السعودية: 50 ألف ريال والسجن للوافدين المتأخرين عن المغادرة

تضييق الخناق على حملات الحج الوهمية

انتشار كثيف لكافة الجهات المشاركة في الحج لتسهيل تحركات الحجاج في المشاعر المقدسة (الشرق الأوسط)
انتشار كثيف لكافة الجهات المشاركة في الحج لتسهيل تحركات الحجاج في المشاعر المقدسة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: 50 ألف ريال والسجن للوافدين المتأخرين عن المغادرة

انتشار كثيف لكافة الجهات المشاركة في الحج لتسهيل تحركات الحجاج في المشاعر المقدسة (الشرق الأوسط)
انتشار كثيف لكافة الجهات المشاركة في الحج لتسهيل تحركات الحجاج في المشاعر المقدسة (الشرق الأوسط)

أعلنت وزارة الداخلية السعودية، اليوم الثلاثاء، عن فرض غرامات مالية تصل إلى 50 ألف ريال (13.3 ألف دولار)، مع السجن لمدة تصل إلى 6 أشهر والترحيل، على كل وافد يتأخر في مغادرة المملكة بعد انتهاء صلاحية تأشيرة الدخول.

وتندرج هذه الإجراءات ضمن حملة موسعة تقوم بها الجهات المختصة في السعودية، استعداداً لموسم حج هذا العام، للقضاء على المحاولات الفردية والجماعية للتسلل أو تقديم خدمات الحج بطرق مخالفة للأنظمة المعتمدة، التي أسفرت عن الإطاحة بعدد من الحملات الوهمية على الصعيد الداخلي.

وألقت الجهات الأمنية خلال الأيام الماضية القبض على مواطن ومقيم في منطقة مكة المكرمة لتورطهما في عمليات احتيال من خلال نشر إعلانات مضللة لتوفير خدمات نقل وسكن داخل المشاعر المقدسة، كما أعلنت شرطة العاصمة المقدسة عن ضبط ثلاثة مخالفين لنظام أمن الحدود ومقيم آخر، جميعهم تورطوا في تسويق حملات مشابهة، كذلك ضبط مواطن آخر في مكة المكرمة بسبب ترويجه لحملات حج غير نظامية عبر منصات التواصل، فيما تم إحالته إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقه.

ويشترط لأداء مناسك الحج الحصول على تأشيرة حج نظامية صادرة عن الجهات المختصة، بالتنسيق مع المكاتب المعتمدة في 80 دولة، كما أتيح الحجز المباشر عبر منصة «نسك حج» لأكثر من 126 دولة، وفقاً لما أعلنته وزارة الحج والعمرة، فيما خصص لحجاج الداخل المسار الإلكتروني الرسمي وتطبيق «نسك» وسيلةً لحجز الباقات، مع التأكيد على أن أي إعلان أو عرض خارج هذه القنوات يعدُّ مضللاً.

الحرم المكي وعمليات التنظيم في الموسم الماضي (الشرق الأوسط)

في الإطار ذاته، شددت وزارة السياحة على منع مرافق الإيواء في مكة من تسكين الحجاج الذين لا يحملون تصريحاً نظامياً، بدءاً من 29 أبريل حتى نهاية الموسم، وأوضحت أن من يخالف هذا القرار سيُعرّض نفسه للعقوبات النظامية، مؤكدةً حرصها على التنسيق الكامل مع الجهات الأمنية لضمان سلامة الحجاج.

وقال سعد القرشي، مستشار اللجنة الوطنية للحج والعمرة في اتحاد الغرف السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن كافة القرارات التي تصدرها الجهات المعنية في السعودية تقضي على العشوائيات والسلبيات، خصوصاً في موسم الحج الذي يكون في زمان ومكان محددين.

وعن الشركات الوهمية، تحدث القرشي عن موقف حدث معه في موسم العام الماضي، إذ قامت إحدى الشركات بإرسال بطاقات نسك مزورة باسمه من خارج السعودية، و«جرى التعامل معها على الفور من خلال المحاضر والبلاغات»، كما أنه جرى تتبعها، واتضح من الرصد أنها تصدر من العراق وسوريا ومصر من خلال أفراد وكيانات وهمية تتلاعب برغبة مواطني تلك الدول، مؤكداً أن الجهات الرسمية تقوم بعمل جبار من خلال ملاحقة وتتبع مصادر هذه الحملات الوهمية، سواء في الداخل أو الخارج.

انسيابية في تحركات الحجاج نتيجة تضافر جهود الجهات المعنية (الشرق الأوسط)

بالعودة للجهود المبذولة فهي تأتي استكمالاً لسنوات مضت، الذي تحدث عنها في وقت سابق الدكتور عايض الغوينم، وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج لـ«الشرق الأوسط» من تنسيق سعودي في حج العام الماضي مع دول مثل باكستان ومصر والعراق، لضبط الشركات الوهمية التي تسوق خدمات غير نظامية للحج، موضحاً أن حملات التوعية والرصد قادت إلى الإطاحة بعدد من هذه الشركات في دولها، مؤكداً أن من يقوم بالاحتيال يعلم تماماً أن المستهدفين لا يمكنهم أداء مناسك الحج في ظل الاحترازات الأمنية المشددة.

وفي هذا الإطار كثفت وزارة الداخلية المصرية خلال الأيام الماضية ملاحقتها لمنظمي رحلات الحج غير النظامي، وأعلنت عن ضبط شركتين غير مرخصتين تروجان لبرامج حج وعمرة عبر الإنترنت، وتأتي هذه الإجراءات في ظل أزمة وقعت العام الماضي، حين استغل أفراد تأشيرات زيارة للدخول إلى المملكة بهدف أداء الحج، وتعرض الكثيرون منهم للنصب بسبب عدم تسجيلهم ضمن الحجاج النظاميين.

سلاسة في إنهاء إجراءات الحجاج عبر المنافذ السعودية خلال موسم حج العام الماضي (الشرق الأوسط)

وتؤكد هذه الإجراءات أن السعودية تسير نحو موسم حج متكامل من خلال رد كافة المخالفين، عبر شراكة فاعلة بين وزارة الداخلية، ووزارة الحج والعمرة، ووزارة السياحة، والجهات الأمنية، لضمان وقف عمليات التسلل أو النصب باسم الشعيرة الأعظم في الإسلام، خصوصاً وأن وزارة الداخلية أعلنت منذ وقت مبكر عن عدد من الترتيبات والإجراءات، التي منها تحديد آخر موعد لدخول المعتمرين للسعودية في (15 شوال 1446هـ الموافق 13 أبريل 2025م)، على أن يكون آخر موعد لمغادرة المعتمرين المملكة الثلاثاء (1 من ذي القعدة 1446هـ الموافق 29 أبريل 2025م).

ودعت المقيمين الراغبين في دخول العاصمة المقدسة ابتداءً من الأربعاء (25 شوال 1446 هـ الموافق 23 أبريل 2025 )، للحصول على تصاريح من الجهات المعنية، ومنع دخول المقيمين غير الحاصلين على التصاريح النظامية إلى العاصمة المقدسة وإعادتهم من حيث أتوا، وتشمل تصاريح الدخول إلى مدينة مكة المكرمة المقيمين الحاصلين على تصريح دخول للعمل في المشاعر المقدسة صادر من الجهة المختصة.


مقالات ذات صلة

ترمب يختتم جولته الخليجية بتأكيد سعيه إلى «معالجة الوضع في غزة»

الخليج الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مغادرته أبوظبي الجمعة (إ.ب.أ)

ترمب يختتم جولته الخليجية بتأكيد سعيه إلى «معالجة الوضع في غزة»

اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترمب جولة خليجية استمرت 4 أيام شملت السعودية وقطر والإمارات كانت حافلة بالرسائل السياسية والاقتصادية

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث بقصر الوطن في أبوظبي الخميس (أ.ف.ب)

ترمب: ربما سأعود إلى واشنطن الجمعة... ووجهتي التالية غير معروفة

رجَّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب عودته إلى واشنطن، الجمعة، عقب جولة خليجية شملت السعودية وقطر والإمارات، مضيفاً أن وجهته التالية غير معروفة حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الولايات المتحدة​ سوريون يزيلون لافتة تصور بشار الأسد وحافظ الأسد في «فرع فلسطين» الأمني بدمشق (أ.ف.ب)

جول رايبرن: رحيل نظام الأسد وإضعاف محور إيران أهم تغيير في المنطقة

قال جول رايبرن، مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشغل منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، إن رحيل نظام الأسد وإضعاف محور إيران أهم تغييرين في المنطقة.

الخليج الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمطار الرئاسة في أبوظبي الخميس (أ.ب)

الإمارات تعتزم الاستثمار في أميركا بـ1.4 تريليون دولار خلال عشر سنوات

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الإمارات في محطته الثالثة الأخيرة في جولته لدول الخليج، ليكون بذلك ثاني رئيس أميركي يزور البلاد منذ بوش الابن 2008.

مساعد الزياني (أبوظبي)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد في الرياض الأربعاء (واس)

ولي العهد السعودي وأمير قطر يبحثان المستجدات الإقليمية والدولية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ترمب يختتم جولته الخليجية بتأكيد سعيه إلى «معالجة الوضع في غزة»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مغادرته أبوظبي الجمعة (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مغادرته أبوظبي الجمعة (إ.ب.أ)
TT

ترمب يختتم جولته الخليجية بتأكيد سعيه إلى «معالجة الوضع في غزة»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مغادرته أبوظبي الجمعة (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مغادرته أبوظبي الجمعة (إ.ب.أ)

اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترمب جولة خليجية استمرت 4 أيام شملت السعودية وقطر والإمارات، كانت حافلة بالرسائل السياسية والاقتصادية، وكرّس فيها تعهد بلاده بالمساعدة في حل أزمات الشرق الأوسط، بما في ذلك غزة، مع تأكيده على تطوير الشراكات الاستراتيجية مع الرياض والدوحة وأبوظبي.

وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الإماراتية أبوظبي، قبيل مغادرته البلاد، الجمعة، إن الولايات المتحدة «تعمل على معالجة الوضع في غزة»، معتبراً أن «كثيراً من الناس يتضورون جوعاً هناك»، في إشارة إلى الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بعد منع إسرائيل إدخال المساعدات منذ بداية مارس (آذار)، بالتزامن مع استئناف العمليات العسكرية.

وجاءت تصريحاته بعد يوم من إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، انفتاحه على «أي أفكار جديدة» لإيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصَر، في وقت تواجه فيه الخطة المدعومة من واشنطن وتل أبيب انتقادات واسعة من منظمات إنسانية، في ظل تأكيدات مزدادة بوجود مجاعة ونفاد كامل للمواد الأساسية.

وعلى صعيد الوضع في سوريا، قال ترمب إنه لم يتشاور مع حليفته إسرائيل بشأن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، رغم الشكوك الإسرائيلية العميقة إزاء إدارة الرئيس أحمد الشرع.

وقال ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، بعد مغادرته أبوظبي بوقت قصير: «لم أسألهم عن ذلك. اعتقدت أنه كان القرار الصائب. حظيت بكثير من الثناء على قيامي بذلك. انظروا، نريد لسوريا النجاح».

وحض ترمب الشرع على إقامة علاقات مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب توسط فيها الرئيس الأميركي خلال ولايته الأولى.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يزور مسجد الشيخ أحمد الطيب في البيت الإبراهيمي بأبوظبي (رويترز)

اتفاق استراتيجي

وفي ختام زيارته للإمارات، أعلن ترمب عن اتفاق استراتيجي جديد مع أبوظبي لتسريع التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي.

وتضمنت خطة العمل المشتركة إنشاء مركز بيانات بسعة 1 غيغاواط ضمن مجمع تكنولوجي أميركي - إماراتي في أبوظبي، بطاقة إجمالية قدرها 5 غيغاواط، لتلبية الطلب الإقليمي على الحوسبة المتقدمة، مع ضمان الامتثال لأعلى معايير الأمن السيبراني الأميركية.

كما أكد الجانبان عزمهما على تسهيل الاستثمارات الإماراتية في البنية التحتية الرقمية داخل الولايات المتحدة، وتشكيل مجموعة عمل خلال 30 يوماً لمتابعة تنفيذ الاتفاق وتقييم التقدم.

وكانت زيارة ترمب إلى الإمارات الأخيرة في الجولة الخليجية، إذ مثّلت ثاني زيارة لرئيس أميركي إلى الدولة بعد زيارة جورج بوش الابن في 2008.

وقد استُقبل من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حيث عقدا مباحثات رسمية في قصر الوطن، أعلنت خلالها الإمارات عن خطة استثمارية كبرى بقيمة 1.4 تريليون دولار سيتم ضخها في الاقتصاد الأميركي خلال العقد المقبل، بمجالات الطاقة والصناعة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.

بيت العائلة الإبراهيمية

وتخللت الزيارة جولة قام بها ترمب في «بيت العائلة الإبراهيمية»، حيث أبدى إعجابه بفكرة الجمع بين الديانات الإبراهيمية الثلاث في صرح واحد يجسد قيم التسامح والتعايش. واطّلع خلال جولته على المسجد والكنيسة والكنيس، والتقى القائمين على إدارتها.

ومع مغادرته أبوظبي، طوى ترمب صفحة جولة خليجية تركّزت على ملفات الأمن الإقليمي، والتعاون الاقتصادي، ومبادرات السلام، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات عميقة في علاقات واشنطن مع العالم العربي.