مصر: الدورات الرمضانية تكشف عن «مواهب مدفونة»

تداول واسع لأجمل أهدافها عبر «السوشيال ميديا»

هدف عالمي على طريقة «رابونا» (مقطع فيديو متداول)
هدف عالمي على طريقة «رابونا» (مقطع فيديو متداول)
TT
20

مصر: الدورات الرمضانية تكشف عن «مواهب مدفونة»

هدف عالمي على طريقة «رابونا» (مقطع فيديو متداول)
هدف عالمي على طريقة «رابونا» (مقطع فيديو متداول)

هدف عالمي على طريقة «رابونا»، وفرحة جنونية من اللاعبين والجماهير... مشهد جاء بعيداً عن أضواء المستطيلات الخضراء الشهيرة، وكاميرات القنوات الرياضية ومتابعيها، شهدته دورة رمضانية شعبية مصرية، ليصبح حديث جماهير الكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الهدف «العالمي»، الذي جاء بأقدام لاعب مغمور يُدعى تهامي سعيد، سُجل بإحدى الدورات الرمضانية الكروية في قرية بمحافظة الشرقية (80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة)، ووثقته كاميرات الجوال، بعدما راوغ اللاعب لاعبين منافسين، ثم سدد الكرة بقدمه العكسية، من خلف قدمه الأخرى بمهارة متقنة، لتسكن الكرة الشباك.

وبزغ نجم الدورات الرمضانية بوصفها منافسات كروية شعبية، واكتسبت جماهيرية كبيرة على مدى عقود؛ حيث تنظم في كثير من الأحياء والقرى المصرية خلال شهر رمضان، وخلال السنوات الماضية تطورت أجواء هذه الدورات من اللعب بالكرة «الشراب»، ليضاهي تنظيمها البطولات الكبرى؛ حيث لجأ منظموها إلى الاستعانة بطواقم تحكيم رسمية، إلى جانب إدخال التقنيات الحديثة من بث مباشر للمباريات، وصولاً إلى استعانة بعضها بتقنية الفيديو (فار).

متابعة جماهيرية لإحدى الدورات الرمضانية (مركز شباب البريجات بمحافظة البحيرة)
متابعة جماهيرية لإحدى الدورات الرمضانية (مركز شباب البريجات بمحافظة البحيرة)

وعلى مدار سنوات، أفرزت هذه الدورات عدداً من أشهر نجوم الكرة المصرية السابقين، الذين التقطتهم الأندية الجماهيرية، لتبدأ رحلتهم من مواهب «مدفونة»، حتى أصبحوا نجوماً لامعين، من بينهم أحمد الكاس، ورضا عبد العال، وسعيد الشيشيني، وفاروق جعفر، وناصر محمد علي، ووليد صلاح الدين، وحمادة عبد اللطيف، وحمدي نوح.

وخلال الساعات الماضية لفت هدف «رابونا» أنظار رواد «السوشيال ميديا» على نطاق واسع، كما تداول روادها أجمل أهداف الدورات الرمضانية.

وسحبت هذه الأهداف البساط من المنافسات الرسمية في مصر، وقارن عدد من الرواد بين مستوى أصحابها، ولاعبي القطبين؛ الأهلي والزمالك.

وحفَّز هدف الـ«رابونا» البعض للبحث عن سيرة محرزه تهامي سعيد، وتداولها، لافتين إلى أنه لعب لقطاع الناشئين بالنادي الإسماعيلي، ثم وقع عقداً مع الزمالك، لكن لم يتم استكمال قيده، لينضم لنادي البنك الأهلي، ومن بعده لاعب نادي المجد السكندري، أحد أندية القسم الثاني.

وعدَّ رئيس الاتحاد العربي للثقافة الرياضية الناقد أشرف محمود، الدورات الرمضانية في مصر «كنزاً مدفوناً للمواهب الكروية؛ حيث تحتضن لاعبين يمتلكون قدرات فنية عالية، لكنهم لم يحصلوا على فرصتهم الكاملة في الأندية الكبرى».

الدورات الرمضانية في مصر تمثل «كنزاً مدفوناً» للمواهب الكروية (صفحة اللاعب تهامي سعيد)
الدورات الرمضانية في مصر تمثل «كنزاً مدفوناً» للمواهب الكروية (صفحة اللاعب تهامي سعيد)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك أسباب كثيرة لظهور هذه المواهب في الدورات الرمضانية، منها أن بعض اللاعبين يلعب للمتعة فقط، دون طموح احترافي، وكذلك عدم حصول البعض على فرصة الانضمام إلى الأندية لظروف مختلفة، إلى جانب الظروف الاقتصادية، إذ يفضل بعضهم العمل الذي يضمن لهم دخلاً ثابتاً، على حساب احتراف كرة القدم».

وأشار الناقد الرياضي إلى أن غياب «الكشّافين» عن الدورات الرمضانية يعد مشكلة، حيث يتم إهدار عدد من المواهب بسبب «المحسوبية والمجاملات في الأندية»، وفق قوله. مؤكداً أن «هناك عدداً من المواهب تستحق فرصة الظهور في الأندية الكبرى، مثل صاحب هدف الـ(رابونا)، لكنها لم تحصل على هذه الفرصة بسبب عدم التوفيق أو غياب العين الخبيرة».

ووصف متابعون على «السوشيال ميديا» موهبة لاعبي الدورات الرمضانية بـ«الخيال»، وأن أقل موهبة بها يمكن أن تحرز أهدافاً عالمية.

في حين طالب قطاع آخر بأهمية متابعة هذه الدورات من جانب مسؤولي الأندية، التي يمكنها أن ترفد قطاعات الناشئين بها بالموهوبين، وأن تكون بديلاً للأكاديميات الكروية الرسمية التي تتبع الأندية ومراكز الشباب.

بدوره، قال الناقد الرياضي المصري، أيمن هريدي، لـ«الشرق الأوسط»: «الهدف الذي تم تسجيله خلال إحدى الدورات الرمضانية ولقي اهتماماً كبيراً، بعدما أحرز الهدف بطريقة الـ(رابونا)، وجَّه الأنظار مرة أخرى إلى الدورات الرمضانية التي تقام بهدف التسلية فقط، وسلَّط الضوء على مواهب دفينة كثيرة تلعب كرة قدم بمستوى عالٍ، وحال منحها الفرصة قد تتوهج وتنافس وتصنع الفارق».

وتابع: «إذا اهتمت الأندية بمتابعة المشاركين في الدورات الرمضانية فيمكنها أن تكتشف مواهب كثيرة، وتمنحهم الفرصة للانخراط في قطاعات الناشئين لإثبات وجودهم، وخوض التدريبات بشكل احترافي وأكثر تنظيماً».

وحول ما أثاره البعض أن تكون هذه الدورات الرمضانية بديلاً للأكاديميات الكروية، يستبعد هريدي ذلك لأسباب؛ أولها أن مدة إقامة الدورات قصيرة، ودون إعداد بدني أو فني، كما أن معظم الفرق المشاركة تكون بلا مدرب أو توجيه فني، وتعتمد على الخبرة فقط، بعكس الأكاديميات التي يتم تدريب الناشئين فيها على أسس علمية، وتحت إشراف فني وبدني وطبي، فضلاً عن عمل تدريبات ومباريات بشكل مستمر.


مقالات ذات صلة

رابطة الأندية المصرية تلغي عقوبة خصم 3 نقاط من الأهلي... والزمالك يرد ببيان ناري

رياضة عربية تداعيات انسحاب الأهلي أمام الزمالك ما زالت متواصلة (نادي الزمالك)

رابطة الأندية المصرية تلغي عقوبة خصم 3 نقاط من الأهلي... والزمالك يرد ببيان ناري

أعلنت رابطة الأندية المصرية المحترفة لكرة القدم، عن إلغاء عقوبة خصم النقاط الموقعة على الأهلي، وذلك بعد انسحابه من مواجهة الزمالك.

مهند علي (القاهرة)
رياضة عالمية احتفالية لاعبي نابولي بحارس مرماهم أليكس ميريت عقب تصديه لركلة جزاء أمام ميلان (إ.ب.أ)

«الدوري الإيطالي»: نابولي يُبقي إنتر تحت الضغط بفوزه على ميلان

بقي إنتر حامل اللقب والمتصدر تحت ضغط ملاحقه نابولي، وذلك بفوز الأول على ضيفه أودينيزي 2 - 1 والثاني على ضيفه ميلان 2 - 1.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
رياضة عالمية سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان (د.ب.أ)

إنزاغي بعد طرده: أحياناً ما يتسبب الأدرينالين في تصرفات سيئة!

اعترف سيموني إنزاغي، مدرب إنتر ميلان، بأن التوتر سيطر عليه في الوقت الذي بدا فيه الفريق مهدداً خلال الدقائق الأخيرة من الفوز 2 - 1 على أودينيزي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية سباق مثير في جائزة الأميركتين الكبرى للدراجات النارية (أ.ف.ب)

«جائزة الأميركتين»: بانيايا يفوز باللقب بعد حادث مارك ماركيز

فاز فرانشيسكو بانيايا، متسابق دوكاتي، بجائزة سباق الأميركتين الكبرى، الذي عمّته الفوضى، ضمن بطولة العالم للدراجات النارية.

«الشرق الأوسط» (أوستن)
رياضة عالمية هانزي فليك المدير الفني لفريق برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: لاعبو برشلونة «في حالة رائعة»

أشاد هانزي فليك، المدير الفني لفريق برشلونة، بمستوى لاعبيه، مشيراً إلى أن الفريق وصل إلى «حالة رائعة» في الوقت الحالي من الموسم.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)

بعد تصريحات حسام النارية... منع موظفي الاتحاد المصري من الظهور الإعلامي

حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر (أ.ف.ب)
حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر (أ.ف.ب)
TT
20

بعد تصريحات حسام النارية... منع موظفي الاتحاد المصري من الظهور الإعلامي

حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر (أ.ف.ب)
حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر (أ.ف.ب)

قرر الاتحاد المصري لكرة القدم، الأحد، منع جميع العاملين به وأعضاء الأجهزة الفنية واللجان من الظهور الإعلامي إلا بعد الحصول على موافقة كتابية مسبقة، وذلك بعد الضجة التي أثارتها تعليقات حسام حسن مدرب المنتخب الأول بشأن أحمد سيد زيزو لاعب الزمالك خلال أحد البرامج التلفزيونية.

وقال الاتحاد في بيان عبر موقعه: «أصدر الدكتور مصطفى عزام المدير التنفيذي للاتحاد المصري لكرة القدم قراراً رسمياً بمنع جميع العاملين والأجهزة الفنية واللجان داخل الاتحاد من الظهور في وسائل الإعلام إلا بعد الحصول على موافقة كتابية مسبقة. ويشمل القرار جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أو الرقمية، وكذلك الإدلاء بأي تصريحات صحافية أو إعلامية أو المشاركة في أي برامج».

وأضاف أن «مخالفة هذا القرار تعد تجاوزاً للوائح المنظمة للعمل داخل الاتحاد، وتعرض المخالف للمساءلة القانونية والإدارية، كما أن العمل بالقرار يسري من تاريخ صدوره».

وجاء في ختام البيان: «يأتي القرار تفعيلاً لما أصدره مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم بجلسته رقم (1) وفي إطار الحفاظ على النظام والانضباط داخل الاتحاد، وبهدف توحيد الخطاب الإعلامي بما يخدم مصلحة العمل».

وجاء ذلك في أعقاب ظهور حسن في برنامج تلفزيوني والإدلاء بتعليقات بشأن زيزو أثارت موجة من الجدل وحفيظة مشجعي الزمالك.

ويتعلق الأمر بتصريح للمدرب قال فيه إن انتقال زيزو إلى الأهلي سيكون أفضل له، وذلك بعد فترة شهدت حالة من الجدل والتكهنات حول مستقبل اللاعب.

وأصدر حساب حسام حسن على منصة «إكس» بياناً جاء فيه: «يوضح الكابتن حسام حسن أن هناك اقتطاعاً كبيراً في برنامج رامز جلال للعديد من تصريحاته وعدم إذاعتها بشكل كامل مما تسبب في لبس في بعض المواضيع، ومنها تصريحه بانتقال زيزو للأهلي، حيث أكد حسام حسن في الحلقة أن الأنسب لزيزو هو استمراره مع ناديه الحالي الزمالك. لكن تم اقتطاع أجزاء كبيرة من الكلام ومنها سؤال رامز جلال لحسام حسن في حالة انتقال زيزو للأهلي هل سيستفيد فنياً ويكون إضافة، ليكون رد حسام حسن أنه في حالة الانتقال للأهلي سيكون مفيداً له من الناحية الفنية، إلى جانب اقتطاع أجزاء كثيرة من تصريحاته».