تقرير: مطالب إسرائيل بالاحتفاظ بقوات في غزة تمنع التوصل لاتفاق هدنة

TT

تقرير: مطالب إسرائيل بالاحتفاظ بقوات في غزة تمنع التوصل لاتفاق هدنة

دبابة إسرائيلية تقف إلى جانب مبان مدمرة في قطاع غزة 3 يوليو 2024 (أرشيفية/ رويترز)
دبابة إسرائيلية تقف إلى جانب مبان مدمرة في قطاع غزة 3 يوليو 2024 (أرشيفية/ رويترز)

قالت 10 مصادر مطلعة على جولة المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة، واختتمت الأسبوع الماضي، إن خلافات حول وجود عسكري إسرائيلي مستقبلاً في غزة، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين، تقف عقبة كؤوداً في سبيل التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقالت المصادر، ومن بينها اثنان من مسؤولي «حماس» وثلاثة دبلوماسيين غربيين، لوكالة «رويترز»، إن الخلافات نشأت من مطالب قدمتها إسرائيل منذ وافقت حركة «حماس» على نسخة من مقترح لوقف إطلاق النار كشف عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو (أيار).

وقالت جميع المصادر إن «حماس» تشعر بالقلق بشكل خاص من أحدث مطلب، والذي يتعلق بالاحتفاظ بقوات إسرائيلية على طول ممر نتساريم، وهو شريط ممتد من شرق القطاع إلى غربه، يمنع حرية حركة الفلسطينيين بين شمال قطاع غزة وجنوبه، وأيضاً وجود قوات إسرائيلية في ممر فيلادلفيا، وهو شريط حدودي ضيق بين غزة ومصر.

وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها حتى تتحدث بحرية في الأمور الحساسة. وتسمح قبضة إسرائيل الحالية على ممر فيلادلفيا بالسيطرة على حدود غزة مع مصر؛ إذ يوجد المعبر الوحيد للقطاع الذي لا يقع على حدود مع إسرائيل.

وقال مصدر مقرب من المحادثات، لوكالة «رويترز»، إن «حماس» ترى أن إسرائيل غيّرت شروطها وتوجهاتها «في اللحظة الأخيرة»، وتخشى أن تقابل أي تنازلات تقدمها بمزيد من المطالب.

ولم يرد المكتب الإعلامي للحركة الفلسطينية على طلبات التعليق، كما لم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أسئلة حول المحادثات.

وقالت «حماس»، في بيان صحفي صدر يوم الأحد، إن المقترح الذي برز في محادثات الأسبوع الماضي كان يتماهى مع مواقف نتنياهو وشروط جديدة وضعها في الآونة الأخيرة. وحثت «حماس» الوسطاء على الالتزام بتنفيذ نسخة يوليو (تموز) من اتفاق إطار العمل، وليس بدء مفاوضات جديدة.

وفي بيان صدر قبل محادثات الأسبوع الماضي، نفى مكتب نتنياهو تقديم أي مطالب جديدة، قائلاً إن موقفه مبني على المقترح السابق.

وقال المكتب في البيان، إن المقترح الإسرائيلي المقدم في مايو الماضي ينص على أنه لن يسمح إلا بعودة المدنيين العزّل إلى شمال غزة عبر ممر نتساريم.

وأضاف المكتب أن المقترح الإسرائيلي الجديد الذي طُرح لأول مرة في اجتماع للوسطاء في روما في 27 يوليو، يقضي بإنشاء آلية متفق عليها لضمان ذلك، وهو ما يعني، ضمناً وليس صراحة، وجوداً عسكرياً إسرائيلياً في نتساريم لمنع تحرك مقاتلي «حماس».

وقال مصدر ثانٍ مقرب من المحادثات إن إسرائيل اقترحت تأجيل الاتفاق حول عودة المدنيين للجزء الشمالي «إلى موعد لاحق».

وأضاف المصدر أن بعض الوسطاء و«حماس» عدّوا ذلك تراجعاً من إسرائيل عن التزام سابق بالانسحاب من ممر نتساريم، والسماح بحرية الحركة داخل غزة.

واختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء، زيارة سريعة إلى المنطقة، كان يسعى من خلالها إلى تحقيق انفراجة.

وبعد اجتماعه مع نتنياهو، قال بلينكن إن إسرائيل قبلت مقترحاً أميركياً جديداً يستهدف تقريب هوة الخلافات بين أحدث مواقف إسرائيل و«حماس». وحث بلينكن «حماس» على أن تقبل أيضاً هذا المقترح.

وقال بلينكن، في مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء، «بمجرد حدوث ذلك، يتعين علينا أيضاً استكمال اتفاقات التطبيق بشكل مفصل، والتي تترافق مع تنفيذ وقف إطلاق النار».

وقال دبلوماسي غربي، بشأن أحدث مطالب إسرائيل، إن واشنطن قبلت فيما يبدو التعديلات التي اقترحها نتنياهو، والتي تتضمن استمرار الانتشار العسكري الإسرائيلي في الممرين.

ورفض مسؤول أميركي هذا قائلاً إن مفاوضات «التنفيذ» تستهدف حسم الخلافات حول ممري فيلادلفيا ونتساريم، وعدد السجناء الفلسطينيين، ومن سيطلق سراحهم من بين موضوعات أخرى.

ورفض بلينكن أيضاً أي إشارة إلى احتلال القوات الإسرائيلية غزة على المدى الطويل، قائلاً في المؤتمر الصحافي إن المواقع والجدول الزمني للانسحاب واضحان جداً في الاتفاق.


مقالات ذات صلة

مقتل اثنين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

المشرق العربي أعمدة الدخان تتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية كفر كلا في جنوب لبنان في 21 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

مقتل اثنين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

قُتل شخصان وجُرح شخص آخر في غارة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية، صباح اليوم (الجمعة)، على جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي  فلسطينيون يتجمّعون لتفقد مبنى بعد وقت قصير من هدمه في قصف إسرائيلي في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة في 22 أغسطس 2024، مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" (أ.ف.ب)

تجدّد الدعوات لوقف إطلاق النار بغزة لإدخال لقاحات شلل الأطفال

حث مسؤولون من الأمم المتحدة مجدداً على وقف إنساني لإطلاق النار لضمان إيصال لقاحات شلل الأطفال إلى الأطفال في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الاقتصاد أشخاص يسيرون بجوار جدار في تل أبيب يُظهر صور الرهائن الذين اختطفتهم حركة «حماس» (رويترز)

الاقتصاد الإسرائيلي يشهد أكبر تباطؤ بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

عانى اقتصاد إسرائيل من أكبر تباطؤ في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) بين 38 دولة عضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ مرشحة الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس وزوجها دوغ إمهوف ومرشح الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز وزوجته جوين يقفون أمام الحضور في اليوم الرابع من المؤتمر الوطني الديمقراطي في يونايتد سنتر في شيكاغو بولاية إلينوي الولايات المتحدة الأميركية - 22 أغسطس 2024 (رويترز)

مؤتمر الحزب الديمقراطي يتجاهل لحد كبير نقطة الخلاف الأكبر... غزة

تجاهل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي على مدار أيامه الأربعة إلى حد كبير القضية الأكثر إثارة للانقسام التي تواجه الحزب وهي الدعم الأميركي لإسرائيل في حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس تتحدث في اليوم الرابع والأخير من المؤتمر الوطني الديمقراطي في مركز يونايتد بشيكاغو - إلينوي، 22 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

هاريس تتعهد بـ«إنجاز» اتفاق وقف النار في غزة

تعهَّدت المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي الأميركي كآمالا هاريس، الخميس، بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نتنياهو يصر على إبقاء القوات الإسرائيلية بمحور فيلادلفيا

TT

نتنياهو يصر على إبقاء القوات الإسرائيلية بمحور فيلادلفيا

معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة والحدود المصرية (د.ب.أ)
معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة والحدود المصرية (د.ب.أ)

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، تقارير تشير إلى أن إسرائيل تدرس الموافقة على نشر قوة دولية على امتداد شريط حدودي ضيق بين غزة ومصر يُعرف باسم ممر فيلادلفيا (صلاح الدين).

وقال مكتبه، في بيان: «يصر رئيس الوزراء نتنياهو على مبدأ أن إسرائيل ستسيطر على ممر فيلادلفيا لمنع إعادة تسليح حماس، الأمر الذي من شأنه أن يسمح لها بتكرار الفظائع التي ارتكبت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)»، وفقاً لوكالة «رويترز».

ويعد نشر قوات الجيش الإسرائيلي على الممر الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة في حالة التوصل إلى اتفاق مع «حماس»، إحدى النقاط الشائكة الرئيسية في المفاوضات.