السوداني يجدد التزام حكومته بالبرنامج الوزاري ويدعو الشركاء السياسيين لدعم الإصلاحات

اتفاق على إقرار الموازنة الأسبوع المقبل

صورة أرشيفية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (إ.ب.أ)
TT

السوداني يجدد التزام حكومته بالبرنامج الوزاري ويدعو الشركاء السياسيين لدعم الإصلاحات

صورة أرشيفية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (إ.ب.أ)

فيما دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني شركاءه السياسيين بمن فيهم الكرد لدعم الإجراءات التي تقوم بها حكومته، لا سيما الاهتمام بالقضايا ذات التماس المباشر مع المواطنين، أكد الزعيم الكردي مسعود بارزاني دعمه اللامحدود للحكومة.

وأكد السوداني خلال مشاركته في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان اليوم الخميس في حفل افتتاح صرح بارزاني أن «كردستان شهدت تضحيات الكرد والعرب وباقي الأطياف العراقية معاً، حين انبرت الحركة الوطنية الكردية بكلِّ أسمائها، لمقارعة الطغاة ومواجهة عجرفة البعث الصدامي وجرائمه» على حد قوله. وأضاف أن «التضحيات ليست جديدة على آبائنا وشهدائِنا من كلّ طيف ودين ومذهب في العراق».

وتابع السوداني قائلا: «نستذكر الشخصية الوطنية، المتمثلة في الزعيم الراحل المُلا مصطفى البارزاني، وسيرته المعطاءة للقضية الكردية»، مؤكدا «لقد أرادَ شهداءُ شعبنا الكردي، وعموم شهداء الحركة الوطنية العراقية، أن يورثوا أبناءهم بلداً تزدهرُ فيه العدالة والمساواة، ويعيشُ فيه المواطنُ كريماً وعزيزا».

كما قال: «نتحملُ المسؤولية لنمضي بعملية التنمية والبناء ونصنع الفارق، ونُصلح أجهزة الدولة وصولاً إلى حكومة الخدمة».

واعتبر السوداني أن «رضا الشعب تحدٍ كبير» قائلا: «ليس هناك من انتظارٍ لساعة العملِ والإعمار، فالواجب ينطلقُ معنا نحوَ كلِّ العراقيين، في إقليم كردستان وكل أنحاء العراق». وبيّن أنه وضع «أولويات العمل الحكومي منذ اليوم الأول في تشكيل الحكومة، ومضينا في معالجة الملفات ذات التماسِّ المباشر مع المواطن».

واختتم السوداني كلمته قائلا: «أحيي الدور الكبير للسيد بارزاني، ونحن على ثقة باستمرار دوره البنّاء وإسهاماته الوطنية في دعم العملية السياسية وبناء العراق الجديد».

من جهته، وصف الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الأجواء الراهنة بين أربيل وبغداد بالإيجابية. وقال في كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح صرح البارزاني الوطني التذكاري في منطقة بارزان، إن «هناك أجواءً إيجابية بين إقليم كردستان وبغداد للمضي في إجراء حوار، وهناك إرادة قوية ونية صافية ونظيفة وطاهرة أيضا من قبل الطرفين».

وأضاف «هنا أودُّ أن أشكر دولة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الذي يحاول جاهدا إنجاح الاتفاق السياسي المبرم بين الأطراف المشاركة في حكومته بكل جرأة».

وتابع بارزاني بالقول: «نحن نؤكد للسوداني أننا سوف نكون داعمين له بكل ما أُوتينا من قوة، ولقد ثبت لدى جميع الأطراف أن الإرادة عندما تتوفر لا توجد هناك مشكلة غير قابلة للحل».

وعلى صعيد متصل أكد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم أحد قادة الإطار التنسيقي الشيعي أهمية تدعيم مسارات الحكومة الحالية برئاسة السوداني لنقل العراق إلى «مرحلة جديدة».

وأكد الحكيم في كلمته خلال حفل افتتاح الصرح على أهمية «إنجاح تجربة (تحالف إدارة الدولة)، وتدعيم مسارات الحكومة العراقية الجديدة برئاسة الأخ السوداني ضمن جهودها التنموية والخدمية ونياتها الطيبة في خدمة جميع أبناء شعبنا العراقي من زاخو إلى البصرة، في ظل الاستقرار السياسي والتفاؤل المجتمعي والتفاعل الإقليمي والدولي».

وأضاف الحكيم «يجب أن يدفعنا ذلك إلى مزيد من التعاون والعمل المشترك لنقل العراق من مراحله ومساراته السابقة إلى مرحلة الثبات والنشاط والفاعلية والتأثير الإيجابي»، مؤكدا أنه «من الأهمية بمكان، توحيد الجهود والمواقف لإنجاح وإكمال خطوات وعمليات بناء مؤسسات الدولة العراقية ضمن سياقاتها الدستورية والسياسية الصائبة التي تنعكس على مجتمعنا وشعبنا ووطننا بالاستقرار والازدهار والأمن والأمان».

وبالتوازي مع الأجواء الإيجابية الداعمة للحكومة من قبل مختلف القوى السياسية سيما التي تشكل أركان ائتلاف إدارة الدولة، فقد اتفق قادة الائتلاف على التصويت على الموازنة المالية للأعوام (2023 - 2024 - 2025) يوم السابع عشر من شهر مايو (أيار) الحالي بعد جدل طويل استمر شهورا نتيجة خلافات حول الموازنة فيما يتعلق بالعجز وسعر برميل النفط، وعدد من القضايا الأخرى.



قائد «قسد»: اتفقنا مع السلطة الجديدة على رفض «مشاريع الانقسام»

عناصر من «قسد» في منطقة دير الزور السورية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «قسد» في منطقة دير الزور السورية (أرشيفية - رويترز)
TT

قائد «قسد»: اتفقنا مع السلطة الجديدة على رفض «مشاريع الانقسام»

عناصر من «قسد» في منطقة دير الزور السورية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «قسد» في منطقة دير الزور السورية (أرشيفية - رويترز)

قال مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تسيطر على مناطق الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا، إنه تم الاتفاق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض «أي مشاريع انقسام» تهدد وحدة البلاد.

وفي تصريح مكتوب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال عبدي إن لقاء «إيجابياً» جمع قيادتي الطرفين نهاية الشهر الماضي في دمشق، مضيفاً: «نتفق أننا مع وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى رفض أي مشاريع انقسام تهدد وحدة البلاد».

وتخضع مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا لسيطرة الإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد بعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، وانسحاب القوات الحكومية منها من دون مواجهات.

وبنى الأكراد الذين تصدّوا لتنظيم «داعش»، مؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية. وحاولوا طيلة سنوات النزاع الحفاظ على مكتسباتهم، في وقت حملت عليهم السلطة السابقة نزعتهم «الانفصالية».

وكان وفد من قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، التقى قائد الادارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع في 30 ديسمبر (كانون الأول)، في أول محادثات بين الطرفين منذ إطاحة بشار الأسد في وقت سابق من الشهر ذاته.

وقال عبدي «ناقشنا معا المرحلة المستقبلية بعد سقوط نظام الأسد وكيفية النهوض مجددا بسوريا مبنية على ركائز متينة».

وأكد «دعم مساعي الادارة الجديدة لأن يكون هناك استقرار في سوريا من أجل تهيئة الأجواء لحوار بناء بين السوريين»، معتبراً أنه «يقع على عاتق الإدارة الجديدة التدخل من أجل وقف إطلاق النار في عموم سوريا».

ورفع الأكراد السوريون، بعد هزيمة الأسد، علم الاستقلال الذي تعتمده فصائل المعارضة، على مؤسساتهم، في بادرة حسن نية تجاه السلطة الجديدة، في خطوة رحّبت بها واشنطن.

وعلى وقع الهجوم المباغت الذي شنّته «هيئة تحرير الشام» بقيادة الشرع، وتمكنت بموجبه من الوصول الى دمشق خلال 11 يوما، تعرض المقاتلون الأكراد لهجمات شنتها فصائل سورية موالية لأنقرة في شمال سوريا وأدت الى انسحابهم من مناطق عدة.

وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتدادا لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه منظمة «إرهابية» ويخوض تمرداً ضدها منذ عقود. وتسعى تركيا، وفق محللين، لجعل الأكراد في موقع ضعيف في سوريا على ضوء الأحداث الأخيرة.
وقتل خمسة مدنيين وأصيب 15 آخرون الأربعاء جراء قصف تركي استهدف قوافل مدنية كانت في طريقها الى سد تشرين في ريف حلب الشرقي، بحسب الإدارة الذاتية، وذلك استجابة لدعوة وجهتها تنديدا بالقصف المستمر على المرفق الحيوي.

وأسفرت اشتباكات متواصلة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل سورية موالية لأنقرة في ريف منبج (شمال) رغم اعلان هدنة بوساطة اميركية، عن مقتل أكثر من مئة شخص خلال يومين حتى فجر الأحد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

منذ عام 2016، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا وتمكنت من السيطرة على شريط حدودي واسع.
ولوّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الثلاثاء بشنّ عملية جديدة ما لم توافق القوات الكردية على شروط أنقرة لمرحلة انتقالية «غير دموية» بعد الأسد.