واشنطن وباريس تدعوان إلى «أقصى درجات ضبط النفس» في الشرق الأوسط

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه (أ.ف.ب)
TT

واشنطن وباريس تدعوان إلى «أقصى درجات ضبط النفس» في الشرق الأوسط

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه (أ.ف.ب)

دعا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن إلى «أقصى درجات ضبط النفس» في الشرق الأوسط، وذلك خلال اتصال هاتفي، السبت، أتى وسط مخاوف من تصعيد واسع بين إيران وإسرائيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، إن الوزيرين يتشاركان «القلق في مواجهة تصاعد التوترات» في المنطقة، وأنهما «اتفقا على مواصلة دعوة كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بهدف تفادي أي تصعيد إقليمي قد تكون له تداعيات مدمّرة على دول المنطقة».

وأكد سيجورنيه وبلينكن مواصلة بذل الجهود «المشتركة» للتوصل إلى وقف «مستدام» لإطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد حرباً متواصلة ومدمّرة منذ نحو 10 أشهر بين إسرائيل وحركة «حماس»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في «حزب الله» فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، ومع تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة.

وكثّفت دول غربية دعواتها لرعاياها إلى مغادرة لبنان وإيران، مع إعلان بعض شركات الطيران تعليق رحلاتها. وكانت فرنسا قد دعت مواطنيها غير المقيمين في إيران، الذين ما زالوا موجودين في البلاد، إلى مغادرتها في أقرب وقت ممكن.

لكن باريس لم تحذُ حذو واشنطن ولندن اللتين دعتا رعاياهما إلى مغادرة لبنان في ظل التوتر. ومنذ اندلاع الحرب في غزة، توصي فرنسا «رسمياً» رعاياها بعدم زيارة لبنان «بما في ذلك لزيارات سياحية وعائلية» ما لم تكن ثمة «أسباب محتمة» لذلك.

لم تعلق الدولة العبرية على اغتيال هنية، لكنها تعهّدت بالقضاء على «حماس» بعد هجومها غير المسبوق في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على أراضيها، الذي أدى إلى رد عسكري إسرائيلي مدمر في غزة.

وتعهّد القادة الإيرانيون وكذلك «حزب الله» اللبناني و«حماس» الفلسطينية بالانتقام لمقتل هنية وشكر. من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده على «مستوى عالٍ جداً» من الاستعداد لأي سيناريو «دفاعي وهجومي».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أنه على ضوء «احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها»، أمر وزير الدفاع لويد أوستن «بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة».


مقالات ذات صلة

«دفاع مشترك» إسرائيلي - أميركي رداً على ضربة محتملة لـ«حزب الله» وإيران

المشرق العربي دمار في مصنع إسرائيلي بمدينة كريات شمونة ناتج عن قصف صواريخ «حزب الله» (رويترز)

«دفاع مشترك» إسرائيلي - أميركي رداً على ضربة محتملة لـ«حزب الله» وإيران

توعدت إسرائيل بالهجوم رداً على أي ضربة ينفذها «حزب الله» وإيران وسط دعوات لدول عربية وأجنبية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، لرعاياها بمغادرة لبنان فوراً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي غارة إسرائيلية على مدرستين للنازحين في غزة (رويترز)

غزة: مقتل 30 شخصاً في قصف إسرائيلي استهدف مدرستين تؤويان نازحين

أعلن الدفاع المدني بقطاع غزة، الأحد، مقتل 30 شخصاً على الأقل في قصف صاروخي إسرائيلي طال مدرستين تؤويان نازحين في حي النصر بمدينة غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي القوات الإسرائيلية تغلق طرقاً داخلية عدة وتمنع المواطنين من التجول بمدينة سلفيت بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

القوات الإسرائيلية تقتحم منزل منفذ هجوم تل أبيب وتحتجز أفراد عائلته

اقتحمت القوات الإسرائيلية، الأحد، منزلاً بمدينة سلفيت بالضفة الغربية، واحتجزت عائلة منفذ هجوم الطعن في جنوب تل أبيب، وفق مصادر فلسطينية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي عنصر من «حزب الله» اللبناني يزيح الستار عن راجمة صواريخ «غراد» (لقطة من فيديو نشره «حزب الله»)

كيف قد تبدو الحرب بين إسرائيل وإيران؟

كانت عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران دقيقة، بناء على معلومات مخابراتية، وأظهرت فشل إيران في حمايته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أفراد من الطوارئ بموقع حادث الطعن في حولون بإسرائيل (رويترز)

قتيلان وجريحان في حادث طعن قرب تل أبيب

قالت السلطات الإسرائيلية إن فلسطينياً قتل شخصين وأصاب شخصين آخرين، في هجوم بالطعن وسط إسرائيل اليوم (الأحد) قبل أن تطلق الشرطة النار عليه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

فرنسا تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان «فور الإمكان»

تصاعد الدخان من كفركلا وسط اشتباكات عبر الحدود بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية (رويترز)
تصاعد الدخان من كفركلا وسط اشتباكات عبر الحدود بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية (رويترز)
TT

فرنسا تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان «فور الإمكان»

تصاعد الدخان من كفركلا وسط اشتباكات عبر الحدود بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية (رويترز)
تصاعد الدخان من كفركلا وسط اشتباكات عبر الحدود بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية (رويترز)

دعت فرنسا الأحد، رعاياها إلى مغادرة لبنان «فور الإمكان» في ظل المخاوف من اشتعال الوضع بالمنطقة على خلفية الحرب في غزة.

وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية في توجيهاتها للمسافرين إلى لبنان، بأنه «في سياق أمني متقلب جداً، نلفت مجدداً انتباه الرعايا الفرنسيين إلى أنه ما زالت هناك رحلات تجارية مباشرة وغير مباشرة متوافرة إلى فرنسا، وندعوهم إلى اتخاذ تدابير الآن لمغادرة لبنان فور الإمكان»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتأتي الدعوة الفرنسية بعد خطوة مماثلة قامت بها واشنطن ولندن بدعوة رعاياهما منذ السبت إلى مغادرة لبنان. كذلك أعلنت السويد إغلاق سفارتها في بيروت ودعت مواطنيها إلى المغادرة.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية حدثت توجيهاتها الخميس، لافتة «انتباه الرعايا الفرنسيين إلى أنه ما زالت هناك رحلات تجارية متوافرة إلى فرنسا».

لكنها لم تصدر تعليمات بمغادرة البلد. وذكرت الأحد أنه «يطلب بإلحاح من الفرنسيين عدم التوجه إلى لبنان».

وتزداد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية بطهران، في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في «حزب الله» فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت.

في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده على «مستوى عالٍ جداً» من الاستعداد لأي سيناريو «دفاعي وهجومي».