«أبطال آسيا للنخبة»: السد يهزم بيروزي ويتقدم نحو الوصافة

السد هزم بيروزي بهدف وتقدم لوصافة غرب آسيا (نادي السد)
السد هزم بيروزي بهدف وتقدم لوصافة غرب آسيا (نادي السد)
TT

«أبطال آسيا للنخبة»: السد يهزم بيروزي ويتقدم نحو الوصافة

السد هزم بيروزي بهدف وتقدم لوصافة غرب آسيا (نادي السد)
السد هزم بيروزي بهدف وتقدم لوصافة غرب آسيا (نادي السد)

سجل الكولومبي ماتيوس أوريبي هدفاً قبل الاستراحة، وتعملق الحارس مشعل برشم في أكثر من مناسبة ليقودا السد بطل قطر لتحقيق الانتصار الثاني توالياً في مرحلة الدوري لمنطقة الغرب بدوري أبطال آسيا للنخبة لكرة القدم بالفوز 1 - صفر على ضيفه بيروزي الإيراني.

سجل أوريبي هدف المباراة الوحيد بتسديدة من مسافة قريبة بعد ركلة ركنية في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول. واحتُسب الهدف بعد مراجعة طويلة لحكم الفيديو المساعد وسط احتجاجات شديدة من بيروزي ومدربه خوان كارلوس غاريدو. وتصدت عارضة السد لمحاولة خطيرة من بيروزي في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني.

ورفع السد رصيده إلى 7 نقاط في المركز الثاني من 3 مباريات بمجموعة الغرب مقابل نقطة واحدة للفريق الإيراني. ويتصدر الهلال المجموعة مؤقتاً بـ9 نقاط.

وانتفض السد مؤخراً في دوري نجوم قطر، وفاز على الغرافة والشحانية بعد خسارتين من الدحيل وأم صلال. كما فاز على الاستقلال الإيراني في المباراة الماضية للبطولة القارية.

شهدت المباراة بداية سريعة من الفريقين، وسدد خوخي بوعلام كرة قوية من ركلة حرة من خارج المنطقة مرت قريبة من المرمى في الدقيقة الرابعة.

ورد بيروزي بعد ذلك بدقيقة واحدة بمحاولة خطيرة عندما مرر لوكاس جواو كرة عرضية أرضية من الجهة اليسرى تجاه أوميد علي شاه على مشارف المنطقة سددها مباشرة بقدمه اليمنى نحو الزاوية اليسرى كان الحارس برشم لها بالمرصاد.

وعاد الفريق القطري ليفرض سيطرته على وسط الملعب، وكاد أن يفتتح التسجيل عندما سدد جيليرمي توريس كرة قوية بقدمه اليمنى من خارج المنطقة نحو أسفل الزاوية اليمنى تألق الحارس في إبعادها إلى ركنية في الدقيقة 17.

وأهدر الفريق الإيراني فرصة خطيرة حين استغل خطأً في تمرير الكرة من مدافعي السد على مشارف المنطقة لتصل الكرة إلى جواو الذي راوغ مدافعاً، وسدد كرة أرضية على يمين الحارس برشم الذي تألق في التصدي لها بقدمه اليمنى قبل أن تعود مباشرة أمام مسعود ريكي الذي صوبها بدوره نحو الزاوية اليمنى أبعدها جيليرمي برأسه ببراعة في اللحظة الأخيرة إلى ركنية في الدقيقة 37.

وفي الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الأول، نجح السد في تسجيل هدف التقدم إثر ركلة ركنية أرسلها أكرم عفيف من الجهة اليمنى داخل المنطقة وصلت في النهاية إلى أوريبي الذي سددها مباشرة أرضية بقدمه اليمنى في الزاوية اليسرى البعيدة.

واعتمد السد في الشوط الثاني على الانطلاقات السريعة خصوصاً عن طريق عفيف في الجهة اليسرى في ظل التقدم الملحوظ للاعبي الفريق الإيراني الذي حاول الضغط على مرمى منافسه في محاولة لتعديل النتيجة مبكراً.

ولاحت فرصة خطيرة للفريق القطري عندما تبادل لاعبوه الكرة على مشارف المنطقة قبل أن تصل أمام طارق سلمان على الجانب الأيمن ليسددها قوية بقدمه اليمنى نحو الزاوية الضيقة تألق الحارس في التصدي لها في الدقيقة 59.

ورد الفريق الإيراني بمحاولة خطيرة حين سدد البديل سوروش رفاعي كرة قوية من خارج منطقة الجزاء أبعدها برشم ببراعة في الدقيقة 67.

ثم تبعتها محاولة خطيرة أخرى للإيرانيين بعد تسديدة علي شاه من خارج منطقة الجزاء إلا أنها علت المرمى بقليل في الدقيقة 70.

واصل فريق بيروزي ضغطه على مرمى منافسه، وكاد أن يُحرز هدف التعادل عندما وصلت الكرة أمام البديل فرشاد أحمد زاده داخل منطقة الست ياردات بعد ارتباك دفاعي ليسددها نحو الزاوية اليسرى تألق الحارس برشم في التصدي لها مرة أخرى بقدمه اليمنى لتخرج إلى ركنية في الدقيقة 75.

في الجهة المقابلة، سنحت فرصة خطيرة للسد بعد أن مرر عفيف كرة بينية من الجانب الأيسر لمنطقة الجزاء إلى القادم من الخلف البديل حسن الهيدوس الذي سدد الكرة قوية أرضية نحو الزاوية اليمنى كان لها الحارس بالمرصاد في الدقيقة 85.

وفي الدقائق المُتبقية من زمن اللقاء، حاول الفريق الإيراني الضغط على مرمى مُضيفه، وكاد أن يخطف هدف التعادل في الوقت المحتسب بدل الضائع عندما سدد علي شاه كرة قوية بقدمه اليمنى من الجانب الأيسر لمنطقة الجزاء نحو أعلى الزاوية البعيدة، لكنها ارتدت من العارضة.

وتستعين النسخة الجديدة من دوري أبطال آسيا للنخبة بنظام الدوري السويسري، وتنقسم الأندية إلى مرحلتي دوري يضم كل منهما 12 فريقاً من منطقتي شرق وغرب آسيا، ويلعب كل فريق مع 8 منافسين مختلفين بعد إجراء القرعة.

تتأهل أفضل 8 أندية في كل دوري إلى الأدوار الإقصائية المقررة في مارس (آذار) على أن تقام مباريات دور الثمانية وقبل النهائي والنهائي بنظام التجمع في السعودية في شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) المقبلين.


مقالات ذات صلة

هولندا تهزم ألمانيا… وتتأهل لنهائي كأس ديفيز لأول مرة

رياضة عالمية تأهلت هولندا بفضل انتصار بوتيك فان دي زاندسخولب وتالون غريكسبور (رويترز)

هولندا تهزم ألمانيا… وتتأهل لنهائي كأس ديفيز لأول مرة

حققت هولندا إنجازا تاريخيا بالتأهل لنهائي كأس ديفيز للتنس لأول مرة في تاريخها بتغلبها 2-صفر على ألمانيا في قبل النهائي اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (ملقة)
رياضة سعودية الأمير عبد الله بن فهد خلال تتويج الفائزين (الشرق الأوسط)

بيتندورف «سوبر» نهائي الرياض لقفز الحواجز

توّج الفارس فيكتور بيتندورف بطلاً لنهائي الرياض في منافسات الفردي ضمن التصفيات النهائية لبطولة لونجين العالمية لقفز الحواجز.

لولوة العنقري (الرياض ) منيرة السعيدان (الرياض )
رياضة سعودية ماكغريغور لدى خروجه من قاعة المحكمة (رويترز)

بعد 6 سنوات من الحادثة... المحكمة تعلنها: ماكغريغور معتدٍ جنسي

خلصت هيئة محلفين إلى أن الآيرلندي كونور ماكغريغور البطل السابق للفنون القتالية المختلطة اعتدى جنسياً على امرأة في حفل بدبلن في 2018 وألزمته بدفع تعويض لها.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
رياضة عالمية روبن أموريم المدرب الجديد لمانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: أنا «الحالم» القادر على إعادة أمجاد يونايتد!

قال المدرب البرتغالي روبن أموريم إنه الرجل المناسب لإعادة مانشستر يونايتد أخيراً إلى مجده السابق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة سعودية عشاق الفروسية على موعد مع نهائي البطولة السبت في الرياض (الشرق الأوسط)

بعد 266 يوماً... الرياض تتوج أبطال «قفز الحواجز»

يسدل الستار، غداً السبت، على منافسات دوري الأبطال العالمي لقفز الحواجز في الرياض، بعد 266 يوماً من الصراع في 15 مدينة حول العالم.

لولوة العنقري (الرياض ) منيرة السعيدان (الرياض )

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.