السعودية تشدد على ضرورة التزام الدول معاهدة عدم الانتشار النووي

طالبت بالنظر في أسباب تعثر أعمال مؤتمر نزع السلاح ودعت لتحقيق التوازن بين أمن الفضاء الخارجي

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في مؤتمر نزع السلاح رفيع المستوى بمقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف (واس)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في مؤتمر نزع السلاح رفيع المستوى بمقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف (واس)
TT

السعودية تشدد على ضرورة التزام الدول معاهدة عدم الانتشار النووي

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في مؤتمر نزع السلاح رفيع المستوى بمقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف (واس)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في مؤتمر نزع السلاح رفيع المستوى بمقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف (واس)

شددت السعودية على ضرورة التزام جميع الدول معاهدة عدم الانتشار النووي، والإسهام في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، مشيرةً إلى أن ذلك مسؤولية جماعية لا تقتصر على دول المنطقة فحسب.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، خلال مشاركته في مؤتمر نزع السلاح، رفيع المستوى، في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، مؤكداً في الوقت ذاته دعم المملكة ضمان حق الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، في إطار الاتفاقيات النووية والالتزام بمعايير الأمان النووي.

وجدد وزير الخارجية السعودي شكر وتقدير بلاده لدعم الأعضاء في انضمام المملكة عضواً مراقباً في مؤتمر نزع السلاح، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يساوره القلق بسبب حالة الجمود التي يمرُّ بها مؤتمر نزعِ السلاح، الذي يظلّ مُتعثراً عن اعتماد برنامج عمل واضح وشامل، يتيح له القيام بالمهام التي أُنشئ من أجلها.

رحبت السعودية بتكثيف التعاون لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية في الفضاء الخارجي ودعم القرارات التي تقود للحد من تهديدات الفضاء (واس)

وأكد مطالبة المملكة بالنظر في أسباب تعثّر أعمال مؤتمر نزع السلاح، وتجنُّب المواقف الأحادية التي تعرقل فرص تحقيق الأمن الجماعي، مشدداً على أهمية إبداء كل الدول المرونة اللازمة والإرادة السياسية المطلوبة لتفعيل دور المؤتمر، وتوسيع عضوية المؤتمر، عبر إعادة النظر في آلية طلبات الدول المراقبة الراغبة في الحصول على صفة العضوية، وذلك من أجل رفع كفاءة هذا المنبر التفاوضي وفتح آفاق جديدة يمكن أن تسهم في تنشيط أعماله.

وأعرب عن أسف المملكة لعدم قبول طلب دولة فلسطين الانضمام بصفة مراقب لأعمال مؤتمر نزع السلاح لهذا العام، خصوصاً مع عدم وجود أي مبرر قانوني يمنعها من ذلك.

وأضاف: «إن المملكة أولت اهتماماً بالغاً للانضمام إلى الاتفاقيات التي نتجت عن أعمال هذا المؤتمر، وفي مقدمتها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية واتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية»، مؤكداً دعم المملكة لكل الجهود الإقليمية والدولية لحظر جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل.

كما أكد وزير الخارجية السعودي موقف بلاده الداعم لحق الاستفادة من الفضاء الخارجي في نطاق محصور في الأغراض السلمية، مشيراً إلى أن الفضاء الخارجي للعموم ولا يملكه أحد، ولا يحق لأيٍّ كان استخدامه لأغراض التسلح، لما يشكِّله ذلك من تهديد بالغ على السلم والأمن الدوليين.

وأعرب عن ترحيب المملكة بتكثيف التعاون لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية في الفضاء الخارجي، ودعم القرارات التي تقود إلى الحد من تهديدات الفضاء من خلال وضع سياسات تتوافق مع أنظمة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات والاتفاقيات ذات الصلة.

ودعا إلى مواصلة الجهود لتحقيق معادلة متوازنة بين أمن الفضاء الخارجي والاستخدامات السلمية له، بما يحقق رفاهية البشرية وسلامة وأمن واستدامة بيئة الفضاء الخارجي.

 


مقالات ذات صلة

تحذير صيني للفلبين من نشر صواريخ أميركية

آسيا وزير الخارجية الصيني وانغ يي في لاوس (أ.ف.ب)

تحذير صيني للفلبين من نشر صواريخ أميركية

حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي الفلبين من نشر الصواريخ الأميركية متوسطة المدى، قائلاً إن هذه الخطوة قد تغذي التوترات الإقليمية وتشعل سباق تسلح.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس خلال كلمة له في مقر المؤتمر الصحافي الفيدرالي في برلين... 24 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

المستشار الألماني: برلين لم تتخذ قراراً بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة

قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن ألمانيا لم تتخذ أي قرار حتى الآن بوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية فلسطيني وسط حطام مدرسة «أبو عريبان» بعد الهجوم الإسرائيلي عليها (إ.ب.أ)

خبراء: إسرائيل استخدمت ذخائر أميركية في الهجوم على مدرسة بغزة

أكد عدد من خبراء الأسلحة استخدام إسرائيل ذخائر أميركية الصنع في هجومها الصاروخي على مدرسة في وسط غزة يوم الأحد الماضي، الذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ ترمب بعد محاولة اغتياله خلال حدث انتخابي في بنسلفانيا في 13 يوليو 2024 (رويترز)

سلاح «سيئ السمعة»... ماذا نعرف عن البندقية المستخدمة في محاولة اغتيال ترمب؟

قال مسؤولو إنفاذ القانون إن منفذ محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب استخدم بندقية نصف آلية من طراز «إيه آر15» لتنفيذ هجومه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا صاروخ باليستي تم إطلاقه من مكان غير معلوم بكوريا الشمالية في 20 فبراير 2023 (أ.ب)

كوريا الشمالية تهدد بتعزيز قدراتها النووية رداً على سيول وواشنطن

نددت كوريا الشمالية بالمبادئ التوجيهية المشتركة للردع النووي التي وقعتها سيول وواشنطن ووصفتها بأنها «عمل استفزازي متهور»، وهددت بتعزيز قدراتها الحربية النووية.

«الشرق الأوسط» (سيول)

السعودية تؤكد على التعاون السلمي لتحقيق الأمن العالمي

السفير عبد المحسن بن خثيلة يتحدث خلال مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (البعثة السعودية بجنيف)
السفير عبد المحسن بن خثيلة يتحدث خلال مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (البعثة السعودية بجنيف)
TT

السعودية تؤكد على التعاون السلمي لتحقيق الأمن العالمي

السفير عبد المحسن بن خثيلة يتحدث خلال مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (البعثة السعودية بجنيف)
السفير عبد المحسن بن خثيلة يتحدث خلال مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (البعثة السعودية بجنيف)

أكدت السعودية على التعاون الدولي السلمي كوسيلة لتحقيق الازدهار والاستقرار والأمن العالمي، مشددة على أهمية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وضرورة تنفيذها بشكل كامل لتحقيق عالم خالٍ منها.

جاء ذلك في بيان ألقاه السفير عبد المحسن بن خثيلة، المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف خلال أعمال اللجنة التحضيرية الثانية لـ«مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار»، حيث دعا بن خثيلة إلى بذل جهود دولية أكثر فاعلية لتحقيق أهداف هذه المعاهدة وعالميتها، حاثاً الدول غير الأطراف على الانضمام إليها، وإخضاع جميع منشآتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وشدد على ضرورة وفاء الدول المسلحة نووياً بالتزاماتها بموجب المادة السادسة من المعاهدة، وأن الطريقة الوحيدة لضمان عدم استخدام تلك الأسلحة هي القضاء التام عليها، والحفاظ على التوازن بين الركائز الثلاث للمعاهدة، ومصداقيتها في تحقيق أهدافها، منوهاً بدعم السعودية للوكالة؛ لدورها الحاسم في التحقق من الطبيعة السلمية للبرامج النووية.

جانب من مشاركة السفير عبد المحسن بن خثيلة في افتتاح أعمال المؤتمر (البعثة السعودية بجنيف)

وأكد بن خثيلة الحق في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية بموجب المادة الرابعة من المعاهدة، مع الالتزام بأعلى معايير الشفافية والموثوقية في سياستها الوطنية ذات الصلة وأهمية التنمية الاقتصادية، داعياً جميع الأطراف للتعاون من أجل تعزيز الاستخدام السلمي لصالح التنمية والرفاه العالميين.

وبيّن أن المسؤولية عن جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية تقع على عاتق المجتمع الدولي، خاصة مقدمي قرار عام 1995 بشأن المنطقة.

وأدان السفير السعودي التصريحات التحريضية والتهديدات التي أطلقها مؤخراً أحد أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشأن استخدام تلك الأسلحة ضد الفلسطينيين، عادّها انتهاكاً للقانون الدولي، وتهديداً للسلم والأمن العالميين.

ودعا إلى تكثيف التعاون بين الأطراف في المعاهدة لتحقيق نتائج إيجابية في «مؤتمر المراجعة» المقبل لعام 2026، بهدف تحقيق عالم آمن وخالٍ من الأسلحة النووية.