الحكومة المصرية الجديدة تؤدي «اليمين» أمام السيسي الأربعاء

مصدر: التغيير يشمل عدداً كبيراً من الحقائب الوزارية... بينها «الخارجية»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)
TT

الحكومة المصرية الجديدة تؤدي «اليمين» أمام السيسي الأربعاء

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)

تؤدي الحكومة المصرية الجديدة، (الأربعاء)، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمقر رئاسة الجمهورية بحي مصر الجديدة، بعد شهر من «المشاورات المكثفة لاختيار أعضائها من بين الكفاءات والخبرات»، بحسب مصدر مصري مطلع.

وأوضح مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن «التشكيل الجديد للحكومة سيشهد عودة وزارة شؤون مجلس الوزراء، والمرشح لتوليها المستشار محمود فوزي، رئيس حملة السيسي الانتخابية»، مشيراً إلى أنه «من المتوقع دمج وزارتَي النقل والصناعة على أن يتولاها وزير النقل الحالي كامل الوزير، مع تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء».

وأشار المصدر إلى «رحيل عدد كبير من الوزراء من بينهم وزراء الخارجية، والعدل، والتنمية المحلية، والبترول، والكهرباء، والتضامن، والزراعة، والتموين، والطيران، والأوقاف، والتعليم».

ولفت المصدر إلى أن «السبب وراء تأخير إعلان التشكيل حتى الآن، يرجع إلى الرغبة في اختيار كفاءات قادرة على مواجهة التحديات»، لافتاً إلى أن «رئيس الحكومة، مصطفى مدبولي، أجرى عدداً كبيراً من المقابلات تجاوز عددها الـ60 مقابلة مع المرشحين للحقائب الوزارية».

وكان الرئيس المصري، أعاد تكليف مدبولي تشكيل حكومة جديدة في 3 يونيو (حزيران) الماضي، مشدداً على «ضرورة أن تعمل الحكومة الجديدة على تحقيق عدد من الأهداف، على رأسها الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري في ضوء التحديات الإقليمية والدولية»، مع «وضع ملف بناء الإنسان المصري على رأس قائمة الأولويات، خصوصاً في مجالَي الصحة والتعليم، ومواصلة جهود تطوير المشارَكة السياسية».

ونقلت الفضائية المصرية «إكسترا نيوز» عن مصدر حكومي، لم تسمه، قوله: «هناك تغيير وزاري شامل، يشهد دمج وزارات واستحداث أخرى، في إطار توجيه الرئيس السيسي، بتطوير السياسات الحكومية لمواكبة التحديات التي تواجه الدولة».

وأضاف المصدر أن «التغيير سيشمل عدداً كبيراً من الحقائب الوزارية والمحافظين»، مشيراً إلى أن «الحكومة الجديدة ستعمل وفقاً لبرنامج محدد يراعي ترتيب الأولويات، وفي مقدمتها تحسين الخدمات المقدمة للمواطن، والإصلاح الهيكلي للاقتصاد، وتشجيع الاستثمار».

وتابع المصدر الحكومي أن «التغيير سيشمل نحو 20 حقيبة وزارية، مع الاستعانة بكفاءات من الخبرات الدولية لشغل بعض الحقائب».

وتداولت وسائل إعلام محلية أنباء عن مغادرة وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، مكتبه، وتوديعه العاملين بالوزارة بعد 11 عاماً قضاها في المنصب. كما ودّع وزير التربية والتعليم رضا حجازي العاملين في وزارته، بعد إبلاغه بعدم وجوده في التشكيل الجديد.

وتصدّر «التشكيل الوزاري الجديد» «التريند»، مع سيل من المنشورات التي تضمنت ترشيحات لوزراء جدد، أو توقعات برحيل آخرين.

وقال الإعلامي المصري أحمد موسى، في تدوينة على «إكس»، إن «التشكيل الوزاري سوف يشهد كثيراً من الحقائب الجديدة من أصحاب الخبرات والكفاءات الوطنية والدولية، وسيضم عناصر شبابية، مع تجديد الثقة في عديد من الوزراء الحاليين ممّن حققوا نجاحات كبيرة في ملفاتهم، وأحدثوا نقلة كبيرة داخل وزاراتهم».

ونشر عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري سلسلة تدوينات على حسابه الشخصي على «إكس»، لمّح فيها إلى التغييرات المرتقبة في الحكومة الجديدة، من بينها قوله: «المنجز، المبدع، القطار السريع، الذي ليس له سوى محطة الوطن، طوله وعرضه، يتجول بلا توقف، حاسم ونزيه، لا يستحق النقل فقط، بل والصناعة، ونائب إن أمكن»، في إشارة إلى دمج حقيبتَي النقل والصناعة برئاسة كامل الوزير.

كما أشار بكري لرحيل وزير الخارجية في منشور آخر قال فيه: «بعد أكثر من عشر سنوات من المحاورات والمفاوضات وإدارة الملفات العربية والدولية، يترجل الرجل ليفسح المجال لشخصية مرموقة وذات خبرة طويلة ليواصل الطريق الشاق».

وانتقد في منشور آخر «استمرار فصل وزارة التخطيط عن التعاون الدولي».

ويتزامن حلف اليمين الدستورية مع الذكرى الـ11 لإنهاء حكم تنظيم الإخوان، وإعلان «بيان 3 يوليو(تموز)»، بعزل الراحل محمد مرسي، وتعطيل العمل بالدستور، مع تكليف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور رئيساً مؤقتاً للبلاد.

وعن ذلك كتب بكري، منشوراً على موقع «إكس»، قال فيه: «الأربعاء 3 يوليو 2013... الأربعاء 3 يوليو 2024... هل هي مصادفة، أم انطلاقة جديده؟».

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى كامل السيد، أن «تزامن مراسم حلف اليمين مع ذكرى 3 يوليو، سيُستغل إعلامياً للإشارة إلى أن الولاية الثالثة للرئيس السيسي تبدأ بوجوه جديدة في الحكومة».

ولا يتوقع السيد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، «حدوث نقلة سياسية بسبب الأسماء المرشحة لتولي حقائب وزارية في الحكومة الجديدة، ما دامت العلاقة بين الحكومة والرئيس لم تتغير، واقتصر دور الحكومة على تنفيذ توجيهات الرئيس».

ورجح أن «يكون معظم الوزراء في الحكومة الجديدة من العاملين في الجهاز البيروقراطي للدولة، ما يعني أنه لن يكون هناك تغيير كبير يذكر في السياسات»، لافتاً إلى أن «رحيل بعض وزراء الحقائب السيادية مرتبط بشكل كبير بظروف صحية لشاغليها».

وكُلف مدبولي تشكيل الحكومة للمرة الأولى في يونيو 2018، خلفاً لشريف إسماعيل، بينما أجرى 4 تعديلات وزارية على حكومته، كان آخرها في 2022، وشملت 13 حقيبة وزارية.

ووفق المادة 146 من الدستور، فمن المنتظر أن تعرض الحكومة الجديدة برنامجها على مجلس النواب، للحصول على ثقة أغلبية أعضاء المجلس في غضون 30 يوماً على الأكثر من تاريخ تقديم برنامج الحكومة.


مقالات ذات صلة

مصير غامض لـ«تخفيف الأحمال» في مصر

شمال افريقيا عانت مصر مع بداية الصيف من انقطاعات متكررة في الكهرباء (أ.ف.ب)

مصير غامض لـ«تخفيف الأحمال» في مصر

وتعاني مصر منذ عدة سنوات أزمة في الكهرباء، خصوصاً في فصل الصيف حين تشتد درجات الحرارة، فتزداد فترات الانقطاع، لكن ذلك انحسر على نحو لافت منذ شهرين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي وزير التموين المصري في جولة تفقدية لمتابعة توافر السلع التموينية بالأسواق خلال أغسطس الماضي (وزارة التموين المصرية)

مصر: خطة حكومية للتحول إلى «الدعم النقدي» تثير التكهنات

أثار إعلان الحكومة المصرية عن دراسة إمكانية تطبيق منظومة «الدعم النقدي» اعتباراً من العام المالي المقبل التكهنات بشأن آليات وخطط الحكومة للتحويل.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا طبيبة مصرية شابّة تكشف على أحد المرضى ضمن مبادرة #100_يوم_صحة (وزارة الصحة المصرية)

مصر: نظام جديد لـ«تكليف» خريجي الطب بالعمل في المستشفيات الحكومية

تعتزم الحكومة المصرية بدء تطبيق نظام جديد لـ«تكليف» خريجي كليات الطب، بالعمل في المستشفيات الحكومية، مبنيّ على «مبدأ الاحتياج»، وليس الإلزام للجميع، كما كان.

أحمد إمبابي (القاهرة)
العالم العربي اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (رئاسة مجلس الوزراء)

«شروط الصندوق»... جدل مصري مع إقرار «الشريحة الثالثة» للقرض

مع اقرار صندوق النقد الدولي، الشريحة الثالثة من قرض مصر، سادت مخاوف بين المصريين بشأن عزم الحكومة على اتخاذ إجراءات جديدة لخفض «الدعم» المقدم للمواطنين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف خلال زيارته المدرسة المصرية - اليابانية بمحافظة البحيرة (وزارة التربية والتعليم المصرية)

لماذا خلت بيانات «التعليم» المصرية من وصف الوزير بـ«الدكتور»؟

أثار خلوّ بيانات وزارة التعليم المصرية من وصف الوزير محمد عبد اللطيف بـ«الدكتور»، تساؤلات بشأن أسباب التخلي عن ذِكر اللقب، في ظل جدل واسع بشأن «صحة شهاداته».

أحمد عدلي (القاهرة)

ماكرون: الحرب ليست حتمية في لبنان... والمسار الدبلوماسي موجود

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (د.ب.أ)
TT

ماكرون: الحرب ليست حتمية في لبنان... والمسار الدبلوماسي موجود

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (د.ب.أ)

تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباشرة إلى اللبنانيين مساء الخميس عبر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً لهم أن «المسار الدبلوماسي موجود»، وأن «الحرب ليست حتمية».

وقال ماكرون: «لا أحد لديه مصلحة في التصعيد»، مع تفاقم المخاوف من اندلاع حرب شاملة، بعد تفجيرات نسبها «حزب الله» لإسرائيل، استهدفت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره. وأضاف: «لا شيء؛ لا مغامرة إقليمية، ولا مصلحة خاصة، ولا ولاء لأي قضية مهما كانت يستحق إثارة صراع في لبنان»، مؤكداً أن فرنسا تقف إلى «جانب» اللبنانيين.

وأجرى ماكرون، الخميس، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون، كما تحدّث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون «عبَّر عن قلقه البالغ بعد سلسلة الانفجارات التي شهدها لبنان، التي ساهمت في تصعيد خطير للتوترات في المنطقة»، ودعا «جميع الأطراف إلى التحرك لتجنب الحرب».

وفي مقطع الفيديو، أسف ماكرون لسقوط «ضحايا مدنيين» جراء التفجيرات هذا الأسبوع.

وأضاف: «بينما يواصل بلدكم التغلب على التحديات، لا يمكن للبنان أن يعيش في خوف من حرب وشيكة. وأقول لكم بكل وضوح، كما قلت للجميع: علينا أن نرفض هذه الكارثة»، معتبراً أن على الزعماء السياسيين اللبنانيين «أيضاً العمل في هذا الاتجاه».

وتابع: «أكثر من أي وقت مضى، تحتاجون في هذه اللحظة إلى رئيس يتولى قيادة البلاد في مواجهة التهديدات».

ويعاني لبنان من شلل سياسي؛ إذ تحول خلافات بين معسكر «حزب الله» الموالي لإيران وخصومه من دون انتخاب رئيس للجمهورية، والمنصب شاغر منذ أكثر من عامين.

وختم ماكرون قائلاً: «أعلم أنه في حالة الارتباك والحزن يكون الأمل نادراً. وفي هذا الارتباك، وفي هذا الحزن، تقف فرنسا إلى جانبكم».