الجيش الإسرائيلي يؤكد انسحاب قواته من جباليا بشمال غزة

جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يؤكد انسحاب قواته من جباليا بشمال غزة

جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم (الجمعة)، انسحاب قوات الجيش من جباليا في شمال قطاع غزة بعد «استكمال مهمتها».

وقال أدرعي في بيان عبر منصة «إكس» إن الفرقة 98 «استكملت مهمتها في شرق جباليا وانسحبت تمهيداً للمراحل اللاحقة من القتال في قطاع غزة بعد أن انتشلت 7 جثث لمختطَفين وقضت على مئات» المسلحين.

وأضاف البيان أن القوات الجوية شنت أكثر من 200 غارة جوية خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جباليا.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن 10 جنود إسرائيليين قُتلوا خلال العملية العسكرية في جباليا، مشيرةً إلى أن آخر هؤلاء الجنود القتلى هو عنصر الاحتياط آدار جافرييل (24 عاماً) الذي أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أنه قُتل أمس (الخميس).

كما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل جندي آخر هو يوهاناتان إلياس (20 عاماً) في جنوب قطاع غزة، مما يرفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في القطاع منذ بدء العمليات البرية إلى 294، حسب الصحيفة.

وفي وقت سابق اليوم، أفادت الإذاعة الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من مخيم جباليا بعد عملية استمرت 20 يوماً، لافتةً إلى أن فرق الدفاع المدني بدأت في انتشال جثامين قتلى من عدد من المناطق التي انسحب منها الجيش في شمال غزة.

وأشارت الإذاعة إلى أن مستشفى العودة في جباليا أعلن استئناف استقبال المرضى والجرحى بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من محيطه.


مقالات ذات صلة

دبلوماسية ماكرون في الشرق الأوسط... لهجة حازمة لا تسفر عن نتائج

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف .ب)

دبلوماسية ماكرون في الشرق الأوسط... لهجة حازمة لا تسفر عن نتائج

يظهر حزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتزايد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبة باريس في الدفع لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صورة للمبنى الذي استُهدِف فيه يحيى السنوار (أ.ب)

«حماس» تعلن اغتيال قائد كتيبة «تل السلطان» في رفح برفقة السنوار

أعلنت حركة «حماس» الفلسطينية، مساء (الجمعة)، مقتل قائد كتيبة «تل السلطان»، محمود حمدان، في العملية الإسرائيلية التي قتلت زعيم الحركة، يحيى السنوار، في رفح.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا جندي إسرائيلي يطلق النار من داخل إحدى البنايات في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

بروكسل تحقق في ارتكاب «قناص» بلجيكي إسرائيلي جرائم حرب بغزة

فتحت النيابة الفيدرالية البلجيكية تحقيقاً في الاشتباه بارتكاب جرائم حرب في غزة نُسبت إلى إسرائيلي من وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي يحمل الجنسية البلجيكية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون نازحين يتصارعون على بقايا الطعام في دير البلح بقطاع غزة (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: غزة «جحيم على الأرض» لمليون طفل فلسطيني

قالت الأمم المتحدة إن مليون طفل في قطاع غزة يعيشون «جحيماً على الأرض»، حيث قُتل نحو 40 طفلاً هناك، كل يوم، على مدى العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي متظاهرون مؤيدون لجماعة «الحوثي» في اليمن يرفعون أسلحة وصور زعيم «حماس» يحيى السنوار في صنعاء (رويترز)

إسرائيل و«حزب الله» و«حماس» تتوعد بمواصلة القتال بعد مقتل السنوار

توعدت إسرائيل وحركة «حماس» وجماعة «حزب الله» اللبنانية بمواصلة القتال في غزة ولبنان وهو ما بدد الآمال في أن يساعد موت يحيى السنوار على إنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مطالبة واسعة في إسرائيل لاستغلال غياب السنوار بإبرام صفقة تبادل

السنوار وسط متظاهرين عند حدود قطاع غزة مع إسرائيل في 20 أبريل 2018 (أ.ب)
السنوار وسط متظاهرين عند حدود قطاع غزة مع إسرائيل في 20 أبريل 2018 (أ.ب)
TT

مطالبة واسعة في إسرائيل لاستغلال غياب السنوار بإبرام صفقة تبادل

السنوار وسط متظاهرين عند حدود قطاع غزة مع إسرائيل في 20 أبريل 2018 (أ.ب)
السنوار وسط متظاهرين عند حدود قطاع غزة مع إسرائيل في 20 أبريل 2018 (أ.ب)

اتسعت المطالبات في إسرائيل باستغلال غياب رئيس حركة «حماس» يحيى السنوار، لتكثيف الجهود لأجل إنجاح صفقة تبادل الأسرى، التي يتم بموجبها وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من أسر «حماس» مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وأجمعت أجهزة الأمن الإسرائيلية وأحزاب المعارضة والصحف وعائلات الرهائن على أن اغتيال السنوار خلق فرصة ثمينة لا يجوز إضاعتها لإنجاح الصفقة، وطالبت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالتوجه المخلص إلى المفاوضات بشأنها، سوياً مع الوسطاء الأميركيين والمصريين والقطريين. وبدأت هذه الجهود فور الإعلان رسمياً عن اغتيال السنوار، مساء الخميس، حيث طلب فريق التفاوض الإسرائيلي بقيادة رئيس «الموساد» دافيد بارنياع، ومعه رئيس الشاباك (المخابرات العامة)، رونين بار، وممثل الجيش الجنرال نتسان إلون، الاجتماع مع نتنياهو وأبلغوه أن لديهم معلومات تؤكد أن هذا هو أفضل وقت للتوصل إلى صفقة مع «حماس»، وأن مثل هذه الفرصة في الظروف الناشئة لن تعود بسهولة. وقد تبنّى وجهة النظر هذه جميع قادة أحزاب المعارضة، تقريباً: يائير لبيد وبيني غانتس وغادي آيزنكوت ويئير غولان.

جنود إسرائيليون في رفح جنوب القطاع الجمعة (أ.ف.ب)

وخرجت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية بمقالات ولقاءات مع خبراء يؤكدون هذا التوجه، بما في ذلك بعض صحف اليمين. فكتبت «جيروزلم بوست»، اليمينية، أن «قتل السنوار يسجل كصورة انتصار كبير، كونه صاحب المذبحة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فقد تمت تصفية الحساب على أكمل وجه. وآن أوان الانتقال إلى الاستثمار». وكتب كبير المحللين السياسيين في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، قائلاً إن اغتيال السنوار واغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله «يستحقان تسجيلهما على أنهما ذروة الحرب. كما تمت تصفية معظم طبقة القيادة الثانية في كلتا المنظمتين. ولن يكون هناك مرشحون آخرون للتصفية. وتم تفكيك قدرات (حماس) العسكرية، وفقد (حزب الله) جزءاً كبيراً من قدراته القيادية والسيطرة. وثمة شكّ في إنجازات أكبر من هذه في المستقبل. والاستنتاج هو أن هذه هي النقطة الصحيحة لبدء عملية دبلوماسية. ولدى إسرائيل ما يمكن أن تقدمه: إنهاء الحرب في كلتا الجبهتين. ولديها ما ستحصل عليه: إعادة المخطوفين، نزع سلاح غزة، غياب (حماس) كقوة عسكرية وسلطوية، نزع السلاح في جنوب لبنان من قوات (حزب الله)، استئناف القرار 1701، استبدال يونيفيل بقوات أقوى، تأييد دولي لحقّ إسرائيل في توغل عسكري في غزة وجنوب لبنان إذا خُرقت الاتفاقيات».

أفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» يتظاهرون للمطالبة بالعمل على إطلاقهم فوراً في تل أبيب الخميس (رويترز)

وأضاف برنياع: «يوجد في قيادة الجيش الإسرائيلي تأييد واسع للسعي إلى إنهاء الحرب. وهي تأخذ بالحسبان أيضاً الثمن الباهظ الذي يوجبه القتال المتواصل بسقوط قتلى وجرحى إسرائيليين يومياً، وبضائقة الجيش في الموارد وتعلقه بإمدادات الذخيرة الأميركية». وأكد أن «القرار موجود بأيدي شخص واحد: بنيامين نتنياهو. والسؤال هو: إلى أين يريد التوجه الآن؟ هل يريد تحويل الإنجاز إلى اتفاقيات أم أنه يسعى إلى مواصلة الحرب في إحدى الجبهتين أو كلتيهما؟ وقد تحدث عن إعادة المخطوفين، وكذلك عن استمرار الحرب رغم أنهما متناقضان». وفي الصحيفة نفسها، كتب محلل الشؤون الاستخباراتية، رونين بيرغمان، وهو معلق الشؤون الإسرائيلية أيضاً في «نيويورك تايمز»، أن الاعتقاد لدى مسؤولين أمنيين إسرائيليين بشأن احتمالات اتفاق تبادل أسرى بعد اغتيال السنوار، هو أن «زعيماً جديداً لـ(حماس)، في الداخل أو الخارج، لن يتمكن من الموافقة، وبالتأكيد في المرحلة الأولى، على أقل مما وافق عليه السنوار». وأضاف أن «مسألة أخرى تقلق جداً رؤساء جهاز الأمن وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هو أن موت القائد من شأنه أن يؤدي في نهاية الأمر إلى تفكك سيطرة معينة في المنظمة، أو إلى أن تقرر الخلايا التي تحرس المخطوفين العمل وفق مشيئتها، وربما الانتقام من المخطوفين». وأشار بيرغمان إلى أنه ليس جميع الأسرى الإسرائيليين موجودين لدى «حماس»، وأن قسماً منهم بأيدي «حركة الجهاد الإسلامي» أو جهات مختلفة، «وعدم التوقيع فوراً على اتفاق وعدم دخول جهة بمقدورها السيطرة بشكل كبير إلى غزة، حتى لو كان هذا الأمر بالاشتراك مع (حماس)، من شأنه أن يؤدي إلى وجود عشرات (رون أراد)، وهو مساعد الطيار الذي اختفى خلال صراعات على السيطرة بين منظمات في لبنان».

السنوار يلقي كلمة بمناسبة يوم القدس في غزة في 30 مايو 2019 (أ.ف.ب)

وعدّ المحلل العسكري في صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، أنه «بغياب السنوار لا يوجد عنوان في غزة ولا في قطر. ويتعين على إسرائيل أن تبحث عن عنوان بديل في غزة أو قطر أو في أي مكان في العالم، وأن تكون أفكارها مبتكرة وسخية أيضاً بهدف التوصل إلى حل سريع للمشكلة الأكبر والأكثر إيلاماً». وأضاف أنه «حتى الأمس، كان بإمكان إسرائيل الادعاء أنها تواصل الحرب من أجل مطاردة السنوار، لكن الوضع تغير الآن. ورغم أن مقاتلي (حماس) سيبقون في غزة، لكن بالإمكان دفع حل أوسع يضع بديلاً سلطوياً واضحاً بغياب السنوار». ولكن أصحاب هذا الرأي يخشون من ردود فعل نتنياهو. وقال مسؤول أمني: «للأسف، أخشى أن تفعل الحكومة الإسرائيلية العكس تماماً. فتصريحات نتنياهو تجعلهم يشعرون بأن إسرائيل لا تعتزم التوصل إلى أي صفقة، وأن هذا وقت تشديد المواقف، وأن نتنياهو يرصد الأجواء ويعقد مداولات بادعاء تناول الموضوع، لكنه سيقول، مثلما فعل في الماضي عندما أراد المماطلة: «لا تعودوا إلى خطط سابقة، لماذا ينبغي الآن تعزيز قوتهم، بل ينبغي إضعاف موقفهم لأننا على موجة الانتصار. لكن الرغبة في هزيمة (حماس)، وركوب الموجة، وإقامة نظام جديد كما هو اسم العملية العسكرية (حرب الانبعاث) هو ما يشلّنا. وهذا لن يقود إلى صفقة».