الصدر «سيقاطع» الانتخابات المحلية لكن جمهوره سيصوت

مؤيدو مقتدى الصدر خلال احتجاج في مدينة الصدر ببغداد أبريل الماضي (أ.ب)
مؤيدو مقتدى الصدر خلال احتجاج في مدينة الصدر ببغداد أبريل الماضي (أ.ب)
TT

الصدر «سيقاطع» الانتخابات المحلية لكن جمهوره سيصوت

مؤيدو مقتدى الصدر خلال احتجاج في مدينة الصدر ببغداد أبريل الماضي (أ.ب)
مؤيدو مقتدى الصدر خلال احتجاج في مدينة الصدر ببغداد أبريل الماضي (أ.ب)

يقترب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، من اتخاذ قرار حاسم بعدم المشاركة في الانتخابات المحلية، نهاية العام الحالي، لكنه لن يمنع جمهوره من التصويت، ولن يتركهم دون «توصيات»، وفقاً لمصدر سياسي مطلع.

ورغم أن السلطات العراقية حددت يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل موعداً لإجراء الانتخابات المحلية، لكن القوى السياسية عادت لمناقشة إمكانية تأجيلها إلى ربيع العام المقبل، لأسباب فنية، وأخرى سياسية تتعلق بموقف التيار الصدري من الانتخابات.

ونقل المصدر، لـ«الشرق الأوسط»، عن مقربين من الصدر تأكيداً بأن «زعيم التيار بات مقتنعاً تماماً باتخاذ القرار»، وأنه «لن يشترك في انتخابات مجالس المحافظات، ولن يدعم قوائم بديلة».

وعادة ما تكون هذه المواقف السياسية تندرج في إطار المناورات السياسية للتأثير على المنافسين الآخرين، لا سيما أحزاب الإطار التنسيقي، التي يبدو أنها متحمسة للغاية للاستحواذ على الفراغ الذي تركه التيار منذ انسحابه العام الماضي.

وأعلن تيار «الفراتين» الذي يرأسه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في وقت سابق، عدم المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، بالتزامن مع انتهاء مهلة مفوضية الانتخابات لتسجيل التحالفات.

وتصاعدت التكهنات حول موقف الصدر من الانتخابات، بعد أن نشرت منصات محلية وثيقة لتبرع الصدر بـ50 مليون دينار لصالح تنظيم اجتماعي يحمل اسم «البنيان المرصوص»، وتوقع كثيرون أنه تمويل لعمليات انتخابية لصالح الصدر.

لكن المصدر، أكد أن الصدر استغرق فترة طويلة لاختبار فرضية الانتخابات مع فريقه السياسي، وتوصل أخيراً إلى أن عدم المشاركة الآن هو «الخيار الأفضل». ووفق المصدر، فإن عشرات المرشحين تواصلوا مع مكتب الصدر بشأن ملف مجالس المحافظات، بعضهم طلب دعم التيار، وآخرون كانوا يحاولون اكتشاف خطته الانتخابية. في النهاية، يقول المصدر، إن زعيم التيار توصل إلى القناعة بأن المشاركة في الانتخابات «مستبعدة كثيراً».

في المقابل، فإن قرار الصدر «لن يشمل منع جمهوره من المشاركة في الانتخابات»، وقال المصدر، إنه «إلى حين موعد الانتخابات فإن الصدريين سيعرفون من سينتخبون بالضبط (...) لن يتركوا هكذا دون توجيهات». ويدرك الصدر، أن عدم مشاركته في الانتخابات يجب ألا تمنح خصومه في الإطار التنسيقي «طريقاً معبداً» للاستحواذ على مقاعد مجالس المحافظات. وقال المصدر، إن «جمهور التيار الصدري بإمكانه صناعة الفارق بانتخاب مقاعد تنافس دولة القانون وعصائب أهل الحق، وربما التفوق عليه».



ليلة الرعب البيروتية... الغارات الإسرائيلية تزنّر العاصمة اللبنانية

TT

ليلة الرعب البيروتية... الغارات الإسرائيلية تزنّر العاصمة اللبنانية

عناصر الدفاع المدني يبحثون عن الضحايا تحت أنقاض المبنى المدمر في بيروت (أ.ب)
عناصر الدفاع المدني يبحثون عن الضحايا تحت أنقاض المبنى المدمر في بيروت (أ.ب)

تحوّلت العاصمة بيروت إلى هدف أساسي للجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بعد تحذيرات أطلقها المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، إلى مناطق وأحياء بيروتية للمرة الأولى، ما أثار حالة من الرعب والخوف في أوساط المواطنين الذي خرجوا من منازلهم قبل تنفيذ التهديدات، لا سيما أن المناطق المُحددة مكتظة بالسكان، ومعظمها لا يُعدّ محسوباً على «حزب الله».

وفيما أفادت «القناة 12» الإسرائيلية بأن تل أبيب جهّزت خطة عسكرية كاملة للساعات الأربع والعشرين الأخيرة من الحرب مع لبنان، بدأ استهداف بيروت ظهر الثلاثاء بغارة على منطقة النويري، القريبة من وسط العاصمة، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية بأن غارة «نفذها الطيران الحربي المعادي» استهدفت مبنى «في المنطقة الواقعة بين النويري والبسطة في بيروت». ودمّرت الغارة «مبنى مؤلفاً من 4 طوابق يؤوي نازحين»، وفق الوكالة.

ومن موقع الغارة في النويري، وقفت رولا إلى جانب زوجها وسام جعفر باكية تحتضن ابنها الذي فقد لوقت قصير: «كنا في البيت، وفجأة وقعت الضربة، طرنا، والجدران كلها تناثرت علينا (...) الصدمة كانت صعبة جداً».

وبعد النويري التي استُهدفت دون إنذار، توالت التحذيرات الإسرائيلية لمناطق في العاصمة بيروت، بحيث قال أدرعي إنها تستهدف فروعاً لـ«القرض الحسن». وقال في منشور له على منصة «إكس»: «يواصل الجيش الإسرائيلي العمل بقوة لتفكيك بنى (حزب الله). على المدى الزمني القريب سنقوم بمهاجمة فروع عدة لجميعة (القرض الحسن)؛ حيث تحتوي هذه الفروع على أموال تمويل إيرانية وأخرى من مصادر الدخل لـ(حزب الله) التي تُستخدم في الواقع لإدارة وتخزين مصالح الحزب»، مضيفاً: «هذه الغارات ستُشكل ضربة إضافية لسلسلة التمويل الإيرانية لـ(حزب الله) الذي يستخدم هذه الجمعية لأغراضه العسكرية».

وفي منشورات متلاحقة، حذّر أدرعي السكان الموجودين في مبانٍ محددة على الخرائط في مناطق رأس بيروت والمزرعة والمصيطبة وزقاق البلاط لإخلائها، إضافة إلى مبانٍ في مدينتي صيدا وصور، علماً بأنها المرة الأولى أيضاً التي يستهدف فيها وسط مدينة صيدا.

وخلال أقل من ساعة على التحذيرات التي جعلت العائلات تخرج من منازلها على وجه السرعة من دون أن تعرف الوجهة التي ستذهب إليها، بدأت الغارات الإسرائيلية باستهداف منطقة النويري مرة ثانية، ومن ثم مارالياس (كانت قد استُهدفت قبل نحو أسبوع)، وبربور والمزرعة وشارع الحمرا، ومناطق أخرى للمرة الأولى.

وفيما أدى هذا الخوف إلى زحمة سير خانقة في كل أحياء وشوارع العاصمة، اضطرت عائلات من بعض المناطق، ولا سيما الفقيرة منها، على غرار منطقة الجناح، للخروج سيراً على الأقدام.

عمليات بحث عن ضحايا تحت أنقاض أحد المباني الذي استهدف في غارة إسرائيلية (أ.ب)

وفي تعليق منه على التصعيد، قال عضو كتلة «حزب الله» النائب أمين شري، بينما كان يتفقد موقع الغارة في بيروت، إن «العدو الإسرائيلي» قبل «التسوية يريد أن ينتقم من كل جمهور المقاومة ومن كل اللبنانيين» مشيراً إلى «عشرات الإنذارات» التي وجهها الجيش الإسرائيلي قبل استهداف ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب.