قافلة مساعدات جديدة تدخل السويداء بجنوب سوريا

الشيخ الجربوع يتهم الحكومة بالتقصير... ومسؤول: الدعم الإنساني مستمر

قافلة مساعدات جديدة للهلال الأحمر العربي السوري تصل إلى معبر بصرى الشام الإنساني في طريقها للسويداء (سانا)
قافلة مساعدات جديدة للهلال الأحمر العربي السوري تصل إلى معبر بصرى الشام الإنساني في طريقها للسويداء (سانا)
TT

قافلة مساعدات جديدة تدخل السويداء بجنوب سوريا

قافلة مساعدات جديدة للهلال الأحمر العربي السوري تصل إلى معبر بصرى الشام الإنساني في طريقها للسويداء (سانا)
قافلة مساعدات جديدة للهلال الأحمر العربي السوري تصل إلى معبر بصرى الشام الإنساني في طريقها للسويداء (سانا)

وسط تفاعل الجدل ما بين تأكيد ونفي فرض حصار على محافظة السويداء، دخلت قافلة مساعدات إلى المحافظة، الاثنين، محملة بـ200 طن من الطحين، فيما دعا وزير الإعلام السوري، إلى «تحييد احتياجات المواطنين عن أي توظيف سياسي»، مستنكراً مزاعم وجود حصار حكومي لمحافظة السويداء.

وتعاني محافظة السويداء، التي شهدت أحداثاً دامية منتصف الشهر الحالي، من أوضاع إنسانية صعبة، وترافق تفاقم الأوضاع الإنسانية في السويداء مع حملات تحريض وتحريض مضاد، في وسائل التواصل الاجتماعي لم تستثن الوضع الإنساني للمدنيين، وأدان وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، ما وصفه بـ«استغلال معاناة المدنيين وخطاب الكراهية»، داعياً إلى تحييد احتياجات المواطنين عن أي توظيف سياسي.

وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى (سانا)

كما استنكر في منشور له على منصة «إكس» مزاعم وجود حصار حكومي لمحافظة السويداء، ووصفها بـ«التصرفات المتهورة» لمجموعات خارجة عن القانون. وقال الوزير إن تجريم خطاب الكراهية والتحريض الطائفي يمثل أولوية وطنية تستدعي تطبيق العقوبات القانونية الفورية لحماية الوحدة الوطنية.

في شأن متصل، صرّح المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، الدكتور آدم عبد المولى، للوكالة الرسمية «سانا»، بأنه تم إرسال قافلة ثالثة تحمل مساعدات إنسانية أساسية لمحافظة السويداء، تشمل المواد الغذائية، والإغاثية، والإمدادات الطبية، بتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري، مشدداً على مواصلة الأمم المتحدة جهودها في حشد الدعم، وتعزيز التنسيق مع السلطات السورية، لضمان استمرارية الاستجابة الإنسانية جراء الوضع في المحافظة.

وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، قتيبة إدلبي، أن المساعدات التي أرسلت، الاثنين، إلى محافظة السويداء، هي جزء من استمرار جهود الحكومة في تثبيت الأوضاع ما بعد الاقتتال الذي شهدته المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أضاف إدلبي أن «الدعم الإنساني مستمر، ونسعى إلى استعادة الحياة الطبيعية قريباً، مع البدء بمسار العمل السياسي والصلح المجتمعي».

من جهتها، ذكرت قناة الإخبارية السورية، أن قافلة المساعدات الإنسانية تضم 27 شاحنة تحوي 200 طن من الطحين، و2000 سلة إيواء، و1000 سلة غذائية، إضافة إلى مواد طبية متنوعة.

​ سيارات تحمل مساعدات أثناء توجهها إلى السويداء عبر بصرى الشام في درعا الاثنين (رويترز)

ومن جهته، أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى أنه «منذ بداية الأحداث المؤسفة، لم تتوقف قوافل المساعدات الإنسانية عن محاولة الوصول إلى أهلنا في السويداء، يحدوها الأمل بأن تصل إلى كل من ينتظر الدعم في هذا الوقت العصيب».

وأضاف المصطفى في منشور على منصة «إكس»: «نأمل بكل صدق ألا تُعرقل هذه القوافل من الجهة الخارجة عن القانون التي تسعى إلى توظيف معاناة أهلنا لأهدافها الانعزالية»، مؤكداً أن الدولة تظل أمام مسؤوليتها الأخلاقية تجاه أبناء السويداء وكل مواطن يعاني، ولن تدخر جهداً من أجل تخفيف معاناتهم، وإيصال الدعم إلى من يستحقه.

وكان محافظ السويداء مصطفى البكور، أكد الأحد، أن قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية تدخل إلى محافظة السويداء يومياً وبشكل طبيعي من جهة بصرى الشام في ريف درعا، ولا توجد أي إعاقة في حركة المرور، والطريق سالك لدخول المنظمات الإغاثية إلى المحافظة، وفق تصريح لوكالة «سانا».

أفراد من عائلات العشائر البدوية التي غادرت السويداء ولجأت إلى مدرسة في قرية السهوة بمحافظة درعا (رويترز)

ولفت البكور إلى تواصل الورشات الفنية والخدمية في الوقت ذاته أعمالها على قدم وساق، لإعادة تأهيل بعض المقاطع المتضررة في الطريق، وضمان عودة الحركة الطبيعية إلى كل أرجاء المحافظة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، لضمان سلامة المواطنين، وتيسير تنقلهم بشكل آمن.

وبيّن البكور أن الاستجابة الإنسانية مستمرة للمنطقة الجنوبية، حيث نقلت قوافل المساعدات 96 طناً من الطحين، و85 ألف لتر من المازوت للمشافي والأفران ومؤسسة الاتصالات، ومعدات ومستهلكات جراحية تكفي لـ400 عملية جراحية، وأدوية ومستهلكات طبية، ومواد تغذية ومساعدات إغاثية.

وأكد البكور أنه يتم يومياً إدخال محروقات إلى محافظة السويداء من قبل وزارة الطاقة، كما ستدخل، الاثنين، قافلة مساعدات جديدة، تحتوي على 200 طن من الطحين، ومساعدات إغاثية متنوعة.

شيخ العقل يوسف جربوع

في المقابل، وصف شيخ طائفة «المسلمين الموحدين الدروز في سوريا» يوسف جربوع الوضع من الناحية الإنسانية والإغاثية في السويداء بأنه «سيئ، لأن الاحتياجات في المحافظة أكبر من كميات المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية التي تدخل إليها.

وأشار جربوع في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هناك مشكلة في توفير الطحين وتوزيعه على الأفران، وكذلك المحروقات التي يتسبب نقصها أيضا في تفاقم عملية التنقل بين القرى وفي أحياء مدينة السويداء.

وذكر جربوع أيضاً أن عملية النزوح التي حصلت تسببت بضغط على القرى، لأن الأهالي فيها استهلكوا المخزون الموجود هناك، وهم الآن في وضع احتياج.

وأشار إلى أن المحروقات والمواد الغذائية، مثل الطحين، يجب أن تأتي بشكل أكبر، وهذه هي مسؤولية الدولة، لأنها من ضمن مستحقات المحافظة التي يجب أن تبقى مستمرة، لكنها اليوم معطلة.

وأوضح أن الدعم الإنساني الذي يأتي من منظمات دولية لا يزال ضعيفاً، ولا يغطي الحاجة كاملة، والحالة تزداد صعوبة بشكل يومي.

قافلة تحمل مساعدات للسويداء تنتظر على الطريق العام أثناء توجهها عبر بصرى الشام بدرعا (رويترز)

ورداً على سؤال حول الاتهامات التي توجه للحكومة بفرض حصار على السويداء رغم سعيها إلى إدخال قوافل المساعدات، رأى جربوع أن هناك «تقصيراً من قبل الحكومة التي تترك الأمر للمنظمات الدولية، ولكن الجانب الذي يجب أن تغطيه لا تقوم به بشكل صحيح».

وسألت «الشرق الأوسط» جربوع عن الطرف الذي يتحمل المسؤولية في الوضع القائم، خصوصاً أن وفداً وزارياً من الحكومة السورية عند الإعلان عن وقف إطلاق النار، ذهب رفقة قافلة مساعدات إنسانية إلى السويداء، إلا أن شيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري رفض دخول الوفد وقافلة المساعدات؟ فأجاب بأنه شخصياً كان مشجعاً لدخول الوفد الوزاري الإنساني ولم يكن ضده، ولكن كان هناك رفض من قبل الشيخ الهجري. وأضاف: «نحن رأينا أن هذا الرفض لا يخدمنا، لأن الوفد مؤلف من وزراء مدنيين ليس لهم علاقة بالعمل العسكري، ويقدمون خدمات مدنية».

ولفت إلى أنه بعد ما حصل في السويداء، فإنها (الحكومة) «تريد فرض نفسها بالقوة، لكن الأمر يحتاج إلى إعادة الثقة وتعزيزها ما بين المجتمع والدولة... ونحن كان لدينا تخوف من أن أفراد الحكومة إذا دخلوا ربما يتعرضون للإساءة من الناس».

وأضاف: «يجب إعادة تعزيز الثقة، ولكن نحتاج إلى مبادرات من الدولة السورية تتجاوز الأزمة وتقديم مبادرات حسن نية، من ضمنها على الأقل إطلاق سراح المعتقلين».

ووصف جربوع السويداء، بأنها منطقة منكوبة تحتاج إلى دعم إنساني خدمي من النواحي كافة، وشدّد على أن الوضع الإنساني في المحافظة يجب أن يبقى بعيداً عن السياسة.

وأضاف: «نريد منظمات دولية، مثل الهلال الأحمر، كما نريد فريقاً من الأمم المتحدة لتقييم الوضع إنسانياً، ومعرفة الاحتياجات المطلوبة».


مقالات ذات صلة

تقرير: إيران تعمل على حشد فلول «الفرقة الرابعة» لتأجيج الوضع في سوريا

المشرق العربي عناصر من «فاطميون» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني في دير الزور بشرق سوريا (أرشيفية)

تقرير: إيران تعمل على حشد فلول «الفرقة الرابعة» لتأجيج الوضع في سوريا

قال موقع «تلفزيون سوريا» إن إيران تعمل منذ مطلع شهر ديسمبر الجاري، على حشد فلول الفرقة الرابعة المرتبطة بإيران لتأجيج الوضع في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سوريا تفتح تحقيقاً بشأن مقبرة جماعية تعود لعهد الأسد

سوريا تفتح تحقيقاً بشأن مقبرة جماعية تعود لعهد الأسد

أمرت الحكومة السورية جنوداً من الجيش بفرض حراسة على مقبرة جماعية حُفرت لإخفاء فظائع وقعت في عهد بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي نشر قوات الأمن السورية بعد الصدامات التي اندلعت خلال احتجاجات في اللاذقية أمس (إ.ب.أ)

4 قتلى و108 جرحى باشتباكات مظاهرات اللاذقية

أعلنت مديرية الصحة في محافظة اللاذقية السورية، الاثنين، ارتفاع عدد الوفيات عقب هجوم مسلح على قوات الأمن ومواطنين خلال احتجاجات إلى 4 أشخاص و108 مصابين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي الرئيس السوري أحمد الشرع (على اليمين) يصافح مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد في العاصمة السورية دمشق 10 مارس 2025 (سانا) play-circle

«قسد»: تأجيل زيارة عبدي إلى دمشق «لأسباب تقنية»

قال فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إنه كان من المقرر أن يقوم قائد «قسد» مظلوم عبدي بزيارة لدمشق، إلا أنها تأجلت «لأسباب تقنية».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
عناصر من قوات الأمن السورية خلال عمليات أمنية في ريف دمشق (الداخلية السورية)

تدريبات عسكرية وراء دوي انفجار بمحيط منطقة المزة في دمشق

ذكرت قناة «الإخبارية» ‌السورية ‌الرسمية، الاثنين، ​أن ‌دوي الانفجار الذي سُمع بمحيط منطقة المزة في ‌دمشق جاء بسبب تدريبات عسكرية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

السفير المصري في بيروت: لا إنذارات أو تحذيرات خفية موجهة إلى لبنان

 الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً السفير المصري علاء موسى في وقت سابق (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً السفير المصري علاء موسى في وقت سابق (الرئاسة اللبنانية)
TT

السفير المصري في بيروت: لا إنذارات أو تحذيرات خفية موجهة إلى لبنان

 الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً السفير المصري علاء موسى في وقت سابق (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً السفير المصري علاء موسى في وقت سابق (الرئاسة اللبنانية)

في وقت يسود فيه الترقب في لبنان لما سينتهي عليه اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولا سيما فيما يتعلق بالشأن اللبناني - الإسرائيلي، أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أن تنفيذ الاتفاقات والقرارات الدولية، وفي مقدّمها اتفاق 27 نوفمبر (تشرين الثاني) والقرار «1701»، يشكّل المدخل الأساسي لتجنيب لبنان مزيداً من التوترات الأمنية، مشدداً على أنه لا وجود لأي إنذارات أو تحذيرات خفية موجّهة إلى لبنان، بل الالتزام الواضح بمرجعيات وقّعت عليها الأطراف المعنية، ولا بد من تطبيقها الكامل من الجميع.

الحل الوحيد

كلام موسى جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة المصرية في بيروت، تناول فيه المستجدات اللبنانية والإقليمية.

وأشار السفير المصري إلى أن «مصر تبذل جهوداً مكثفة، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لخفض منسوب التوتر في جنوب لبنان وفي المنطقة عموماً، عبر اتصالات دبلوماسية نشطة يقودها وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية».

وأكد أن «غياب الوساطات والجهود السياسية قد يؤدي إلى عواقب غير محمودة»، مشدداً على أن «الحل الوحيد المتاح هو الالتزام بالاتفاقات والعودة الدائمة إلى المرجعيات الدولية، بالتنسيق مع الشركاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة».

وتطرّق السفير المصري إلى زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى لبنان، موضحاً أنها جاءت في إطار دعم لبنان والعهد والحكومة الجديدين، وتركزت خصوصاً على ملف الطاقة. وكشف أن الزيارة أسفرت عن توافق على اتخاذ خطوات سريعة لدعم هذا القطاع، تُرجمت بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة، للاستفادة من الخبرات المصرية المتراكمة في هذا المجال.

لغة واحدة

وعن الاتصالات مع مختلف القوى اللبنانية، شدّد موسى على أن لغة مصر واحدة مع الجميع، داخل لبنان وخارجه، وتقوم على ضرورة الالتزام باتفاق 27 نوفمبر والمرجعيات التي يستند إليها، لافتاً إلى أن الجهود المصرية لا تقتصر على الساحة اللبنانية فحسب، بل تشمل أيضاً الأطراف الخارجية المؤثرة، بما فيها الجانب الإسرائيلي، لحضّه على الالتزام بالاتفاقات القائمة.

وختم موسى بالتأكيد على أن القاهرة تعمل على استكشاف أرضيات مشتركة مع الأطراف الإقليمية والدولية لإعادة بناء الثقة، معرباً عن أمله بأن يشهد العام المقبل مؤشرات إيجابية، سواء على مستوى الاستقرار الأمني أو التعاون الاقتصادي، ولا سيما في قطاع الطاقة، بما يسهم في معالجة أزمة الكهرباء المزمنة في لبنان.

حمادة: الملف اللبناني في المجهول

وأتى ذلك في وقت لاقت فيه مواقف أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم الأخيرة ردود فعل رافضة، لا سيما بعد اتهامه السلطة وخطة حصرية السلاح بخدمة المشروع الإسرائيلي.

وفي هذا الإطار، عدّ عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة «أن الملف اللبناني لا يزال في المجهول بين الوضع الميداني وقمة فلوريد، والاجتماع السعودي القطري الإيراني الذي قد يكون له تأثير على مجرى الأمور»، آملاً «أن تتضح الأمور أكثر مع بداية العام الجديد للانتقال إلى الملف المالي والاستحقاق الانتخابي».

ورأى في حديث إذاعي أن «كلام الأمين العام لـ(حزب الله) الشيخ نعيم قاسم عن أن حصر السلاح هو تبرع للعدو، في غير مكانه، لأنه في الحقيقة تبرع للبنان، وقد تأخر 25 عاماً لتسليم أو حصر السلاح بيد الدولة الذي لم يكن يوماً إلا مطلباً دستورياً، تنفيذاً لاتفاق الطائف، وعلى الشيخ قاسم الهدوء والنظر إلى الأمر في سبيل إنقاذ لبنان».

وختم: «لم نطالب يوماً بسحب السلاح بالقوة، لكن المطلوب العودة إلى الدولة التي عليها فض الملف جنوباً، واستعادة الأراضي المحتلة، وإعادة الأسرى، ووقف الاعتداءات، أما ماذا يسبق ما، ومن يسبق من، فهو ما يجب أن يُدرس بتمعن».

وكان عضو كتلة «حزب القوات اللبنانية» النائب رازي الحاج انتقد كلام قاسم، وكتب عبر حسابه على منصّة «إكس»: «شيخ نعيم، لم تلتزموا بشيء ولم تسلّموا سلاحكم. وهذه ليست المرّة الأولى التي تتنصلون فيها من التزاماتكم. فنحن نذكر جيداً الحوارات الوطنية التي شهدت على هذا النهج والتي انتهت كلّها بالانقلاب على التعهّدات والتنصّل من المسؤوليات، شيخ نعيم، لا خلاص لكم إلا بمشروع الدولة!».

قبيسي ينتقد «الميكانيزم»

في المقابل، رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي أن «ما قدّمه الثنائي الوطني دفاع عن لبنان ووحدته، فيما الاختلاف الداخلي يخدم العدو الإسرائيلي».

وأشار في احتفال تأبيني إلى أن «الواقع السياسي الذي وصل إليه لبنان وضع البلاد أمام محطة أساسية للتمسك بالمبادئ»، لافتاً إلى «الدور الذي قاده رئيس البرلمان نبيه بري خلال المفاوضات إبّان الحرب ما أفضى إلى وقف جزئي لإطلاق النار باتفاق رعته دول كبرى، غير أن إسرائيل لم تلتزم به، ولا تزال تواصل اعتداءاتها اليومية غير آبهة بالقرارات الدولية».

وانتقد قبيسي أداء اللجنة المعروفة بـ«لجنة الميكانيزم»، عادّاً أن «عملها يشهد اختلالاً واضحاً، إذ بات منحصراً بالساحة اللبنانية فقط وتحت ضغط التهديدات الإسرائيلية، ما أفقدها التوازن على مستوى الردع وتطبيق القرار «1701». وطالب المجتمع الدولي والقيمين على اللجنة بتطبيق القانون الدولي، وردع إسرائيل عن اعتداءاتها».


وفاة 25 فلسطينياً في غزة جراء سوء الأحوال الجوية منذ بداية ديسمبر

فلسطينيون نازحون يقفون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة في ظل ظروف شتوية باردة تشهدها المنطقة في 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
فلسطينيون نازحون يقفون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة في ظل ظروف شتوية باردة تشهدها المنطقة في 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

وفاة 25 فلسطينياً في غزة جراء سوء الأحوال الجوية منذ بداية ديسمبر

فلسطينيون نازحون يقفون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة في ظل ظروف شتوية باردة تشهدها المنطقة في 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
فلسطينيون نازحون يقفون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة في ظل ظروف شتوية باردة تشهدها المنطقة في 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

قال تلفزيون «فلسطين»، الاثنين، إن 25 مواطناً في قطاع غزة لقوا حتفهم جراء سوء الأحوال الجوية منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

وغمرت مياه الأمطار المخيمات بالتزامن مع تأثير منخفض جوي عميق يستمر مع أجواء باردة ودرجات حرارة منخفضة، خلال الأيام الماضية، مما فاقم من الأوضاع المأساوية التي يعيشها مئات آلاف النازحين.


عون: المؤسسات العسكرية والأمنية تشكل خط الدفاع الأول عن لبنان

الرئيس جوزيف عون مستقبلاً وفداً من قيادة الجيش بقيادة العماد رودولف هيكل (رئاسة الجمهورية)
الرئيس جوزيف عون مستقبلاً وفداً من قيادة الجيش بقيادة العماد رودولف هيكل (رئاسة الجمهورية)
TT

عون: المؤسسات العسكرية والأمنية تشكل خط الدفاع الأول عن لبنان

الرئيس جوزيف عون مستقبلاً وفداً من قيادة الجيش بقيادة العماد رودولف هيكل (رئاسة الجمهورية)
الرئيس جوزيف عون مستقبلاً وفداً من قيادة الجيش بقيادة العماد رودولف هيكل (رئاسة الجمهورية)

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن «المؤسسات العسكرية والأمنية تشكّل خط الدفاع الأول عن لبنان»، مشدداً على «ضرورة الحفاظ عليها، وتعزيز التنسيق القائم فيما بينها لتثبيت الأمن والاستقرار». وأعرب عن أمله بأن «يشهد العام المقبل ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، واندمال جرح الجنوب عبر تحرير الأسرى وكامل الأراضي اللبنانية».

كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله، الاثنين، وفود المؤسسات العسكرية والأمنية التي زارته مهنئة لمناسبتي عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة.

كما التقى الرئيس عون رئيس الوفد اللبناني المفاوض في «الميكانيزم»، السفير السابق سيمون كرم، وجرى البحث في التحضيرات الجارية لاجتماع اللجنة المقرّر عقده في 7 يناير (كانون الثاني) المقبل.

الجيش المنقذ الوحيد

واستهل عون لقاءاته باستقبال قائد الجيش العماد رودولف هيكل على رأس وفد من القيادة، حيث أكد الأخير أن «الجيش متماسك وقوي وجاهز لتنفيذ جميع المهمات، وفي مقدّمها الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي».

وردّ عون مشدداً على أن «التاريخ أثبت أن الجيش اللبناني أنقذ لبنان مرات عدة»، معتبراً أن «المستقبل سيؤكد أنه المنقذ الوحيد للبلاد، كونه المؤسسة التي تعمل لمصلحة الوطن بعيداً عن الاعتبارات السياسية والحزبية والطائفية».

ووصف الجيش بأنه «العمود الفقري للبنان»، مشيداً بدوره على كامل الأراضي اللبنانية وبالتنسيق القائم مع مختلف الأجهزة الأمنية، لا سيما في الجنوب؛ حيث قدّمت المؤسسة العسكرية 12 شهيداً خلال تنفيذ مهامها.

وأشار عون إلى الدور الأساسي للجيش في بسط الأمن الداخلي، لافتاً إلى أن لبنان استقبل خلال الصيف الماضي نحو مليون و700 ألف شخص، وفق أرقام الأمن العام، من دون تسجيل حوادث أمنية تُذكر، رغم التحديات الداخلية والخارجية؛ ما يعكس انخفاضاً ملحوظاً في معدلات الجريمة مقارنة بكثير من الدول.

الأمن الداخلي

كما استقبل رئيس الجمهورية وفد قوى الأمن الداخلي برئاسة اللواء رائد عبد الله، مثنياً على عودة المؤسسة إلى موقعها الطبيعي ضمن منظومة أمنية واحدة، ومشدداً على أهمية دورها في حفظ الأمن المجتمعي ومكافحة الجريمة، بما يعزز ثقة المواطنين بحضور الدولة في حياتهم اليومية.

الأمن العام

كذلك، استقبل عون وفد المديرية العامة للأمن العام برئاسة اللواء حسن شقير، مشيداً بالتطور الذي شهده عمل الجهاز، لا سيما على المعابر الحدودية وفي مطار رفيق الحريري الدولي. وفي لقائه مع وفد أمن الدولة، أكد أن الفساد وغياب المحاسبة شكّلا جوهر الأزمة اللبنانية لعقود، معتبراً أن عودة أجهزة الرقابة إلى دورها الطبيعي أسهمت في زيادة إيرادات الدولة، وتحقيق فائض في الميزانية.

وخلال استقباله وفد المديرية العامة للجمارك، شدد عون على أهمية دورها في حماية الاقتصاد الوطني ومكافحة التهريب، داعياً إلى تحديث عملها، واعتماد التحول الرقمي، كما أثنى في ختام لقاءاته على دور لواء الحرس الجمهوري، معتبراً أن الجيش والمؤسسات الأمنية شكّلوا صمام أمان وصمود للبنان خلال المرحلة الماضية.