إسرائيل تدشن حرب الاغتيالات باستهداف صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية

صواريخ من مسيّرات استهدفت مكاتب لـ«حماس» تؤدي لمقتله و5 من مرافقيه

TT

إسرائيل تدشن حرب الاغتيالات باستهداف صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية

إسرائيل تدشن حرب الاغتيالات باستهداف صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية

قُتل القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري و5 أشخاص آخرين في استهداف يعتقد أنه إسرائيلي لمكتب عائد للحركة في ضاحية بيروت الجنوبية، فيما أفيد بإصابة 17 شخصاً آخرين.

ودوّى انفجار كبير في منطقة المشرفية على مدخل الضاحية الجنوبية الشمالي، رجحت مصادر أمنية لبنانية أنه غارة من طائرة مسيّرة لإسرائيلية. وتحدث السكان عن سماع دوي 3 انفجارات متزامنة، بينما شوهدت سيارة تحترق على الشارع العام تحت المبنى.

وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن 3 صواريخ إسرائيلية استهدفت الطابقين الثاني والثالث من مبنى سكني يوجد فيه مكتب لحركة «حماس»، بينما استهدف صاروخ ثالث سيارة أسفل المبنى.

وأفادت قناة «المنار» الناطقة باسم «حزب الله» بأن المستهدف في الضربة الإسرائيلية، هو نائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» صالح العاروري الذي اغتيل في استهداف مباشر له، كما أكدت قناة «الأقصى» الناطقة باسم «حماس» هذا الاغتيال. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن سقوط 6 قتلى في الضربة.

آثار الدمار أسفل المبنى المستهدف بغارة إسرائيلية في الضاحية (رويترز)

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية قد أفادت بأن انفجاراً استهدف مكتباً لحركة «حماس» في المشرفية جنوب بيروت، وأسفر عن سقوط قتلى وعدد من الإصابات. وأشارت الوكالة إلى «مقتل مسؤول فلسطيني كبير في انفجار الضاحية»، وذلك بعدما أفادت بسماع دويّ انفجار في منطقة المشرفية، وشوهدت النيران تندلع في إحدى السيارات.

وكانت إسرائيل قد توعدت بملاحقة قادة «حماس» في فلسطين وخارجها. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اغتيال مسؤول كبير بحركة «حماس» في بيروت، بعد دقائق على سماع دوي الانفجارات.

والضربة هي الأولى من نوعها التي تستهدف الضاحية الجنوبية منذ عام 2019، عندما استهدفت مسيّرات إسرائيلية مبنى في منطقة معوض في الضاحية.



عائلات محتجزين في غزة يتهمون نتنياهو بتضليل ترمب للتهرب من صفقة تبادل

إسرائيليون يقفون في ساحة بتل أبيب حيث تم وضع صور وتذكارات للأسرى المحتجزين لدى «حماس» الاثنين (رويترز)
إسرائيليون يقفون في ساحة بتل أبيب حيث تم وضع صور وتذكارات للأسرى المحتجزين لدى «حماس» الاثنين (رويترز)
TT

عائلات محتجزين في غزة يتهمون نتنياهو بتضليل ترمب للتهرب من صفقة تبادل

إسرائيليون يقفون في ساحة بتل أبيب حيث تم وضع صور وتذكارات للأسرى المحتجزين لدى «حماس» الاثنين (رويترز)
إسرائيليون يقفون في ساحة بتل أبيب حيث تم وضع صور وتذكارات للأسرى المحتجزين لدى «حماس» الاثنين (رويترز)

بعدما تكشف أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، لا يعرف أن نصف عدد المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة «حماس» في قطاع غزة أحياء، اتهمت عائلات عدد من هؤلاء المحتجزين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، بتقديم معلومات مضللة إلى ترمب حول مصير الأسرى، للتهرب من الصفقة والإفلات من الضغوط الأميركية المحتملة على إسرائيل لدفعها نحو إتمام صفقة تبادل.

وقال تقرير بثته «القناة 13» الإسرائيلية، الاثنين، إنه في الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة وإسرائيل على مفاوضات لإنهاء الحرب في لبنان، لا يزال ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة عالقاً في ظل تراجع الجهود لإتمام صفقة تبادل، مضيفاً أن هذا الأمر «يغضب العائلات ويفقدها صوابها؛ فهم يرون أن الحكومة، التي تدير ظهرها لقضية الأسرى طيلة 416 يوماً منذ خطفهم من بيوتهم ومن قواعدهم العسكرية، تعمل بكل قوتها لمنع اتفاق مع (حماس) على الرغم من معرفتها الوثيقة بأن هذا يعني تهديد حياة المخطوفين».

وأشار التقرير إلى أن مصادر مقربة من ترمب أكدت اهتمامه بقضية الأسرى، إلا أن تل أبيب تقدم معلومات لمسؤولي إدارته المقبلة تفيد بأن «أغلب الأسرى قتلوا وليسوا على قيد الحياة»، بهدف تقليل الضغوط الأميركية لإبرام صفقة تبادل مع «حماس»، بعد تنصيب الإدارة الجديدة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وفي منتجع «مارا لاغو» في فلوريدا، ذكرت القناة أن «البعض شبّه ترمب بالرئيس رونالد ريغان، الذي أنهى أزمة رهائن إيران فور تسلمه السلطة عام 1981». وأشارت إلى أنه أثناء حملته الانتخابية، ادعى ترمب مراراً أنه لو كان في منصب الرئيس، لما اندلعت الحرب، وأنه قادر على «إطلاق سراح الأسرى في غزة».

وكان شخص مقرب من الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هيرتسوغ، هو الذي كشف أن ترمب لا يعرف عن مصير الأسرى. وأضاف أنه عندما اتصل هيرتسوغ ليهنئ ترمب بانتخابه، سمع منه هذا الأمر، إذ قال إنه يعرف أن المخطوفين قتلوا لدى وجودهم في الأسر لدى «حماس». ورد عليه هيرتسوغ قائلاً إن أكثر من نصفهم أحياء، ففوجئ. ومن هنا، استنتج الإسرائيليون أن نتنياهو هو الذي يضلل ترمب ويخبره أن معظم المحتجزين أموات.

وقال والد الجندي المحتجز، رُوبي حن: «يمكنني أن أؤكد، بناءً على المصادر التي أتحدث معها، أن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، وهم أنفسهم المسؤولون عن فشل 7 أكتوبر، يبلغون ترمب وفريقه بأن غالبية المختطفين قد قُتلوا». واعتبر أن الحكومة ستخدم هذا النهج في محاولة لتقليل ضغوط محتملة قد تحاول إدارة ترمب ممارستها مستقبلاً على إسرائيل. وقال: «يعتبرون أنه بذلك لن تكون هناك ضغوط لاستعجال التوصل إلى صفقة تبادل. إنه لأمر مذهل أن يجرأوا على قول مثل هذه الأمور بينما يرتدون شارة دعم الرهائن».

وقال غيل ديكمان، قريب إحدى الأسيرات، في منشور على منصة «إكس»: «من يروج لترمب هذه الأكاذيب؟ من يقنعه بأن الرهائن قد ماتوا؟ بدلاً من إعادة الجميع سريعاً، سواء كانوا أحياء أو موتى، انتظرتم حتى يُقتل الرهائن في الأسر، والآن تكذبون وتقولون إن معظمهم قد ماتوا لتبرير التخلي عنهم مجدداً». وأضاف: «ما زال هناك من هم أحياء. أعيدوهم جميعاً. بلا أعذار. الأحياء لإعادة التأهيل، والموتى للدفن».

وفي نشاط احتجاجي نظمه أقارب الأسرى في تل أبيب، طالبت أسيرة أُفرج عنها بعد 57 يوماً في الأسر، بالإسراع في إبرام صفقة تبادل، قائلة: «كل الأطراف المعنية تؤكد أن الظروف أصبحت مهيأة للصفقة. لم تعد هناك أعذار. حان الوقت لإعادة جميع الرهائن، وبأسرع وقت ممكن، لأن الشتاء في الأنفاق يجعل من الصعب معرفة من سيبقى على قيد الحياة». وأضافت: «لو فهم المسؤولون فقط ما يعنيه البقاء في ظروف غير إنسانية في الأنفاق، لمدة 54 يوماً، لما تركوا المختطفين هناك طوال 415 يوماً».

وكان رئيس «حزب الديمقراطيين»، الجنرال يائير جولان، قد حذر من أن يكون هدف إسرائيل من إبرام اتفاق مع لبنان هو إجهاض اتفاق مع «حماس». وقال: «إذا وافقت حكومة اليمين على وقف إطلاق النار في لبنان، فسوف تركز على (الطبق الرئيسي)» في غزة. يذكر أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي أثبت منذ بداية الحرب أنه رئيس الوزراء الفعلي أشار في الأيام الأخيرة إلى هذا الاتجاه.