أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لجماعة «الجهاد الإسلامي»، (الأربعاء)، مقتل 3 من عناصرها في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الدفاع المدني اللبناني مقتل ثلاثة أشخاص في قصف إسرائيلي لمنزل ببلدة الخيام بالجنوب اللبناني.
وقتل خمسة أشخاص في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، وفق ما أفاد مصدر أمني «وكالة الصحافة الفرنسية»، في وقت كثّف «حزب الله» وتيرة استهدافه لمواقع عسكرية إسرائيلية بعد سبعة أشهر من التصعيد.
ومنذ اليوم الذي أعقب بدء الحرب بين الدولة العبرية، و«حركة حماس» في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي. لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيداً في الهجمات.
وقال المصدر الأمني اللبناني إن «ثلاثة أشخاص قضوا جراء القصف الإسرائيلي على منزل في بلدة الخيام»، مرجحاً أن يكونوا «مقاتلين فلسطينيين». وقضى «مقاتلان من (حزب الله)» في غارة أخرى على بلدة العديسة الحدودية. ولم ينعَ «حزب الله» أو أي فصيل فلسطيني مقاتلين من صفوفه بعد.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أفادت في وقت سابق بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على بلدتي الخيام وكفركلا». واستهدفت الغارة، وفق الوكالة، منزلاً في الخيام، ما أسفر عن «تدميره بشكل كامل».
وأظهرت صور التقطها مصور متعاون مع الوكالة سحب دخان كثيفة تتصاعد إثر الغارة.
وأفادت الوكالة بقصف إسرائيلي طال كثيراً من القرى والبلدات في جنوب لبنان، بينها العديسة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي إن «جيش الدفاع أغار على بنى إرهابية ومستودعات أسلحة من خلال قصف جويّ ومدفعي على منطقة رامية في جنوب لبنان»، مشيراً إلى قصف «أكثر من عشرين هدفاً لـ(حزب الله) في منطقة واحدة خلال دقائق معدودة».
وفي بيانات متلاحقة، تبنى «حزب الله» من جهته تنفيذ 11 هجوماً على الأقل ضد أبنية يستخدمها الجيش الإسرائيلي وتحركات جنود ومواقع عسكرية في شمال إسرائيل، أطلق في عدد منها مسيّرات انقضاضية وصواريخ موجهة.
وقال الحزب إن 5 من هجماته جاءت «رداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، واستهداف المدنيين».
ويأتي التصعيد في وقت شنّ الجيش الإسرائيلي فجر اليوم غارات جوية على مدينة رفح الفلسطينية المكتظة، ويهدد بتنفيذ عملية عسكرية برية واسعة النطاق فيها، في حين تستضيف القاهرة مفاوضات «الفرصة الأخيرة» للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس».
ومنذ بدء تبادل القصف عبر الحدود، يعلن «حزب الله» مراراً استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية؛ دعماً لغزة و«إسناداً لمقاومتها». ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف «بنى تحتية» للحزب، وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
وأسفر التصعيد عن مقتل 395 شخصاً على الأقلّ في لبنان، غالبيتهم من مقاتلي «حزب الله» وأكثر من 70 مدنياً، وفق حصيلة أعدّتها الوكالة استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 13 عسكرياً وتسعة مدنيين.
وتخطّت قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات والبنى التحتية جراء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان ملياراً ونصف مليار دولار، بحسب أرقام زوّد بها مسؤول حكومي لبناني الوكالة.