مناطق سيطرتها التي تتجاوز 52 في المائة من إجمالي مساحة القطاع.

ذلك اللقاء يأتي وسط تعويل مصري على أهمية الموقف الأميركي، وكشف وزير الخارجية بدر عبد العاطي، في حوار متلفز، الأحد، عن «وجود اقتناع أميركي بضرورة الإسراع للدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار»، مؤكداً أن مصر ستواصل الضغط من أجل حل يحفظ الحقوق ويحقق الاستقرار، مشدداً على «رفض بلاده القاطع لتقسيم قطاع غزة»، واصفاً ما يُسمى بالخطوط الصفراء والخضراء بأنه «عبث».

وليس مصر فقط من تعول على الدور الأميركي؛ إذ قال حازم قاسم، الناطق باسم «حركة حماس»، في بيان، إن الحركة «لا تزال تثق بقدرة الرئيس الأميركي على تحقيق السلام في قطاع غزة وكل المنطقة»، مطالباً ترمب بـ«ممارسة مزيد من الضغط» على إسرائيل وإلزامها بما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ.

ويرى هريدي أن واشنطن تريد تنفيذ خطة السلام التي طرحها ترمب، ومصر تتفهم ذلك وتتحرك في دفع تلك الرغبة لوقائع على الأرض، مشيراً إلى أن المطلوب جدول زمني بتنفيذ التزامات «اتفاق غزة»، خاصة انسحاب إسرائيل من القطاع وهو الإجراء الذي سيوضح مستقبل الاتفاق بشكل واضح.

ويراهن الرقب على الموقف المصري «الذي يدير تطورات ملف الوساطة بذكاء وحكمة»، مشيراً إلى أن «القاهرة تدرك أهمية الموقف الأميركي في الدفع بالاتفاق وتريد أن تنهي ضغوط واشنطن ذرائع إسرائيل»، مضيفاً أن «حماس» في المقابل ليس أمامها سوى انتظار نتائج لقاء ترمب ونتنياهو على أمل أن تحقق مكاسب من الضغوط الأميركية.


الأردن يندد بإقرار الكنيست الإسرائيلي قانوناً يستهدف خدمات «الأونروا» في غزة

عَلَم الأردن في العاصمة عمّان (أ.ف.ب)
عَلَم الأردن في العاصمة عمّان (أ.ف.ب)
TT

الأردن يندد بإقرار الكنيست الإسرائيلي قانوناً يستهدف خدمات «الأونروا» في غزة

عَلَم الأردن في العاصمة عمّان (أ.ف.ب)
عَلَم الأردن في العاصمة عمّان (أ.ف.ب)

ندد الأردن بإقرار الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون يستهدف عمل ووجود وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ويقوض قدرتها على تقديم خدماتها الإنسانية في قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، الاثنين، إن السماح بمصادرة ممتلكات «الأونروا»، وحظر تزويد منشآتها بالخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء يعد انتهاكاً لحصانات وامتيازات منظمات الأمم المتحدة وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي.

وأكد المتحدث باسم الوزارة فؤاد المجالي أن إقرار هذه القوانين يمثل جزءاً من حملة الاستهداف الممنهج لـ«الأونروا» واستمراراً لمساعي إسرائيل لاغتيال الوكالة سياسياً وامتداداً للممارسات الإسرائيلية غير الشرعية لحرمان الشعب الفلسطيني من خدمات الوكالة.

ودعا الأردن المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتصدي للقرارات والممارسات الإسرائيلية التي تستهدف «الأونروا»، وتوفير الدعم السياسي والمالي اللازمين للوكالة للاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين.