«التدمير» يستهدف بعلبك... ونزوح واسع

قبل وصول مبعوث بايدن إلى إسرائيل لبحث وقف النار... وبري: لن نغير حرفاً في «1701»

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة بعلبك شرقي لبنان أمس (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة بعلبك شرقي لبنان أمس (أ.ف.ب)
TT

«التدمير» يستهدف بعلبك... ونزوح واسع

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة بعلبك شرقي لبنان أمس (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة بعلبك شرقي لبنان أمس (أ.ف.ب)

وسّعت إسرائيل، أمس، مروحة التدمير إلى شرق لبنان، حيث نفذت عشرات الغارات في منطقة بعلبك وسط نزوح واسع منها بعد إنذارات بالإخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي، وذلك استكمالاً لخطة الضغط الناري على «حزب الله» للقبول بمفاوضات بشروط تل أبيب.

وشن الطيران الإسرائيلي غارات عنيفة على بعلبك ومحيطها، طالت أحياء سكنية في المدينة ومداخلها، بالتزامن مع كلمة الأمين العام الجديد لـ«حزب الله» نعيم قاسم الذي قال إن حزبه يقبل بوقف لإطلاق النار ولكن «بشروطه» هو.

واستبقت هذه الجولة من القصف، وصول آموس هوكستين موفد الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب، لبحث وقف للنار في لبنان. وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في معرض نفيه كل ما يشاع من خارج ما اتفق عليه مع هوكستين، بأن «ما كُتب قد كُتب وليس بوارد تغيير ولو حرفاً واحداً في القرار 1701». وقال إن الوسيط الأميركي لم يأتِ على ذكر القرار 1559 أو إحلال قوات متعددة الجنسية مكان قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) الموجودة أصلاً بموجب هذا القرار في جنوب الليطاني لمؤازرة الجيش اللبناني لتطبيقه.

ومساء أمس قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن هوكستين أبلغه أنه في طريقه إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن المبعوث الأميركي حمل معه في زيارته الأخيرة لبيروت مقترحاً سرياً يعرفه هو والرئيس بري فقط.


مقالات ذات صلة

الإنذارات والغارات الإسرائيلية تحوّل بعلبك إلى مدينة أشباح

المشرق العربي سحابة من الدخان الكثيف ناتجة عن الغارات الإسرائيلية تعلو قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (الشرق الأوسط)

الإنذارات والغارات الإسرائيلية تحوّل بعلبك إلى مدينة أشباح

أكد رئيس بلدية بعلبك أن المدينة «تتعرض لتهجير منظّم»، معلناً أن «نسبة النزوح تخطّت 80 في المائة».

حسين درويش (شرق لبنان)
شؤون إقليمية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو يسكب «ماء بارداً» على المتحمسين لوقف إطلاق النار في لبنان أو غزة

وضع نتنياهو شروطاً جديدة للاتفاق مع لبنان، وأبدى إصراره على أن يتضمن الاتفاق بنداً يحفظ لإسرائيل حرية العمليات في لبنان في إطار أي تسوية لإنهاء الحرب.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي ميقاتي: التصعيد الإسرائيلي لا يبعث على التفاؤل بوقف إطلاق النار

ميقاتي: التصعيد الإسرائيلي لا يبعث على التفاؤل بوقف إطلاق النار

تنتظر الحكومة اللبنانية من المبعوث الرئاسي الأميركي، آموس هوكستين، نتائج اتصالاته في تل أبيب

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص لمياء فرحات إلى جانب خيمتها في منطقة الرملة البيضاء في بيروت (الشرق الأوسط)

خاص أحلام لمياء النازحة إلى كورنيش بيروت: مكان مسقوف قبل هطول الأمطار

تقول فرحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتيت إلى هنا من الضاحية، بعد أن اختبرت العيش في مراكز إيواء مختلفة، وفضلت العيش في العراء».

حنان حمدان (بيروت)
شؤون إقليمية نقل جثمان امرأة قُتلت في حيفا الخميس (أ.ف.ب)

مقتل 7 أشخاص في إسرائيل بهجمات «حزب الله»

في أكبر حصيلة من القتلى المدنيين الإسرائيليين منذ الهجوم البري على الأراضي اللبنانية قبل 37 يوماً، قُتل 7 أشخاص وأُصيب ثامن بجروح خطيرة في خليج حيفا والمطلة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

صور ومقاطع فيديو تظهر نسف إسرائيل مئات المباني في جنوب لبنان

دخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القتال بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني (رويترز)
دخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القتال بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني (رويترز)
TT

صور ومقاطع فيديو تظهر نسف إسرائيل مئات المباني في جنوب لبنان

دخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القتال بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني (رويترز)
دخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القتال بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني (رويترز)

أظهرت صور الأقمار الاصطناعية والفيديوهات دماراً واسع النطاق في ست قرى على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، حيث تظهر تدميراً كلياً أو جزئياً لـ1085 مبنى منذ 1 أكتوبر (تشرين الأول). أكدت صحيفة «نيويورك تايمز»، في بداية هذا الشهر، باستخدام صور الأقمار الاصطناعية، تدمير العشرات من المباني في قريتين أخريين.

وتعرض الصور، وفقاً لـ«نيويورك تايمز»، لمحة فقط عما يجري في جنوب لبنان، حيث ما زالت درجة الأضرار غير واضحة بسبب عدم إمكان الوصول لتلك المناطق منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية.

وتقول إسرائيل إن عمليتها البرية في جنوب لبنان تهدف إلى إعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال. وتتهم «حزب الله» بوضع بنية تحتية عسكرية في المناطق السكنية.

وفرّ العديد من الأشخاص من المنطقة، حيث أصبحت بعض البلدات خالية تماماً من السكان، وتشير الأمم المتحدة إلى أن 1.4 مليون شخص قد نزحوا عبر البلاد.

وفقاً لتحليل صحيفة «ذا تايمز» الأخير، يبدو أن قرية محيبيب قد تم تدميرها تقريباً بالكامل، إذ لا يزال عدد قليل من المباني قائماً. وفي خمس قرى ومدن أخرى، تم تحويل أحياء بأكملها إلى أنقاض.

وتظهر مقاطع فيديو نشرها الجيش الإسرائيلي وبعض الجنود على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحققت من صحتها صحيفة «ذا تايمز»، أنه تم تفجير ما لا يقل عن 200 من المباني بوضع المتفجرات فيها ثم نسفها عن بعد.

وتشير «نيويورك تايمز» إلى أنه رصد النسف المتعمد في خمس من البلدات الست وهي: بليدة وكفر كلا ومحيبيب ورامية وعيتا الشعب. ولم يجب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بخصوص التدمير في تلك القرى، وقال فقط إن إسرائيل تضرب الأهداف العسكرية لـ«مواجهة التهديد المستمر الذي يشكله (حزب الله) للمنازل والعائلات الإسرائيلية».

وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيانات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أن قواته عثرت على أنفاق لـ«حزب الله» تحت منازل ومبان أخرى في ميس الجبل وكفر كلا ومحيبيب وعيتا الشعب ثم دمرتها.

وطرح بعض خبراء القانون الدولي، وفقا لـ«نيويورك تايمز»، أسئلة حول الطبيعة الواسعة للدمار. وقال توم داننباوم، أستاذ مساعد في القانون الدولي في جامعة «تافتس»، إنه «يمكن استهداف المباني غير العسكرية فقط إذا كانت تستخدم بشكل عسكري، أو إذا كان لدى إسرائيل معلومات محددة تفيد بأنها سوف تستخدم بشكل عسكري. لكن لا يُسمح باستهداف منطقة بأكملها تحتوي على مزيج من الأهداف العسكرية وغير العسكرية».

ولاقت بلدة ميس الجبل الدمار الأشد، وفقاً للصحيفة، حيث كانت تضم قبل الحرب نحو 8000 نسمة. تم تدمير 311 مبنى على الأقل، كلياً أو جزئياً.

في مدينة بليدة، تم تدمير 168 مبنى على الأقل، بما فيها مسجد في مبنى قديم وانهارت منارته. في عيتا الشعب، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنه تم تدمير 206 مبان على الأقل، مما أدى تقريباً إلى تسوية الجزء الشرقي من القرية بالكامل.

في كفر كلا، أكبر المدن الستة التي حللتها الصحيفة، والتي كان تعداد سكانها قبل الحرب نحو 10 آلاف نسمة، دُمر بشكل كلي أو جزئي 284 مبنى على الأقل.

ودُمرت قرية محيبيب الصغيرة تقريباً بالكامل في عمليات نسف، وفقاً لما أظهرته مقاطع الفيديو. بينما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنه تم تدمير ما لا يقل عن 76 مبنى.

وكذلك أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنه تم تدمير ما لا يقل عن 40 مبنى في قرية رامية. حيث ظهر في أحد مقاطع الفيديو نشره جندي إسرائيلي على «إنستغرام»، وتم التحقق من صحته، وأعاد نشره الصحافي الفلسطيني يونس طيراوي على منصة «إكس»، جنود وهم يعدّون تنازلياً قبل تفجير جزء كبير من القرية. ثم يُسمع صوت الجنود وهم يهتفون عندما يرتفع عمود دخان كبير.