إسرائيل «تشاغب» خلال تشييع نصر الله

طائراتها نفذت غارات «بِقَاعَاً وجنوباً» وحلّقت فوق المشيّعين

طائرات حربية إسرائيلية تحلق فوق بيروت خلال تشييع نصر الله (أ.ب)
طائرات حربية إسرائيلية تحلق فوق بيروت خلال تشييع نصر الله (أ.ب)
TT
20

إسرائيل «تشاغب» خلال تشييع نصر الله

طائرات حربية إسرائيلية تحلق فوق بيروت خلال تشييع نصر الله (أ.ب)
طائرات حربية إسرائيلية تحلق فوق بيروت خلال تشييع نصر الله (أ.ب)

نفذت إسرائيل، الأحد، بالتزامن مع تشييع جثمانَي الأمينَين العامَّين السابقين لـ«حزب الله»، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، سلسلة غارات على مناطق في جنوب لبنان والبقاع (شرقاً)، كما حلّقت طائراتها الحربية على علوّ منخفض جداً فوق مكان التشييع بالعاصمة بيروت، ما بدا أشبه بـ«مشاغبة» واستعراض أرادت عبرهما إيصال رسائل عدة، لعل أبرزها أنها تتمتع بحرية الحركة في لبنان، وأنها قادرة على استهداف أي شخصية أو موقع أو تجمع ساعة تريد، بما يشكل انقلاباً واضحاً على اتفاق وقف النار الذي كان قد أعلن الطرفان (تل أبيب و«الحزب») الموافقة عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

التطورات الميدانية

وبعد تراجع عمليات القصف الإسرائيلية في الآونة الأخيرة رغم مواصلة الجيش الإسرائيلي احتلال 5 مواقع على الأقل في الجنوب اللبناني، تقصدت تل أبيب التصعيد الميداني بالتزامن مع التشييع، فنفذ الطيران الحربي الإسرائيلي منذ ساعات صباح الأحد سلسلة غارات في الجنوب استهدفت منطقة مريصع في أطراف بلدة أنصار، وبلدة معروب بقضاء صور، ومنطقة النهر الواقعة بين بلدتي الحلوسية والزرارية، ومنطقة العاقبية، وتبنا قرب البيسارية، وجبل الريحان بمنطقة جزين، ووادي العزية جنوب صور، إضافة إلى المنطقة الواقعة بين بلدتَي زبقين ومجدل زون في القطاع الغربي من الجنوب.

وطالت الغارات مناطق شرق لبنان، وبالتحديد منطقة بريصا في جرود الهرمل وخراج بلدة بوداي بين محلة الجداوي وتلة الحفير غرب بعلبك.

وبالتزامن مع انطلاق مراسم التشييع وترداد المشيعين عبارة: «الموت لإسرائيل»، حلّقت طائرات حربية إسرائيلية على علوّ منخفض جداً فوق «المدينة الرياضية» في بيروت حيث أقيم التشييع. وصوّر المشيعون الطائرات مباشرة فوق رؤوسهم. وبدت في أحد الفيديوهات 4 طائرات تستعرض في سماء بيروت.

نعشا نصر الله وصفي الدين على شاحنة وسط الجموع داخل «المدينة الرياضية» في بيروت (أ.ب)
نعشا نصر الله وصفي الدين على شاحنة وسط الجموع داخل «المدينة الرياضية» في بيروت (أ.ب)

الموقف الإسرائيلي

وسارع وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى التعليق على هذا المشهد، فقال إن «طائرات سلاح الجو الإسرائيلي الّتي تحلّق الآن في سماء بيروت خلال جنازة الأمين العام الأسبق لـ(حزب الله) حسن نصر الله، تنقل رسالةً واضحةً مفادها بأن من يهدّد بتدمير إسرائيل ويهاجم إسرائيل، فهذه هي نهايته». وأضاف: «ستتخصّصون في الجنازات، ونحن في الانتصارات».

وفي حين أفيد بأن معظم الغارات التي نفذتها إسرائيل طالت أودية ومواقع غير مسكونة، ادعى الجيش الإسرائيلي قصف «مواقع عسكرية تحتوي منصات صواريخ في بعلبك ومناطق أخرى بجنوب لبنان».

وتحدث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عن «إغارة جيش الدفاع بشكل دقيق على موقع عسكري احتوى قذائف صاروخية ووسائل قتالية داخل لبنان، تم رصد أنشطة لـ(حزب الله) في داخله». كما أشار في تغريدات على موقع «إكس» إلى أنه «تمت مهاجمة عدة منصات صاروخية لـ(حزب الله) في منطقة جنوب لبنان، شكلت تهديداً على مواطني دولة إسرائيل»، عادّاً أن «هذه الأنشطة الإرهابية التي يقوم بها (حزب الله) تشكّل خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وتشكل تهديداً لإسرائيل ومواطنيها، حيث سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل».

4 طائرات إسرائيلية تحلق فوق «المدينة الرياضية» حيث جرت مراسم تشييع نصر الله وصفي الدين (رويترز)
4 طائرات إسرائيلية تحلق فوق «المدينة الرياضية» حيث جرت مراسم تشييع نصر الله وصفي الدين (رويترز)

تبادل رسائل

وعدّ مدير «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، أن هذا الأداء من إسرائيل خلال التشييع كان متوقعاً، وأنه يندرج ضمن إطار «الحرب النفسية»، لافتاً، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الغارات التي استهدفت الجنوب طالت منطقة قريبة من موقع دفن السيد هاشم صفي الدين».

وأشار جابر إلى أن «ما حدث يندرج في إطار تبادل الرسائل بين الطرفين، حيث أرادت إسرائيل أن تقول: (أنا موجودة، وبالمرصاد)، فيما أراد (حزب الله)، ومن خلال الجماهير الغفيرة التي شاركت في التشييع القول: (لا تزال شعبيتي على ما هي عليه، ولا أزال قوياً».


مقالات ذات صلة

الجيش اللبناني فكّك ما يفوق 90 % من بنية «حزب الله» جنوب الليطاني

المشرق العربي آليات عسكرية للجيش اللبناني في قانا بجنوب لبنان بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» حيز التنفيذ 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

الجيش اللبناني فكّك ما يفوق 90 % من بنية «حزب الله» جنوب الليطاني

فكّك الجيش اللبناني «ما يفوق 90 في المائة» من البنى العسكرية العائدة لجماعة «حزب الله» في منطقة جنوب الليطاني المحاذية للحدود مع إسرائيل منذ سريان وقف النار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لقاء بين الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر الشاطئ بأبوظبي (الرئاسة اللبنانية)

قمة لبنانية إماراتية في أبوظبي لمرحلة جديدة من العلاقات المثمرة

بدأ الرئيس اللبناني جوزيف عون زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك تلبية لدعوة من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مقر مصرف لبنان المركزي في بيروت (رويترز)

البرلمان اللبناني يبدأ دراسة مشروع «إعادة هيكلة المصارف»

باشرت لجنة المال والموازنة في مجلس النواب اللبناني، برئاسة النائب إبراهيم كنعان، دراسة «مشروع قانون إعادة تنظيم القطاع المصرفي» الذي أقرته الحكومة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مجتمعاً مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز والجنرال مايكل جيه ليني والسفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون (رئاسة الجمهورية)

المسؤولون اللبنانيون: اعتداءات إسرائيل تعوق انتشار الجيش ومسيرة تعافي الدولة

جدد المسؤولون اللبنانيون مطالبتهم بانسحاب إسرائيل من المناطق التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها التي تعوق انتشار الجيش اللبناني وتنعكس سلباً على مسيرة تعافي الدولة

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص أفراد من الجيش اللبناني في موقع استهداف إسرائيلي لقيادي في «الجماعة الإسلامية» جنوب بيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

خاص « الدفاع الأعلى» اللبناني يطالب «حماس» بتسليم مطلوبين بإطلاق الصواريخ

قال مصدر لـ«الشرق الأوسط» بأن تسليم المطلوبين من «حماس» المتهمين بإطلاق الصواريخ على إسرائيل سيتصدر أول اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع الذي سيعقد الجمعة.

محمد شقير (بيروت)

لبنان يطالب «حماس» بتسليم مطلقي الصواريخ

أفراد من الجيش اللبناني في موقع استهداف إسرائيلي لقيادي في «الجماعة الإسلامية» جنوب بيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
أفراد من الجيش اللبناني في موقع استهداف إسرائيلي لقيادي في «الجماعة الإسلامية» جنوب بيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

لبنان يطالب «حماس» بتسليم مطلقي الصواريخ

أفراد من الجيش اللبناني في موقع استهداف إسرائيلي لقيادي في «الجماعة الإسلامية» جنوب بيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
أفراد من الجيش اللبناني في موقع استهداف إسرائيلي لقيادي في «الجماعة الإسلامية» جنوب بيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

تتجه السلطات اللبنانية إلى الطلب من حركة «حماس»، تسليم بقية المطلوبين الذين ثبُت ضلوعهم في إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه مستعمرتي المطلة، وكريات شمونة، وأيضاً ضلوعهم في تخزين الصواريخ والمنصات في مخزن دهمته وحدات من الجيش اللبناني، وصادرت محتوياته، وبعضها أُعدّ للإطلاق.

وقال مصدر لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط» إن الإصرار على تسلمهم يتصدر جدول أعمال أول اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع يُعقد غداً (الجمعة) برئاسة الرئيس جوزيف عون. وأضاف المصدر أن المجلس سيبحث الوضع في الجنوب في ضوء التزام لبنان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والحوادث التي حصلت في الأيام الأخيرة بمنع قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) من دخول بعض القرى من قِبل الأهالي.

ولفت المصدر إلى أن فرع التحقيق في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني توصل، من خلال التحقيقات التي أجراها بإشراف القضاء المختص مع الموقوفين المتهمين بإطلاق الصواريخ، إلى إعداد لائحة بأسماء المطلوبين من «حماس» بالتهمة نفسها، والمتوارين عن الأنظار.