أعادت تركيا تأكيد مبادئ التطبيع مع سوريا، التي تتمثل في القضاء على التهديدات الإرهابية، وضمان العودة الآمنة للاجئين، واستئناف العملية السياسية. ولفتت إلى أن عملية إعادة العلاقات مع مصر إلى طبيعتها، ستسير بخطوات أسرع بعد الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التي تجرى في 28 مايو (أيار) الحالي.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده اتخذت خطوة جادة نحو تطبيع العلاقات مع سوريا وعودة الوضع الداخلي هناك إلى طبيعته.
وأضاف أنه، بالإشارة إلى الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران، الذي عُقد في موسكو، في 10 مايو (أيار) الحالي، في إطار مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، فإن الهدف المشترك للدول المشاركة في الاجتماع هو «القضاء على التهديدات الإرهابية، وضمان العودة الآمنة للاجئين، وإحياء العملية السياسية في سوريا».
وتابع جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي بأنطاليا (جنوب تركيا)، الخميس، أن جميع هذه الأهداف مرتبطة ببعضها البعض، وتتطلب خططاً شاملة، وهي سياسات لا يمكن اختزالها بشعارات سياسية يومية.
وكان البيان الختامي الصادر عن اجتماع موسكو الرباعي ذكر أن الوزراء الأربعة أكدوا التزام بلدانهم بسيادة سوريا والتعاون في مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية، وتسهيل ضمان عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي، ودفع العملية السياسية في سوريا.
وأوضح جاويش أوغلو، أن هذه العملية لا يمكن تنفيذها إلا من خلال مشاركة «عسكرية ودبلوماسية حازمة ومتسقة».
وكان وزراء الخارجية الأربعة، قد اتفقوا في اجتماع موسكو، على وضع خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، وقال جاويش أوغلو إن الأعمال الخاصة بها ستنطلق في أقرب وقت، من خلال اجتماعات لنواب وزراء الخارجية والدفاع ومسؤولي أجهزة المخابرات في الدول الأربع.
جاويش أوغلو، أوضح أيضاً، أن لدمشق بعض المطالب، مثل الانسحاب التركي من شمال سوريا، ولكن في المقابل «نواجه خطراً من التنظيمات الإرهابية على حدودنا، والنظام في سوريا لا يمكنه الآن القيام بمهمة تأمين الحدود. وإذا انسحبت القوات التركية فإن مَن سيملأ الفراغ هو (تنظيم) وحدات حماية الشعب، الذي يُعد أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)».
ونبه جاويش أوغلو إلى خطورة التصريحات التي تضع جانباً مصالح تركيا الأساسية وأمنها القومي، فقط من أجل الإدلاء بخطاب سحب القوات التركية من سوريا، لافتاً إلى عوامل رئيسية تحفز حركة اللاجئين، ومنها: انسداد العملية السياسية، وخطر تنظيمي «داعش» و«وحدات حماية الشعب الكردية» الإرهابيين، على حد تعبيره.
واعتبر أن مكافحة تركيا للتنظيمات الإرهابية بمختلف أشكالها «تزيل هذا الخطر الذي يدفع إلى الهجرة، وتوفر أيضاً مناطق آمنة لعودة اللاجئين».
وقال إنه «ليس من الواقعي القضاء على حالة عدم الاستقرار في سوريا والتهديدات التي يخلقها دون إعادة إحياء العملية السياسية، لهذا كنا أحد الفاعلين الرئيسيين في جميع المساعي، بما في ذلك مسار أستانة».
وسبق أن كشف وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، عن اتفاق على إنشاء مركز تنسيق عسكري في سوريا، بمشاركة تركيا وروسيا وسوريا وإيران، قائلاً: «قلنا إننا نحترم سيادة جيراننا في عملنا مع محاورينا السوريين... قيل لنا إننا بحاجة للتخلص من الإرهابيين في الحال. طرحنا ضرورة الوقوف معاً ضدهم، واتفقنا في هذا الإطار على إنشاء مركز تنسيق على الأراضي السورية».
التطبيع مع مصر
من ناحية أخرى، وحول مسار تطبيع العلاقات مع مصر، أكد جاويش أوغلو أن بلاده ستواصل العملية بشكل أسرع بكثير، عقب انتهاء جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، في 28 مايو (أيار) الحالي.
وشهدت الفترة الأخيرة، قبل الانتخابات، لقاءات عدة بين جاويش أوغلو ونظيره المصري سامح شكري في القاهرة وأنقرة، أعقبها الإعلان رسمياً عن تسهيلات لحصول المواطنين الأتراك على تأشيرة الدخول إلى مصر، حيث بات بالإمكان الحصول عليها في المطارات عند الوصول إلى مصر.
ويُتوقع أن تكون الخطوة المقبلة لقاء محتملاً بين رئيسي البلدين، قد يُعلن خلاله عن تبادل السفراء بين البلدين، بعدما تم تخفيض درجة التمثيل بينهما إلى القائم بالأعمال، بعد سقوط حكم «الإخوان».