تقرير إسرائيلي: الاستيطان يواجه تحديات... ويفشل في مواجهتها

الهجرة إلى الضفة الغربية في انخفاض والمستوطنون الفقراء يزدادون فقراً

فلسطيني ينظر إلى وادٍ يتم فيه بناء بؤرة استيطانية جنوب القدس يوم 8 يوليو الحالي (أ.ف.ب)
فلسطيني ينظر إلى وادٍ يتم فيه بناء بؤرة استيطانية جنوب القدس يوم 8 يوليو الحالي (أ.ف.ب)
TT

تقرير إسرائيلي: الاستيطان يواجه تحديات... ويفشل في مواجهتها

فلسطيني ينظر إلى وادٍ يتم فيه بناء بؤرة استيطانية جنوب القدس يوم 8 يوليو الحالي (أ.ف.ب)
فلسطيني ينظر إلى وادٍ يتم فيه بناء بؤرة استيطانية جنوب القدس يوم 8 يوليو الحالي (أ.ف.ب)

كشفت دراسة معمقة لمجموعة الأبحاث الإسرائيلية «تمرور» معطيات جديدة تدل على أن مشروع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية يواجه تحديات كبيرة، ويفشل في مواجهة كثير منها. وعلى رغم تطرف المستوطنين سياسياً وآيديولوجياً، فإنه على صعيد جمهور المستوطنين يوجد تراجع عن فكرة الانتقال للاستيطان، بحسب الدراسة التي أشارت أيضاً إلى أنه ينشأ صراع طبقي يصبح فيه الأثرياء أكثر ثراء والفقراء أكثر فقراً، بل إن نسبة الفقر في المستوطنات تبلغ 10 أضعاف النسبة داخل إسرائيل.

وجاء في تقرير «تمرور»، الذي يستند إلى معطيات المكتب المركزي للإحصاء، أن قادة الاستيطان يتحدثون عن مشروعهم على أنه «معجزة تاريخية»، على حد وصف وزيرة الاستيطان في حكومة بنيامين نتنياهو، أوريت ستروك، لكن الواقع يدل على أنه مشروع فاشل، برغم كل ما يفعله المستوطنون وكل الدعم الحكومي غير المسبوق لهم مادياً وعسكرياً وسياسياً.

ومن علامات الفشل، حسب التقرير الذي نشرته الجمعة صحيفة «هآرتس»، أنه منذ بداية عام 2023 حتى منتصف سنة 2024، انتقل من إسرائيل إلى الضفة الغربية 615 شخصاً فقط، أكثر من الذين عادوا من الضفة إلى إسرائيل. وفي ثلث المستوطنات (47) كان هناك في الفترة ذاتها ميزان كامل للهجرة السلبية، أي أن الذين غادروا المستوطنات أكبر من الذين جاؤوا إليها. والظاهرة الوحيدة التي ساعدت على تخفيف المنحى السلبي هي وصول 965 مهاجراً جديداً من خارج البلاد بشكل مباشر إلى المستوطنات.

والزيادة في عدد المستوطنين نجمت بالأساس عن التكاثر الطبيعي في عائلات يهودية دينية متزمتة (حريديم). لكن هؤلاء يسكنون في بلدات تقع على حدود الضفة الغربية مع إسرائيل. ويقول التقرير إن عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية (لا يشمل سكان القدس الشرقية) بلغ 497 ألف نسمة في نهاية مايو (أيار) 2024، يعيشون في 134 مستوطنة، و120 بؤرة استيطانية غير قانونية. ولكن الأغلبية الساحقة للزيادة في الضفة، وتحديداً 92 في المائة من إجمالي الزيادة، كانت نتيجة الزيادة الطبيعية (الولادات ناقص الوفيات)، التي بلغت في هذه الفترة 17814 نسمة.

إنشاءات بدائية لبدو من قرية أم الخير بالضفة الغربية وفي الخلفية أبنية في مستوطنة الكرمل اليهودية يوم 10 يوليو الحالي (أ.ب)

ويُظهر فحص سريع أن نصف الزيادة الطبيعية (46 في المائة) مصدرها في المدن الحريدية الكبيرة، وهي «موديعين عيليت» و«بيتار عيليت» و«جفعات زئيف» (الأخيرة آخذة في التدين بنسبة أكبر). ونسبة الزيادة الطبيعية في هذه المدن الثلاث هي تقريباً نصف إجمالي الزيادة الطبيعية في الضفة الغربية. وهذه المستوطنات الثلاث القريبة من الخط الأخضر يُتوقع ضمّها إلى إسرائيل في إطار تبادل للأراضي وفق اتفاق الحل الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتوضح الأرقام التي كُشفت أن نسبة الحريديين بين السكان الإسرائيليين في الضفة ارتفعت إلى 37 في المائة. وهذه المجموعة السكانية، إلى جانب مستوطنات أخرى فقيرة، تعني أن أكثر من 40 في المائة من المستوطنين ينتمون إلى الشريحة الاقتصادية الاجتماعية الأدنى التي تزداد فقراً في إطار صراع طبقي يصبح فيه الأثرياء أكثر ثراء. وعلى سبيل المقارنة، هذه النسبة من الفقراء هي أكبر تقريباً بـ10 أضعاف من نسبة الذين ينتمون إلى الشريحة الاجتماعية الأدنى داخل حدود إسرائيل.

كما تكشف الأرقام أنه رغم الزيادة في عدد الإسرائيليين في الضفة فإن نسبتهم في إجمالي سكان الضفة هي 14 في المائة فقط. أي أنه في أوساط سكان الضفة توجد أغلبية عربية ثابتة.

ويتساءل الكاتب شاؤول أرئيلي وخرين، في ختام تقريره: «هل الجمهور الحريدي والجمهور العلماني سيتعاونان في نهاية المطاف مع الخطوات التي يدفعها قدماً الجمهور القومي المتطرف المسيحاني الصغير؟ هل إزاء التسهيلات الاقتصادية المبالغ فيها، التي ترافق الانتقال إلى الضفة الغربية، سينتقل حريديون وعلمانيون إلى هناك بالآلاف بشكل سيغير التوجه الديمغرافي السلبي، ويلغي الإمكانية الموجودة الآن لحل الدولتين؟ هل تبذير موارد الدولة من أجل تحقيق الحلم المسيحاني الذي لا توجد له أي فائدة سياسية، سيستمر، ويضرّ بمكانة وصورة واقتصاد، وبالأساس أمن، دولة إسرائيل؟».


مقالات ذات صلة

ملك الأردن يدعو إلى وقف عنف المستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينيين فوراً

العالم العربي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ب)

ملك الأردن يدعو إلى وقف عنف المستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينيين فوراً

دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم الأربعاء إلى وقف «عنف المستوطنين المتطرفين» بحق الفلسطينيين ووضع حد للانتهاكات بحق المقدسات في القدس فوراً.

«الشرق الأوسط» (عمان)
شؤون إقليمية سيارة محترقة في قرية حوارة بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية بعد هجوم مستوطنين إسرائيليين الأربعاء

هجوم جديد للمستوطنين في الضفة بعد إلغاء الاعتقال الإداري

كثّف المستوطنون هجماتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية، منذ فوز دونالد ترمب بالرئاسة لفرض واقع جديد يقوم على ضم الضفة وإعلان السيادة الإسرائيلية عليها.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية بن غفير في مؤتمر سابق حول الاستيطان في غزة الشهر الماضي يدعو لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة (وسائل إعلام إسرائيلية)

فضيحة أمنية جديدة في الحكومة الإسرائيلية

كُشف النقاب في تل أبيب عن فضيحة في مكتب وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، وفي إطارها تم اعتقال مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية ومسؤولين كبار في الشرطة.

نظير مجلي (تل ابيب)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

تقرير: إسرائيل تخطط للبقاء في غزة… وجنود يكشفون عن بناء معسكرات

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن آفي ديختر، وزير الأمن الغذائي وعضو مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي صرح بأن جيش بلاده سيبقى في غزة لسنوات عديدة

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي وزير الإسكان الإسرائيلي يتسحاق غولدكنوبف ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست (أ.ف.ب)

وزير إسرائيلي يحث على الاستيطان في غزة خلال جولة مع زعيمة للمستوطنين على الحدود

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن وزير الإسكان والبناء، يتسحاق غولدكنوبف، حث على الاستيطان في غزة خلال تفقده المنطقة الحدودية مع القطاع رفقة زعيمة للمستوطنين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«المرصد السوري»: قوة إسرائيلية تعتقل سوريين في ريف القنيطرة

قوات إسرائيلية تغلق طريقاً في الجولان السوري المحتل (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تغلق طريقاً في الجولان السوري المحتل (إ.ب.أ)
TT

«المرصد السوري»: قوة إسرائيلية تعتقل سوريين في ريف القنيطرة

قوات إسرائيلية تغلق طريقاً في الجولان السوري المحتل (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تغلق طريقاً في الجولان السوري المحتل (إ.ب.أ)

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوة إسرائيلية توغَّلت داخل الأراضي السورية واعتقلت شابين من ريف القنيطرة الأوسط، أثناء وجودهما قرب الشريط الحدودي، واقتادتهما إلى داخل الجولان المحتل، من دون ورود معلومات عن مصيرهما.

وتكرَّرت الاعتداءات الإسرائيلية منذ مطلع العام الحالي بشكل كبير بحق مدنيين سوريين ضمن المناطق الواقعة على الشريط الحدودي مع الجولان، من خلال توغل جنود داخل الأراضي السورية واعتقال أشخاص وإطلاق النار.

اقرأ أيضاً