إسرائيل تعود للقتال شمال غزة مع مواصلة الهجوم في خان يونس

«حماس» تحذر من مهاجمة رفح... وماكغورك للمنطقة... وهاليفي: لسنا قريبين من النهاية

تظهر هذه الصورة المأخوذة من موقع في جنوب إسرائيل دبابة إسرائيلية تعبر الحدود إلى شمال غزة (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة المأخوذة من موقع في جنوب إسرائيل دبابة إسرائيلية تعبر الحدود إلى شمال غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعود للقتال شمال غزة مع مواصلة الهجوم في خان يونس

تظهر هذه الصورة المأخوذة من موقع في جنوب إسرائيل دبابة إسرائيلية تعبر الحدود إلى شمال غزة (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة المأخوذة من موقع في جنوب إسرائيل دبابة إسرائيلية تعبر الحدود إلى شمال غزة (أ.ف.ب)

وسعت إسرائيل هجومها في قطاع غزة الثلاثاء، متوغلة من جديد في حي الزيتون شمال القطاع، في وقت واصلت فيه هجومها الواسع في خان يونس جنوباً.

وفيما دعا الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، الولايات المتحدة للتدخل من أجل وقف فوري للحرب، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن «الحرب لن تنتهي قريباً».

وقال هاليفي في تصريحات جديدة، الثلاثاء، إن طريق القتال في غزة لا تزال «طويلة»، وإن نهاية الحرب ليست وشيكة، مضيفاً: «سنواصل القتال وسنواصل تفكيك قدرات (حماس) والعمل على إعادة المختطفين».

وجاءت تصريحات هاليفي، رغم تقديرات إسرائيلية بأن العملية في خان يونس جنوب القطاع على وشك الانتهاء.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش يقدر بأن المناورة البرية في خان يونس على وشك الانتهاء، وإن قوات الفرقة 98 ستكمل مهمتها في المنطقة قريباً. وقال مسؤولون في الجيش للإذاعة إنه «لا تزال هناك بضعة أهداف متبقية في المنطقة، ومن المتوقع أن تصل القوات إليها في الأيام المقبلة».

وبحسبهم، فإنه بعد ذلك سيتخذ الجيش قراراً بشأن الهجوم المحتمل على رفح. وبهدف الانتهاء من العملية في خان يونس، بأسرع وقت، كثف الجيش هجومه هناك.

أطفال تجمعوا حول سيارة دمرت في غارة إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأكدت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، أن الاشتباكات العنيفة شرق وغرب خان يونس ضارية ومستمرة على مدار الساعة.

وبحسب القناة «14» الإسرائيلية، فإن جنوداً وقعوا في كمين محكم في خان يونس بعد استهداف منزل كانوا يتحصنون فيه بقذيفة آر بي جي، قبل أن تتمكن دبابة من هدم أحد جدران المنزل بقذيفة ويتمكن الجنود من الفرار من داخل المنزل المشتعل بالنيران.

وركز الجيش الإسرائيلي في خان يونس على المنشآت الطبية، وبعدما حول مستشفى ناصر إلى ثكنة عسكرية مواصلاً عمليات تفتيش فوق وتحت الأرض، قصف بشكل مباشر جمعية الأمل التابعة للهلال الأحمر.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن الجيش الإسرائيلي استهدف الطابق الثالث من مستشفى الأمل في خان يونس ودمر خطوط المياه الخاصة به.

ومع مواصلة إسرائيل عمليتها في خان يونس، بدأت عملية أخرى موسعة في حي الزيتون شمال القطاع.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش بدأ عملية هناك، بمشاركة لواءين، ستركز على البنى التحتية لحركة «حماس»، التي لم يتم تدميرها في الهجوم السابق.

وطالب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي السكان الموجودين في «الزيتون» و«التركمان»، المغادرة عبر شارع صلاح الدين إلى منطقة المواصي.

وأكدت مصادر فلسطينية في الفصائل وقوع اشتباكات عنيفة في حي الزيتون، ما دفع من بقي من سكان المنطقة إلى النزوح إلى مجمع الشفاء الطبي ومناطق أخرى.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، دارت اشتباكات عنيفة بين المقاتلين وقوات الاحتلال، وقد تزامن ذلك مع قصف جوي ومدفعي شرق حي الزيتون.

وأعلنت «كتائب القسام»، في بيان، أن مقاتليها يخوضون «معارك ضارية مع قوات الاحتلال في محور التقدم جنوب حي الزيتون بمدينة غزة»، وقالت إنه تم «رصد عدد من طائرات العدو التي حضرت لنقل القتلى والإصابات جراء الاشتباكات».

وفيما تقاتل إسرائيل في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، ما زالت عاجزة عن العثور على قيادات الصف الأول في «حماس» و«القسام»، كما أنها عاجزة عن الوصول إلى المحتجزين.

وطالب الجيش الإسرائيلي سكان غزة، الثلاثاء، «بالمساهمة في إنقاذ حياة المختطفين وتأمين عودتهم». ونشر الجيش أرقاماً للتواصل السري.

مجموعة من المدنيين الفلسطينيين أثناء إجلائهم من شمال قطاع غزة باتجاه الجنوب 7 نوفمبر (رويترز)

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن اتصالات وردت من رفح، التي يعتقد الجيش أن المحتجزين نقلوا إليها ويخطط لمهاجمتها لاحقاً، ما ينذر بكارثة كبيرة مع وجود حوالي مليون ونصف المليون من النازحين هناك.

وحذرت حركة «حماس» إسرائيل من ارتكاب أي مغامرة باقتحام مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وارتكاب مجازر وإبادة جماعية.

وقالت إن النصر الذي يبحث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس إلا سراباً، ولا يمكن العثور عليه إلا في خياله.

وشددت الحركة على أن نتنياهو يكذب على الجميع، ويخدع أهالي المحتجزين في غزة بزعمه إمكانية تحريرهم بالقوة، محذرة من نفاد الوقت.

ومع دخول الحرب يومها 137 ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى ما يقارب 30 ألفاً. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 29195 شهيداً و69170 إصابة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

مقابل ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل الجندي ماعوز مورال في معارك غزة، ما يرفع حصيلة الجنود القتلى في العملية البرية إلى 236.

أطفال فروا مع عائلتهم من شمال قطاع غزة ومدينة رفح، خارج ملجأ في دير البلح جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

وفاقم استمرار القتال في غزة المعاناة الإنسانية إلى حد كبير وغير مسبوق.

وفيما حذرت الأمم المتحدة من أن النقص المقلق في الغذاء، وسوء التغذية المتفشي، والانتشار السريع للأمراض، قد يؤدي إلى «انفجار» في عدد وفيات الأطفال في قطاع غزة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في القطاع بشكل حاد، وأكدت منظمة «أوكسفام» أن الأوضاع الإنسانية في غزة صعبة للغاية، وأنها بلا مواد غذائية أساسية، ووسط انتشار صعب للأوبئة، محذرة من تجويع ممنهج... فيما أكد المكتب الحكومي في غزة أن المجاعة تتعمق في قطاع غزة، مهدداً بكارثة إنسانية عالمية.

واتهم المكتب إسرائيل بفرض سياسة التجويع والتعطيش عبر منع دخول المساعدات.

جاء ذلك في وقت سيصل فيه بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، إلى مصر وإسرائيل، الأربعاء.

طفلان فرا مع عائلتهما من شمال قطاع غزة ومدينة رفح، خارج ملجأ في دير البلح جنوب قطاع غزة الثلاثاء (إ.ب.أ)

وأفاد موقع «أكسيوس» الأميركي، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، بأن زيارة ماكغورك تأتي لبحث عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح، وصفقة تبادل أسرى، وتدفق المساعدات، ووقف إطلاق النار في غزة.

ونقل الموقع عن المسؤولين أنه من المتوقع أن يجتمع ماكغورك مع مدير جهاز المخابرات المصري عباس كامل، ومسؤولين مصريين آخرين، الأربعاء، ثم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت ومسؤولين إسرائيليين آخرين يوم الخميس. وتعارض الولايات المتحدة هجوماً على رفح.


مقالات ذات صلة

مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات في غارات إسرائيلية جنوب قطاع غزة

المشرق العربي تصاعد الدخان بعد غارات إسرائيلية على منطقة غرب خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات في غارات إسرائيلية جنوب قطاع غزة

 قتل سبعة فلسطينيين وأصيب العشرات في غارة إسرائيلية على منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جريح فلسطيني يتلقى العلاج بمستشفى «كمال عدوان» في شمال قطاع غزة (رويترز)

مستشفى «كمال عدوان» بغزة: الأمر الإسرائيلي بالإخلاء «شبه مستحيل»

أمرت إسرائيل، اليوم (الأحد)، بإغلاق وإخلاء أحد آخر المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئياً في منطقة محاصرة في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية فلسطينيون يحاولون إسعاف مواطن أصيب بغارة إسرائيلية على مخيم البريج وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب) play-circle 00:37

28 قتيلاً فلسطينياً في غزة... وجباليا مدينة أشباح

قُتل 28 فلسطينياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، في غارات عدة شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي ليل السبت - الأحد في قطاع غزة، استهدفت إحداها منزل عائلة واحدة،…

نظير مجلي (تل أبيب)
العالم بلغت نسبة الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 % من مجموع القتلى المسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة (رويترز)

الأمم المتحدة: 40 % من ضحايا الحروب نساء... و30 % أطفال

يرسم تقرير أممي صورة قاتمة جداً لما عانته النساء في الأزمات المسلحة خلال عام 2023، فقد شكّلن 40 % من مجموع القتلى المدنيين؛ أي ضعف النسبة في 2022.

شوقي الريّس (بروكسل)
المشرق العربي فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على مواطنين لهم قضوا بغارة إسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)

«هدنة غزة»: حديث عن أيام حاسمة لـ«صفقة جزئية»

مساعٍ تتواصل للوسطاء لسد «فجوات» مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط حديث إسرائيلي عن «أيام حاسمة» لعقد صفقة جزئية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«عاصمة فلسطين» في سوريا... ضحية «القضية»

يحاكي الدمار بين جنبات المخيم مشاهد الحرب في غزة (الشرق الأوسط)
يحاكي الدمار بين جنبات المخيم مشاهد الحرب في غزة (الشرق الأوسط)
TT

«عاصمة فلسطين» في سوريا... ضحية «القضية»

يحاكي الدمار بين جنبات المخيم مشاهد الحرب في غزة (الشرق الأوسط)
يحاكي الدمار بين جنبات المخيم مشاهد الحرب في غزة (الشرق الأوسط)

كان مخيم اليرموك، الذي أنشئ عام 1957 على أطراف دمشق وكان يوصف بـ«عاصمة فلسطين في سوريا»، سوقاً تجارية كبيرة، وسكنه نحو مليون ونصف المليون شخص من السوريين والفلسطينيين وبعض العراقيين، لكن، وفق تقديرات الـ«أونروا»، ليس فيه حالياً سوى نحو 8 آلاف نسمة.

«الشرق الأوسط» جالت على المخيم ورصدت دماراً يحاكي دمار غزة.

يعاني السكان الإهمال التام، وعدم معرفة مصيرهم ومصير ذويهم من المفقودين، ومآلات منازلهم، ووضعهم العام في المرحلة المقبلة، إلا إنَّ الأصعب بالنسبة إليهم يبدو في شكواهم المتكررة من أنَّهم في حالة ضياع، ومتروكون لمصيرهم، دون أي مرجعية اجتماعية أو خدمية أو سياسية، كأنهم أصبحوا فجأة أيتام النظام السابق والفصائل المسلحة والثورة والتحرير دفعة واحدة.