توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

منتخب اليد ودّع الدور ربع النهائي أمام إسبانيا بشكل مثير

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
TT

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)

فجّرت الخسائر المصرية المتوالية في «أولمبياد باريس» انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط الرياضية المحلية، خصوصا بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بشكل مثير، صباح الأربعاء.

وكان «الفراعنة» متقدمين على «الماتادور الإسباني» بفارق 7 نقاط كاملة، قبل أن يقلّص الإسبان النتيجة ويصلون للتعادل 25-25 مع نهاية اللقاء، ثم يقتنصون فوزاً ثميناً بفارق نقطة واحدة في الثواني الأخيرة 29- 28 وسط حالة من الذهول استولت على ملايين المصريين الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشات.

وحملت المباراة «طابعاً ثأرياً» من الجانب المصري بسبب هزيمته على يد الإسبان أيضاً في أولمبياد طوكيو 2020، لكن الإخفاق حالف المصريين للمرة الثانية، أمام الخصم نفسه.

لقطة من مباراة منتخب مصر لكرة اليد أمام إسبانيا (أ.ف.ب)

وقال الناقد الرياضي، محمد البرمي: «خروج منتخب اليد بهذا الشكل الدراماتيكي فجّر حالة من الإحباط والصدمة والغضب؛ لأن المصريين كانوا الأفضل ومتفوقين بفارق مريح من النقاط».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة الفرق المصرية عموماً، واليد بشكل خاص، تتمثل في فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة، وعدم تحمل الضغوط العصبية والنفسية العنيفة التي يتسم بها اللعب أمام فرق عالمية خارج الحدود».

ومن بين العوامل التي زادت من حدة الصدمة، وفق البرمي، أن «منتخب اليد من الفرق القليلة التي عقد المصريون عليها الآمال لحصد ميدالية بعد سلسلة من النتائج المحبطة للفرق الأخرى، لاسيما أن منتخب اليد المصري مصنف عالمياً، وله إنجازات مشهودة في البطولات الأفريقية والدولية».

وكانت مصر خسرت أمام فرنسا 1- 3 في الدور نصف النهائي لكرة القدم ضمن مسابقات الأولمبياد، إذ كانت المبادرة لمنتخب «الفراعنة» الذي سجل هدف التقدم في الدقيقة 61 عن طريق اللاعب محمود صابر، ليعود منتخب «الديوك» إلى التعادل قبل 8 دقائق من نهاية المباراة، ثم يحرز الهدف الثاني ثم الثالث في الشوطين الإضافيين.

خسارة المنتخب المصري لكرة اليد في أولمبياد باريس (أ.ب)

وعدّ الناقد الرياضي، عمرو درديري، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» أن «عقلية اللاعب المصري هى المسؤول الأول عن الهزائم، حيث لم يعتد بعد على المنافسات العالمية، وكان لاعبو المنتخب كثيري الاعتراض على حكم مباراة إسبانيا».

وأضاف: «ليس من المعقول ألا نحقق إنجازاً ملموساً في كل مرة، ونكتفي بالتمثيل المشرف».

وشهدت مصر خسائر جماعية متوالية، بعضها في الأدوار التمهيدية، وعلى نحو عدَّه كثيرون «محبطاً» في عدد من الألعاب الأخرى مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس.

وحقق لاعبون مصريون مراكز متأخرة في الأولمبياد مثل لاعبة «الشراع» خلود منسي، وأميرة أبو شقة التي حلت بالمركز الأخير في لعبة «رماية السكيت»، كما احتل اللاعب مصطفى محمود المركز قبل الأخير في «رمي الرمح».

واللافت أن لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة لم يحققوا أي ميدالية مثل زياد السيسي ومحمد حمزة في لعبة سلاح الشيش، وعزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية.

وشن الناقد الرياضي المصري، ياسر أيوب، هجوماً على اتحاد الملاكمة بسبب اللاعبة منى عياد التى سافرت إلى باريس ولم تشارك فى الدورة بعد اكتشاف زيادة وزنها 700 غرام عن المسموح به، مؤكداً في منشور عبر صفحته بموقع «فيسبوك» أنه «كان من الضروري أن يتضمن هذا الإعداد ملفاً طبياً للاعبة يشمل وزنها وتحاليلها وتغذيتها الصحية».

سلطان تورسينوف من كازاخستان يواجه محمد متولي من مصر (رويترز)

واكتفى الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بالقول عبر صفحته على «فيسبوك»: «اتقوا الله... ربنا غير راض عن الكرة المصرية...خلص الكلام».

وأشار الناقد الرياضي، أشرف محمود، إلى أن «توالي الخسائر يعود إلى أسباب متنوعة منها تسرع بعض اللاعبين المميزين، وعدم احترام الخصم كما حدث في حالة لاعب السلاح زياد السيسي، فضلاً عن الآفة المزمنة للاعب المصري وهي فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة».

ويلفت محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تدارك هذا الوضع السيئ والمخزي يتطلب إصلاحات جذرية في الرياضة المصرية تشمل تغيير رؤساء الاتحادات، وتعيين مدربين أكفاء يحركهم الشغف بدلاً من نظرائهم الذين يتعاملون مع تدريب المنتخبات الوطنية بمنطق الوظيفة»، وفق تعبيره.

فيما يطالب محمد البرمي بـ«تخطيط أفضل للمشاركات المصرية القادمة تشمل تجهيز اللاعبين وتأهيلهم وحل المشاكل والخلافات والابتعاد عن البيروقراطية أو الرغبة في الاستعراض وإلا فسوف تتكرر تلك النتائج الكارثية».


مقالات ذات صلة

«دورة تورونتو»: ناومي أوساكا تُطيح بأُنس جابر من الدور الأول

رياضة عالمية ناومي أوساكا (رويترز)

«دورة تورونتو»: ناومي أوساكا تُطيح بأُنس جابر من الدور الأول

خرجت التونسية أُنس جابر المصنفة تاسعة مبكراً من دورة تورونتو لماسترز الألف نقطة في كرة المضرب بخسارتها أمام اليابانية ناومي أوساكا 3-6 و1-6 في الدور الأول.

«الشرق الأوسط» (تورونتو )
رياضة عالمية السويد لم تستسلم بعد تقدم اليابان في الجولة الأولى (أ.ب)

«أولمبياد باريس - تنس الطاولة»: السويد تنتفض أمام اليابان... وتضمن ميدالية

عوّضت السويد تأخرها بمباراتين إلى فوز على اليابان، المصنفة الرابعة، في قبل نهائي منافسات فرق الرجال لتنس الطاولة في أولمبياد باريس (الأربعاء) لتضمن ميدالية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية إريسلاندي ألفاريز (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس - ملاكمة»: الكوبي ألفاريز يحرز ذهبية الوزن الخفيف

حطم الكوبي إريسلاندي ألفاريز قلوب الجماهير الفرنسية المتحمسة عندما تغلب على بطلها سفيان أوميا بانقسام آراء الحكام في نهائي وزن الخفيف للرجال.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية الوكالة الصينية لمكافحة المنشطات اتهمت نظيرتها الأميركية بازدواج المعايير (رويترز)

الصين تطالب «وادا» بتكثيف الفحوصات على الرياضيين الأميركيين

طالبت الوكالة الصينية لمكافحة المنشطات، اليوم (الخميس)، الوكالة الدولية لفحوص المنشطات بتكثيف فحوص الكشف عن المنشطات على الرياضيين الأميركيين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
رياضة عالمية سفيان أوميا (رويترز)

أولمبياد باريس: الفرنسي أوميا غير سعيد بالميدالية الفضية

قال الملاكم الفرنسي سفيان أوميا إن مسيرته في ملاكمة الهواة لم تحقق ما كان يصبو إليه بعد هزيمته أمام الكوبي إريسلاندي ألفاريز في نهائي الوزن الخفيف بالأولمبياد.

«الشرق الأوسط» (باريس)

المصرية ندى حافظ تكشف عن مشاركتها في الأولمبياد وهي حامل

المبارزة المصرية ندى حافظ (حسابها الرسمي على «إنستغرام»)
المبارزة المصرية ندى حافظ (حسابها الرسمي على «إنستغرام»)
TT

المصرية ندى حافظ تكشف عن مشاركتها في الأولمبياد وهي حامل

المبارزة المصرية ندى حافظ (حسابها الرسمي على «إنستغرام»)
المبارزة المصرية ندى حافظ (حسابها الرسمي على «إنستغرام»)

كشفت المصرية ندى حافظ عن مشاركتها في منافسات السيف العربي بالمبارزة بدورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في باريس وهي حامل في شهرها السابع.

وتغلبت حافظ (26 عاماً)، التي تشارك في الأولمبياد للمرة الثالثة، على المصنفة العاشرة عالمياً الأميركية إليزابيث تارتاكوفسكي 15 - 13، قبل أن تخسر 15 - 7 أمام الكورية الجنوبية جون هايونغ في دور الـ16 في قاعة غراند باليه أمس (الاثنين)، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

المبارزة المصرية ندى حافظ أمام الكورية الجنوبية جون هايونغ في منافسات السيف العربي بأولمبياد باريس أمس (رويترز)

وفي وقت لاحق، قالت ندى إنها كانت فخورة ليس فقط بأدائها، بل لأنها شاركت في المنافسة وهي حامل في طفلها.

وكتبت حافظ على حسابها بتطبيق «إنستغرام»: «ما يبدو لك كلاعبين على منصة التتويج كانا في الواقع ثلاثة! لقد كنت أنا ومنافسي وطفلي الذي لم يأتِ بعد إلى عالمنا! الفخر يملأ كياني بعد أن ضمنت مكاني في دور الـ16... كانت هذه الألعاب الأولمبية مختلفة. شاركت 3 مرات في الألعاب الأولمبية ولكن هذه المرة كنت أحمل ميدالية أولمبية صغيرة!».

وقالت ندى، التي سبق أن شاركت في أولمبياد 2016 وأولمبياد 2021، إنها كشفت الخبر «لتسليط الضوء على قوة المرأة المصرية ومثابرتها»، وتابعت: «رحلة الحمل صعبة في حد ذاتها، ولكن الاضطرار للقتال للحفاظ على التوازن بين الحياة والرياضة لم يكن أقل من مرهق، ولكنه يستحق ذلك».