ولي العهد السعودي يعلن عن «ممرات خضراء» عابرة للقارات

تفاهم بين الرياض وواشنطن في «قمة العشرين» للتعاون في ربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا

لقاء يجمع الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي على هامش قمة نيودلهي أمس (رويترز)
لقاء يجمع الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي على هامش قمة نيودلهي أمس (رويترز)
TT

ولي العهد السعودي يعلن عن «ممرات خضراء» عابرة للقارات

لقاء يجمع الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي على هامش قمة نيودلهي أمس (رويترز)
لقاء يجمع الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي على هامش قمة نيودلهي أمس (رويترز)

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس السبت، عن مشروع «ممرات خضراء» عابرة للقارات، وتوقيع مذكرة تفاهم بشأن ممر اقتصادي يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا لتعزيز الترابط الاقتصادي، وتطوير وتأهيل البنى التحتية وزيادة التبادل التجاري بين الأطراف المعنية.

وجاء إعلان ولي العهد عن هذا المشروع الأول من نوعه، خلال مشاركته في اجتماع «الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار» و«الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا» في نيودلهي على هامش قمة مجموعة العشرين، وبحضور الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس القمة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وعدد من قادة الدول.

وقال ولي العهد إن المشروع «يحقق المصالح المشتركة لدولنا من خلال تعزيز الترابط الاقتصادي، وهو ما ينعكس إيجاباً على شركائنا في الدول الأخرى وعلى الاقتصاد العالمي بصورة عامة».

وشرح الأمير محمد بن سلمان أن هذا المشروع «سيسهم في تطوير وتأهيل البنى التحتية التي تشمل السكك الحديدية وربط الموانئ وزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية، ومد خطوط الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي، إضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية».

وأوضح ولي العهد أن المذكرة «تدعم أيضاً جهود تطوير الطاقة النظيفة، وسيساهم تنفيذها في توليد فرص عمل جديدة ونوعية ومكاسب طويلة الأمد على امتداد ممرات العبور لجميع الأطراف».

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس)، بأن السعودية والولايات المتحدة وقعتا الجمعة مذكرة تفاهم بين البلدين تحدد أطر التعاون بينهما لوضع بروتوكول يسهم في تأسيس ممرات خضراء عابرة للقارات، من خلال الاستفادة من موقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي، الذي يربط قارتي آسيا وأوروبا. ويهدف هذا المشروع إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية. كما يهدف المشروع إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ.

ووصف بايدن المشروع بأنه «صفقة كبيرة حقيقية من شأنها أن تربط الموانئ عبر قارتين وتؤدي إلى شرق أوسط أكثر استقراراً وازدهاراً وتكاملاً». بدوره، قال رئيس الوزراء الهندي: «بينما نشرع في مبادرة الربط الكبيرة هذه، فإننا نضع بذوراً تجعل أحلام الأجيال المقبلة أكبر».

من جانبها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية الممر الاقتصادي بأنه «تاريخي... وجسر أخضر ورقمي عبر القارات والحضارات». (تفاصيل ص 2)



العيسى: «وثيقة بناء الجسور» نقلة نوعية في العمل الإسلامي المشترك

جانب من فعاليات مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» بمكة المكرمة مارس الماضي (الشرق الأوسط)
جانب من فعاليات مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» بمكة المكرمة مارس الماضي (الشرق الأوسط)
TT

العيسى: «وثيقة بناء الجسور» نقلة نوعية في العمل الإسلامي المشترك

جانب من فعاليات مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» بمكة المكرمة مارس الماضي (الشرق الأوسط)
جانب من فعاليات مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» بمكة المكرمة مارس الماضي (الشرق الأوسط)

أكّد الدكتور محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، الثلاثاء، أن إقرار المجلس الوزاري الإسلامي لـ«وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» من خلال إشادته بمخرجاتها «يُمثِّل نقلةً نوعيّةً مهمّةً في مسار العمل الإسلامي المشترك، عبر تضافر الدعم الرسمي مع الحِراك العُلمائي، نحو خدمة الأمّة، وتعزيز التضامن بين شُعُوبها، والتصدي لمُسبِّبات الفتنة والفُرقَة والصِّراع».

كان مجلسُ وزراء خارجية دول المنظمة قد أقَرّ خلال دورته الخمسين في العاصمة الكاميرونية ياوندي، الوثيقةَ التاريخيةَ التي أصدَرَتْها الرابطة «انطلاقاً من إدراكِ دولهم أهميتها البالغة في مد جسور لتجاوز مآسي المُعتركِ الطائفي بنزعته المنتحلة على هدي الإسلام، وطيِّ صفحةٍ دامَ أَمدُها، وتعدّدتْ أضرارُها، من السِّجالاتِ العقيمةِ التي تجاوزت الحوار الفاعل والمثمر لتتردى إلى مهاتراتٍ لم تزد الأمة الواحدة إلا شتاتاً وفُرقة، وما توالَدَ عن ذلكم التجاوز من مواجعَ وفواجع؛ حجبَتْها عن فاعلية دورِها الرِّيادي، وشُهودها الحضاري في إطار مشتركاتها الجامعة، ولكلٍّ هويته المذهبية التي يتم تداولها في إطار فاعلية الحوار وأدبه الرفيع».

كان إعلان الوثيقة قد صدر مع ختام أعمال مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» في شهر مارس (آذار) الماضي، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمشاركة واسعةٍ من كِبار المُفتين والعُلماء من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية من حولِ العالم. وتتكوّنُ من ثمانية وعشرين بنداً تُغطّي جميع محاور التنوع والاختلاف والتعدد بين المذاهب الإسلامية؛ معتمدةً في رُؤاها على الالتفاف حول هدي القرآن الكريم والسنة النبوية توحيداً للكلمة والعمل.

وثمّن الدكتور العيسى رعاية الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ودعمهما الكبير للمؤتمر، وما تَبذله السعودية من جهودٍ جليلةٍ في توحيد كلمة الأمّة، وتعزيز تضامُنها؛ انطلاقاً من دَورها الإسلامي الرِّيادي، وشَرَف خدمتها للحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما.