عبد الله السعيد يحتفل بالتسجيل في 19 موسماً بالدوري المصري

عبد الله السعيد صانع لعب الزمالك (نادي الزمالك)
عبد الله السعيد صانع لعب الزمالك (نادي الزمالك)
TT

عبد الله السعيد يحتفل بالتسجيل في 19 موسماً بالدوري المصري

عبد الله السعيد صانع لعب الزمالك (نادي الزمالك)
عبد الله السعيد صانع لعب الزمالك (نادي الزمالك)

احتفل عبد الله السعيد صانع لعب الزمالك بتسجيله في 19 موسماً بالدوري المصري الممتاز لكرة القدم، بعدما هز شباك البنك الأهلي في الجولة الافتتاحية للمسابقة.

وكان السعيد (39 عاماً) قد سجل هدف فوز الزمالك 3-2 على البنك الأهلي بعدما نفذ ركلة جزاء بنجاح في الوقت بدل الضائع للمباراة.

وأصبح السعيد ثاني أكثر لاعب يسجل في مواسم مختلفة بالدوري المصري، ويتبقى له موسم واحد فقط لمعادلة رقم المهاجم حسام حسن الذي سجل في 20 موسماً.

وفي تصريح صحافي قال السعيد لـ«رويترز»: «الحمد لله. سجلت في 19 موسماً. أشعر بالفخر وأحاول العمل وأضع أهدافاً لي لتكون الحافز، أحاول أن أكون جاهزاً ومستعداً دائماً. الحافز هو ما يجعلني أتحلى بالإصرار كي أعمل دائماً للوصول إلى هدفي. الحمد لله أنني قادر على الاستمرار طوال هذه الفترة، وأحاول على قدر استطاعتي الحذر (من الإصابات) في هذه السن».

وسجل السعيد 130 هدفاً خلال 439 مباراة لعبها في الدوري مع الإسماعيلي والأهلي وبيراميدز والزمالك، ليكون ثالث أفضل هداف في تاريخ المسابقة المحلية.

وشارك لأول مرة في الدوري عام 2004 مع الإسماعيلي، قبل أن يسجل 4 أهداف في 14 مباراة خلال موسم 2005-2006 عندما بدأ في تثبيت أقدامه مع الفريق الأول.

وكان موسم 2019-2020 هو الأفضل تهديفياً له إذ سجل 17 هدفاً في 25 مباراة مع بيراميدز ليتوج بجائزة هداف الدوري.

بدأ السعيد مسيرته في صفوف ناشئي الإسماعيلي في مركز رأس الحربة، ويبدو أنه لم يفتقد لمسته في تسجيل الأهداف حتى مع عودته للعب في مركز لاعب الوسط الدفاعي مع الزمالك.

وقال صانع لعب منتخب مصر في كأس العالم 2018: «كنت ألعب مهاجماً في صفوف الناشئين بالإسماعيلي، لكن مع تصعيدي للفريق الأول، لم ألعب في هذا المركز إلا لفترات قليلة مع (المدرب) مارك فوتا. بعد ذلك كنت ألعب خلف المهاجم. كنت ألعب بجوار عمر جمال في مركز صانع اللعب خلف المهاجم. لم نكن نلعب جناحين بل نلعب في عمق الملعب، ومنذ ذلك الوقت، لعبت في مركز صانع اللعب».

ومع انتقاله إلى الزمالك قادماً من بيراميدز في يناير (كانون الثاني) الماضي، بدأ المدرب جوزيه غوميز في الاعتماد على السعيد في مراكز متأخرة في وسط الملعب كي يساعد في بناء الهجمة.

وقال السعيد مازحاً: «بدأ مركزي يتأخر في الملعب، ولعبت في مركز رقم 6، وربما ينتهي بي الأمر في مركز حراسة المرمى».

وأضاف: «الحمد لله أحاول دائماً اللعب بأداء جيد في أي مركز في الملعب، وأن أنفذ تعليمات المدرب الخططية دائماً».

ولا يزال السعيد يحافظ على لياقته البدنية مع تقدمه في العمر وبذله مجهوداً أكبر في مناطق متأخرة من وسط الملعب، إذ شارك حتى النهاية أمام البنك الأهلي في الدوري، والأهلي في كأس السوبر الأفريقية، بجانب خوضه 210 دقائق أمام بيراميدز والأهلي في كأس السوبر المصرية، وذلك منذ نهاية سبتمبر (أيلول) وحتى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني).

وأوضح السعيد: «أحاول أن أقدم أقصى ما لديَّ خلال الـ90 دقيقة، وأساعد نفسي كي أستطيع اللعب طوال دقائق المباراة».

وأضاف عن سر تألقه: «الاعتناء بنفسي والانتباه والاجتهاد في العمل. هذا ما يصنع الفارق».

وبعدما بدأ الموسم بالفوز بكأس السوبر الأفريقية، يتطلع السعيد إلى مواصلة النجاح وسط تكهنات برغبة الزمالك في تمديد عقده الذي ينتهي بنهاية العام المقبل.


مقالات ذات صلة

موتا: فلاهوفيتش يغيب عن يوفنتوس أمام ميلان

رياضة عالمية المهاجم دوسان فلاهوفيتش سيغيب عن يوفنتوس (أ.ب)

موتا: فلاهوفيتش يغيب عن يوفنتوس أمام ميلان

قال تياغو موتا، مدرب يوفنتوس، الجمعة، إن مهاجمه دوسان فلاهوفيتش سيغيب عن الرحلة لمواجهة ميلان.

«الشرق الأوسط» (تورينو)
رياضة عالمية توتو فولف رئيس فريق مرسيدس (إ.ب.أ)

رئيس مرسيدس: هاميلتون… أعظم سائق في كل العصور!

قال توتو فولف رئيس فريق مرسيدس الخميس إن الأمور تسير كالمعتاد بالنسبة للفريق وسائقه لويس هاميلتون حاليا.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
رياضة عالمية آرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول (أ.ف.ب)

مدرب ليفربول: أليسون وفان دايك بخير… وأرنولد لم يتدرب

تحدث آرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول عن حالة لاعبيه، قبل لقاء الفريق المهم مع مضيفه ساوثهامبتون الأحد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية تعديلات في سيارات فرق «الفورمولا 1» في لاس فيغاس (رويترز)

فرق «فورمولا 1» تعدل سياراتها

أكدت فيراري ومرسيدس إجراء تعديلات على سياراتهما في بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» الخميس.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
رياضة عالمية أولي هونيس الرئيس الشرفي لنادي بايرن ميونيخ (د.ب.أ)

هونيس: بايرن حسم لقب البوندسليغا!

ألمح أولي هونيس، الرئيس الفخري لنادي بايرن ميونيخ، إلى أنه يرى أن لقب بطولة الدوري الألماني حسم بالفعل لصالح ناديه.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.