اقتراح هدنة نصف يوم في غزة: إدخال مساعدات ووقود وإطلاق رهائن

مشهد ليلي سريالي للقصف الإسرائيلي المجنون على شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
مشهد ليلي سريالي للقصف الإسرائيلي المجنون على شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

اقتراح هدنة نصف يوم في غزة: إدخال مساعدات ووقود وإطلاق رهائن

مشهد ليلي سريالي للقصف الإسرائيلي المجنون على شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
مشهد ليلي سريالي للقصف الإسرائيلي المجنون على شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

أكد مصدر فلسطيني مطّلع على تفاصيل النقاشات التي تجري بشكل مكثف في الساعات الأخيرة أن هناك طرحا يتمثل في تهدئة نهارية تتعهد فيها اسرائيل بوقف الهجوم الجوي والبري والبحري على أهداف فلسطينية، فيما تتعهد الفصائل في غزة بوقف القتال.

وأوضح المصدر لوكالة أنباء العالم العربي أن المقترح يقضي بأن تكون تلك التهدئة النهارية مدتها 12 ساعة فقط، تبدأ فجرا وتنتهي مع غروب الشمس ضمن ساعات محددة يتم إعلانها بعد الاتفاق على التفاصيل المتبقية. وبحسب قول المصدر، فإن الولايات المتحدة هي من ضغطت على إسرائيل لبحث شروط إنفاذ التهدئة الإنسانية، مشيرا إلى أن النقاش يتم بوساطة قطرية وتدخلات مصرية.

وذكر أن النقاش يدور حول توقف أعمال القتال من الجانبين لفترة تمتد من السادسة صباحا وحتى السادسة مساء، يسمح خلالها بالانتقال من شمال وادي غزة إلى جنوبه، على أن يُمنع الانتقال من جنوب وادي غزة إلى الشمال سوى لشاحنات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) والصليب الأحمر والهلال الأحمر.

كما يدور النقاش حول إفراج حركة حماس عن نحو 80 محتجزا من مزدوجي الجنسية والمدنيين، بالإضافة إلى جثث إسرائيليين قتلوا في غزة، وأن تفرج إسرائيل عن نساء وأطفال أسرى لديها، على ألا يكون هذا الإفراج متبادلا، بمعنى ألا يكون في الوقت ذاته الذي تفرج فيه حماس عن محتجزين.

أيضا، يشمل النقاش أن تعمل إسرائيل على إدخال 50 ألف لتر من الوقود يوميا إلى قطاع غزة، على أن يبدأ إدخال الوقود بالتدريج ويتم توزيعه ضمن عملية مراقبة محددة وصارمة، بحسب المصدر. وذكر أن المراقبة تتضمن احتساب اللترات المطلوبة لتشغيل المولدات الكهربائية للمستشفيات الرئيسية في القطاع ومضخات المياه العادمة وكذلك لتعبئة سيارات الإسعاف العاملة من خلال الهلال الأحمر الفلسطيني.

وتحتاج محطة توليد الكهرباء 450 ألف لتر يوميا، فيما تحتاج مستشفيات قطاع غزة كاملة 15 ألف لتر سولار يوميا. أما مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في غزة، فيحتاج وحده خمسة آلاف لتر يوميا.

أضاف المصدر أن النقاش يشمل أيضا الحديث عن زيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة عبر معبر رفح البري إلى 150–200 شاحنة يوميا. وأشار إلى أن طواقم من الصليب الأحمر وأونروا والهلال الأحمر ستكون في صلب تنفيذ الاتفاق المقترح، والذي يشمل أيضا استمرار تدفق مزدوجي الجنسية عبر معبر رفح والبدء في إجلاء الجرحى بكم أكبر عبر المعبر ضمن الشروط التي تم تنفيذها في الآونة الأخيرة، والتي قال إنها تشمل "تفتيشا إسرائيليا لما يدخل لقطاع غزة والاطلاع والموافقة على ما يخرج".

وضمن النقاشات، بحسب المصدر، هناك تفاصيل حول مناطق آمنة دائمة وطريقة تسليم المحتجزين من غزة.

وبينما قال المصدر إنه لم يتم حتى الآن الاتفاق على موعد إنفاذ التهدئة المذكورة، وإن حركة حماس لم تعط موافقة حتى الآن على كافة البنود المطروحة، والتي ما زالت قيد النقاش، فقد ذكر أنه قد يتم التوافق على تلك التهدئة في أي وقت "حيث تشهد المباحثات جدية وتسارع".

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أمس الخميس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس مطلبا أميركيا بوقف إطلاق نار إنساني لفترة قصيرة، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن وقفا لإطلاق النار لعدة ساعات "أمر ممكن".

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل اليوم لمناقشة وقف لإطلاق النار وقضايا أخرى.

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

بن غفير يهدد نتنياهو: إذا توقفت الحرب سأغادر الحكومة

المشرق العربي إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست (د.ب.أ)

بن غفير يهدد نتنياهو: إذا توقفت الحرب سأغادر الحكومة

هدّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحل الحكومة إذا تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي طائرة «لوفتهانزا» في مطار فرنكفورت أم ماين بألمانيا 9 سبتمبر 2014 (د.ب.أ)

«لوفتهانزا»: علقنا الرحلات الليلية من بيروت وإليها بسبب الوضع في الشرق الأوسط

أكدت شركة «لوفتهانزا»، اليوم (الاثنين)، تعليق رحلاتها الليلية من بيروت وإليها من 29 يونيو (حزيران) حتى 31 يوليو (تموز)، بسبب «التطورات الحالية» في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بعينين جاحظتين روى بدر دحلان ما حصل له داخل السجون الإسرائيلية

اتهامات متلاحقة لإسرائيل بـ«تعذيب» الأسرى والمدنيين

جدد إفراج إسرائيل عن مدير مستشفى «الشفاء» الطبي في غزة، محمد أبو سلمية، الاتهامات المتلاحقة لتل أبيب بـ«تعذيب الأسرى»، والأوضاع المأساوية للمسجونين لديها.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

«صحة غزة»: ارتفاع حصيلة القتلى إلى 37900 منذ بدء الحرب

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة اليوم الاثنين أن حصيلة قتلى الحرب ارتفعت إلى 37900 على الأقل

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الطبيب محمد أبو سلمية في مستشفى ناصر الطبي بعد الإفراج عنه (رويترز)

محمد أبو سلمية.. مدير «الشفاء» بغزة الذي اعتقلته إسرائيل 7 أشهر

أطلقت السلطات الإسرائيلية سراح الطبيب الفلسطيني محمد أبو سلمية اليوم الاثنين بعدما قضى أكثر من سبعة أشهر في الاعتقال.

أحمد سمير يوسف (غزة)

اليمين والمعارضة في إسرائيل يلتقيان على توسعة الحرب بجنوب لبنان

صورة متداولة في وسائل التواصل لعنصر بالدفاع المدني يشارك في فتح الطريق بعد غارة جوية استهدفت بلدة مركبا بجنوب لبنان
صورة متداولة في وسائل التواصل لعنصر بالدفاع المدني يشارك في فتح الطريق بعد غارة جوية استهدفت بلدة مركبا بجنوب لبنان
TT

اليمين والمعارضة في إسرائيل يلتقيان على توسعة الحرب بجنوب لبنان

صورة متداولة في وسائل التواصل لعنصر بالدفاع المدني يشارك في فتح الطريق بعد غارة جوية استهدفت بلدة مركبا بجنوب لبنان
صورة متداولة في وسائل التواصل لعنصر بالدفاع المدني يشارك في فتح الطريق بعد غارة جوية استهدفت بلدة مركبا بجنوب لبنان

يدفع كل من اليمين والمعارضة في إسرائيل، الحكومة باتجاه توسعة الحرب في لبنان، في موجة جديدة من التهديد يلتقي عليها الطرفان، ويقابلها «حزب الله» أيضاً بالتهديد بالرد على أي حرب إسرائيلية إلى العمق اللبنانية، وذلك على إيقاع عمليات عسكرية، وتبادل متواصل للقصف على حدود لبنان الجنوبية.

وقال زعيم المعارضة في إسرائيل والوزير المنسحب من الحكومة بيني غانتس: «لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في حدودنا الشمالية»، مضيفاً: «على (حزب الله) أن يقرر ما إذا كان لبنانياً أم إيرانياً، أو سيدفع الثمن». ورأى غانتس أن «عدم التسوية على حدودنا الشمالية يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب (حزب الله)».

وفي موازاة هذا الدفع المعارض، يتبنى اليمين الإسرائيلي الموقف نفسه، وعبّر عنه وزير المال في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش بقوله: «يجب شن حرب وإقامة منطقة عازلة بجنوب لبنان بدلاً من إبقاء هذه المنطقة في أرضنا». ونقلت عنه «القناة 7» قوله: «الاتفاق مع (حزب الله) لا يساوي قيمة الورق الذي كُتب عليه»، مضيفاً: «إذا أجّلنا قرار الحرب وتقويض قدرة (الحزب) فسنتكبد ثمناً باهظاً وآلاف القتلى».

وعملت الولايات المتحدة ودول أخرى مثل فرنسا وألمانيا خلال الأسابيع الماضية، على محاولة منع تمدد الحرب، وسحب الذرائع من إسرائيل لتوسعة القتال، وذلك من خلال موفدين وصلوا إلى بيروت وتل أبيب، لكن تلك المبادرات فشلت في إقناع «حزب الله» بالانسحاب من المنطقة الحدودية إلى عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، أو بإيقاف القتال الذي يربطه الحزب بإنهاء الحرب في غزة. وحذرت واشنطن من أنها لن تستطيع إيقاف أي خطط إسرائيلية في هذا السياق.

وفي مقابل التهديدات الإسرائيلية، يردّ «حزب الله» بالتهديد أيضاً. وقال النائب حسين الحاج حسن في تصريح مخاطباً إسرائيل: «إذا فكرت أيها العدو في أي خطوة حمقاء، أو ارتكبت أي خطوة حمقاء، فلن تجد أمامك إلا البأس الشديد الذي سيزيد عجزك عجزاً، والذي سيعمق مشكلة الردع عندك، والذي سيزيد من أزماتك، وقد خبرت بعض ما عند المقاومة».

من جهته، قال النائب في كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) علي فياض إن «كل المواقف التي يعلنها العدو، لم تتمكن من التغطية على الحقيقة الواضحة التي لا يمكن نكرانها على الإطلاق، وهي أن هذا العدو إلى مزيد من التخبط والإنهاك والهزيمة»، مشيراً إلى أن «المقاومة في لبنان مستمرة في عملياتها لمؤازرة غزة ما دام هذا العدوان قائماً عليها». وتابع: «أمام كل هذا التهديد والوعيد الذي يطلقه العدو، فإننا ماضون في هذه المواجهة مهما غلت التضحيات».

ويتناغم موقف «الحزب»، مع تهديد إيراني كان قد أطلقه وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري الأحد، بقوله إن «المقاومة في لبنان على استعداد تام لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني، وقوة المقاومة في لبنان منقطعة النظير ستجعل أي اعتداء للمحتلين المعتدين مكلفاً بالنسبة لهم».

الوضع الميداني

ترافقت التهديدات مع تبادل متواصل للقصف، حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية على بلدة عيتا الشعب، واستهدفت أحد المنازل في الحي الغربي للبلدة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن «طائراتنا قصفت مبنى عسكرياً لـ«حزب الله» في بليدا جنوب لبنان»، إلى جانب قصف آخر استهدف مركبا وكفركلا، بعدما شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجراً غارة استهدفت منزلاً في بلدة البياضة - قضاء صور للمرة الأولى.

وأطلق «حزب الله» صواريخ باتجاه المطلة، كما أعلن عن استهداف مبنى يتموضع فيه جنود إسرائيليون في راموت ‏نفتالي، وذلك بعد مسيرات أطلقها، الأحد، باتجاه الجولان. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 18 جندياً بعد هجوم بطائرة مسيّرة، الأحد، استهدف موقعهم في هضبة الجولان المحتلة على الحدود اللبنانية، حالة أحدهم خطيرة. وأوضح الجيش في بيان أن الغارة وقعت في وقت سابق من الأحد، مضيفاً أنه قصف منذ ذلك الحين أهدافاً لـ«حزب الله» جنوب لبنان بالطائرات الحربية والمدفعية.

«يونيفيل»

وفي خضم التهديدات والعمليات العسكرية، أعلنت قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، أنها عقدت اجتماعاً مع الوكالات والمنظمات الدولية والوطنية «لمناقشة الأمن والدعم للمجتمعات المتضررة من النزاع في جنوب لبنان»، في إطار «دعم (اليونيفيل) المجتمعات المحلية بأفضل ما تستطيع، فإن الاحتياجات كبيرة وتتطلب نهجاً شاملاً».

وقالت «اليونيفيل» في بيان: «بينما تواصل (اليونيفيل) تقديم الدعم للمجتمعات المحلية في حدود إمكاناتها وقدراتها، بما في ذلك من خلال المشاريع والتدخلات السريعة والتبرعات المقدمة من البلدان المساهمة بجنود حفظ سلام، فإن الاحتياجات المتنامية تتطلب نهجاً متماسكاً من جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الاستجابة للأزمات».