عباس زكي لـ«أنباء العالم العربي»: أوسلو انتهت بوفاة عرفات

أكد أن ملف المصالحة لا يزال مجمداً ونفى أي لقاء مع «حماس» مؤخراً

زكي يتحدث في أحد اللقاءات (فيسبوك)
زكي يتحدث في أحد اللقاءات (فيسبوك)
TT

عباس زكي لـ«أنباء العالم العربي»: أوسلو انتهت بوفاة عرفات

زكي يتحدث في أحد اللقاءات (فيسبوك)
زكي يتحدث في أحد اللقاءات (فيسبوك)

وصف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عباس زكي، اتفاقية أوسلو بأنها عملية «هبوط سياسي». وقال إن الاتفاقية التي وقّعت مع إسرائيل عام 1993 انتهت بوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عام 2004. وقال زكي، في حوارٍ مع وكالة «أنباء العالم العربي»، إن «على السلطة الفلسطينية أن تُنهي الآن وإلى الأبد، كل ما يتعلق بهذا الهبوط السياسي المتمثل بأوسلو، الذي تترجمه إسرائيل كما يحلو لها».

وطالب زكي بإعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية أساسية للشعب الفلسطيني، من خلال انتخابات مجلس وطني «وقيادة جديدة تضع استراتيجية تُذهل العالم». وقال: «لا بد من أن نتوحد لكي تعود منظمة التحرير قوية بشخصيات نوعية، وليست بأشخاص يراوحون مكانهم».

وأكد أن الحكومة الإسرائيلية التي يقودها اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو لم تأتِ لإدارة الصراع مع الفلسطينيين، إنما لحسمه، مشدداً على أن «كل المحاولات الإسرائيلية العنصرية فاشلة ويائسة أمام صمود الشعب الفلسطيني».

وأشار عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» إلى أن «الإسرائيليين، سواء اليسار أو اليمين، موحدون منذ 75 عاماً على أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وأن الضفة الغربية هي يهودا والسامرة وأرض الميعاد»، لافتاً إلى أن إسرائيل «ليست عدواً للشعب الفلسطيني فقط، بل للأمة والإنسانية». ودعا زكي القيادة الفلسطينية إلى التوجه نحو استراتيجية شاملة متكاملة من أجل مواجهة إسرائيل ومشروعها «الصهيوني».

تشويه السلطة

وعن قضية «إفلاس السلطة» التي تناولها الإعلام الإسرائيلي، رأى عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» أن إسرائيل تريد تشويه السلطة الفلسطينية، موضحاً أن السلطة جاءت ثمرة الدم والعَرَق الفلسطيني. وقال إن إسرائيل تريد تشويه السلطة «والظهور أمام العالم بأنها أحن علينا من العرب لأنها تريد تزويدنا بالمال كي لا ننهار وفق روايتها... لكن بالتأكيد كيف تستعين السلطة بإسرائيل، وهي ليست صناعة صهيونية؟».

زكي يتفقد الجدار الإسرائيلي (فيسبوك)

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تمر بأزمة اقتصادية كبيرة، جعلتها لم تفِ بالتزاماتها تجاه الموظفين، خصوصاً أنها لم تصرف منذ أكثر من عامين راتباً كاملاً، نافياً أن تؤثر هذه الأزمة على استمرارية عمل السلطة وجميع مؤسساتها.

وقال زكي إن 5 بالمائة فقط من الشعب الفلسطيني فقط يؤيد عملية السلام مع إسرائيل، فيما يرفضها 95 بالمائة. وأضاف: «كلما ارتفعت وتيرة المقاومة والتحدي لدى الشعب، التحقت بها قطاعات واسعة، من المخيم إلى القرية والمدينة»، مؤكداً أن هذا ما تعمل عليه «فتح» الآن لحماية الحالة الفلسطينية.

وعن دور الأجهزة الأمنية في حماية الفلسطينيين من هجمات المستوطنين في الضفة الغربية، أكد أن أفراد الأجهزة الأمنية بحاجة إلى قرار سياسي، لافتاً إلى «استشهاد كثير من ضبّاط وعناصر الأجهزة الأمنية». وقال: «إن من يُشعل الأحداث في جنين ونابلس وأريحا وغيرها من القرى والبلدات، ويُشغل العدو الإسرائيلي هي (فتح) وفكرة (فتح)، التي تقود الساحة تحت مسميات أخرى». وأضاف: «أثق أنه لو اجتمع العالم كله أن ينزع من الشعب الفلسطيني الفكرة كما ينتزعون الأرض، لن تُنتزع تلك الفكرة».

قضية شعب

في الوقت نفسه، شدد زكي على ضرورة توافر إرادة وإمكانات الشعب الفلسطيني خلال الفترة الراهنة من أجل مواجهة المخطط الإسرائيلي، المتمثل في عملية الضم والاستيطان المعلنة من قبل حكومة نتنياهو. وقال: «لا يجوز أن تختبئ بعض الفصائل في بيوتها، ويخرج المواطنون إلى الشوارع لصد هجمات جيش الاحتلال ومستوطنيه بجانب المقاومين»، موضحاً أن هناك «فصائل تقوم بعمليات موسمية ضد الجيش الإسرائيلي، لإظهار نفسها وركوب الموجة فقط». وأضاف: «إذا أرادت تلك الفصائل الظهور وركوب الموجة تقوم بإطلاق صاروخين أو 3 صواريخ»، مشدداً على ضرورة أن يكون لدى الجميع وعي، بأن القضية الفلسطينية قضية شعب كبرى، وليست قضية فصيل معين.

وتابع زكي: «إن غالبية أفراد وعناصر حركتي (الجهاد الإسلامي) و(حماس) كانوا من فتح، قبل انضمامهم إلى (الجهاد) و(حماس)»، مطالباً كل الفصائل الفلسطينية بوضع إسرائيل العدو الأول، وتجنب المشاجرات والخلافات والتشهير في ما بينها. واعتبر القيادي في «فتح» أن المصالحة الفلسطينية متوقفة بعد إعلان الجزائر، نافياً أن يكون هناك أي لقاء قد جمع قادة من حركته مع «حماس» مؤخراً.


مقالات ذات صلة

«القسام»: إسرائيل لن تستعيد محتجزيها دون مفاوضات

المشرق العربي مقاتلان من «كتائب القسام» برفقة أسيرين خلال عملية تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل الشهر الماضي (أ.ف.ب)

«القسام»: إسرائيل لن تستعيد محتجزيها دون مفاوضات

قالت حركة «حماس»، اليوم (الأحد)، إن إسرائيل لن تتمكن من استعادة أي من الرهائن ما لم تشارك في محادثات بشأن اتفاقات تبادل مشروطة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فلسطينيون يعاينون جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا الشهر الماضي (أ.ب)

نسبة القتلى المدنيين في غزة تفوق جميع حروب القرن العشرين

توصلت دراسة نشرتها صحيفة إسرائيلية إلى أن حملة القصف التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة تسببت في وقوع قتلى من المدنيين بنسبة هي الأعلى بين حروب القرن العشرين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي صورة التُقطت من جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة للقصف الإسرائيلي على خان يونس (أ.ف.ب)

الأردن يحذر من تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة

حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأحد، من تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين العزل.

«الشرق الأوسط» (عمان )
المشرق العربي جنود إسرائيليون في مخيم جباليا على مشارف مدينة غزة (إ.ب.أ)

«كتائب القسام» تعلن قتل 11 جندياً إسرائيلياً شمال قطاع غزة

أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم الأحد، أنها قتلت 11 جندياً إسرائيلياً في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (أ.ف.ب)

قطر: سنواصل الضغط على إسرائيل و«حماس» للتوصل إلى هدنة

قال رئيس الوزراء القطري، الأحد، إن الدوحة ستواصل الضغط على إسرائيل و«حماس» من أجل التوصل إلى هدنة في غزة، رغم «تضاؤل» الفرص بسبب القصف الإسرائيلي المكثف.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

«القسام»: إسرائيل لن تستعيد محتجزيها دون مفاوضات

مقاتلان من «كتائب القسام» برفقة أسيرين خلال عملية تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلان من «كتائب القسام» برفقة أسيرين خلال عملية تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

«القسام»: إسرائيل لن تستعيد محتجزيها دون مفاوضات

مقاتلان من «كتائب القسام» برفقة أسيرين خلال عملية تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلان من «كتائب القسام» برفقة أسيرين خلال عملية تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل الشهر الماضي (أ.ف.ب)

قال المتحدث باسم «كتائب القسام»؛ الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الأحد)، إن إسرائيل لن تتمكن من استعادة أي من الرهائن ما لم تشارك في محادثات بشأن اتفاقات تبادل مشروطة، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وأضاف أبو عبيدة في كلمة صوتية بثتها قناة «الجزيرة»: «أثبتت الهدنة أن أحداً من أسرى العدو لم ولن يخرج إلا بعملية تبادل». ولفت إلى أن إسرائيل لن تتمكن من استعادة المحتجزين بالقوة، مشيراً إلى ما وصفها بعملية فاشلة لتحرير أحدهم.

وقال: «تمكن مجاهدونا من تدمير أكثر من 180 آلية عسكرية بشكل جزئي أو كلي في مناطق الشجاعية والزيتون والشيخ رضوان ومخيم جباليا وبيت لاهيا وشرق دير البلح وشرق وشمال خان يونس جنوب قطاع غزة».

أعلنت «القسام»، اليوم، مقتل 15 جندياً إسرائيلياً في تفجير استهدفهم بشمال شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقالت في بيان مقتضب عبر «تلغرام» إن مقاتليها فجروا عبوة برميلية كبيرة مضادة في قوة إسرائيلية بمنطقة المعرّي شمال شرقي المدينة. وأضافت: «عاود مجاهدو (القسام) التقدم باتجاه القوة التي تم سحقها بالعبوة البرميلية المضادة للأفراد... والمكونة من 15 جندياً صهيونياً فوجدوهم قتلى عدا 2 منهم فأجهزوا عليهما».


الدبابات الإسرائيلية تصل قلب خان يونس في هجوم جديد على جنوب غزة

توغل إسرائيلي جديد في قلب خان يونس أكبر مدن جنوب قطاع غزة (أ.ب)
توغل إسرائيلي جديد في قلب خان يونس أكبر مدن جنوب قطاع غزة (أ.ب)
TT

الدبابات الإسرائيلية تصل قلب خان يونس في هجوم جديد على جنوب غزة

توغل إسرائيلي جديد في قلب خان يونس أكبر مدن جنوب قطاع غزة (أ.ب)
توغل إسرائيلي جديد في قلب خان يونس أكبر مدن جنوب قطاع غزة (أ.ب)

شقت الدبابات الإسرائيلية طريقها إلى وسط خان يونس، الأحد، في توغل جديد كبير في قلب أكبر مدن جنوب قطاع غزة.

وفي تقرير لـ«رويترز»، قال سكان إن الدبابات وصلت إلى الطريق الرئيسية التي تربط بين شمال القطاع وجنوبه عبر وسط مدينة خان يونس بعد قتال عنيف طوال الليل أدى إلى إبطاء التقدم الإسرائيلي من الشرق. وقصفت الطائرات الحربية المنطقة الواقعة غرب الهجوم.

وامتلأت الأجواء بدويّ الانفجارات المستمر، وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان الأبيض فوق المدينة التي تؤوي مئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من مناطق أخرى من القطاع.

ومع حلول الصباح بالقرب من مركز للشرطة في وسط المدينة، كان من الممكن سماع دوي نيران المدافع الرشاشة. وكانت الشوارع مهجورة باستثناء امرأة عجوز وفتاة تركبان عربة يجرها حمار.

وقال أب لـ4 أطفال نزح من مدينة غزة، ولجأ إلى خان يونس لـ«رويترز»: «كانت ليلة من أشد الليالي التي خفنا فيها، المقاومة كانت قوية جداً، كنا نسمع صوت اشتباكات وانفجارات لم تتوقف ساعات». وأضاف: «الدبابات وصلت شارع جمال عبد الناصر وسط البلد، والقناصة صعدوا بعض العمارات القريبة من المنطقة».

وشنت إسرائيل هجومها على خان يونس هذا الأسبوع بعد انهيار هدنة لتوسع حربها البرية إلى النصف الجنوبي من قطاع غزة في مرحلة جديدة موسعة من حملتها المستمرة منذ شهرين للقضاء على حركة «حماس». وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن هذا التطور ترك سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مكان يلوذون به.

وعند منزل في خان يونس دمره القصف أثناء الليل، كان أقارب القتلى يبحثون بين الأنقاض وهم في حالة ذهول. وانتشلوا جثة رجل في منتصف العمر يرتدي قميصاً أصفر اللون من تحت الأنقاض.

وقال أحمد عبد الوهاب: «صلينا ليلاً ونمنا، ثم استيقظنا لنجد البيت فوقنا. من لا يزال على قيد الحياة؟!».

وأضاف: «جاءت قوات الدفاع المدني، وأنقذت من استطاعت، وهذا ما بقي. انهارت 3 طوابق بالأعلى والناس تحتها. الله منقذنا والوكيل في أمرنا. أمي وأبي وأختي وأخي وجميع أبناء عمومتي».

إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار

ومن جانبها، قالت «حركة الجهاد الإسلامي» المتحالفة مع «حماس» في غزة إن مقاتليها يواجهون القوات الإسرائيلية في المنطقة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف ممرات أنفاق تحت الأرض في خان يونس، وهاجم مجموعة من المسلحين الفلسطينيين كانوا ينصبون كميناً، لكنه لم يذكر شيئاً عن أي تقدم للدبابات هناك.

وتحدث الجانبان أيضاً عن قتال عنيف في شمال قطاع غزة، حيث قالت إسرائيل في وقت سابق إن قواتها نجحت بشكل رئيسي في مهمتها الشهر الماضي. ودوت انفجارات عند الفجر، وشوهدت أعمدة من الدخان عبر السياج في إسرائيل.

وتوعدت إسرائيل بالقضاء على «حماس» بعدما اقتحم مقاتلون مسلحون السياج الحدودي، وهاجموا بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص، واقتياد 240 رهينة إلى غزة.

بينما تقول السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 17700 شخص قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية منذ ذلك الحين مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين يُعتقد أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض.

وأجبرت الحرب الغالبية العظمى من سكان غزة على ترك منازلهم، ونزح كثير منهم مرات عدة وهم يحملون ما يستطيعون حمله فقط من متاعهم.

وتقول إسرائيل إنها تفعل ما بوسعها لحمايتهم، لكن حتى الولايات المتحدة، أقرب حلفائها، تقول إنها لم تلتزم بتلك الوعود.

وأدى الحصار الإسرائيلي إلى قطع الإمدادات، وحذرت الأمم المتحدة من انتشار الجوع والمرض على نطاق واسع.

وفي مؤتمر دولي في الدوحة عاصمة قطر التي لعبت دور الوسيط الرئيسي في هدنة استمرت أسبوعاً، وشهدت إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، انتقد وزراء خارجية عرب الولايات المتحدة لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة يطالب بوقف إنساني لإطلاق النار.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الحرب تخاطر بدفع جيل كامل إلى التطرف في أنحاء الشرق الأوسط.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه «لن يتخلى» عن دعوته لوقف إطلاق النار.

وقال غوتيريش: «اقترحت على مجلس الأمن أن يضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية، وكررت دعوتي لإعلان وقف إنساني لإطلاق النار... للأسف، أخفق مجلس الأمن في القيام بذلك، لكن هذا لا يقلل من ضرورة القيام بالأمر».

ورفضت إسرائيل المطالبات بوقف القتال. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إحاطة لحكومته، الأحد، إنه أبلغ زعماء فرنسا وألمانيا ودول أخرى: «لا يمكنكم من ناحية دعم القضاء على (حماس)، ومن ناحية أخرى الضغط علينا لإنهاء الحرب، الأمر الذي من شأنه أن يحول دون القضاء على (حماس)».

وأيَدت واشنطن الموقف الإسرائيلي، ورفضت أي وقف لإطلاق النار بوصفه خطوة لن تفيد سوى «حماس»، لكن مع ارتفاع عدد القتلى وتحذير وكالات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية، أحجم حلفاء غربيون آخرون عن التصويت. وصوتت فرنسا لصالح مشروع قرار وقف إطلاق النار، وامتنعت بريطانيا عن التصويت.


غارات إسرائيلية تدمر حياً كاملاً في عيترون بجنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ب)
TT

غارات إسرائيلية تدمر حياً كاملاً في عيترون بجنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ب)

أفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام»، اليوم الأحد، بأن غارات إسرائيلية دمّرت حياً كاملاً في بلدة عيترون بجنوب لبنان.

وذكرت الوكالة الرسمية أن الغارات سوّت عدداً من المنازل بالأرض، كما تضرَّر عدد كبير آخر من المنازل، مشيرة إلى أن طواقم الإغاثة هرعت إلى المكان. وقالت الوكالة إن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً عنيفاً استهدف محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب وخلة موسى عند أطراف بلدة رميش.

وفي وقت لاحق، أفادت الوكالة بتعرض مركز للجيش اللبناني لقصف إسرائيلي بقذيفة، للمرة الثانية في منطقة الوزاني بجنوب لبنان، دون وقوع إصابات. ووفق الوكالة، فقد سقطت بقايا صاروخ اعتراضي إسرائيلي قرب مركز لقوة الأمم المتحدة المؤقتة «اليونيفيل» في الناقورة، مما دفع القوة الأممية إلى إطلاق صفارات الإنذار.

وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» إن ازدياد احتمالات وقوع خطأ في التقدير يمكن أن يؤدي إلى نزاع أوسع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ولفتت إلى «تعرض برج مراقبة داخل أحد مواقعنا في جنوب لبنان لقصف، أمس، والأضرار مادية، دون وقوع إصابات».

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ عدة ضربات في جنوب لبنان؛ «ردّاً على إطلاق نار» على شمال إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه قصف أيضاً موقعاً وبنى تحتية لـ«حزب الله» اللبناني، وخلية مسلَّحين في جنوب لبنان، بالطائرات ونيران الدبابات.

وقال القيادي في «حزب الله»، حسن فضل الله، اليوم، إن الضربات الجوية الإسرائيلية في جنوب لبنان بمثابة «تصعيد جديد» يردّ عليه الحزب «بضربات نوعية جديدة». وأضاف فضل الله، في بيان أُرسل إلى «رويترز»، أن التصعيد «لن يُثني المقاومة في لبنان عن مواصلة الدفاع عن بلدها ومساندة غزة». وذكر أن الجماعة تردُّ على التصعيد «بضربات نوعية جديدة، سواء في طبيعة الأسلحة أم المواقع المستهدَفة».

وتفجَّر قصف متبادل شِبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلَّحة في لبنان، بعد اندلاع الحرب بقطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


رفح تعج بالبشر... وببطون جائعة في العراء

فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة جنوباً باتجاه رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة جنوباً باتجاه رفح (أ.ف.ب)
TT

رفح تعج بالبشر... وببطون جائعة في العراء

فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة جنوباً باتجاه رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة جنوباً باتجاه رفح (أ.ف.ب)

تتقاطر حشود النازحين إلى مدينة رفح الحدودية، وتتكدس خيام لا يَعرف ناصبوها متى يفككونها ويعودون إلى منازلهم، وسط حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة دخلت شهرها الثالث.

فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة جنوباً باتجاه رفح (أ.ف.ب)

يومياً، تسجل مدينة رفح الصغيرة، معقل النزوح الأخير الملاصق للحدود المصرية، عشرات الآلاف من حالات النزوح الجديدة، حتى وصل العدد لأكثر من 470 ألف نازح، يُضافون إلى 280 ألفاً هو عدد سكان المدينة، وفق أحدث إحصائيات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

فلسطينيون يفرّون من خان يونس جنوباً باتجاه رفح يقودون سياراتهم عبر شريط ضيق من طريق صلاح الدين لتجنب حفرة سببها القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

«لا مقومات للحياة في هذه المدينة»، عبارة ترددت على ألسن سكان ونازحين تحدّثوا إلى «وكالة أنباء العالم العربي»، لدى سؤالهم عن وصف واقع العيش في ظل قطار نزوح لا يتوقف.

تقول أم محمد أبو صفية، التي نزحت من مدينة غزة إلى رفح مع ستة من أبنائها الأطفال، إنها لا تجد ما تسدُّ به جوعهم مع شُح المساعدات المقدَّمة من الوكالات الأممية وانعدام قدرتها على الشراء.

النازحون الفلسطينيون الذين فرّوا من منازلهم بسبب الضربات الإسرائيلية يستعدون لخبز الخبز بجوار خيمة في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

وتضيف: «لم يبق إلا أن نضع الحجارة في القِدر، كما حدث في زمن عمر بن الخطاب، لنُسكت الأطفال ونُوهمهم بأن هناك طبقاً يُعدّ».

وتمضي قائلة: «لا نملك مالاً لشراء أي شيء، ونعتمد على ما تُوزعه الأونروا علينا، كل يومين أو ثلاثة، للحصول على علبة واحدة من المعلّبات».

من نزوح إلى نزوح

يشكو أيضاً إياد حسونة من سوء الحال وعدم قدرة النازحين حتى على توفير خيمة تؤويهم، فحتى الخيام لا توزعها الهيئات الأممية على النازحين.

هذا ثاني نزوح لحسونة، خلال الحرب، ففي المرة الأولى نزح من جباليا بشمال قطاع غزة إلى وسط القطاع، وبعدها غادر إلى رفح.

أطفال صغار يدفعون عربة نقل محملة في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

يقول: «عليك أن توفر لنفسك ولعائلتك مسكناً أو خيمة أو أي شيء. للأسف لم يتمكن كثيرون من توفير هذا المسكن، وظلُّوا في العراء بانتظار مَن يمدُّ لهم يد العون».

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مدينة رفح ربما تضطر قريباً لاستضافة نصف سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في ظل اشتداد الحرب في شمال القطاع وجنوبه.

دخان تصاعد جراء القصف الإسرائيلي في رفح جنوب غزة (رويترز)

وقال توماس وايت، مدير قسم غزة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، في بيان، الأسبوع الماضي، إن أوامر الإخلاء المتتابعة التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، من شأنها أن تضيف نصف مليون نازح آخر للمدينة.

ولا يجد أهالي رفح، وفق مشاهدات «وكالة أنباء العالم العربي»، حتى ماء شرب نظيفاً، في حين تشهد الأسعار في المدينة ارتفاعاً متزايداً يفوق القدرة الشرائية للسكان، وهو ما يهدد بمجاعات يمكن أن تشهدها المدينة.

ويبدو أن عودة النازحين إلى ديارهم مسألة بعيدة، إذ نقلت «هيئة البث الإسرائيلية»، اليوم الأحد، عن مسؤولين أمنيين قولهم إنه قد يُسمح لبعض النازحين بالعودة إلى منازلهم، خلال شهرين من الآن.

أطفال فلسطينيون نازحون فرّوا من منازلهم بسبب الغارات الإسرائيلية يجلسون داخل سيارة في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

ويُعرب الفلسطينيون، على المستويين الرسمي والشعبي، عن القلق من حشد مزيد من النازحين في مدينة رفح، القريبة من الحدود المصرية، خشية أن يكون هذا النزوح مخططاً إسرائيلياً لتهجير السكان نحو مصر إذا ما بدأت إسرائيل عمليات عسكرية مكثفة في رفح.


نسبة القتلى المدنيين في غزة تفوق جميع حروب القرن العشرين

فلسطينيون يعاينون جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا الشهر الماضي (أ.ب)
فلسطينيون يعاينون جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا الشهر الماضي (أ.ب)
TT

نسبة القتلى المدنيين في غزة تفوق جميع حروب القرن العشرين

فلسطينيون يعاينون جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا الشهر الماضي (أ.ب)
فلسطينيون يعاينون جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا الشهر الماضي (أ.ب)

توصلت دراسة نشرتها صحيفة إسرائيلية إلى أن حملة القصف الجوي التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة «غير مسبوقة»، وأنها تسببت في وقوع قتلى من المدنيين بنسبة أعلى من متوسط الضحايا المدنيين في جميع حروب القرن العشرين.

وأجرى الدراسة ياجيل ليفي، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة المفتوحة في إسرائيل، ونشرتها صحيفة «هآرتس»، وقد وجدت أنه في ثلاث غارات إسرائيلية سابقة على غزة، وقعت في الفترة من 2012 إلى 2022، لم تتعدَّ نسبة القتلى من المدنيين 40 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

وانخفضت هذه النسبة إلى 33 في المائة في حملة القصف التي وقعت في وقت سابق من هذا العام، والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم «عملية الدرع والسهم».

أما في الأسابيع الثلاثة الأولى من حملة القصف الإسرائيلية الحالية، فقد ارتفعت نسبة القتلى المدنيين إلى 61 في المائة، وهو ما وصفه ليفي بأنه «عملية قتل غير مسبوقة» تنفذها القوات الإسرائيلية في غزة.

وهذه النسبة أعلى بكثير من متوسط عدد القتلى المدنيين في جميع الصراعات التي دارت حول العالم خلال القرن العشرين، والتي شكل فيها المدنيون نحو نصف القتلى، بحسب ليفي.

وخلص ليفي إلى أن «الاستنتاج العام هو أن القتل الواسع النطاق للمدنيين لا يساهم في أمن إسرائيل تماماً، بل يقوضه».

جثث عائلة قضت بقصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ب)

وحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة حرب إسرائيل على قطاع غزة إلى 17 ألفاً و700 قتيل، و48 ألفاً و780 إصابة، منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

واليوم (الأحد)، قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة أمام منتدى الدوحة الـ21، إن عدد الضحايا المدنيين في قطاع غزة في هذه الفترة القصيرة «غير مسبوق»، إضافة إلى أن منظومة الرعاية الصحية تشهد انهياراً كاملاً.

والجمعة، استخدمت الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار لوقف إنساني لإطلاق النار.

وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس (السبت) عن تقديره لاستخدام واشنطن حق النقض، في حين قالت الولايات المتحدة إنها «طلبت من إسرائيل بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في المرحلة القادمة من الحرب».

وندد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» باستخدام الولايات المتحدة حق النقض، ووصفه بأنه «لا إنساني».

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن استخدام حق النقض جعل الولايات المتحدة شريكة في جرائم الحرب الإسرائيلية.


الأردن يحذر من تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة

صورة التُقطت من جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة للقصف الإسرائيلي على خان يونس (أ.ف.ب)
صورة التُقطت من جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة للقصف الإسرائيلي على خان يونس (أ.ف.ب)
TT

الأردن يحذر من تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة

صورة التُقطت من جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة للقصف الإسرائيلي على خان يونس (أ.ف.ب)
صورة التُقطت من جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة للقصف الإسرائيلي على خان يونس (أ.ف.ب)

حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأحد، من تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين العزل.

وقال العاهل الأردني، خلال اتصال هاتفي اليوم مع رئيس وزراء هولندا مارك روته، إن «أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية قد تؤدي إلى خروج الوضع بالضفة عن السيطرة».

وشدد الملك على «ضرورة مضاعفة المساعدات الإنسانية والإغاثية وضمان إيصالها إلى القطاع، للتخفيف من آثار الكارثة الإنسانية هناك»، مؤكداً ضرورة التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

ووفق قناة «المملكة» على موقعها الإلكتروني، الأحد، تناول الاتصال العلاقات الثنائية، وأهمية استمرار التنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك.


«كتائب القسام» تعلن قتل 11 جندياً إسرائيلياً شمال قطاع غزة

جنود إسرائيليون في مخيم جباليا على مشارف مدينة غزة (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون في مخيم جباليا على مشارف مدينة غزة (إ.ب.أ)
TT

«كتائب القسام» تعلن قتل 11 جندياً إسرائيلياً شمال قطاع غزة

جنود إسرائيليون في مخيم جباليا على مشارف مدينة غزة (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون في مخيم جباليا على مشارف مدينة غزة (إ.ب.أ)

أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الأحد)، الإجهاز على 11 جندياً إسرائيلياً شمال قطاع غزة.

وقالت «كتائب القسام»، في منشور أورده «المركز الفلسطيني للإعلام» عبر منصة «إكس» اليوم، إن «مجاهديها أجهزوا على 10 جنود صهاينة من مسافة صفر في منطقة الفالوجا شمال قطاع غزة»، مشيرة إلى الإجهاز على قناص إسرائيلي بالمنطقة نفسها.

ولفتت إلى استهداف آليتين ودبابة «ميركفاه» إسرائيلية بقذائف «الياسين 105» في جباليا وتل الزعتر بشمال غزة، كاشفة عن استهداف قوتين خاصتين إسرائيليتين راجلة ومتحصنة داخل مبنى بعبوة وقذيفة أفراد «رعدية» في غرب جباليا ومخيمها شمال قطاع غزة.

بدورها، أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» قصف «تجمعات العدو في محيط المركز الثقافي بمحور التقدم شرق خان يونس بوابل من قذائف الهاون».


رئيس وزراء قطر: سنواصل الضغط على إسرائيل و«حماس» للتوصل إلى هدنة

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (أ.ف.ب)
TT

رئيس وزراء قطر: سنواصل الضغط على إسرائيل و«حماس» للتوصل إلى هدنة

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم (الأحد)، إن الدوحة ستواصل الضغط على إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية من أجل التوصل إلى هدنة في غزة، رغم «تضاؤل» الفرص، بسبب القصف الإسرائيلي المكثف الذي «يضيق المجال» لتحقيق النتائج المرجوة.

وقال في منتدى الدوحة إنّ «جهودنا كدولة قطر مع شركائنا مستمرة. ولن نستسلم». وأضاف أنه تم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة نتيجة المفاوضات، وليس بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأكد رئيس وزراء قطر أن «جيلاً بأكمله في الشرق الأوسط معرَّض لخطر التطرف بسبب الحرب في غزة».

وفي الجلسة ذاتها، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إنه يجب إخضاع إسرائيل لعقوبات؛ مشيراً إلى أن «حجم القتل» في غزة غير مسبوق، والسكان يتعرضون للتجويع.

ودعا أشتية في كلمة خلال المنتدى الذي ينعقد اليوم وغداً، إلى تحقيق عاجل بشأن أفعال إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.

بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن إسرائيل تصر بالسياسة التي تتبعها على المضي قدماً في إخراج أهل غزة من القطاع، وطلب من الولايات المتحدة ممارسة ضغوط أكبر عليها.

وأضاف الصفدي: «إسرائيل تضرب عرض الحائط بجميع المبادرات، وتتجاهل جميع القوانين الإنسانية»، وطالب بضرورة امتثالها لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وقال الصفدي إن إسرائيل «خلقت قدراً من الكراهية سيطارد المنطقة لأجيال قادمة».


«حزب الله» يعلن استخدام مسيّرات ملغومة لمهاجمة موقع قيادة إسرائيلي

دخان الغارات الإسرائيلية قرب طير حرفا بالجنوب اللبناني (أ.ف.ب)
دخان الغارات الإسرائيلية قرب طير حرفا بالجنوب اللبناني (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يعلن استخدام مسيّرات ملغومة لمهاجمة موقع قيادة إسرائيلي

دخان الغارات الإسرائيلية قرب طير حرفا بالجنوب اللبناني (أ.ف.ب)
دخان الغارات الإسرائيلية قرب طير حرفا بالجنوب اللبناني (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» إطلاق طائرات مسيَّرة ملغومة على موقع قيادة إسرائيلي، اليوم الأحد، في حين شنّت إسرائيل ضربات جوية على جنوب لبنان، مع استمرار أعمال العنف عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية التي أشعلتها الحرب في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن «أهدافاً جوية مشبوهة» عبَرت من لبنان، وجرى اعتراض اثنين منها. وأضاف أن جنديين إسرائيليين أُصيبا بجروح متوسطة، في حين أُصيب عدد آخر بجروح طفيفة جراء الشظايا واستنشاق الدخان. وذكر أن الطائرات المُقاتلة الإسرائيلية نفّذت «سلسلة واسعة من الضربات على أهداف إرهابية لحزب الله في الأراضي اللبنانية».

ويمثل تبادل إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، أسوأ قتال بينهما منذ حرب عام 2006. واقتصر العنف إلى حد كبير على المنطقة الحدودية. وقال الشيخ علي دعموش، نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله»، في كلمة، اليوم الأحد، أرسلها المكتب الإعلامي للجماعة عبر البريد الإلكتروني لوكالة «رويترز» للأنباء: «المقاومة ستُواصل استنزافها للعدو، ولن تتوقف ما لم يتوقف العدوان على غزة ولبنان». وقال «حزب الله» إنه استخدم الطائرات المسيَّرة الملغومة لمهاجمة موقع قيادة إسرائيلي، بالقرب من يعارا في إسرائيل، الساعة العاشرة صباحاً (0800 بتوقيت غرينتش). ودوّت صفارات الإنذار في إسرائيل في عدة مواقع على الحدود. وفي بيروت، رأى السكان ما يبدو أنهما طائرتان حربيتان تُحلّقان. وقال «حزب الله» إن هجماته تأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، وأعلن، أمس السبت، تنفيذ 10 هجمات.

وفي هجوم على موقع مختلف على الحدود، الساعة العاشرة صباحاً (0800 بتوقيت غرينتش)، اليوم الأحد، قال «حزب الله» إن مُقاتليه أصابوا موقعاً إسرائيلياً إصابة مباشرة باستخدام «الأسلحة المناسبة». وقصفت الغارات الجوية الإسرائيلية مَشارف قرية يارون في لبنان، في مكان غير بعيد عن موقع ذلك الهجوم، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية وشاهد في المنطقة. وقال القس طوني إلياس، لـ«رويترز»، عبر الهاتف، إن الضربات الجوية حطّمت نوافذ منازل ومتاجر ومدرسة في قرية رميش القريبة.

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» قد أوردت، في وقت سابق، اليوم الأحد، أن الطيران الإسرائيلي شنّ قصفاً متواصلاً وعنيفاً على المناطق الحدودية جنوب لبنان. وأشارت الوكالة إلى أن المُقاتلات الحربية الإسرائيلية شنّت 3 غارات على أطراف بلدة مارون الراس، تزامناً مع «قصف مدفعي مُعادٍ» استهدف أطراف عيترون وكونين ومحيبيب.

وقالت الوكالة إن «المُقاتلات الحربية المُعادية» نفَّذت، نحو العاشرة، صباح اليوم، هجوماً جوياً واسعاً، استهدف حرج بلدة يارون بأربع غارات جوية في الوقت نفسه، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي في المنطقة نفسها.

وفي وقت سابق اليوم، قالت الوكالة إن وادي حامول ومنطقة عين الزرقا بمنطقة صور تتعرضان لقصف مدفعي. وقال مندوبها في صور إن أطراف بلدتيْ رامية وعيتا الشعب تتعرض هي الأخرى لقصف مدفعي.

وأدى العنف على الحدود إلى مقتل أكثر من 120 شخصاً في لبنان، من بينهم 85 من مقاتلي «حزب الله»، و16 مدنياً. وفي إسرائيل أسفرت الهجمات عن مقتل سبعة جنود، وأربعة مدنيين.


«الأونروا» تطالب بوقف فوري لإطلاق النار لإنهاء «الجحيم» في غزة

رجل يهدئ سيدة فلسطينية تبكي بعد فقدان أقارب لها في قصف إسرائيلي على خان يونس بقطاع غزة (رويترز)
رجل يهدئ سيدة فلسطينية تبكي بعد فقدان أقارب لها في قصف إسرائيلي على خان يونس بقطاع غزة (رويترز)
TT

«الأونروا» تطالب بوقف فوري لإطلاق النار لإنهاء «الجحيم» في غزة

رجل يهدئ سيدة فلسطينية تبكي بعد فقدان أقارب لها في قصف إسرائيلي على خان يونس بقطاع غزة (رويترز)
رجل يهدئ سيدة فلسطينية تبكي بعد فقدان أقارب لها في قصف إسرائيلي على خان يونس بقطاع غزة (رويترز)

قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم (الأحد)، إن تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم خول للمجتمع الدولي التسامح مع الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.

وأضاف لازاريني أن وكالة «الأونروا» على وشك الانهيار في غزة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأشار إلى الحاجة لإقرار وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء «الجحيم على الأرض» في غزة.

وكان لازاريني قد دعا الجمعة، إلى «وقف إنساني فوري لإطلاق النار» في قطاع غزة، عادّاً أن «الدعوة إلى وضع حد لإزهاق أرواح الفلسطينيين في غزة لا تمثل إنكاراً للهجمات البغيضة التي وقعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) في إسرائيل».

وتشن إسرائيل هجوماً على قطاع غزة بعد هجمات شنتها حركة «حماس» في 7 أكتوبر، وأدى القصف العنيف والعملية البرية الإسرائيلية على القطاع المحاصر إلى مقتل ما يزيد على 17 ألف شخص، نحو 70 في المائة منهم من النساء والأطفال، وفق الحكومة في غزة.

وتقدم «الأونروا» في الشرق الأوسط التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية والتمويل المحدود، وتتولى تحسين أوضاع المخيمات والمساعدة الطارئة لملايين اللاجئين في غزة والضفة الغربية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا.

وفي حين تقول «الأونروا» إنها لم تعد قادرة على مساعدة جميع النازحين، طالبتها «حماس» في بيان الجمعة، «بإنجاز قضية توزيع الدقيق والمستلزمات الغذائية الأساسية على المواطنين بأسرع وقت ومن دون تلكؤ ومماطلة وتسويف».

وفي سياق متصل، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم (الأحد)، إن تأثير الصراع بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية على قطاع الرعاية الصحية في غزة «كارثي».

وأضاف خلال اجتماع طارئ للمجلس التنفيذي للمنظمة، أن الظروف مثالية لانتشار الأمراض الفتاكة. وأوضح أنه سيكون من المستحيل على منظمة الصحة العالمية تحسين الوضع في ظل أعمال العنف المستمرة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال أمام المجلس المكون من 34 عضواً: «من الواضح تماماً أن تأثير الصراع على الصحة كارثي»، وأضاف: «باختصار، زادت الاحتياجات الصحية بشكل كبير وانخفضت قدرة النظام الصحي إلى ثلث ما كانت عليه». ويطالب الاقتراح الذي يراجعه المجلس والذي اقترحته أفغانستان والمغرب وقطر واليمن، بفتح ممر لدخول العاملين بالقطاع الطبي وإمداداتهم، وتكليف منظمة الصحة العالمية بتدبير التمويل اللازم لإعادة بناء المستشفيات.

ومع ذلك، قال تيدروس إنه سيكون من «المستحيل تقريباً» تلبية تلك الطلبات، نظراً للوضع الأمني على الأرض، وعبر عن أسفه العميق لأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يتمكن من الاتفاق على وقف إطلاق النار بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو). وأضاف أن «تزويد المرافق الصحية بالإمدادات أصبح صعباً للغاية ومهدداً بشدة بسبب الوضع الأمني على الأرض وعدم كفاية إعادة الإمداد من خارج غزة».

وانتقدت إسرائيل هذا الاقتراح، وقالت إنه يلفت النظر بشكل غير متناسب نحو إسرائيل، ولا يتناول ما يوصف باستخدام «حماس» للمدنيين دروعاً بشرية من خلال وضع مراكز القيادة والأسلحة داخل المستشفيات. وتعد مثل هذه الجلسات الطارئة لمنظمة الصحة العالمية نادرة، وقد حدثت أثناء الأزمات الصحية، لا سيما جائحة كوفيد - 19 في عام 2020، وأثناء تفشي وباء إيبولا في غرب أفريقيا عام 2015.