«رئاسية مصر»: مرشحون محتملون يتأهبون للانتخابات مع اقتراب الدعاية

«الهيئة الوطنية» تعلن القائمة النهائية للمتنافسين الخميس المقبل

حملة السيسي تزور المجلس القومي للمرأة في أولى جولاتها الخارجية (الحملة الانتخابية للسيسي)
حملة السيسي تزور المجلس القومي للمرأة في أولى جولاتها الخارجية (الحملة الانتخابية للسيسي)
TT

«رئاسية مصر»: مرشحون محتملون يتأهبون للانتخابات مع اقتراب الدعاية

حملة السيسي تزور المجلس القومي للمرأة في أولى جولاتها الخارجية (الحملة الانتخابية للسيسي)
حملة السيسي تزور المجلس القومي للمرأة في أولى جولاتها الخارجية (الحملة الانتخابية للسيسي)

في حين تستعد الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، الخميس المقبل، للإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين لانتخابات الرئاسة المصرية 2024، والإعلان كذلك عن رموزهم الانتخابية ونشرها في الجريدة الرسمية، بدأ المرشحون المحتملون التأهب لبدء «الدعاية الانتخابية»، وفق الجدول الزمني المعلن للانتخابات.

وحددت «الهيئة الوطنية للانتخابات»، يوم 8 نوفمبر (تشرين الثاني) آخر موعد لسحب طلبات الترشح واختيار المرشحين للرموز الانتخابية وفقاً لأسبقية التقدم بطلبات الترشح، وحددت يوم 9 نوفمبر لإعلان القائمة النهائية للمترشحين ورموزهم الانتخابية ونشرها فى الجريدة الرسمية، فيما تبدأ الدعاية الانتخابية اعتباراً من اليوم نفسه 9 نوفمبر.

وتجرى الانتخابات للمصريين في الخارج أيام 1 و2 و3 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفي الداخل أيام 10 و11 و12 من الشهر نفسه. وكانت «الهيئة الوطنية للانتخابات» أعلنت منتصف الشهر الماضي أنها تلقت أوراق 4 أربعة مرشحين، هم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن ترشحه للحصول على ولاية ثالثة، وعبد السند يمامة رئيس حزب «الوفد»، وفريد زهران رئيس «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي»، وحازم عمر رئيس حزب «الشعب الجمهوري».

إلى ذلك، بدأت حملات المرشحين المحتملين الاستعداد لمرحلة الدعاية، حيث قامت الحملة الرسمية للمرشح عبد الفتاح السيسي بأولى جولاتها بزيارة المجلس القومي للمرأة، مساء الأحد، حيث التقى المستشار محمود فوزي، رئيس الحملة، الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس، بحضور عضواته وأعضائه ومقررات فروع المجلس بالمحافظات.

بدورها، عقدت الأمانة المركزية لحزب «مستقبل وطن»، ذي الأغلبية النيابية، اجتماعاً لمناقشة استعدادات للحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة في إطار دعم الحزب للرئيس عبد الفتاح السيسي، لا سيما مع اقتراب انطلاق فترة الدعاية الانتخابية. وأكد أحمد عبد الجواد، نائب رئيس الحزب، أمين التنظيم المركزي، قدرة الحزب على حشد ملايين الناخبين في جميع المحافظات، مؤكداً «حضور كل أعضاء الأمانة المركزية للمؤتمرات الجماهيرية للمحافظات خلال فترة الدعاية الانتخابية».

في السياق ذاته، أعلنت حملة المرشح الرئاسي فريد زهران، الاثنين، عقد مؤتمر صحافي، الخميس المقبل، في يوم إعلان الكشف النهائي للمرشحين لانتخابات الرئاسة، لعرض البرنامج الانتخابي، الذي تم الانتهاء من إعداده على يد مجموعة من الخبراء.

وفي إطار الدعاية الانتخابية، أوضحت الحملة فى بيان أن المؤتمر الصحافي يليه مؤتمران جماهيريان بمحافظة أسيوط، يومي 10 و11 نوفمبر، كما قررت الحملة إطلاق مؤتمر جماهيري بمحافظة الجيزة يوم 17 نوفمبر. وأضاف البيان: «يلي ذلك مؤتمر جماهيري بمركز إدفو بمحافظة أسوان، يوم 22 نوفمبر الحالي، ثم آخر فى محافظة سوهاج، يوم 23 نوفمبر».

من ناحية أخرى، اجتمع زهران، وعدد من قيادات حملته الانتخابية، الأحد، بقيادات حزبي «الاشتراكي المصري» و«الشيوعي المصري»، ودار اللقاء حول البرنامج الانتخابي للمرشح ومدى توافقه مع برنامج الحركة المدنية، وعدد من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الخارجية.

المرشح الرئاسي فريد زهران يلتقي قيادات حزبي «الاشتراكي المصري» و«الشيوعي المصري» (الصفحة الرسمية للمرشح على فيسبوك)

وأعلن المرشح الرئاسي الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، عقد مؤتمر صحافي بمقر الحزب الرئيسي الخميس المقبل 9 نوفمبر. وقال إن المؤتمر سوف يتوجه من خلاله بخطاب سياسي للشعب المصري، يُبين خلاله أسباب ترشحه ورؤيته الشاملة من خلال عرض برنامجه الانتخابي كاملاً.

فيما قال مدير حملة يمامة، عصام الصباحي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه في إطار الدعاية الانتخابية تم توزيع أنحاء الجمهورية على 8 مناطق، بحيث يكون لكل منطقة في الحملة الانتخابية منسق وأيضاً لكل محافظة لجنة تتشكل من مسؤول دعاية ومسؤول متابعة ومسؤول شؤون قانونية ومسؤول للمرأة ومسؤول للشباب، لافتاً إلى أنه تزامناً مع بدء فترة الدعاية الانتخابية سيتم عقد المؤتمر الانتخابي الأول لمرشح الحزب بمحافظة الدقهلية، الذي يأتي أيضاً لنصرة غزة.

في غضون ذلك، استمر، الاثنين، الإعلان عن تشكيلات الحملات الانتخابية للمرشح الانتخابي المهندس حازم عمر، رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، في المحافظات المختلفة. وقال المسؤول الإعلامي بالحملة في محافظة المنوفية (وسط الدلتا)، أحمد عابد عبد العال، لـ«الشرق الأوسط»، إن يوم الأربع المقبل يشهد اجتماعاً لمسؤولي الإعلام بمحافظات الجمهورية في مقر الأمانة المركزية للحزب بالقاهرة، وذلك لوضع ضوابط الحملة الانتخابية، واعتماد خطة الدعاية الانتخابية، مع اقتراب موعد الدعاية كما حددته الهيئة الوطنية للانتخابات.

كان عمر أعلن في مؤتمر صحافي منذ عدة أيام عن ملامح برنامجه الانتخابي، الذي يتكون من عدة أهداف، منها دعم الأحزاب والتداول السلمي للسلطة. كما التقى المرشح الرئاسي خلال الأيام الماضية وفداً من «تنسيقية شباب الأحزاب» والسفير الإيطالي بالقاهرة ووفداً من كتلة الحوار لعرض برنامجه الانتخابي.


مقالات ذات صلة

مصر لتطوير منظومة الطيران المدني

الاقتصاد الرئيس المصري خلال اجتماع حكومي لتطوير منظومة الطيران المدني (الرئاسة المصرية)

مصر لتطوير منظومة الطيران المدني

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في اجتماع حكومي، مساء الأحد، «موقف تطوير منظومة الطيران المدني بجميع مكوناتها».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا يوسف ندا (متداولة على حسابات موالية للإخوان)

رحيل الإخواني يوسف ندا يطرح تساؤلات عن مصير «أموال الجماعة»

أثار رحيل القيادي في جماعة «الإخوان»، يوسف ندا، الأحد، تساؤلات حول مصير «أموال الجماعة»، ومدى تأثرهم اقتصادياً بوفاته.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

أكد الجيش المصري حرصه على «تزويد القوات الجوية بأحدث نظم وأنظمة الطائرات الحديثة وفقاً لرؤية استراتيجية للتعامل مع التحديات كافة ومواكبة التطور التكنولوجي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية.

أحمد عدلي (القاهرة )

جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبية

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)
رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)
TT

جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبية

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)
رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)

في زيارة هي الأولى لزعيم ومسؤول لبناني إلى دمشق، بعد سقوط نظام بشار الأسد، التقى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» السابق، وليد جنبلاط، القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع في «قصر الشعب».

وزار جنبلاط، الذي كان أول زعيم ومسؤول لبناني يبادر إلى التواصل مع الشرع، دمشق، على رأس وفد من الحزب وكتلة «اللقاء الديمقراطي»، يضم نجله تيمور، برفقة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، ووفد من المشايخ والإعلاميين.

لعودة العلاقات ومحاكمة عادلة

وتحمل هذه الزيارة، التي هنّأ خلالها جنبلاط، الشرع، بـ«انتصاره»، بعداً وطنياً يرتكز على مستقبل العلاقة بين لبنان وسوريا، فهي تحمل كذلك بعداً درزياً يرتبط بما ستكون عليه علاقة السلطة الجديدة في سوريا مع الأقليات، تحديداً الطائفة الدرزية، في ظل الضغوط الإسرائيلية التي تمارس عليها، وهو ما كان الشرع واضحاً بشأنه في لقائه مع الزعيم الدرزي بالقول: «سوريا لن تشهد بعد الآن استبعاداً لأي طائفة»، مضيفاً أن «عهداً جديداً بعيداً عن الحالة الطائفية بدأ».

وفي كلمة له أثناء لقائه الشرع، هنأ جنبلاط القيادة السورية الجديدة بـ«التحرّر من نظام حكم (بشار) الأسد، والتطلع نحو سوريا الموحدة... عاشت سوريا حرّة أبية كريمة».

أحمد الشرع والزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (رويترز)

وقال جنبلاط: «من جبل لبنان، من جبل كمال جنبلاط، نحيي هذا الشعب الذي تخلص من الاستبداد والقهر، التحية لكم ولكل من ساهم في هذا النصر، ونتمنى أن تعود العلاقات اللبنانية - السورية من خلال السفارات، وأن يحاسب كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين، وأن تقام محاكم عادلة لكل من أجرم بحق الشعب السوري، وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ».

وأضاف: «الجرائم التي ارتبكت بحق الشعب تشابه جرائم غزة والبوسنة والهرسك، وهي جرائم ضد الإنسانية، ومن المفيد أن نتوجه إلى المحكمة الدولية لتتولى هذا الأمر والطريق طويل»، مشيراً إلى أنه سيتقدم بـ«مذكرة حول العلاقات اللبنانية السورية».

الشرع: النظام السابق قتل الحريري وجنبلاط والجميل

في المقابل، تعهد الشرع، الذي التقى جنبلاط للمرة الأولى مرتدياً بدلة وربطة عنق، بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذاً «سلبياً» في لبنان، وستحترم سيادة هذا البلد المجاور. وفيما لفت إلى أن «المعركة أنقذت المنطقة من حربٍ إقليميّة كبيرة، وربما من حرب عالمية»، أكد أن «سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الإطلاق، وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني، وهي تقف على مسافة واحدة من الجميع».

ولفت الشرع إلى أن «النظام السابق كان مصدر قلق وإزعاج في لبنان، وهو عمل مع الميليشيات الإيرانية على تشتيت شمل السوريين»، مؤكداً أن «نظام الأسد قتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وكمال جنبلاط وبشير الجميل». وتعهد بأن «يكون هناك تاريخ جديد في لبنان نبنيه سوية بدون حالات استخدام العنف والاغتيالات»، وقال: «أرجو أن تمحى الذاكرة السورية السابقة في لبنان».

أحمد الشرع خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق (رويترز)

وشدد الشرع على حماية الأقليات، قائلاً: «مع اعتزازنا بثقافتنا وبديننا وإسلامنا... لا يعني وجود الإسلام إلغاء الطوائف الأخرى، بل على العكس هذا واجب علينا حمايتهم». وأضاف: «اليوم يا إخواننا نحن نقوم بواجب الدولة في حماية كل مكونات المجتمع السوري».

دروز سوريا

وتحدث عن دروز سوريا تحديداً، مذكراً بأن «الإدارة الجديدة أرسلت وفوداً حكومية إلى مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب غرب البلاد»، وقال: «أهلنا في السويداء كانوا سباقين في مشاركة أهلهم في الثورة، وساعدونا في تحرير منطقتهم في الآونة الأخيرة».

وأضاف: «سنقدم خدمات كثيرة، نراعي خصوصيتها، ونراعي مكانتها في سوريا»، وتعهد بتسليط الضوء على ما وصفه بأنه تنوع غني للطوائف في سوريا.

أبي المنى وشعار الدروز

من جهته، قال الشيخ أبي المنى إن «شعب سوريا يستحق هذا السلم، ويستحق الازدهار، لأن سوريا قلب العروبة النابض». وأشار إلى أن «الموحدين الدروز لهم تاريخ وحاضر يُستفاد منه، فهم مخلصون للوطن وشعارهم شعار سلطان باشا الأطرش وشعار الكرامة، وكرامتهم من كرامة الوطن، لذلك نحن واثقون أنكم تحترمون تضحياتهم وهم مرتبطون بوطنهم».

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط في «قصر الشعب» بدمشق قبيل لقائه الشرع (أ.ف.ب)

ارتياح في السويداء

ولاقت زيارة الزعيم الدرزي إلى دمشق ارتياحاً في أوساط السوريين الدروز. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر أهلية متقاطعة في السويداء، جنوب سوريا، أن هناك توافقاً بين الزعامات الروحية حول الموقف من «إدارة العمليات» ممثلة بقائدها أحمد الشرع، والتأكيد على العمقين الإسلامي والعربي لطائفة الدروز الموحدين وخصوصية جبل العرب، ودورهم التاريخي في استقلال سوريا كمكون سوري أصيل، وتطلعهم إلى دستور جديد يجمع عليه السوريون.

وحسب المصادر، فإن «هذا الموقف كان مضمون الرسالة التي حملها الوفد الدرزي إلى قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، الأحد، وقد كانت نتائج الاجتماع إيجابية»، واعتبر دروز السويداء أن زيارة جنبلاط «خطوة عقلانية وحكيمة باتجاه الحفاظ على وحدة سوريا، وقطع الطريق على كل من يحاول تخريب العيش المشترك بين جميع السوريين، ووأد الفتن ما ظهر منها وما بطن».

ووفق المصادر، كان وفد درزي من لبنان زار السويداء قبل يوم من زيارة جنبلاط إلى دمشق، والتقى مشيخة العقل في السويداء، حيث قال شيخ العقل حمود الحناوي إنهم يتطلعون إلى «مواقف جنبلاط وأهلنا في لبنان باعتبارها سنداً ومتنفساً للتعاون من أجل مصالحنا كمواطنين سوريين لنا دورنا التاريخي والمستقبلي».

بعد 13 عاماً

ودخل الجيش السوري، لبنان، عام 1976 كجزء آنذاك من قوات عربية للمساعدة على وقف الحرب الأهلية، لكنه تحوّل إلى طرف فاعل في المعارك، قبل أن تصبح دمشق «قوة الوصاية» على الحياة السياسية اللبنانية تتحكّم بكل مفاصلها، حتى عام 2005، تاريخ خروج قواتها من لبنان تحت ضغط شعبي بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في انفجار وجهت أصابع الاتهام فيه إليها ولاحقاً إلى حليفها «حزب الله»، قبل أن تحكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على اثنين من قادة الحزب بالسجن مدى الحياة، على خلفية قتل 22 شخصاً بينهم الحريري.

ويتهم جنبلاط، دمشق، باغتيال والده كمال في عام 1977 خلال الحرب الأهلية، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.

ونُسبت اغتيالات العديد من المسؤولين اللبنانيين الآخرين المناهضين لسوريا إلى السلطة السورية السابقة.

وعلى خلفية هذه الاغتيالات، تأرجحت علاقة الزعيم الدرزي مع النظام السوري السابق، الذي كان قد قاطعه وشنّ هجوماً غير مسبوق على رئيسه المخلوع، واصفاً إياه بـ«القرد» في المظاهرات التي نظمها فريق «14 آذار» إثر اغتيال الحريري عام 2005، قبل أن تعاد هذه العلاقة وترمّم بشكل محدود في عام 2009، لتعود إلى مرحلة العداوة مجدداً مع مناصرة جنبلاط للثورة السورية التي انطلقت عام 2011.

أما اليوم، وبعد 13 عاماً، عاد الزعيم الدرزي إلى دمشق «شامخاً مظفراً بالنصر»، وفق ما وصفه أمين سر كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن، عبر حسابه على منصة «إكس»، مضيفاً: «ها قد عدنا إلى سوريا الحرة مع الأمل الكبير الواعد بأن تنعم سوريا وشعبها بالحرية والديمقراطية والتنوّع والاستقرار والازدهار»، داعياً إلى «بناء أفضل العلاقات التي تحفظ سيادة وحرية واستقلال وطننا الحبيب لبنان وتحفظ سوريا الواحدة الموحدة الأبية».

وتوجه إلى السوريين بالقول: «هنيئاً لكم ولنا الانتصار الكبير، ويبقى الانتصار الأكبر هو الحفاظ على الوحدة الوطنية والحرية والهوية».