«تهديدات بالقتل» تقود البحرين إلى طلب نقل مباراتها أمام إندونيسيا

قطع في الرباط الصليبي يبعد السيد هاشم عن الأحمر في التصفيات

السيد هاشم على النقالة بعد تعرضه للإصابة في مباراة السعودية الأخيرة بجدة (رويترز)
السيد هاشم على النقالة بعد تعرضه للإصابة في مباراة السعودية الأخيرة بجدة (رويترز)
TT

«تهديدات بالقتل» تقود البحرين إلى طلب نقل مباراتها أمام إندونيسيا

السيد هاشم على النقالة بعد تعرضه للإصابة في مباراة السعودية الأخيرة بجدة (رويترز)
السيد هاشم على النقالة بعد تعرضه للإصابة في مباراة السعودية الأخيرة بجدة (رويترز)

أعلن الاتحاد البحريني لكرة القدم اعتزامه مخاطبة الاتحادين الآسيوي والدولي (الفيفا)، من أجل نقل مباراة منتخبه أمام المنتخب الإندونيسي في إياب الدور النهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال من جاكرتا إلى مكان آخر.

وبيَّن الاتحاد البحريني أنه لن يكتفي بهذا الطلب بل سيلجأ لجميع المنظمات ذات العلاقة؛ سواء الإسلامية أو الإنسانية، من أجل إيقاف الهجمة الشرسة والتهديدات الصادرة من قبل جماهير إندونيسية التي تصل إلى حد «القتل» إلى البحرينيين، خصوصاً لاعبي المنتخب الوطني.

يأتي ذلك بعد أيام من إصدار الاتحاد العماني بيان دعم للحكم الدولي أحمد الكاف، الذي تعرَّض من جانبه لتهديدات جعلت الاتحاد الآسيوي يعتزم إبعاده عن الجولة المقبلة من دوري أبطال آسيا، وتحديداً مباراة الهلال السعودي والعين الإماراتي المقررة الأسبوع المقبل ضمن مباريات دوري نخبة آسيا.

وتعرض الحكم العماني إلى هجوم شديد من اللاعبين ومنسوبي المنتخب الإندونيسي، بعد إطلاقه صافرة النهاية للمباراة التي أُقيمت في المنامة، يوم الخميس الماضي، حيث اتهم بمحاباة المنتخب البحريني بعد إضافة 3 دقائق كبديل للوقت بدل الضائع، من الشوط الثاني بعد أن أعلن إضافة 6 دقائق، إلا أنه أطلق صافرة النهاية عند الدقيقة 99 من المباراة، حيث برَّر الحكم ذلك بوجود تعطيل واضح من المنتخب الإندونيسي، قبل أن يطلق الصافرة النهائية في آخر هجمة جاء منها هدف التعادل للمستضيف، حيث انتهت المباراة (2 - 2).

وجاء في نص البيان للاتحاد البحريني لكرة القدم، الذي تحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «تابع الاتحاد البحريني لكرة القدم، خلال الأيام الماضية، التصرفات غير المقبولة واللامسؤولة من قبل الجماهير الإندونيسية تجاه الاتحاد البحريني لكرة القدم ولاعبي المنتخبات الوطنية البحرينية، وذلك بعد مباراة منتخبنا الوطني مع منتخب إندونيسيا، في الجولة الثالثة من الدور الثالث لتصفيات كأس العالم 2026».

وجاء في البيان: «يود الاتحاد البحريني لكرة القدم توضيح جملة من النقاط، أولاً يعبر الاتحاد البحريني لكرة القدم عن استنكاره الشديد للتصرفات غير المسؤولة الصادرة من قبل جماهير منتخب إندونيسيا عبر الفضاء الإلكتروني، إذ تعرض موقع الاتحاد وحساباته بالتواصل الاجتماعي ونظام مراسلاته الإلكتروني إلى سيل من كلمات السب والقذف والتهديد وعمليات الاختراق، وذلك في خطوة مرفوضة تماماً، ولا تعبر عن الأهداف النبيلة التي وُجِدت من أجلها الرياضة عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، باعتبارها مقرِّبة للشعوب من مختلف أنحاء العالم؛ خصوصاً أن هذه التعليقات المسيئة التي تعرضت لها حسابات الاتحاد وموقعه، بالإضافة إلى حسابات لاعبي المنتخب الوطني وحسابات الجماهير البحرينية، لا تمت إلى الأعراف الرياضية بصلة تماماً. وفي هذا الإطار، يبدي الاتحاد استياءه الشديد من الحملة المزعجة والمرفوضة؛ إذ إنها لا تنتمي إلى المبادئ والقيم والأعراف الإسلامية لديننا الحنيف، كما لا تعكس تقدماً أو رقياً للدول».

وتابع البيان: «في إطار حرص الاتحاد البحريني لكرة القدم على سلامة منتسبيه، خصوصاً أفراد المنتخب كافة من جهازين فني وإداري ولاعبين، فإن الاتحاد بصدد مخاطبة الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم؛ لإطلاعهما على ما تعرَّض إليه الاتحاد البحريني من تصرُّفات غير مقبولة، ومن حملات تهديد وكلمات سبّ وقذف قد تنعكس على سلامة أفراد المنتخب، حينما يلاقي منتخب إندونيسيا، في مرحلة الإياب بالعاصمة (جاكرتا)؛ إذ سيقدم الاتحاد في الوقت الحالي طلب نقل المباراة إلى خارج إندونيسيا حفاظاً على سلامة المنتخب الوطني؛ إذ يأتي ذلك على رأس أولوياته، خصوصاً أن «فيفا» و«الآسيوي» معنيان بسلامة المنتخبات المشاركة بمنافساتهما في المقام الأول.

وأضاف البيان: «كما يعرب الاتحاد البحريني لكرة القدم عن استغرابه الشديد لرسائل التهديد بالقتل المتعددة التي تحصل عليها أفراد المنتخب في حساباتهم الشخصية بالتواصل الاجتماعي، في خطوة تعكس استهتار الجمهور الإندونيسي بأرواح البشر، كما أن هذه الأمور غير مسبوقة في الملاعب الرياضية، وهي بعيدة تماماً عن الحقل الرياضي الذي عُرِف عنه بالاحترام والتقدير المتبادلين بين منتسبيه؛ إذ يرفض الاتحاد تعريض حياة أفراد المنتخب وأرواحهم لأي خطر محتمل، خصوصاً أن التصرفات التي صدرت من جماهير إندونيسيا مرفوضة وغير صحيحة على الإطلاق، ولا تمتّ لمنتسبي كرة القدم بصلة بتاتاً، في الوقت الذي حرص فيه الاتحاد البحريني لكرة القدم، وبالتعاون مع قطاعات الدولة المختلفة، كل في مجاله، على توفير التسهيلات اللازمة لدخول الجماهير الإندونيسية للبحرين؛ تحضيراً لمؤازرة منتخب بلادها في المباراة أمام منتخبنا الوطني، وذلك بأعداد كبيرة فاقت 2000 مشجع، علاوة على تسهيل إجراءات الدخول للملعب يوم المباراة، وتخصيص مساحة مناسبة، على النحو الذي يتوافق مع المعايير والاشتراطات المنظمة للتصفيات».

وختم البيان: «وفي الوقت الذي يؤكد فيه الاتحاد رفضه التام للحملات المسيئة والهجمات السيبرانية وكلمات التهديد المختلفة، فإنه سيلجأ إلى المنظمات الدولية والحقوقية والإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان، علاوة على جمعيات الصحافيين؛ لتكون شاهدة على ما يتعرض له المنتخب من مخاطر محتملة، وبيان ما خلفته هذه الحملة من حرف لمسار كرة القدم وأهدافها النبيلة المعروفة دولياً، التي ترتكز على الاحترام المتبادل والروح الرياضية العالية».

من جانب آخر، أثبتت الفحوصات الطبية تعرُّض لاعب البحرين السيد هاشم عيسى لقطع في الرباط الصليبي والغضاريف الداخلية والخارجية، وذلك خلال خوضه مباراة السعودية الأخيرة، ومن المحتمل أن يخضع لعملية تتحدد على أثرها مدة غيابة عن الملعب.


مقالات ذات صلة

مسؤول إندونيسي للاعبي البحرين: لا تقلقوا من جماهيرنا... ودودون ويحبون الضيوف

رياضة عالمية بعض الجماهير الإندونيسية كانت عنيفة في ردودها بمواقع التواصل الاجتماعي تجاه لاعبي البحرين (أ.ف.ب)

مسؤول إندونيسي للاعبي البحرين: لا تقلقوا من جماهيرنا... ودودون ويحبون الضيوف

قال آريا ماهيندرا سينولينغا، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الإندونيسي، إنه «لا داعي للقلق» بشأن سلامة لاعبي البحرين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية مايكل كوكس وصفه بأنه «حرباء تكتيكية» قبل وصوله إلى تشيلسي (رويترز)

ما نوع كرة القدم التي سيلعب بها توخيل مع إنجلترا؟

تنقسم الآراء حول الإدارة الفنية للمنتخبات... فبينما يرى الكثيرون أن قيادة منتخب بلد ما هو أعلى شرف في كرة القدم، يرى آخرون أنه يفتقر إلى العمق التكتيكي.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية هوانغ دفع ببراءته في البداية قبل أن يقرّ بالجرائم التي ارتكبها (أ.ف.ب)

الكوري الجنوبي هوانغ يواجه السجن 4 سنوات بسبب أشرطة «إباحية»

يواجه المهاجم الدولي الكوري الجنوبي هوانغ أوي-جو عقوبة السجن لمدة 4 سنوات بعد إقراره بالذنب، أمام محكمة، بتصوير علاقاته الجنسية بصورة غير قانونية.

«الشرق الأوسط» (سول)
رياضة عالمية ميسي يحتفل بتسجيل ثلاثية من نصف دستة أهداف الارجنتين في مرمى بوليفيا (رويترز)

ميسي المبهر يسجل ثلاثية معززاً صدارة الأرجنتين تصفيات مونديال 2026

عاد الأرجنتيني ليونيل ميسي ليبهر الجماهير بسحره عندما سجل ثلاثية (هاتريك) ومرر كرتين حاسمتين ليقود منتخب بلاده للفوز على ضيفه البوليفي 6 - 0 أمام 85 ألف متفرج

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
رياضة عالمية خافيير تيباس (إ.ب.أ)

تيباس لرئيس «فيفا»: ألغِ كأس العالم للأندية... نعرف أنك لم تبعها ولم تسوِّقها!

طلب خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، الأربعاء، من جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، «إلغاء» بطولة كأس العالم للأندية الصيف المقبل.

The Athletic (بروكسل)

الأندية اللبنانية تواجه أزمة عقود اللاعبين الأجانب بسبب «الحرب الإسرائيلية»

رامي بيطار نائب رئيس نادي الصفا (الاتحاد اللبناني)
رامي بيطار نائب رئيس نادي الصفا (الاتحاد اللبناني)
TT

الأندية اللبنانية تواجه أزمة عقود اللاعبين الأجانب بسبب «الحرب الإسرائيلية»

رامي بيطار نائب رئيس نادي الصفا (الاتحاد اللبناني)
رامي بيطار نائب رئيس نادي الصفا (الاتحاد اللبناني)

مع التدهور الأمني الكبير الذي يعاني منه لبنان، لم يكن القطاع الرياضي بمنأى عن تداعيات هذه الحرب الكارثية. الدوري اللبناني لكرة القدم، الذي كان يتمتع بمشاركة قوية من اللاعبين الأجانب هذا الموسم، أصبح في حالة جمود تام، مما ألقى بظلاله على مستقبل هؤلاء اللاعبين، وأثقل كاهل الأندية بمزيد من الأزمات المالية.

بعد اجتماع طارئ مع أندية الدرجة الأولى، أصدر الاتحاد اللبناني لكرة القدم قراراً بتعليق أنشطة كرة القدم كافة على مستوى البلاد، بما في ذلك تعليق العقود المبرمة بين الأندية واللاعبين الأجانب، وذلك بداية من 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وحتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

جاء هذا القرار نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية، مع تأكيد أن الإجراءات المناسبة ستُتخذ بناءً على تطورات الوضع بعد هذا التاريخ.

ومع توقف النشاط الرياضي، وجد نحو 44 لاعباً أجنبياً أنفسهم في مواقف حرجة. منهم من تمكن من العودة إلى بلدانهم بمساعدة سفارات دولهم، بينما لا يزال آخرون يحاولون البحث عن رحلات جديدة أو التفاوض على مستقبل عقودهم. وعلى الرغم من ضبابية الوضع المالي، تسعى الأندية جاهدة للتوصل إلى تسويات تضمن حقوق جميع الأطراف.

اللاعبون الأجانب يواجهون أزمة بسبب الحرب وبعضهم نجح في الخروج من لبنان (الاتحاد اللبناني)

وتجد الأندية اللبنانية، التي كانت قد تأثرت بالفعل بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتتالية، نفسها الآن في مواجهة تحدٍ جديد فرضته الحرب، مما جعل الوضع أكثر تعقيداً.

من ناحيته، أكد مصدر في الاتحاد اللبناني لكرة القدم لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تواصلاً مستمراً مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لحماية مصالح الأندية، ومحاولة تقليل الخسائر المترتبة على عقود اللاعبين الأجانب. كما أشار المصدر إلى أن «فيفا» يعي حساسية الوضع الذي يمر به الدوري اللبناني، وأبدى استعداده لدعم الأندية في اتخاذ القرارات المناسبة.

في المقابل قال رامي بيطار نائب رئيس نادي الصفاء اللبناني، الذي يعد من الأندية الأكثر إنفاقاً استعداداً للموسم الحالي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: «تلقينا طلبات من اللاعبين الأجانب للمغادرة، وقد ساعدنا كثيراً منهم في تأمين رحلات مغادرة، بينما لا يزال لدينا اثنان في لبنان». وأضاف: «بالنسبة لعقود اللاعبين الأجانب أو المحليين، فإننا كنا من أكثر الأندية نشاطاً في سوق الانتقالات، وقمنا بتجديد الفريق بالكامل. لذا، نحن ملتزمون بالوقوف بجانب لاعبينا، ولن نتخلى عن أي لاعب، سواء كان أجنبياً أو لبنانياً، في هذه الظروف الصعبة».

وأضاف بيطار: «(فيفا) واضح بشأن حق الأندية في إيقاف رواتب اللاعبين في حالات القوة القاهرة، خاصة عندما لا يتم تقديم أي خدمات للنادي. إلا أن نادي الصفاء قرر الوقوف إلى جانب لاعبيه ودعمهم»، مؤكداً أن «الجميع يمر بظروف صعبة، ولن نترك لاعبينا في مواجهة المجهول».

الدوري اللبناني توقف بسبب الحرب الإسرائيلية (الاتحاد اللبناني)

وتابع بيطار: «لن نقوم بإنهاء عقد أي لاعب، مهما كان حجم عقده، ولن نقبل بفكرة إلغاء الدوري. كرة القدم ليست مجرد رياضة في هذا البلد، هي جزء أساسي من الحياة مثل عودة المدارس، والطلاب، واستئناف الحياة العملية. الحياة يجب أن تستمر، وكرة القدم تُعد مصدر رزق لكثيرين، خصوصاً المحترفين. لا يمكننا أن نسمح بانهيار هذا القطاع، فماذا سيفعل الأشخاص الذين يعتمدون عليه في معيشتهم؟».

وفي الاجتماع الأخير مع الاتحاد اللبناني لكرة القدم، أكد بيطار أنه اقترح على الاتحاد اللبناني تقديم طلب إلى الاتحاد الآسيوي للانتفاع من «صندوق الأزمة الإنسانية» لدعم أندية الدرجة الأولى. قائلا: «أنا واثق بأننا نستطيع الحصول على هذا الدعم إذا تقدم الاتحاد بطلبه وفق البنود والشروط المناسبة. هذا الصندوق سيضمن استمرار كرة القدم في لبنان والحفاظ عليها، خاصة أن هناك مئات الأشخاص الذين يعتمدون عليها بوصفها مصدر رزق».

وأكمل بيطار: «هذا الحل سيقدم الدعم اللازم للأندية واللعبة، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي كنا نمر بها قبل الحرب، والآن، ومع تدهور الأوضاع بشكل أكبر، الأندية بحاجة ماسة لهذا الدعم كي تستمر».

ويتضمن الطلب التأكيد على أن الحرب المستمرة تؤثر على عمليات كرة القدم اللبنانية، وأن الأندية بحاجة إلى دعم مالي فوري للحفاظ على الاستقرار التشغيلي الأساسي، والتشديد على أنه من دون الدعم الفوري، فإن التطوير طويل الأمد لكرة القدم في لبنان سيكون في خطر. إلى جانب استخدام إعلان القوة القاهرة الداخلي مبرراً.