منسق الأمم المتحدة يطلق «استراتيجية التعافي المبكر» في سوريا

تشمل قطاعات الصحة والتعليم ومياه الشرب والصرف الصحي... و«من دون الكهرباء لا يمكن إنجاز شيء»

المنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق يطلق «الخطة الأممية لاستراتيجية التعافي المبكر في ‏سوريا»... (سانا)
المنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق يطلق «الخطة الأممية لاستراتيجية التعافي المبكر في ‏سوريا»... (سانا)
TT

منسق الأمم المتحدة يطلق «استراتيجية التعافي المبكر» في سوريا

المنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق يطلق «الخطة الأممية لاستراتيجية التعافي المبكر في ‏سوريا»... (سانا)
المنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق يطلق «الخطة الأممية لاستراتيجية التعافي المبكر في ‏سوريا»... (سانا)

أعلن المنسق المقيم منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لدى سوريا، آدم عبد المولى، إطلاق «استراتيجية التعافي المبكر» في سوريا للسنوات ما بين 2024 و2028.

وحذر المسؤول الأممي الدول المانحة من «عدم تمويل الصندوق المخصص لدعم هذه الاستراتيجية، فإن حالة عدم الاستقرار في سوريا ستؤثر على العالم، ولن يعود اللاجئون السوريين إلى بلدهم، كما سينتعش تنظيم (داعش) من جديد».

وتحدث عبد المولى، خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس، عمّا خلفته الأزمة السورية المستمرة منذ بداية عام 2011 من «عواقب كارثية على البلاد وشعبها؛ إذ لا يزال أكثر من 16 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات منقذة للأرواح، ومستدامة».

نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية ديفيد كاردين يتفقد مشروع معالجة مياه الصرف الصحي في قرية بحورة بمحافظة إدلب السورية يوم 14 مايو الماضي (أ.ب)

وأوضح أن «استراتيجية التعافي المبكر» للأعوام الخمسة المقبلة تشمل قطاعات: الصحة، والتعليم، ومياه الشرب، والصرف الصحي، ودعم فرص سبل العيش المستدام، لافتاً إلى أن الوصول المستدام إلى الطاقة الكهربائية من أهم الأمور التي يرتكز عليها التعافي المبكر، وقال: «الكهرباء عامل مهم، ومن دونه لا نستطيع أن تفعل شيئاً».

وأكد أن الاستراتيجية «ستغطي كل المحافظات السورية، وهي لكل سوري، بغض النظر عن في أي محافظة يقيم، وتهدف إلى خلق بيئات اقتصادية تؤمن سبل العيش الملائمة، والأجور العادلة، والخدمات»، مشدداً على أنه «علينا تمكين السكان للوصول إلى التعافي الشامل».

وأشار عبد المولى إلى أن الاستراتيجية ستنفَّذ وفقاً للمبادئ الإنسانية في جميع مناطق سوريا، تحت القيادة العامة للمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية الإقليمي. وقال: «سيدعم صندوق مخصص للتعافي المبكر هذه الاستراتيجية، وسيكون وسيلة مرنة وفعالة من حيث التكلفة، لتمكين تقديم الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الفاعلة في المجال الإنساني الموارد لتدخّلات التعافي المبكر على المدى المتوسط».

من برنامج تدريب لتعزيز إدارة المستشفيات والرعاية الصحية في جميع أنحاء سوريا (منظمة الصحة العالمية)

ولفت إلى أن الصندوق سيسجَّل لدى المكتب المختص لتسجيل ‏الصناديق في نيويورك، وبعد ذلك يُتعاقد مباشرة مع المانحين لتقديم التبرعات ‏والمساهمات. وأضاف: «أما محلياً، فدورنا ينحصر في إنشاء البرامج التي ‏تبدأ صياغتها من اليوم».

استقبال النازحين من لبنان في مأوى مؤقت للأمم المتحدة بسوريا (مفوضية اللاجئين)

وشدد عبد المولى على أهمية التعافي المبكر في سوريا، لافتاً إلى أنه «خلال الشهر الماضي تدفق الآلاف إلى سوريا من لبنان؛ 70 في المائة منهم سوريون، والباقي لبنانيون وأجانب. ولكي تستوعب المجتمعات المضيفة الوافدين دون توتر، فمن المهم دعم هذه المجتمعات المضيفة».

ودعا المنسق المقيم الدول المانحة إلى المساهمة في تمويل استراتيجية التعافي المبكر، محذراً الدول من التردد في الدعم، بقوله: «يجب أن تقوم بالتمويل؛ لأنه في مصلحتك، لأن ما يحدث في سوريا يؤثر على العالم، فثلث طالبي اللجوء في أوروبا كانوا من السوريين، كما أن 44 ألف سوري وصلوا إلى أوروبا خلال 3 أشهر»، وأضاف: «إذا كنتم لا تريدون لاجئين، فعليكم أن تقدموا الدعم لسوريا».

قارب يحمل سوريين بالبحر المتوسط باتجاه اللجوء في أوروبا (أرشيفية - أ.ب)

ورأى أن «ما يحدث في سوريا ولبنان يصبح بشكل متنامٍ غير مقبول؛ إذ نتوقع أزمات متجددة في سوريا». وقال: «بعدم الاستجابة، ستنتقل حالة عدم الاستقرار إلى بلدان مجاورة، كما أن الأمر سيؤدي إلى زيادة عمليات تنظيم (داعش)». وتابع توجيه كلامه للمانحين: «من أجل مصلحتكم، يجب تقديم الدعم إلى سوريا. سوريا أصبحت مركز إنتاج الكبتاغون، وفق مصادر مفتوحة، وفي هذا السياق ليس لدينا أي دليل على أي كيان معين، وتوزيع الاتهامات لن يحل المشكلة».

إغلاق مركز علاج نفسي شمال غربي سوريا لعدم توفر التمويل (الصحة العالمية)

وتساءل المنسق المقيم منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لدى سوريا: «كيف وصلت هذه الدولة (سوريا) التي كانت تؤمن 97 في المائة من احتياجاتها الدوائية إلى موقع هذا الاتهام؟ والسؤال الثاني: كيف تستطيع تغيير هذا الوضع؟».

وأضاف: «إذا كنتم قلقين من عدم الاستقرار واللاجئين والإرهاب، فعلينا أن نستثمر في الاستقرار بهذا البلد». وأكد أن «المانحين الذين لم يشاركوا في إعادة الإعمار، لم يعترضوا على التعافي المبكر كما قمنا بصياغته».

عبد المولى نوه أيضاً بأن العمل على الحل السياسي مضى عليه 12 عاماً... «استمروا في العمل على الحل السياسي، ولكن ساعدونا وأنتم تعملون». وشدد على أنه «لن نسمح بتحديد مناطق جغرافية معينة من قبل المانحين مقابل دفع التمويل»، موضحاً أن المناطق التي ستقام فيها المشروعات ستُختار بشكل عادل على كل أراضي سوريا.

وأوضح أن سوريا كانت «مكتفية ذاتياً من الغذاء وتصدّره، وكانت ديونها صفراً، فكيف وصلت إلى هنا؟»، مختتماً كلامه: «دعونا لننهي المشكلات، وأحد السبل لتحقيق ذلك هو التعافي المبكر».


مقالات ذات صلة

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة قرب قرية مارون الراس اللبنانية (إ.ب.أ)

إصابة 4 من جنود «اليونيفيل» الإيطاليين في لبنان وروما تُحمّل «حزب الله» المسؤولية

أصيب 4 جنود إيطاليين في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان «اليونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان، وفق ما أعلن مصدران حكوميان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

قالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن: «ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع الذي تشن عليه حرباً منذ أكثر من عام.

وقال المدير العام للمستشفيات الميدانية الطبيب مروان الهمص، في مؤتمر صحافي لوزارة الصحة في مدينة خان يونس: «نوجه الإنذار العاجل ونحذر من أن مستشفيات قطاع غزة كاملة ستتوقف عن العمل أو تقلص من خدماتها خلال 48 ساعة بسبب عرقلة الاحتلال لإدخال الوقود».

وأضاف، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية: «ندعو المؤسسات الدولية لاستغلال قرار محكمة الجنائية الدولية لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإدخال كل ما يحتاج إليه قطاع غزة من وقود ودواء واحتياجات أساسية، وإرسال وفود طبية لقطاع غزة عامة وشماله خاصة».

وفي وقت سابق، قالت الوزارة، في بيان: «في ساعات متأخرة من ليلة أمس، أعادت قوات الاحتلال استهداف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وأصابت 6 من الكوادر الطبية العاملة، بينها حالات خطيرة أدخلت إلى العناية المركزة».

وأضاف البيان: «أدى الاستهداف أيضاً إلى تدمير مولد الكهرباء الرئيسي بالمستشفى، وثقب خزانات المياه ليصبح المستشفى من غير أكسجين ولا مياه، الأمر الذي ينذر بالخطر الشديد على حياة المرضى والطواقم العاملة داخل المستشفى حيث يوجد 80 مريضاً و8 حالات في العناية المركزة».

وأدانت وزارة الصحة «هذا العمل الإجرامي المتكرر والمستمر على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، ونكرر مناشدتنا للمؤسسات الدولية والإنسانية ضرورة توفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في قطاع غزة، بحسب ما كفلته ونصت عليه القوانين الدولية».

وباشر الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية كبيرة في شمال قطاع غزة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) لمنع مقاتلي «حماس» من إعادة تشكيل صفوفهم على ما أفاد.

وقال الدفاع المدني في قطاع غزة، الجمعة، إنه انتشل جثث 12 قتيلاً وعشرات الجرحى إثر غارتين إسرائيليتين استهدفتا منزلين أحدهما شرق مدينة غزة والآخر في جنوبها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه قتل في قطاع غزة 5 من عناصر «حماس» ضالعين في هجوم السابع من أكتوبر 2023، غداة إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وقائد «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس» محمد الضيف، بشبهة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في النزاع الدائر في قطاع غزة منذ شنت حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأسفرت حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حتى الآن عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.