هاجم البطريرك الماروني بشارة الراعي «أمراء الحروب» من غير أن يسمي أي فريق لبناني، قائلاً: «لا تعتقدوا أنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء»، وذلك في أحدث انتقاد مسيحي للحرب الدائرة في الجنوب، التي أبرزت رفضاً سياسياً ودينياً مسيحياً لها.
ودخل «حزب الله» قبل 6 أشهر في حرب ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان أثارت انتقادات لبنانية ومخاوف من توسعها. وتصدر المسيحيون القوى السياسية اللبنانية الرافضة للحرب، التي تطالب بإيقافها.
وقال الراعي في عظة الأحد: «مهلاً، يا أمراء الحروب المتعطّشون للدماء وتظلّون إليها متعطّشين! من سلّطكم على الأرواح البشريّة وأنتم تتعدّون على سلطة الخالق، معطي الحياة ومستردّها؟»، وأضاف: «لا تعتقدوا أنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء! ما يقوّيكم هو قلبكم إذا كانت فيه محبّة ورحمة». وتابع: «ما يقوّيكم هو عقلكم إذا كان ينوّركم فتفكّروا بمن تقتلون وبأملاك من تدمّرون، وبمنازل من تهدمون». وأضاف الراعي: «ما يقوّيكم هو إرادتكم إذا أمسكت يدكم عن استعمال كلّ هذه الأسلحة التي تظنّون أنّكم بها أقوياء».
وأكد الراعي أن السلام الإلهيّ «لا يسمح باللجوء إلى الحرب بقرار شخص أو حزب أو فئة من المواطنين»، مشدداً على أنه «قرار الدولة في الحالات القصوى بعد اعتبار الخسائر البشريّة والماديّة والماليّة والتدميريّة ومصير المواطنين الآمنين». وقال: «قرار الحرب مسؤوليّة جسيمة عن تبعاتها. قرار الحرب قرار مرّ ومسؤول». ودعا الراعي للصلاة «من أجل تجنيب أهل الجنوب اللبنانيّ المزيد من الضحايا والخسائر والدمار والتشريد، ومن أجل إيقاف الحرب على غزّة».
«التيار الوطني الحر»
وينسحب رفض الحرب على معظم القوى السياسية المسيحية، إذ لا تقتصر على خصوم الحزب الذين يجاهرون بمواقفهم برفض الحرب، بل تضم أيضاً حليف «حزب الله» وهو «التيار الوطني الحر»، حيث أكد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون أن «التيار الوطني الحر على موقفه ومتفهم لردة فعل المقاومة تجاه الحرب، ولكن يجب حماية لبنان ليس من باب ضعف، بل من بوابة الحفاظ على بلدنا، فإيران نفسها لا تريد توسيع الحرب»، لافتاً في تصريح إذاعي إلى أن «قنوات التواصل مع (حزب الله) لا تزال قائمة».
عودة: الدولة سائبة
ووسط الانقسام السياسي، يعاني لبنان من أزمة شغور في موقع رئاسة الجمهورية. وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة في عظة الأحد: «مؤسف جداً ومضر أن يبقى لبنان بلا رئيس لما يقارب السنتين، ومؤسف أكثر أن النواب، ممثلي الشعب، لا يبذلون الجهد الكافي من أجل تطبيق الدستور وانتخاب رئيس».
وتابع عودة: «الموجع أن الدولة سائبة والإدارات معطلة وبعض المراكز شاغر والسادة الوزراء يستنسبون التعيينات ولو مخالفة للقوانين والأعراف. يستميتون للوصول إلى المركز وعند وصولهم يصبحون المحور عوض جعل المواطن وحقوقه محور عملهم. قد يتصل بهم متصل ولا يجيبون، وقد يطلب منهم مواطن حقاً ولا يستجيبون. وقد يحجبون عن بعض المؤهلين لمركز ما هذا الحق إرضاء لإرادة عليا أو تلبية لمصلحة». وتابع: «من يدفع الثمن غالباً ما يكون مواطناً منضبطاً لا يستجدي واسطة بل يتكل على كفاءته، أو طائفة تتصرف بروح وطنية بعيدة عن الطائفية والمحاصصة».