مصادر «درزية»: دمشق فشلت في إحداث شرخ في الرئاسة الروحية للطائفة

ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء في مظاهرة يوم الأحد (السويداء 24)
ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء في مظاهرة يوم الأحد (السويداء 24)
TT

مصادر «درزية»: دمشق فشلت في إحداث شرخ في الرئاسة الروحية للطائفة

ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء في مظاهرة يوم الأحد (السويداء 24)
ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء في مظاهرة يوم الأحد (السويداء 24)

أكدت مصادر «درزية» في دمشق، فشل محاولة السلطات السورية العليا الرامية إلى إحداث شرخ في الرئاسة الروحية للطائفة، عبر استحداثها ما أطلقت عليه «الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين في دمشق وغوطتي دمشق وقرى جبل الشيخ والقنيطرة»، وذلك من أجل إنهاء الاحتجاجات الشعبية السلمية في السويداء المطالبة بالتغيير السياسي وتحسين الأحوال المعيشية والاقتصادية، والمستمرة منذ نحو ثلاثة أشهر.

وعلمت «الشرق الأوسط» من تلك المصادر، أن السلطات منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف أغسطس (آب) الماضي، حاولت إنهاءها بعدة طرق، من ذلك إرسال مسؤولين إلى السويداء وعقدهم لقاءات مع شيوخ العقل ووجهاء في المحافظة، لكنها لم تنجح في ذلك.

ويوجد في الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في السويداء، ثلاثة من شيوخ العقل، الأول هو الشيخ حكمت الهجري، والثاني هو الشيخ يوسف الحناوي، والثالث هو الشيخ يوسف جربوع.

ولكل من شيوخ العقل الثلاثة مواقفه وآراؤه تجاه الحراك، ففي الوقت الذي يؤيد فيه كل من الهجري والحناوي الحراك السلمي ويتبنيان مطالبه، ينحاز جربوع إلى السلطات السورية التي تجاهلت الاحتجاجات منذ اندلاعها.

جانب من مظاهرات السويداء سبتمبر الماضي (الشرق الأوسط)

وأشارت المصادر، إلى أن دمشق بعد فشل مساعيها بإنهاء الاحتجاجات عبر إرسال المسؤولين إلى السويداء وعقدهم لقاءات مع شيوخ العقل، اتبعت طرقاً أخرى منها إحداث «شرخ» في الرئاسة الروحية للطائفة عبر «إنشاء هيئة روحية جديدة» مؤيدة لها، أطلقت عليها تسمية «الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين في دمشق وغوطتي دمشق وقرى جبل الشيخ والقنيطرة»، مركزها حي «التضامن» جنوب دمشق حيث تقيم أعداد كبيرة من العائلات الدرزية.

وجرى الإعلان عن إنشاء «الهيئة» الجديدة، خلال فعالية أُقيمت في الثاني من سبتمبر (أيلول) الماضي بمقر المجلس الخاص بالطائفة الدرزية الكائن في شارع «الجلاء» في الجهة الشمالية من حي «التضامن». وكان لافتاً في مقاطع فيديو من الفعالية نُشرت في مواقع محلية، مشاركة قائد ميليشيا «قوات الدفاع الوطني»، فادي صقر أحمد، فيها، ورفع مشاركين صور الرئيس بشار الأسد والعلم الوطني السوري إلى جانب علم الطائفة الدرزية

وأكدت المصادر، أن من عمل على إنشاء «الهيئة» الجديدة هو فادي صقر بتكليف من السلطات العليا، وأغلبية من حضرها هم من عناصر «الدفاع الوطني» بأمر من قيادتهم، إضافة إلى حضور عدد من الشيوخ المؤيدين للسلطات، في حين رفض شيوخ وازنون في الحي وريف دمشق والقنيطرة الحضور.

ولفتت إلى أن الهدف من إنشاء «الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين في دمشق وغوطتي دمشق وقرى جبل الشيخ والقنيطرة»، المؤيدة للسلطات السورية، «تعدد المرجعية العليا للطائفة وتشتيتها»، لكن السلطات فشلت في تحقيق ذلك، ومعن الصافي الذي جرى تعيينه «رئيساً للهيئة»، غير معروف بين أهالي السويداء، وكلمته غير مسموعة، وليس له أي وزن بين أبناء الطائفة، «حتى إن أغلبيتهم بات ينظر له بازدراء بعد التعيين».

وأضافت: «فشلت محاولات السلطات بإحداث شرخ في الرئاسة الروحية للطائفة، والدليل على ذلك أن الوضع في السويداء لم يتغير والاحتجاجات مستمرة».

وفي بيان مطوَّل نشرته الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، الثلاثاء الماضي، أكد الشيخ الهجري ثبات تأييده لموقف المحتجّين في السويداء. وأشاد بـ«رُقيّ هذه الاحتجاجات»، موضحاً أن «من أهم غاياتها إزالة مظاهر الاستبداد والقمع، ونشر فكر الوعي والتآخي والحوار وقبول الآخر».

واستغرب الهجري «تجاهل السلطات للمطالب الشعبية، علماً أن الحراك بدأ بمطالب تتعلق بتحسين الخدمات ورفض الظلم، لكن تجاهلها أدى إلى ارتفاع الهتافات إلى مطالب شاملة، جاءت عبر ما صدر من قرارات أممية قديمة»، مشدّداً على «التعددية السياسية ووحدة الوطن السوري الواحد».


مقالات ذات صلة

شابان سودانيان يتحدثان... من الاحتجاجات إلى حمل البندقية في صفوف الجيش

شمال افريقيا جنود من الجيش السوداني يحتفلون بعد دخولهم مدينة ود مدني في السودان 12 يناير 2025 (رويترز)

شابان سودانيان يتحدثان... من الاحتجاجات إلى حمل البندقية في صفوف الجيش

يتحدّث شابان سودانيان عن نضالهما ضمن الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس المخلوع عمر البشير، وقد انضما لصفوف الجيش السوداني في حربه ضد «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
آسيا أنصار يتجمعون داخل الحاجز الذي يسد الطريق المؤدي إلى مقر إقامة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول في سيول بوقت مبكر من يوم 15 يناير 2025 بتوقيت كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

صدامات لدى محاولة المحققين الكوريين الجنوبين توقيف الرئيس

أفادت وكالة «يونهاب» للأنباء، الأربعاء، أنّ صدامات اندلعت لدى محاولة المحقّقين الكوريين الجنوبيين توقيف الرئيس المعزول يون سوك يول في مقرّ إقامته الرسمي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أميركا اللاتينية زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو (أ.ف.ب)

المعارضة الفنزويلية تقول إن زعيمتها «أُطلق سراحها» بعدما «اعتُقلت بالقوة»

أُطلق سراح زعيمة المعارضة الفنزويلية التي كان فريقها ندّد باعتقالها إثر تظاهرة مناهضة للرئيس نيكولاس مادورو في كراكاس، في رواية وصفتها الحكومة بأنها «كذب».

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
آسيا رجال شرطة يقفون حراساً أمام الأشخاص المشاركين في تجمع لدعم الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من المقر الرئاسي في سيول 2 يناير 2025 (أ.ف.ب)

متظاهرون يحاولون منع اعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول

ذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن أنصار الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول، أغلقوا الطريق أمام مكتبه، (الخميس)، في محاولة لمنع اعتقاله.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أفريقيا انفجار قنبلة غاز مسيل للدموع خارج مقر البرلمان الكيني في نيروبي حيث كان محتجون يتظاهرون رفضاً لرفع الضرائب في 25 يونيو الماضي (أ.ف.ب)

الرئيس الكيني يتعهد وضع حد لعمليات اختطاف متظاهرين

تعهد الرئيس الكيني ويليام روتو «وضع حد لعمليات اختطاف» الشرطة متظاهرين وشباناً مناهضين للسلطة، بعد حالات جديدة نددت بها منظمات غير حكومية ومحامون وسياسيون.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)

الجيش الإسرائيلي: لا وقف لإطلاق النار ما دامت «حماس» لا تفي بالتزاماتها

تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة السبت (رويترز)
تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة السبت (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: لا وقف لإطلاق النار ما دامت «حماس» لا تفي بالتزاماتها

تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة السبت (رويترز)
تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة السبت (رويترز)

اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الأحد، حركة «حماس» بأنها «لا تفي بالتزاماتها بإرسال قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم إلى إسرائيل»، مؤكداً أن اتفاق وقف إطلاق النار «لن يدخل حيز التنفيذ ما دامت (حماس) لا تفي بالتزاماتها».وقال المتحدث في كلمة متلفزة تزامنت مع بدء سريان وقف إطلاق النار في الساعة 6.30 بتوقيت غرينيتش (8.30 بالتوقيت المحلي) بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، إن «إسرائيل ستواصل الهجمات طالما لم تستجب حماس للمطالب»، وأضاف «الجيش الإسرائيلي مستعد تماما لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ومستعد للرد إذا انتهكت (حماس) البنود».

ومن جانبها، أكدت حركة «حماس» في وقت سابق اليوم التزامها بوقف إطلاق النار، موضحةً أن التأخر في إعلان أسماء الرهائن المطلق سراحهم يرجع لأسباب فنية وميدانية.

وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، فقد قالت الحركة في بيان: «تؤكد حركة (حماس) التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتشير إلى أن تأخر تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها في الدفعة الأولى لأسباب فنية ميدانية».

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أكد أن وقف إطلاق النار لن يبدأ في الموعد المقرر ما لم تقدم «حماس» قائمة بأسماء الرهائن.

وقال مكتب نتنياهو في بيان نقتله «وكالة الصحافة الفرنسية»: «أصدر رئيس الوزراء تعليماته للجيش الإسرائيلي بأنه لن يتم بدء وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الساعة 8:30 (بتوقيت القدس) حتى تحصل إسرائيل على قائمة الرهائن التي تعهدت (حماس) بتقديمها».

وكان نتنياهو حذر في وقت متأخر السبت من أن تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن الأحد لن يتم ما لم يتم تقديم قائمة بأسماء الرهائن.وأضاف أن إسرائيل تحتفظ بحقها في استئناف الحرب «إذا لزم الأمر» بدعم من الولايات المتحدة مشددا على أن وقف إطلاق النار الحالي «مؤقت».