60 قتيلاً على الأقلّ في غارات إسرائيلية على شرق لبنانhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5075850-60-%D9%82%D8%AA%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84%D9%91-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86
60 قتيلاً على الأقلّ في غارات إسرائيلية على شرق لبنان
حصيلة قتلى الغارات منذ 23 سبتمبر ترتفع إلى أكثر من 1700
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
60 قتيلاً على الأقلّ في غارات إسرائيلية على شرق لبنان
مبنى مُدمر جراء غارة إسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)
قُتل 60 شخصاً على الأقلّ في غارات إسرائيلية، يوم (الاثنين)، على قرى عدّة في شرق لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية في حصيلة جديدة نقلتها «وكالة الصحافة الفرنسية».
وكتب محافظ بعلبك بشير خضر على موقع «إكس» أنه اليوم «الأعنف على بعلبك» منذ بدء التصعيد.
يوم هو الأعنف على #بعلبك منذ بداية العدوان، تخطى عدد الشهداء ال ٥٠، وتخطى عدد الجرحى ال ١٠٠، فيما لا يزال هناك أكثر من ١٥ شخص تحت الأنقاض لم يعرف مصيرهم بعد، والعمل جاري لإنتشالهم.#بشير_خضر
وكثّفت إسرائيل منذ الشهر الماضي ضرباتها الجوّية على مناطق تُعتبر معاقل لـ«حزب الله» قرب بيروت وفي جنوب البلاد وشرقها، وبدأت هجوماً برياً «محدوداً» في جنوب لبنان بعد تبادل للقصف على مدى سنة مع «حزب الله» عبر الحدود.
وقالت وزارة الصحة في بيان إن «الغارات المتتالية للعدو الإسرائيلي على مدن وبلدات محافظتي بعلبك الهرمل والبقاع أدّت في حصيلة غير نهائية إلى سقوط ستين شهيداً»، مضيفة أن 58 شخصاً أصيبوا بجروح.
كانت الوزارة أحصت في وقت سابق في بيانات متتالية مقتل 48 شخصاً في الغارات الإسرائيلية على قرى عدة في المنطقة التي تُعدّ معقلا لـ«حزب الله»، الاثنين، بينها بلدة العلاق حيث أدّت «غارة العدو الإسرائيلي... في حصيلة أولية إلى استشهاد عشرة أشخاص».
وأفادت الوزارة كذلك بحصول غارة إسرائيلية على بلدة الحفير في بعلبك أدّت «في حصيلة أولية إلى استشهاد عشرة أشخاص». وقُتل تسعة أشخاص في غارة مماثلة على بلدة رام في منطقة بعلبك.
وقالت الوزارة كذلك إن «غارة العدو الإسرائيلي على بوداي في محافظة بعلبك الهرمل أدت (...) إلى استشهاد ستة أشخاص من بينهم طفل وإصابة خمسة آخرين». وأفادت أيضاً بمقتل طفل في بلدة بريتال.
وفي وقت سابق (الاثنين)، أفادت الوزارة بمقتل سبعة أشخاص في غارات فجراً على مدينة صور في جنوب البلاد.
وترتفع بذلك حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية في لبنان منذ 23 سبتمبر (أيلول) إلى أكثر من 1700، وفق حصيلة أعدّتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات وزارة الصحة.
أظهرت صور الأقمار الاصطناعية والفيديوهات دماراً واسع النطاق في ست قرى على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، حيث تظهر تدميراً كلياً أو جزئياً لـ1085 مبنى.
في أكبر حصيلة من القتلى المدنيين الإسرائيليين منذ الهجوم البري على الأراضي اللبنانية قبل 37 يوماً، قُتل 7 أشخاص وأُصيب ثامن بجروح خطيرة في خليج حيفا والمطلة.
تراجع القتال بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» على جبهات القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، وتركَّز في محيط مدينة الخيام.
نذير رضا (بيروت)
أحلام لمياء النازحة إلى كورنيش بيروت: مكان مسقوف قبل هطول الأمطارhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5076892-%D8%A3%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%86%D9%8A%D8%B4-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B3%D9%82%D9%88%D9%81-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%87%D8%B7%D9%88%D9%84
أحلام لمياء النازحة إلى كورنيش بيروت: مكان مسقوف قبل هطول الأمطار
لمياء فرحات إلى جانب خيمتها في منطقة الرملة البيضاء في بيروت (الشرق الأوسط)
بمقعدين خشبيين، وبضعة حبال رفيعة، تعلق لمياء فرحات خيمتها التي صنعتها من شراشف هشة، وتحاذيهما وسادتان ومفرش للنوم، على كورنيش الرملة البيضا في العاصمة بيروت، حيث تعيش منذ 20 يوماً.
تقول فرحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتيت إلى هنا من الضاحية، بعد أن اختبرت العيش في مراكز إيواء مختلفة، وفضلت العيش في العراء»؛ إذ تنقلت لمياء بين برج حمود والجبل قبل أن تلجأ إلى الكورنيش وتستقر هناك.
وفرحات، واحدة من عشرات العائلات التي لجأت إلى الواجهة البحرية لمدينة بيروت، هرباً من القصف الإسرائيلي. لم تجد بديلاً مناسباً، كما كثيرين لا تسعفهم إمكاناتهم على استئجار منازل، وهي مشكلة عامة تحاول السلطات إيجاد حلول لها.
لا مقومات حياة
ولمياء سيدة خمسينية، من بلدة مجدل سلم الجنوبيّة، نزحت من منزلها في حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية الموسعة على لبنان، لتعيش حياة تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة، فلا سقف يأويها من شمس الصيف وبرد الشتاء وعتمة الليل، ولا طعام وشراب، ولا ملابس نظيفة.
تقول لمياء: «أنام وأستيقظ هنا، لم أتعرض لسوء كوني أفترش الكورنيش إلى جانب نازحين كثر، لكنني أعاني كثيراً، بات جسمي متسخاً؛ إذ منذ أتيت إلى هنا لم أتمكن من الاستحمام وتبديل ملابسي، أنزل إلى الحاكورة (بجانب الشاطئ) لأقضي حاجتي. لم يسبق أن عشنا هكذا حياة، ولكنها فعلياً ليست حياة».
ثلاثة أطفال
وفي الخيمة أيضاً، يعيش ثلاثة أطفال مع لمياء، حسن (9 أعوام)، وسيلينا (8 أعوام)، وشقيقتهما الصغرى (5 أعوام)، فهي تعتني بهم منذ تركتهم والدتهم لأسباب خاصة، وباتوا أطفالها الذين يرافقونها في رحلة النزوح والتشرد.
وبعينين دامعتين، تخبر عما تعانيه من ظروف صحية ومعيشية صعبة، تقول: «أنا مريضة ضغط وسكري، أعاني أمراضاً مزمنة، ولا أتناول راهناً الغذاء المطلوب، يحضرون لنا وجبات الطعام، لكنني لا أشعر بالجوع، نريد العودة إلى حياتنا الطبيعية ليس أكثر، حياتنا ما قبل الحرب. اليوم، قمت بكنس الكورنيش، على مقربة من الخيمة، كأنني أسكن منزلاً، خيمتي تعادل فكرة البيت راهناً، لكنني مرعوبة من اقتراب موعد الشتاء».
ألعاب أطفال ودمى
من يدخل الخيمة المتواضعة والمنظمة في آن، يلمح ألعاب الأطفال والدمى: «تأتي إحدى الجمعيات إلى هنا، تحضر للأطفال الحلوى والمياه المعدنية وبعض الملابس والطعام ليس أكثر، لكن هذا لا يكفي، نريد سقفاً يحتوينا معاً؛ كي نحتضن بعضنا وننام. هم هدية الله لي لأتونس بهم في آخر أيام حياتي».
ومنذ يومين، أُخبرت لمياء بأن عليها ترك الكورنيش وتأمين نقلها إلى مركز الكرنتينا تقول: «لا مشكلة لدي إلى أين سيتم نقلي راهناً، أود فقط أن أنتقل إلى مكان مسقوف قبل هطول الأمطار، الكرنتينا أو أي مكان آخر، لكنني حتماً لن أقبل بإزالة الخيمة لأجل مظهر الكورنيش ليس أكثر».
وعن الخيارات المتاحة، تتحدث عن مراكز سمعت عنها في منطقة الجناح، وقد تلجأ إليها، ولكنها ربما لن تكون آمنة، حسبما تقول، فرغم كل الظروف الصعبة والبشعة التي تعيشها، ترى أن البحر والكورنيش يَقِيانها مخاطر التعرض للقصف والعدوان الإسرائيلي.
أصعب الحروب
في ساعات الصباح الأولى، ارتفعت أمواج البحر، فسقط على لمياء وأطفالها الثلاثة، رزاز المياه: «شعرت باقتراب هطول الأمطار، لكن الله لطيف بنا، نحن عباده، الذين لا حول لنا ولا قوة، لم يرسل الشتاء بعد؛ لأننا لا نزال في الشوارع. لم أصادف أن عشت ظروفاً مماثلة طوال حياتي، رغم الحروب الكثيرة التي عايشتها، لكن هذه الحرب هي الأصعب».
رغم ما تعيشه راهناً، تروي كيف بات الحي الذي تسكنه، وكذلك الشوارع المحيطة، من الأمام والخلف، «كلها تبدلت معالمها، لكن الحمد لله ما زال منزلي بخير، لا ريب في كونه متصدعاً، ولكن أتمنى ألا يتمّ تدميره بالكامل كما باقي منازل الجيران هناك، كي أتمكن من أن أعود إليه بعد انتهاء الحرب، فآوي إليه، وأعيش فيه؛ كي لا يبقى حالي على ما هو عليه اليوم، نازحة في الشارع».
وكان النائب ملحم خلف، قال، الأربعاء، بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: «تتم متابعة ملف النازحين على الكورنيش والرملة بشكل حثيث»، وأضاف: «خلال الساعات المقبلة، سيتم تخصيص مبنى ثان يتسع لنحو أربعمائة شخص، ويمكن استقبالهم بدءاً من الغد، وبالتالي يمكننا أن نؤمّن لكل الأشخاص اللبنانيين الذين لا يزالون على الطرق، من ساحة الشهداء إلى الرملة البيضاء، أماكن إيواء».