بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات وفوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، سبل تنمية علاقات التعاون وتطويره إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات، وذلك في إطار العلاقات التاريخية والشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. جاءت تلك المباحثات في إطار زيارة لرئيس الوزراء الياباني إلى الإمارات ضمن جولة خليجية.
مقومات التعاون
واستعرض الشيخ محمد بن زايد ورئيس وزراء اليابان خلال الجلسة المقومات المتنوعة للتعاون البنَّاء، خاصة في الجوانب التنموية والتكنولوجيا والابتكار والطاقة والاقتصاد إلى جانب المجالات التعليمية والثقافية والعمل البيئي واستدامة الموارد والأمن الغذائي وعلوم الفضاء والدفع بها إلى آفاق أرحب بما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين وشعبيهما إلى مزيد من التنمية والازدهار المستدامين.
القضايا الإقليمية والدولية
كما استعرض الطرفان مجمل التطورات والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك للبلدين، وأكدا أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والحلول الدبلوماسية لتسوية الأزمات والتعامل مع التحديات المشتركة بما يحفظ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ويضمن تحقيق التنمية والازدهار لشعوب العالم أجمع.
«كوب 28»
وتناولت المباحثات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب28» الذي تستضيفه الإمارات نهاية العام الحالي، التي تتطلع وفقاً للمعلومات الصادرة أن تسهم اليابان بمشاركة نوعية في المؤتمر لدعم أهدافه المنشودة؛ وذلك انطلاقاً من تجاربها وخبراتها الملهمة في مجالات الاستدامة والعمل البيئي، حيث استضافت اليابان «كوب3» وارتبط اسمها بـ«بروتوكول كيوتو» عام 1997 الذي يعدّ أحد أبرز البروتوكولات الخاصة بمواجهة التغير المناخي. وأشار الجانبان في هذا السياق إلى أن لدى دولة الإمارات واليابان هدفاً مشتركاً يتمثل في تحقيق الحياد المناخي عام 2050، وتعاوناً مثمراً وواعداً في مجال الطاقة المتجددة يسعيان إلى تعزيزه وتعميقه خلال الفترة المقبلة.
وجهات النظر
وتبادل رئيس الإمارات ورئيس وزراء اليابان وجهات النظر بشأن التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وعدد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، مؤكدَين أن عضوية الإمارات واليابان في مجلس الأمن الدولي تتيح لهما مزيداً من التنسيق لتعزيز الأهداف المشتركة في خدمة السلام والاستقرار، وأن البلدين داعمان رئيسيان للسلام وبناء جسور التعاون والحوار، سواء على المستويين الإقليمي و العالمي. ونوّه الجانبان إلى أهمية العمل على ترسيخ القيم الإنسانية الحضارية، ومن أهمها التعايش والتواصل والتعاون بين مختلف شعوب العالم، ودولها لما لها من أثر في بناء مجتمعات متماسكة ومتعاونة تعمل لأجل التنمية والازدهار.
رؤية مشتركة
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إن ما يميز علاقات دولة الإمارات واليابان أنها لا تقوم فقط في إطار المصالح الثنائية، بل تتعداها إلى الرؤية المشتركة تجاه ملفات وقضايا عالمية تخدم البشرية والتنمية والسلام ومستقبل الأجيال. كما أشار إلى ما يجمع البلدين من قيم التعايش والمحافظة على الموروث الثقافي والاجتماعي مع الانفتاح وبناء جسور التواصل مع العالم. وأكد متانة العلاقات الثنائية والتي تعود إلى ما قبل إنشاء الدولة، حيث بدأت اليابان استيراد النفط من أبوظبي خلال عام 1962، مشيراً إلى أن البلدين احتفلا خلال العام الماضي بمناسبة مرور خمسين عاماً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وشدد رئيس الإمارات على أن الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي أعلنتها البلدان العام الماضي كانت نقلة نوعية كبيرة في مسار علاقات البلدين، متطلعاً إلى أن تسهم هذه الشراكة في دفع العلاقات إلى الأمام، خاصة في مجالات الاستدامة والاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة والفضاء والتعليم والثقافة وغيرها، وذلك ضمن استراتيجية الإمارات لتعزيز علاقاتها التنموية مع الاقتصادات الكبرى في العالم ومنها الاقتصاد الياباني. من جانبه، أعرب رئيس وزراء اليابان عن اعتزاز بلاده بعلاقات الصداقة العريقة التي تربطها مع دولة الإمارات، وحرصها على تطويرها والبناء عليها على جميع المستويات لمصلحة التنمية والازدهار في البلدين.