الكويتيون يتجهون غداً لانتخاب برلمانهم... والأمير يؤكد على «حُسن الاختيار»

«الداخلية»: جاهزون للتعامل مع أي محاولات للتأثير على سير العمليات الانتخابية

أمير الكويت دعا إلى انتخاب برلمان «متميز بوجوه ذات فكر مستنير»
أمير الكويت دعا إلى انتخاب برلمان «متميز بوجوه ذات فكر مستنير»
TT

الكويتيون يتجهون غداً لانتخاب برلمانهم... والأمير يؤكد على «حُسن الاختيار»

أمير الكويت دعا إلى انتخاب برلمان «متميز بوجوه ذات فكر مستنير»
أمير الكويت دعا إلى انتخاب برلمان «متميز بوجوه ذات فكر مستنير»

يتجه الكويتيون غداً (الخميس) إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس الأمة (البرلمان) في انتخابات هي الأولى في عهد أمير البلاد الحالي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي أعرب عن أمله في أن تسفر انتخابات مجلس الأمة 2024 عن مجلس «متميز بوجوه ذات فكر مستنير»، محذراً من مقاطعة الانتخابات.

وانتخابات مجلس «أمة 2024» هي الانتخابات البرلمانية الحادية والعشرون في تاريخ الكويت.

ويبلغ عدد المرشحين لانتخابات «أمة 2024»، 200 مرشح من بينهم 13 مرشحة، ويزيد عدد الناخبين على 834 ألف ناخب، تمثل النساء من بينهم نحو 51 في المائة، حيث يبلغ عدد النساء اللواتي يحقّ لهن التصويت 428.785 مواطنة، بينما يبلغ عدد الرجال ممن يحق لهم التصويت 405.948 مواطناً.

وينتخب المواطنون الكويتيون 50 عضواً من أعضاء مجلس الأمة يتوزعون على خمس دوائر انتخابية، لكل دائرة عشرة نواب، ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) 2012، اعتمدت الكويت نظاماً انتخابياً جديداً بمرسوم أميري، تم من خلاله تعديل قانون الدوائر الانتخابية بخفض عدد المرشحين الذين يحق للناخب انتخابهم من 4 في القانون السابق إلى مرشح واحد فقط، وفي يونيو (حزيران) أيّدت المحكمة الدستورية المرسوم الأميري، رغم الاعتراضات.

وانتخابات يوم غدٍ هي الأولى في عهد أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وكذلك في حكومة رئيس الوزراء الشيخ محمد صباح السالم، وتتطلع الكويت إلى هذه الانتخابات لتأكيد المسار الذي اختطه أمير البلاد منذ كان ولياً للعهد وأطلق عليه «تصحيح المسار».

الأمير: حسن الاختيار

وقال أمير الكويت في كلمة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك: «نأمل أن تسفر الانتخابات المقبلة عن مجلس متميز بوجوه ذات فكر مستنير، أعضاء مجلس أمة يستفيدون من الدروس والتجارب البرلمانية السابقة وينهضون بمسؤولياتهم الوطنية، ونتطلع إلى مشاركة أبناء وطننا العزيز في الانتخابات ومن يقاطعها فإنه يفرّط في حقه الدستوري».

وأشاد أمير الكويت في كلمته بالجهود والإجراءات كافة الهادفة إلى الحفاظ على الهوية الوطنية ودعمها، وقال إنه نظراً لما تمثله الهوية الوطنية من بقاء ووجود وقضية حكم ومصير بلد؛ فإن الاعتداء عليها هو اعتداء على كيان الدولة ومقوماتها الأساسية ولا يمكن السكوت عنه.

ودعا أمير الكويت المواطنين إلى «فتح صفحة جديدة» و«البعد عن التعصب والمصالح الشخصية (...) وإشاعة المحبة والتفاؤل والوئام والبعد عن الممارسات الخاطئة كافة التي تهدد الوحدة الوطنية».

وقال: «أخاطبكم اليوم خطاب الأب لأبنائه متمنياً منكم - ونحن مقبلون على انتخابات مجلس الأمة (2024) - حسن اختيار من يمثلونكم وألا يتم اختيار من كان هدفه تحقيق المصلحة الشخصية أو افتعال الأزمات أو المساس بالثوابت الدستورية؛ فاختياركم السليم طريقكم لبناء مستقبل وطنكم وأجيالكم».

وأضاف: «ابتعدوا عن خيانة أمانة الصوت وعلى المرشح أن يتكلم بما يرضي الله، وأن يكون حواره راقياً يجتنب فيه المساس بالآخرين وإثارة مشاعر الناخبين وتأجيج عواطفهم على حساب الوطن والمواطنين».

انتخابات رمضان

وتعدّ انتخابات يوم غدٍ الرابع من أبريل (نيسان) 2024 ثامن انتخابات تشريعية منذ عام 2012، وهي رابع انتخابات برلمانية تنظم في الكويت منذ عام 2020، فقد أجريت انتخابات في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) 2020، وعقد المجلس أولى جلساته في 15 ديسمبر من ذلك العام وتم حله في الثاني من أغسطس (آب) 2022، وفي 29 سبتمبر (أيلول) 2022، أُجريت انتخابات برلمانية، لكن هذه المجلس تم إبطاله في 19 مارس (آذار) 2023 بقرار من المحكمة الدستورية، وإبطال العملية الانتخابية بأكملها، وعودة مجلس الأمة 2020؛ بسبب بطلان مرسوم حل مجلس الأمة 2020، تبعته انتخابات مجلس الأمة في 6 يونيو (حزيران) 2023، وفي 15 فبراير (شباط) 2024 صدر مرسومٌ أميريٌ بحل المجلس.

وهذه ثاني انتخابات عامة تجري في شهر رمضان المبارك، فقد كانت انتخابات مجلس الأمة الكويتي التي تمّ تنظيمها يوم السبت 27 يوليو (تموز) 2013 أول انتخابات برلمانية في الكويت تجري في شهر رمضان.

وتبدأ عمليات التصويت من الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى الثانية عشرة ليلاً، وقرر مجلس الوزراء الكويتي تعطيل العمل في جميع الوزارات والجهات الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة يوم غدٍ (الخميس) وعدّه يوم راحة؛ نظراً لصدور المرسوم رقم (29) لسنة 2024 بدعوة الناخبين إلى انتخاب أعضاء مجلس الأمة في اليوم ذاته.

المقار الانتخابية

وأعلن مدير إدارة شؤون الانتخابات في وزارة الداخلية العميد حقوقي الدكتور أحمد الهاجري، تخصيص 123 مدرسة لاستخدامها مقار للاقتراع والفرز في انتخابات مجلس الأمة 2024 المقررة يوم غدٍ (الخميس)، منها 118 مدرسة للاقتراع و5 مدارس رئيسية للفرز وإعلان النتائج النهائية بالدوائر الخمس.

وأكد الهاجري تجهيز كل صناديق الاقتراع والبالغ عددها 759 صندوقاً بعدد اللجان وتجهيز السيارات الخاصة بنقلها بعدد 168 سيارة دورية، مشيراً إلى التنسيق مع الإدارة العامة لنظم المعلومات بشأن طباعة أوراق التصويت.

وأضاف أنه تم التنسيق مع وزارة التربية لتجهيز مدرسة خولة المشتركة للبنات «منطقة الشويخ السكنية»؛ استعداداً لنقل السيارات التي تحمل صناديق الاقتراع إليها؛ تمهيداً لانطلاقها إلى مقار اللجان صباح يوم الانتخاب في الرابع من أبريل الحالي.

وأوضح أنه سوف يتم توزيع منصات التصويت في مقار الاقتراع «المدارس» بواقع 2 منصة لكل لجنة بإجمالي عدد 1518 منصة تقريباً.

وأفاد بأنه تم إصدار الهويات والاستمارات الخاصة بالمتطوعين من موظفي وزارة الداخلية المدنيين الراغبين بالعمل في اللجان الانتخابية، والبالغ عددهم الإجمالي 4871 منهم 2232 من الذكور و2639 من الإناث.

الخدمات الأمنية

في حين أكد وكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ سالم نواف الأحمد، ضرورة توفير الخدمات الأمنية كافة وتسهيل وتبسيط إجراءات انتخابات مجلس الأمة 2024.

وقالت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني في بيان صحافي، إن ذلك جاء خلال ترؤس الشيخ سالم النواف اجتماعاً أمنياً بحضور وكلاء وزارة الداخلية المساعدين والقيادات الأمنية؛ وذلك للاطلاع على استعدادات وزارة الداخلية النهائية لانتخابات مجلس الأمة.

وقال إن تعليمات نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف، هي تقديم التسهيلات كافة التي تمكن المواطن من أداء واجبه الانتخابي بكل يسر.

وأصدر وكيل وزارة الداخلية توجيهاته حول «كيفية عمل لجان الانتخابات وتذليل جميع العقبات الإدارية والعراقيل الأمنية أمام سير عملها وتأمين وصول الناخبين إلى مواقع الاقتراع وتنظيم عملية دخولهم إلى المقار الانتخابية، والتعامل الفوري والحازم مع أي محاولات للتأثير على سير العمليات الانتخابية، والتصدي بكل قوة لكل من تسول له نفسه الخروج على القانون أو الإخلال بالنظام والأمن العام بعد ظهور النتائج».



محمد بن زايد يبحث مع رئيس الاتحاد الأوروبي العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع شارل ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع شارل ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
TT

محمد بن زايد يبحث مع رئيس الاتحاد الأوروبي العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع شارل ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع شارل ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي خلال اللقاء في أبوظبي (وام)

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مع شارل ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، مختلف أوجه العلاقات بين الإمارات والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، وسبل تنمية هذه العلاقات وتوسيع آفاقها على جميع المستويات، بما يعزز المصالح المشتركة ويعود بالخير والنماء على الجانبين.

جاء ذلك خلال استقبال الشيخ محمد بن زايد لشارل ميشيل اليوم في قصر الشاطئ في العاصمة أبوظبي، مؤكداً عمق العلاقات التي تربط دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي، والحرص على تعزيز هذه العلاقات بما يدعم مصالحهما المتبادلة ويخدم السلام والتنمية على المستويين الإقليمي والعالمي.

وتطرق اللقاء إلى قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، المزمع عقدها خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في بروكسل، وأهمية هذه القمة في دفع علاقات الجانبين إلى الأمام، خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية، ووضع الأسس لمزيد من التطور النوعي في مسار هذه العلاقات خلال السنوات المقبلة.

واستعرض رئيس الإمارات ورئيس المجلس الأوروبي عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها المستجدات في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين في هذا الإطار أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن وقف عاجل لإطلاق النار في قطاع غزة، ما يتيح تقديم الدعم الإنساني الكافي لسكان القطاع وتخفيف معاناتهم، إضافة إلى ضرورة العمل على خفض التوتر في الضفة الغربية والدفع في اتجاه مسار للسلام الدائم والمستقر الذي يقوم على حل الدولتين.

وشدّد الجانبان على خطورة تصاعد التوترات في المنطقة وأهمية العمل الدولي على احتوائها ومنع توسع الصراع بما يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، دعم دولة الإمارات لكل الجهود الهادفة إلى وضع حد للحرب في قطاع غزة وتعزيز أسباب الاستقرار والسلام في المنطقة، وحرصها على التعاون مع الاتحاد الأوروبي وغيره من الأطراف المعنية في تعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ودعم أسباب الاستقرار الإقليمي.

من جانبه، أشاد شارل ميشيل بمواقف دولة الإمارات الداعمة للعمل الخليجي - الأوروبي المشترك، ودورها الإنساني المؤثر في قطاع غزة ومواقفها لمصلحة الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز التعاون والتنسيق مع الإمارات في مختلف القضايا المشتركة.