لبنان يتهم إسرائيل بإحراق آلاف الهكتارات بالفوسفور المحرم دولياً

احتراق 50 ألف شجرة زيتون معمرة

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قرية كفركلا بجنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قرية كفركلا بجنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

لبنان يتهم إسرائيل بإحراق آلاف الهكتارات بالفوسفور المحرم دولياً

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قرية كفركلا بجنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قرية كفركلا بجنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)

اتهم وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عباس الحاج حسن إسرائيل بتعمد إحراق مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في الجنوب اللبناني تقدر بآلاف الهكتارات خلال قصفها الأراضي اللبنانية الذي يتزامن مع حربها المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في مقابلة مع الخدمة التلفزيونية لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وكشف الحاج حسن أن الحكومة اللبنانية أبلغت الأمم المتحدة بما تكبده لبنان من خسائر في القطاع الزراعي جراء القصف الإسرائيلي، والتي تشمل إحراق 50 ألف شجرة زيتون معمرة بعضها يصل عمره إلى 300 سنة.

وأكد أن الإحصاء الدقيق لحجم الخسائر غير ممكن حالياً بسبب تواصل القصف الإسرائيلي، قائلاً: «هي حرب همجية بامتياز. اليوم لا يمكن حتى الآن تقدير الأضرار بسبب استمرار القصف، فنحن مهددون في أرواحنا، وفي أرواح موظفينا والعاملين على الأرض بالجنوب اللبناني، وبالتالي عملية المسح تتم عن بُعد».

وقال الوزير: «تقديراتنا الأولية حتى الآن أن هناك آلاف الهكتارات أُحرقت بالكامل نتيجة القصف باستخدام الفوسفور المحرم دولياً. وإسرائيل، هذا العدو، يقصفون فقط لأنهم يريدون إحراق هذه المساحات، فهم يعتقدون بأن إحراقها يعني وجود حزام غير أخضر، وبالتالي مكشوف».

وأضاف: «الأضرار لا تقل عن 50 ألف شجرة زيتون، منها معمر لمدد تصل إلى 250 و300 سنة، ومن الصعب تعويض الناس الذين تربوا تحت هذا الزيتون، وأهلهم كذلك، وأجدادهم وأمواتهم، بالتالي الأمر أكثر من موضوع اقتصادي، هو موضوع اجتماعي وتاريخي بحت».

وتابع: «أحصينا عشرات المزارع التي دُمرت بالكامل، وعشرات الآلاف من رؤوس الماعز والأبقار والأغنام، أيضاً نفقت عشرات الآلاف من الطيور، ومزارع بأمها وأبيها دمرها العدو الإسرائيلي ابتداء من اللبونة على البحر وصولاً إلى مزارع شبعا».

ومنذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) تشهد الحدود الجنوبية للبنان قصفاً متبادلاً يومياً بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، على أثر الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من ذات الشهر.

التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية البالغ طولها نحو 100 كم، حرم بعض السكان والمزارعين من الوصول إلى البساتين.

ويُعد الزيتون مصدر رزق لكثير من العائلات الجنوبية اللبنانية عبر بيع الإنتاج من الثمار والزيت، في حين يعتمد آخرون عليه لتأمين حاجتهم المنزلية، فضلاً عن أن شجر الزيتون عند كثيرين ثقافة وأسلوب حياة، ورمز للصمود على الأرض.


مقالات ذات صلة

مقتل 5 من عناصر الدفاع المدني اللبناني في غارة إسرائيلية على  بلدة دردغيا

المشرق العربي رجال إنقاذ يبحثون عن ناجين في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً جنوب بيروت (ا.ف.ب)

مقتل 5 من عناصر الدفاع المدني اللبناني في غارة إسرائيلية على  بلدة دردغيا

أعلت وزارة الصحة اللبنانية، ليل الأربعاء/الخميس، مقتل 5 من عناصر الدفاع المدني في غارة إسرائيلية على  جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي الموقع الذي استهدفته الغارات الجوية على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت التي أسفرت عن مقتل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله (أ.ب)

«حزب الله» وافق على وقف لإطلاق النار يوم مقتل نصر الله وفق مصدر حكومي لبناني

أفاد مصدر حكومي لبناني اليوم بأن حزب الله كان أبلغ السلطات اللبنانية موافقته على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في اليوم الذي قتل فيه حسن نصرالله بغارات إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان وسط القصف الإسرائيلي المستمر (أ.ف.ب)

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» يحاول التغطية على خسائره الكبيرة

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، اليوم (الأربعاء)، إن جماعة «حزب الله» اللبنانية تحاول إخفاء خسائرها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري آثار غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الأحد الماضي (أ.ب)

تحليل إخباري «أقرب إلى التمنيات»... ماذا يمنع توفر شروط وقف النار في لبنان؟

العناصر الضرورية للتوصل إلى وقف جدي لإطلاق النار لا تزال غير متوافرة... والدعوات إلى تطبيق القرار 1701 «أقرب إلى التمنيات».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة: ندعم الحراك السياسي لـ«الأخ الأكبر» نبيه برّي (الشرق الأوسط)

أسئلة حول حصر تكليف قاسم لـ«الأخ الأكبر» بوقف النار؟

يسجّل عدد من أصدقاء «حزب الله» عتبه على الشيخ نعيم قاسم لحصر تأييده لنبيه برّي في حراكه لوقف النار دون أن يتبنّى كامل الموقف اللبناني الذي سبق لبرّي أن أعلنه.

محمد شقير (بيروت)

«أقرب إلى التمنيات»... ماذا يمنع توفر شروط وقف النار في لبنان؟

آثار غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الأحد الماضي (أ.ب)
آثار غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الأحد الماضي (أ.ب)
TT

«أقرب إلى التمنيات»... ماذا يمنع توفر شروط وقف النار في لبنان؟

آثار غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الأحد الماضي (أ.ب)
آثار غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الأحد الماضي (أ.ب)

قالت مصادر مطلعة في بيروت لـ«الشرق الأوسط»، إن الدعوات إلى تطبيق القرار 1701 على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، لا تزال «أقرب إلى التمنيات»، ذلك أن العناصر الضرورية للتوصل إلى وقف جدي لإطلاق النار لا تزال غير متوافرة.

وأوضحت المصادر الصعوبات التي تعترض وقف النار على الجبهة الدولية أولاً، كما يلي:

  • ليس سراً أن مجلس الأمن الدولي يعاني وبشدة من تشرذم الإرادة الدولية الجامعة بفعل الحرب الروسية في أوكرانيا والتوتر في العلاقات الأميركية-الصينية.
  • أظهرت الحرب التي بدأت قبل عام في غزة أن دور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أصيب بعطب كبير يقارب الشلل.
  • لم يظهر أن الإدارة الأميركية أطلقت حتى الآن تحركاً فاعلاً وضاغطاً للتعجيل بوقف النار في جنوب لبنان.
  • واضح أن أميركا، ومعها الدول الغربية، تحمل «حزب الله» اللبناني مسؤولية الانخراط في الحرب عبر «جبهة الإسناد» التي أعلنها غداة اندلاع «طوفان الأقصى».

مروحية إسرائيلية تقصف جنوب لبنان (أ.ب)

  • أظهرت تصريحات عدة أن واشنطن تؤيد محاولة إسرائيل ضرب قدرات «حزب الله» العسكرية وتكتفي بمطالبة حكومة بنيامين نتنياهو بتجنب ضرب البنية التحتية في لبنان وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
  • لا تبدو أوروبا قادرة على لعب دور مؤثر في الأحداث وقد سارع نتنياهو إلى افتعال أزمة مع الرئيس إيمانويل ماكرون لتعطيل دور فرنسا في استعجال وقف النار.

وتطرقت إلى الموقف على صعيد «حزب الله» قائلة:

  • أي وقف للنار على الجبهة اللبنانية وحدها يعني تكريس الانطباع بأن «حزب الله» اتخذ قراراً خاطئاً ومكلفاً حين سارع إلى إعلان «جبهة الإسناد».
  • التطبيق الصارم للقرار 1701 والقرارات الأخرى المتعلقة به تخرج جبهة جنوب لبنان من المواجهة الحالية وتعني عملياً تعطيل الدور الإقليمي لـ«حزب الله» وقدرته على ممارسة ضغوط عسكرية على إسرائيل.
  • التطبيق الصارم يعني أيضاً حرمان إيران من ورقة جنوب لبنان، وهي ورقة تفوق أهميتها وبكثير أهمية العلاقات مع «الحشد الشعبي» العراقي والحوثيين.
  • في موازاة ذلك أظهرت الضربات الصاروخية الأخيرة التي وجهها الحزب إلى حيفا ومناطق أخرى أن آلته العسكرية لا تزال تعمل وقادرة على خوض معارك قاسية على الحدود على رغم ما مني به هيكله القيادي.
  • لغة الانتصار التي يستخدمها نتنياهو وإصراره على قلب المعادلات في المنطقة يضاعف مخاوف الحزب من أن تسوية تتضمن تنازلات ستؤثر بالضرورة على صورة الحزب ورصيده وموقعه.

نازحون يفرون من الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وضاحية بيروت (إ.ب.أ)

  • إشادة نائب الأمين العام لـ«حزب الله» بـ«الأخ الأكبر» نبيه بري، رئيس المجلس النيابي اللبناني، ودعم جهوده لوقف النار لا تعني بالضرورة تفويض الأخير الموافقة على تطبيق جدي لبنود الـ1701.
  • يعرف «حزب الله» أن أكثرية اللبنانيين لم تؤيد «جبهة الإسناد» التي أعلنها من دون التشاور مع أحد. وبالتالي فإن قبوله بتطبيق جدي للقرار 1701 سيدفع كثيرين إلى تحميل الحزب مسؤولية الخسائر التي لحقت ببيئته وبلبنان عموماً.
  • لا يملك «حزب الله» في الوقت الحاضر شخصية قيادية بحجم أمينه العام الراحل حسن نصر الله قادرة على تسويق موقف صعب إلى هذه الدرجة.

وتوقعت المصادر «فصولاً أكثر دموية» ومزيداً من الخسائر البشرية والاقتصادية قبل جنوح أطراف النزاع إلى الحد الضروري من الواقعية للخروج من المحنة، خصوصاً أن الآلة العسكرية الإسرائيلية تتصرف بوحشية تعيد إيقاظ مشاهد غزة. ودعت المصادر إلى رصد ما يجري على خط واشنطن وطهران، خصوصاً بعد تنفيذ إسرائيل ردها المتوقع على إيران.