قتيلان بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان

أشخاص يتفقدون الحطام خارج مبنى متضرر بشدة في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية في قرية عين قانا بجنوب لبنان 6 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
أشخاص يتفقدون الحطام خارج مبنى متضرر بشدة في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية في قرية عين قانا بجنوب لبنان 6 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
TT

قتيلان بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان

أشخاص يتفقدون الحطام خارج مبنى متضرر بشدة في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية في قرية عين قانا بجنوب لبنان 6 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
أشخاص يتفقدون الحطام خارج مبنى متضرر بشدة في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية في قرية عين قانا بجنوب لبنان 6 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

قُتل شخصان، الثلاثاء، في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان، بحسب ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت تواصل فيه الدولة العبرية غاراتها على لبنان، وتقول إنها تستهدف عناصر «حزب الله» ومنشآته رغم وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وأورد بيان صادر عن وزارة الصحة أن «الغارة التي شنتها مسيرة للعدو الإسرائيلي على بلدة شبعا أدت إلى سقوط شهيدين وإصابة شخص بجروح».

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، فإن القتيلين هما رجل وابنه، بينما أصيب ابنه الثاني بجروح.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه قتل عنصراً في «حزب الله» ورجلاً ينشط في «سرايا المقاومة» التي قال إنها «تعمل بتوجيه من (حزب الله)».

وأضاف: «تورط الإرهابيون مع أسلحة استخدمها (حزب الله) لأغراض إرهابية واستطلاع على قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة».

ويأتي ذلك بعد أيام من سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في هجوم عدّه المسؤولون اللبنانيون انتهاكاً «سافراً» لاتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية والحزب.

وبحسب «حزب الله»، أسفرت الغارات عن تدمير كامل لتسع مبان، فضلاً عن تضرر 71 مبنى.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أهدافاً تابعة لـ«الوحدة الجوية» في الحزب، خصوصاً مواقع تحت الأرض لإنتاج الطائرات المسيّرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوعدت إسرائيل، الجمعة، بأنها ستواصل شنّ ضربات في لبنان إذا لم تنزع السلطات سلاح «حزب الله».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: «لن يكون هناك هدوء في بيروت ولا نظام ولا استقرار في لبنان من دون أمن دولة إسرائيل». وأضاف: «يجب احترام الاتفاقات، وإذا لم تفعلوا ما هو مطلوب، فسنواصل التحرك، وبقوة كبيرة».

ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب مقاتلي «حزب الله» من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود)، وتفكيك بُناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة «يونيفيل» انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل. كذلك نصّ على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي توغلت إليها في جنوب لبنان خلال النزاع.

وفتح الحزب المدعوم من إيران «جبهة إسناد» لغزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

شخص يتفقد الدمار بعد غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت 6 يونيو 2025 (أ.ب)

وكان رئيس الحكومة اللبناني أعلن، الخميس، تفكيك أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المنطقة الممتدة جنوب نهر الليطاني منذ اتفاق وقف النار.

وقال سلام: «الجيش اللبناني يواصل توسيع انتشاره وحتى الآن، فكّك جنوب الليطاني أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن».

وكانت منطقة جنوب الليطاني تعدّ معقلاً للحزب اللبناني الذي خسر في حربه مع إسرائيل عدداً كبيراً من قياداته ودُمر جزء كبير من ترسانته.

ومنذ انتهاء الحرب، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، وتشدد على أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته بعد الحرب التي تكبد فيها خسائر كبيرة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية.

ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط عليها لوقف هجماتها والانسحاب من النقاط التي لا تزال متمركزة فيها داخل أراضيه.


مقالات ذات صلة

اللبنانيون يوثقون الاشتباك الصاروخي الإيراني - الإسرائيلي فوق أراضيهم

المشرق العربي صواريخ دفاع جوي إسرائيلية تعترض صواريخ إيرانية فوق الأراضي اللبنانية (المركزية)

اللبنانيون يوثقون الاشتباك الصاروخي الإيراني - الإسرائيلي فوق أراضيهم

تحولت مشاهدة الاشتباك بين صواريخ إيران وإسرائيل، إلى ظاهرة تجمّع الآلاف منهم ليلياً على أسطح المنازل والمباني، لمراقبة الصواريخ والمسيرّات الإيرانية واعتراضاتها

يوسف دياب (بيروت)
الاقتصاد لافتة على طريق «مطار بيروت الدولي» تروج للسياحة في لبنان (أ.ب)

الحرب الإيرانية - الإسرائيلية تعرقل الموسم السياحي في لبنان

أطاحت الحربُ الإيرانية - الإسرائيلية كلَّ الجهود التي تُبذل منذ أسابيع لضمان موسم سياحي غير مسبوق منذ سنوات في لبنان.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي عناصر من «حزب الله» خلال عرض عسكري عام 2023 (أرشيفية - أ.ب)

لبنان يتحصّن لتحييده عن الحرب ويستعين بالأميركي برّاك للجم إسرائيل

تحييد لبنان عن الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل يتصدر جدول أعمال المرحلة السياسية الراهنة، ويحظى برعاية الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي ركاب عالقون في مطار بيروت بعد إلغاء رحلاتهم الجوية (د.ب.أ)

مطار بيروت يعمل ضمن «جدول طارئ»

بدأ مطار رفيق الحريري في بيروت العمل ضمن «جدول طارئ» لتخطي الأزمة التي ترتبت على إلغاء عدد من شركات الطيران العربية والعالمية رحلاتها إلى لبنان.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي ملصق بمخيم «شاتيلا» للاجئين الفلسطينيين في بيروت يظهر أحد مقاتلي «حماس»... (أ.ف.ب)

ما علاقة الحرب الإسرائيلية - الإيرانية بالسلاح الفلسطيني في لبنان؟

الجهات الفلسطينية المعنية في لبنان لم تُبلّغ حتى الساعة بأي تعليمات بخصوص تسليم السلاح الموجود في أي مخيم خلال الأيام المقبلة.

بولا أسطيح (بيروت)

إلى أين وصلت المفاوضات بين إسرائيل و«حماس»؟

فلسطينيون يحملون جثث أقارب قُتلوا في ضربة إسرائيلية أصابت مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب)
فلسطينيون يحملون جثث أقارب قُتلوا في ضربة إسرائيلية أصابت مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب)
TT

إلى أين وصلت المفاوضات بين إسرائيل و«حماس»؟

فلسطينيون يحملون جثث أقارب قُتلوا في ضربة إسرائيلية أصابت مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب)
فلسطينيون يحملون جثث أقارب قُتلوا في ضربة إسرائيلية أصابت مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب)

يزداد الحديث الإعلامي الإسرائيلي عن حراك يتعلّق بالمفاوضات مع حركة «حماس» للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لفترة محددة، تُجرى خلالها مفاوضات أكثر جدية بشأن وقف إطلاق نار دائم؛ وهو ما أكدته مصادر من «حماس»، وإن كانت قد أشارت إلى عدم حدوث «انفراجة» بعد.

ويوم الأحد الماضي، لوَّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإمكان حدوث انفراجة قريباً، وقال إنه قد يرسل وفداً للتفاوض، وإنه أصدر توجيهاته بالمُضي قدماً في المفاوضات.

وصرَّحت مصادر قيادية في «حماس» من داخل القطاع وخارجه لـ«الشرق الأوسط» أن حراك التفاوض لا يزال مستمرّاً، رغم الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، وقالت إنه يكون في بعض الأحيان أكثر نشاطاً، وأحياناً يكون بطيئاً، بسبب انشغال الوسطاء وغيرهم في ملفات يرونها أكثر إلحاحاً.

وأوضحت المصادر أن الحراك الحالي لم يصل حتى اللحظة إلى «انفراجة أو اختراق حقيقي»، غير أن هناك قدراً من التقدم «يأتي في إطار التجاوب الإيجابي» الذي نقله الوسطاء لقيادة «حماس» عن إمكان التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن فترة الستين يوماً التي حددها مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مؤخراً، وضمان استمرارية وقف إطلاق النار خلالها، مع التأكد من توزيع إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين على فترات لضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار طوال هذه الفترة.

مصابان يتلقيان إسعافات في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة بعد إطلاق الرصاص عليهم قرب مركز لتوزيع المساعدات (أ.ف.ب)

ولم تستبعد المصادر حدوث «اختراق جدي» في الأيام أو الفترة المقبلة، لكنها قالت إن هذا يعتمد في الأساس على موقف إسرائيل.

«مجرد مراوغات»

وأكَّدت المصادر أن الخلاف الأساسي حتى اللحظة لا يتمثل فقط في ضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، إذ تسعى الحركة للحصول على ضمانات واضحة «بإجراء مفاوضات جادة للوصول لاتفاق شامل يصل بنا إلى وقف الحرب»، وهو أمر قالت إن إسرائيل «ما زالت تراوغ بشأنه، وهو ما قد يعوق إمكانية التوصل إلى اتفاق مجدداً».

وأشارت المصادر إلى أن الحركة تلقت وعوداً من الوسطاء بحل الأزمة الإنسانية وتنفيذ البروتوكول الإنساني.

وفيما يتعلق بالحديث الدائر في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن حدوث «تقدم كبير» في المفاوضات، قال أحد المصادر القيادية في «حماس» لـ«الشرق الأوسط»: «الأمر بيد إسرائيل فقط، لكن يمكن اعتبار كل ما يتردد في وسائل الإعلام العبرية مجرد مراوغات لا أكثر، لأنه في الحقيقة حكومة نتنياهو ما زالت تتهرب من تقديم التزامات واضحة بوقف الحرب».

فلسطينيون يتلقون الرعاية الطبية البسيطة المتاحة بمستشفى ناصر في خان يونس بعد إصابتهم بالرصاص قرب مركز لتوزيع المساعدات الثلاثاء (أ.ف.ب)

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الثلاثاء، عن مصادر إقليمية لم تُحددها أن هناك «تقدماً كبيراً جداً» في المفاوضات نحو التوصل لصفقة أسرى، بما يشمل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.

وقال أحد المصادر: «أظهر الجانبان مرونة، لكنهما يخشيان عواقب المواجهة مع إيران»، مشيراً إلى أن الوفد الإسرائيلي لم يتوجه إلى الدوحة بعد «خشية أن يؤدي ذلك إلى إبطاء وتيرة المحادثات، لا تسريعها».

ووفقاً للصحيفة، فإن مسؤولين أميركيين أبلغوا عائلات المحتجزين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة بوجود «مؤشرات إيجابية للغاية» على حدوث انفراجة.

غير أن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن القضايا «أوسع نطاقاً بكثير، وتتعلق بإنهاء الحرب فعلياً». وأضاف: «لا تقتصر المفاوضات على المرحلة الأولى المتمثلة في إطلاق سراح ما بين 8 و10 مختطفين أحياء».

وتطالب عائلات المحتجزين الإسرائيليين بالعمل على الإفراج عن أبنائها، واستغلال الوضع في إيران لوضع قضيتهم على رأس جدول المفاوضات مع طهران لوقف الحرب هناك.

ووجهت عائلة الجندي الإسرائيلي المحتجز لدى «حماس»، ألون أوهال، مناشدة لنتنياهو بأن يتضمن أي اتفاق قد يبرم مع إيران شرطاً يُلزمها بأن تضغط على الحركة للإفراج الفوري عن رهائنها.