شولتس لنتنياهو: آن الأوان لوقف إطلاق النار في غزة

المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)
TT

شولتس لنتنياهو: آن الأوان لوقف إطلاق النار في غزة

المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)

قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الأحد، إن المستشار الألماني أولاف شولتس أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه قد آن الأوان لإتمام الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أن المستشار الألماني أكد لنتنياهو، في اتصال هاتفي، أهمية كسر «دوامة العنف الانتقامي المدمر في الشرق الأوسط»، وفقاً لوكالة «رويترز».

ونقل المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن شولتس قوله، إن وقف إطلاق النار في غزة سيكون «خطوة حاسمة» نحو خفض التصعيد في الشرق الأوسط، مضيفاً: «عديد من الأهداف العسكرية في القتال ضد (حماس) تم تحقيقها، بينما الخسائر المدنية والمعاناة الإنسانية في غزة هائلة».

وفي بيان مشترك، مساء الخميس، حمل توقيع الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، دعا قادة الدول الثلاث التي تقود الوساطة، إلى إبرام اتفاق هدنة.

وكشف القادة أنهم «سعوا جاهدين على مدار أشهر عدة للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حالياً على الطاولة بناءً على مقترح الرئيس بايدن في نهاية مايو (أيار)»، لافتين إلى أنه «لا يتبقى فقط سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ».

وأعربوا عن استعدادهم بصفتهم وسطاء «إذا اقتضت الضرورة لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ، وعلى النحو الذي يلبي توقعات الأطراف كلها»، داعين إلى «عدم إضاعة مزيد من الوقت أو وضع ذرائع من قبل أي طرف (حماس وإسرائيل) لتأجيل آخر».

ودعا القادة «حماس» وإسرائيل إلى «استئناف المناقشات العاجلة، يوم الأربعاء أو الخميس، المقبلَين في الدوحة أو القاهرة؛ لسد الثغرات المتبقية كلها، وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة».


مقالات ذات صلة

«حماس» تطلب من الوسطاء عرض خطة تعتمد على المحادثات السابقة

المشرق العربي تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

«حماس» تطلب من الوسطاء عرض خطة تعتمد على المحادثات السابقة

قالت حركة «حماس»، اليوم، إنها طلبت من الوسطاء تقديم خطة تعتمد على المحادثات السابقة بدلاً من الدخول في مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي تشييع ضحايا مدرسة التابعين بمدينة غزة السبت (رويترز)

عبد الله الثاني يجدد رفضه أن يكون الأردن ساحة حرب

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء بشر الخصاونة، وكذلك وزير الخارجية أيمن الصفدي، أكدوا موقف المملكة في أنها «لن تكون ساحة حرب».

محمد خیر الرواشده (عمان)
شؤون إقليمية الشرطة الإسرائيلية تحرس قاعدة بيت ليد العسكرية في 30 يوليو (إ.ب.أ)

فتح تحقيق في اقتحام اليمين المتطرف لقاعدتين عسكريتين

أعلنت الشرطة والجيش الإسرائيليان التحقيق في اقتحام قاعدتَي سديه تيمان وبيت ليد العسكريتين من متظاهرين يمينيّين احتجّوا على اعتقال جنود عذّبوا معتقلين فلسطينيين.

المشرق العربي فلسطينيون يحملون أمتعتهم أثناء فرارهم بعد إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر للسكان بإخلاء أحياء شمالية في خان يونس جنوب قطاع غزة الأحد (د.ب.أ)

انقسام داخل الضباط الإسرائيليين حول احتمالات نجاح المفاوضات

خرج 71 ضابطاً جديداً في الجيش الإسرائيلي برسالة علنية إلى رئيس الأركان، هيرتسي هليفي، يطالبون فيها بتنفيذ سياسة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وتحقيق انتصار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون أثناء فرارهم من الجزء الشرقي من خان يونس بعد أوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي (رويترز)

«هدنة غزة»: تمسّك إيران و«حزب الله» بالرد على إسرائيل «يهدّد» المفاوضات

بينما يتزايد حراك الوسطاء نحو إنجاز هدنة في غزة تُوقف الحرب المستمرة في القطاع منذ 11 شهراً، تتزايد المخاوف من تمسّك إيران و«حزب الله» بالرد على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«هدنة غزة»: تمسّك إيران و«حزب الله» بالرد على إسرائيل «يهدّد» المفاوضات

نازحون فلسطينيون أثناء فرارهم من الجزء الشرقي من خان يونس بعد أوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي (رويترز)
نازحون فلسطينيون أثناء فرارهم من الجزء الشرقي من خان يونس بعد أوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: تمسّك إيران و«حزب الله» بالرد على إسرائيل «يهدّد» المفاوضات

نازحون فلسطينيون أثناء فرارهم من الجزء الشرقي من خان يونس بعد أوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي (رويترز)
نازحون فلسطينيون أثناء فرارهم من الجزء الشرقي من خان يونس بعد أوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي (رويترز)

بينما يتزايد حراك الوسطاء نحو إنجاز هدنة في غزة تُوقف الحرب المستمرة في القطاع منذ 11 شهراً، تتزايد المخاوف من تمسّك إيران و«حزب الله» اللبناني بالرد على اغتيالات إسرائيلية، وانعكاسات ذلك على المفاوضات.

وهناك ترقّب واسع لجولة مفاوضات ستُعقد الخميس المقبل، دعا إليها قادة دول الوساطة، مصر وأميركا وقطر، لبحث التوصل لوقف إطلاق نار بقطاع غزة، وسط تحذير رئاسي مصري من خطورة الدخول في «دائرة مفرغة» من التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، في وقت تتزايد فيه جهود أميركية لدعم عقد صفقة هدنة في أقرب وقت.

وتوقّع خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن يحمل الرد الإيراني حال وقع قبل محادثات الخميس مسارَين؛ الأول: أن «يكون رداً قوياً، وبالتالي سيكون سلبياً على مسار المفاوضات؛ لأن الجانب الإسرائيلي قد يتذرّع به، ويجعله سبباً لتأجيله».

المسار الثاني: أن يكون «الرد محدوداً متفَقاً عليه، وبالتالي قد يسهم في حلحلة عقدة المحادثات، والذهاب لتنفيذ المرحلة الأولى من المراحل الثلاث من مقترح للرئيس الأميركي جو بايدن، يراوح مكانه منذ طرحه في نهاية مايو (أيار) الماضي».

ودعا بايدن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، لاستئناف المفاوضات بالدوحة أو القاهرة دون أي تأخير، وسط ضغوط دولية لمنع أو تخفيف رد إيران و«حزب الله» على إسرائيل، عقب اتهامات لها باغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في طهران، والقائد بـ«حزب الله» فؤاد شكر، ببيروت، نهاية يوليو (تموز) الماضي.

رد فعل امرأة أثناء فرارها بعد أوامر إخلاء إسرائيلية جنوب قطاع غزة (رويترز)

وعقب ربط تقارير إعلامية بين مفاوضات هدنة غزة وعدم الرد، تمسّكت إيران وفق بيان بعثتها بالأمم المتحدة، السبت، بأن «لديها الحق في الدفاع عن النفس»، واستبعدت أنه «يكون له علاقة بهدنة غزة»، مُعرِبةً عن «أملها أن يأتي الرد في الوقت المناسب، وبطريقة لا تضرّ بوقف إطلاق النار المحتمل في القطاع».

وعلى خُطاها جدّد «حزب الله» اللبناني، وفق تصريحات لعضو كتلته البرلمانية النائب علي فياض، بـ«الرد مهما تكن الاحتمالات والتداعيات».

على الجانب الإسرائيلي، تذهب التقديرات إلى أن «(حزب الله) مصمّم على تنفيذ هجومه في الأيام المقبلة، دون أن يحدث أي تغيير في خططه بسبب محادثات الخميس المقبل»، وفق ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وأيضاً ما أشارت إليه صحيفة «إسرائيل هيوم»، بالحديث عن أن «الرأي السائد داخل إسرائيل هو أنّ الرد متوقَّع هذا الأسبوع جزئياً أو كلياً، وسط تمسّك من (حزب الله) بتنفيذه»، وكذلك صحيفة «معاريف» بأن «التقديرات الأميركية والإسرائيلية ترجّح أن ينفِّذ (حزب الله) هجومه خلال الساعات الـ24 المقبلة، وأن يهاجم (حزب الله) إسرائيل أولاً، ثم إيران».

وبينما استعدّت إسرائيل، حسب هيئة البث الرسمية، لصد الرد، نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مصدر إسرائيلي مُطّلع على المفاوضات، أن رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» المختفي عن الأنظار بغزة، يحيي السنوار «يريد اتفاقاً لوقف إطلاق النار».

ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي، أنه «لا آمال عريضة» حول الجولة المرتقبة، مُرجِعاً ذلك إلى إصرار إسرائيل على استمرار عملياتها العسكرية، سواء حدثت ضربة إيرانية أو من «حزب الله» أو لا.

حسين هريدي الذي سبق أن تولّى إدارة إسرائيل في الخارجية المصرية، يعتقد أن نتنياهو قد يتعلّل بالضربة المحتملة، ويسعى لتعطيل المفاوضات، لافتاً إلى أنه لو وافق على هدنة ستكون مؤقتة، مرتبطة بتجهيز قواته فقط لمواجهة مع لبنان، في ظل عدم الحسم الدبلوماسي مع «حزب الله».

ويستبعد الخبير الاستراتيجي، اللواء محمد الغباري، «سيناريو إقدام إيران على توجيه ضربة قوية تؤثر على المفاوضات»، مؤكداً أن المفاوضات ستحدّد مسارها حسابات إسرائيل، وتحقيق أهدافها من الحرب، وليس الضربة من إيران أو (حزب الله). ويعتقد أن إسرائيل ستُقدِم على توقيع اتفاق هدنة حال رأت أنها ستجني مكاسب منه، ودون ذلك لن تذهب لاتفاق، وستأخذ أي ذريعة لتعطيل المفاوضات.

الاحتمال الأقرب، حسب المحلّل الأردني صلاح العبادي، أن «تلجأ إيران إلى الذهاب باتجاه ردّ متفَق عليه، يحفظ ماء الوجه لها، مقابل وقف الحرب على قطاع غزة»، مؤكداً صعوبة سيناريو تنفيذ ضربة قوية.

ومع هذا التباين وتعدُّد السيناريوهات المحتملة، ينشط جهد إقليمي يريد إنهاء الحرب بغزة، حيث أبلغ المستشار الألماني، أولاف شولتس، الأحد، نتنياهو خلال محادثة هاتفية أن «وقف إطلاق النار في غزة سيكون خطوة حاسمة نحو خفض التصعيد في الشرق الأوسط»، داعياً إلى إبرامه، وفق ما نقلته «رويترز».

وحذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي السبت مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس، من خطورة استمرار الحرب بغزة، مشدّداً على «ضرورة خفض التصعيد، سواء بالأراضي الفلسطينية أو إقليمياً، بالنظر لخطورة الدخول في دائرة مفرغة من الرد والرد المضاد»، وفق إفادة الرئاسة المصرية.

بينما يتوقّع أن يزور كل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومدير الـ«سي آي إيه» وليام بيرنز، ومستشار الرئيس الأميركي بريت ماكغورك، المنطقة هذا الأسبوع؛ لدفع صفقة الهدنة قُدماً، وفق ما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر وصفها بـ«مطّلعة».

وباعتقاد هريدي ستواصل الولايات المتحدة احتواء التصعيد بالمنطقة، تارةً بتهديد إيران، أو بإجراءات مشاورات، خشيةَ تعرُّض مصالحها بالمنطقة للخطر، متوقعاً احتمال التوصل إلى «اتفاق مرحلي فقط» لتهدئة التصعيد بالمنطقة، ينصبّ على تنفيذ المرحلة الأولى من مقترح بايدن.

ويتّفق معه العبادي، قائلاً إن مصلحة الولايات المتحدة في ظل التصعيد الحالي هي حلحلة عقدة المفاوضات، والسعي للتوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب في غزة، متوقعاً أن «تسير الأمور باتجاه المسار التفاوضي، وتضغط إيران لمقايضة إسرائيل على إنهاء الحرب على قطاع غزة مقابل ضربة محدودة متفَق عليها».