مستودعات الهيئة العليا للإغاثة تمتلئ بالمساعدات السعودية تمهيداً لتوزيعها

رئيسها لـ«الشرق الأوسط »: الهبة هي الأكبر والأكثر كميّة ونوعية

TT

مستودعات الهيئة العليا للإغاثة تمتلئ بالمساعدات السعودية تمهيداً لتوزيعها

تجميع المساعدات السعودية في مستودع «الهيئة العليا للإغاثة» تمهيداً لتوزيعها (الشرق الأوسط)
تجميع المساعدات السعودية في مستودع «الهيئة العليا للإغاثة» تمهيداً لتوزيعها (الشرق الأوسط)

امتلأت مستودعات الهيئة العليا للإغاثة في لبنان بمئات الأطنان من المساعدات السعودية، التي تصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي، عبر الجسر الجوّي الذي خصصته المملكة لمساعدة الشعب اللبناني، ومدّ يد العون لأكثر من مليون نازح جرّاء الحرب الإسرائيلية.

وجنّدت الهيئة العليا للإغاثة موظفيها ومئات المتطوعين لديها، الذين باشروا عمليات توزيع هذه المساعدات على أكثر من 1.2 مليون نازح، وانطلقت قوافل نقل المساعدات من مستودعات الهيئة بمنطقة البيال في بيروت، إلى النازحين في مراكز الإيواء بالعاصمة وجبل لبنان والبقاع والشمال.

الوزير ياسين يشرف على تسلم المساعدات في مستودع «الهيئة العليا للإغاثة» في لبنان (الشرق الأوسط)

الوزير ياسين

وتوجّه رئيس «لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية»، وزير البيئة ناصر ياسين، بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والشعب السعودي الشقيق، على إقامة الجسر الجوّي الذي جرى تسييره «لإيصال المساعدات الملحّة للشعب اللبناني في هذا الوقت الصعب الذي يمرّ به لبنان، والذي أدى إلى تهجير مليون و200 ألف مواطن عن بلداتهم ومنازلهم».

وأكد ياسين أن «المملكة العربية السعودية التي وقفت إلى جانب لبنان في أصعب الظروف، منذ الحرب الأهلية ثم رعايتها اتفاق الطائف، وكانت الداعم الأول للبنان خلال حرب عام 2006، تقف اليوم مجدداً إلى جانب لبنان لتكون الداعم الأول له في هذه الأيام الصعبة».

اللواء خير

أما رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، فعدَّ أن «مبادرة المملكة العربية السعودية السريعة لإغاثة الشعب اللبناني، دليل ساطع على روابط الأخوة ما بين لبنان والمملكة». وكشف خير لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «الهبة السعودية للبنان هي الأكبر والأكثر كميّة ونوعية، وشكّلت رافعة الدعم العربي والدولي للبنان». وأوضح أن الهيئة «أفرغت في مستودعاتها حمولة 4 طائرات سعودية من أصل 10 طائرات تصل آخرها إلى مطار رفيق الحريري الدولي، يوم الثلاثاء المقبل».

تفريغ حمولات المساعدات السعودية في مستودعات بيال في بيروت (الشرق الأوسط)

ولم تكتفِ المملكة بالجسر الجوي وإرسال الطائرات المحمّلة بالمساعدات الطبية والغذائية والإغاثية والعينية، إذ أعلن اللواء محمد خير «وصول وفد تنفيذي من المملكة بأمر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ لمواكبة عمل الهيئة والمساعدة في توزيع الهبات، والاطلاع على حاجيات النازحين لتزويد لبنان بها على وجه السرعة».

وأشار رئيس الهيئة العليا للإغاثة إلى أن الهبات السعودية «تضمنت مواد طبية وأدوية سلّمت إلى وزارة الصحّة، بالإضافة إلى كميات كبيرة جداً من الحصص الغذائية والمواد المنزلية الإيوائية، والأهم من ذلك كلّه 110 آلاف عبوة حليب للأطفال، ولاقى توزيعها على النازحين ترحيباً كبيراً لكونها وفّرت المستلزمات السريعة التي يحتاجها الناس».

شحرور

من جهته، أثنى أمين سرّ الهيئة العليا للإغاثة سليمان شحرور، على «الوقفة السعودية التضامنية مع الشعب اللبناني»، وشكر «مملكة الخير على هذا الدعم»، متمنياً للدول الشقيقة والصديقة الاستمرار في تقديم المساعدات؛ لأن «الحاجة كبيرة لوجود الآلاف في الطرقات وثمة حاجة كبيرة للمساعدات الغذائية والإيوائية».


مقالات ذات صلة

«المنتدى اللوجيستي» يمهد الطريق لشراكات استراتيجية تضمن ترابط العالم

الاقتصاد جانب من فعاليات اليوم الثاني لـ«المنتدى اللوجيستي العالمي»... (الشرق الأوسط)

«المنتدى اللوجيستي» يمهد الطريق لشراكات استراتيجية تضمن ترابط العالم

شهد «المنتدى اللوجيستي العالمي»، المنعقد بالرياض، الاثنين، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، توقيع شراكات استراتيجية محلية ودولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

ولي العهد السعودي يُطمئن الجميع على صحة الملك سلمان

طمأن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، الجميع على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

خادم الحرمين يُجري فحوصاً طبيةً لالتهاب في الرئة

يجري خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء الأحد، فحوصات طبية جراء التهاب في الرئة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق التركي والشمسان انضما للإمامة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (واس)

تعيين 4 أئمة في الحرمين الشريفين

صدرت موافقة ملكية بتعيين ‎بدر التركي والدكتور الوليد الشمسان إمامين في المسجد الحرام، والدكتور محمد برهجي والدكتور عبد الله القرافي بالمسجد النبوي.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

خادم الحرمين يبعث رسالة لرئيسة المكسيك

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رسالة خطية لرئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم تتصل بعلاقات البلدين وسبل تعزيزها في شتى المجالات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)

ممثلو طوائف لبنان يدعون مجلس الأمن «للاجتماع فوراً لوقف إطلاق النار»

ممثلو طوائف لبنان يجتمعون في بكركي (الشرق الأوسط)
ممثلو طوائف لبنان يجتمعون في بكركي (الشرق الأوسط)
TT

ممثلو طوائف لبنان يدعون مجلس الأمن «للاجتماع فوراً لوقف إطلاق النار»

ممثلو طوائف لبنان يجتمعون في بكركي (الشرق الأوسط)
ممثلو طوائف لبنان يجتمعون في بكركي (الشرق الأوسط)

دعا ممثلو الطوائف في لبنان، مجلس الأمن الدولي «للاجتماع فوراً ومن دون أي تلكؤ لوقف إطلاق النار ووقف المجزرة الإنسانية بحق لبنان»، وأكدوا «ضرورة الشروع فوراً بتطبيق القرار 1701 كاملاً»، وطالبوا الحكومة بـ«الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة مع مجلس النواب، والسعي إلى حشد الدعم العربي». كما شددوا على وجوب «إعادة تكوين المؤسسات الدستورية، وقيام مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بثقة اللبنانيين».

وجاءت دعوة ممثلي الطوائف، خلال مشاركتهم في «القمة الروحية المسيحيّة - الإسلاميّة» التي انعقدت في مقر البطريركية المارونية في بكركي، «انطلاقاً من واجب تحمُّلِ المسؤولية الروحية والأخلاقية والوطنية، وسعياً لبعث الأثر الإيجابي في المجتمع اللبناني والحثّ على إنقاذ الوطن»، حسبما قال النائب البطريركي المطران أنطوان عكر، الذي تلا البيان الختامي. وبحثت القمة «في العدوان الهمجي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي غير مكترث بالأمم المتحدة والقرارات الدولية، إذ إنّه يُمعن بالإبادة الجماعية».

جانب من القمة الروحية التي عقدت في بكركي بمشاركة رؤساء طوائف لبنان (الشرق الأوسط)

ودعت القمة «مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد فوراً، ودون تلكؤ لاتخاذ القرار الحاسم لوقف إطلاق النار، ولإيقاف هذه المجزرة الإنسانية التي ترتكب بحق لبنان الذي يشكّل نموذجاً رائعاً في هذا الشرق».

ودعت اللبنانيين جميعاً إلى «إنقاذ وطنهم، فالوقت ليس وقتاً للجدل العقيم، والزمن ليس زمن المطالب والمكاسب». وطالبت «بتعزيز ثقتنا بعضنا ببعض، والتعاون لبناء الدولة القادرة والعادلة وتحصين مؤسساتها، ولكي تبقى وحدة الشعب اللبناني هي السلاح الأمضى في الدفاع عن لبنان، وفي تأكيد حقِّه بالحرية والاستقلال والسيادة».

نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب يصل إلى بكركي (الشرق الأوسط)

وحثّ المجتمعون، اللبنانيين جميعاً، على «القيام بواجباتهم تُجاه وطنهم، وأولها إعادة تكوين المؤسسات الدستورية، ولا سيما قيام مجلس النواب، وفوراً، بالشروع في انتخاب رئيس للجمهورية، يحظى بثقة جميع اللبنانيين وذلك تقيّداً بأحكام الدستور، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق، بإرادة لبنانية جامعة وعملاً بروح الميثاق الوطني وتغليباً للمصلحة الوطنية وتجاوزاً للمصالح الخارجية».

ودعت القمة إلى «الشروع فوراً بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 كاملاً، بما يتضمن من دعم للجيش اللبناني وتعزيز إمكاناته وقدراته للدفاع عن لبنان، وتأكيد انتشاره الواسع في منطقة جنوب الليطاني، وفي مختلف المناطق اللبنانية».

وأكدت القمة «على وحدة اللبنانيين، وعلى ضرورة احتضان بعضهم بعضاً، ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة التي يسود فيها القلق عندهم جميعاً. ولذلك ينبغي التأكيد على عودتهم فريقاً واحداً متضامناً إلى ما تقتضيه مصلحتهم الواحدة ومصلحة لبنان، وذلك بشروط الدولة اللبنانية وتحت رعايتها، وهذا يعني أن تمسك الدولة بالقرار الوطني، وتُدافع عن سيادتها الوطنية وعن كرامة شعبها، وأن تكون صاحبة السلطة الوحيدة على كامل التراب اللبناني».

البطريرك الراعي متوجهاً لعقد خلوة مع شيخ عقل «الموحدين الدروز» الشيخ سامي أبي المنى (الشرق الأوسط)

وكان البطريرك الراعي في مستهل القمة، أكد أن «الزمن اليوم زمن تضميد الجراح وإيجاد الحلول، هذا دورنا بصفتنا رؤساء روحيين، وينتظره منا شعبنا، بل هو حق شعبنا علينا».

من جهته، قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، إن «اجتماعنا في هذه الدار الوطنية التاريخية العامرة، رجال دين ومرجعيات لبنانية ووطنية مسؤولة، هو خير رسالة للعالم أجمع، وأبلغ رد على هذا العدو الإسرائيلي، وما يظهر من جبروت، وهو الذي لا يرعى للقوانين والشرائع الدولية والإنسانية والأخلاقية حرمة، ولا يقيم لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية وزناً، ولا يولي للأمم المتحدة، ومجلس الأمن احتراماً أو هيبة، ويستعمل آلة القتل والدمار ويرتكب جرائم الإبادة الجماعية، بشكل وحشي وهمجي لم يشهد له تاريخ البشرية مثيلاً، بدايةً غزة، والآن لبنان، والعالم كله يلوذ، ويا للأسف، بالصمت المريب».