وفاة إيهاب جلال تُجدد الهجوم على اتحاد الكرة المصري

إيهاب جلال خلال أحد تدريبات منتخب مصر
إيهاب جلال خلال أحد تدريبات منتخب مصر
TT

وفاة إيهاب جلال تُجدد الهجوم على اتحاد الكرة المصري

إيهاب جلال خلال أحد تدريبات منتخب مصر
إيهاب جلال خلال أحد تدريبات منتخب مصر

أثارت وفاة مدرب كرة القدم المصري، إيهاب جلال، مساء الأربعاء، حالةً من الجدل في الشارع الرياضي المصري، وجددت الاتهامات ضد اتحاد كرة القدم الذي اتهمته آراء «سوشيالية» بـ«ظلم» المدرب الراحل، عند إقصائه من تدريب منتخب الفراعنة، ما دفع كثيرين إلى المطالبة بإجراء تحقيق مع أعضاء الاتحاد.

كان جلال، 56 عاماً، المدير الفني السابق لأندية المقاصة، والمصري، والإسماعيلي، والزمالك، وبيراميدز، قد عُيّن مديراً فنياً لمنتخب مصر لكرة القدم لفترة قصيرة، بدأت في 12 أبريل (نيسان) 2022، خلفاً للبرتغالي كارلوس كيروش، وانتهت في 16 يونيو (حزيران) من العام نفسه.

إيهاب جلال يتوسط الجهاز الفني لمنتخب مصر

وتلقّى منتخب مصر مع جلال الخسارة على يد إثيوبيا بنتيجة 0-2 خارج ملعبه في الجولة الثانية لمرحلة المجموعات بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2023، وبعدها تلقّى هزيمة أمام كوريا الجنوبية (1-4) في تجربة ودية.

وتصدر هاشتاغ (#إيهاب_جلال) منصات التواصل الاجتماعي منذ الإعلان عن وفاته، وعليه جاء التفاعل بصور شتى، منها نعي المدرب الراحل، في حين تساءل البعض عن حالة المدرب خلال أيامه الأخيرة، والأسباب التي أدّت إلى تدهور حالته الصحية مع بداية الشهر الحالي، ثم وفاته المفاجئة.

وسرعان ما تحوّلت هذه التساؤلات إلى اتهامات مباشرة موجهة إلى اتحاد الكرة المصري بـ«الإهمال» على حد وصف المتفاعلين، مع تجدد الدعوات إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية في اتحاد الكرة.

ورأى آخرون أن وفاة إيهاب جلال هي مجرد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الأزمات التي تعاني منها الكرة المصرية، محذرين من أن استمرار سياسة الاتحاد ستؤدي إلى تدهور أكبر في مستوى الكرة المصرية.

وكان اتحاد كرة القدم قد نعى المدرب الراحل على حساباته، وهو ما استغلته الجماهير بانتقاد الاتحاد بأنه «تسبَّب في ظلم المدرب، ثم يقومون بنعيه»، لافتين إلى أن المدرب الراحل عَلِم بقرار إقالته «على الهواء» من خلال البرامج الرياضية، عقب الخسارة من كوريا، قبل الإعلان عن ذلك رسمياً في مؤتمر صحافي للاتحاد.

ومع قيام الاتحاد بغلق التعليقات على النعي، أثار ذلك موجة جديدة من الانتقاد من جانب رواد التواصل الاجتماعي، متهمين إياه بافتقاد الشجاعة التي تُمكنه من مواجهة الجماهير.

وطالب آخرون اتحاد الكرة بدفع مستحقات الراحل إلى أسرته.

ويقول الناقد الرياضي المصري، أيمن أبو عايد، لـ«الشرق الأوسط»: «إن تجدد الهجوم على اتحاد الكرة من جانب الجماهير وبشكل واسع أمر طبيعي، لرؤيتهم أن طريقة إقالة إيهاب جلال شكلت ضغوطاً نفسية كبيرة عليه، وبالتالي مثّل ذلك إهانة وعدم احترام، ثم عدم حصوله على مستحقاته جعل الجماهير يرون أن حق المدرب كان مهضوماً بشكل أدبي وأخلاقي ومادي من جانب الاتحاد، ومن ثم فتح ذلك المجال للحديث عن مسؤولية الاتحاد ووجوب محاسبة أعضائه».

وتناقل عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع تصريحات حمد إبراهيم، المدرب المساعد للراحل إيهاب جلال، التي قال فيها إنه «منذ أزمة منتخب مصر ورحيله بهذه الطريقة وهي تؤثر جداً على إيهاب جلال، والأمر كان صعباً عليه، وكنا نحاول إخراجه من هذه الحالة، ولكن كان يوجد شيء غامض بداخله».

المحلل والناقد الرياضي المصري، محمد الهليس، قال: «إن حال الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة في تراجع، ومن ثم فجماهير المصريين محقون في غضبهم».

مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «رغم بعض القرارات الإيجابية، مثل مفاجأة المدرب البرازيلي روجيرو ميكالي مع المنتخب الأولمبي، والبداية الجيدة نسبياً لحسام حسن مع المنتخب الأول فإن رحيل مدرب المنتخب الأسبق جدد التساؤلات».

من جانب آخر، انصبَّ الجانب الأكبر من التعليقات على الربط بين رحيل المدرب إيهاب جلال واللاعب أحمد رفعت، لاعب منتخب مصر ونادي فيوتشر، الذي توفي قبل نحو شهرين.

وحمّل رواد «السوشيال ميديا» اتحاد الكرة مسؤولية ما حدث للاعب والمدرب، عادّين أن رحيلهما أبرز لقطات كرة القدم المصرية في عام 2024، مطالبين بمحاسبة وإبعاد الذين يتحملون مسؤولية ما حدث.

وهو ما يعلق عليه الهليس قائلاً: «إن استدعاء مأساة أحمد رفعت منطقية؛ إذ تعرض إيهاب جلال لضغط نفسي تسبب له في حزن شديد، ليس فقط في طريقة الإقالة، وإنما في عدم حصوله على الشرط الجزائي في عقده رغم مطالبته به».

بينما يرى أبو عايد أن «الربط بين واقعتي اللاعب والمدرب جاء نتيجة أن كلاً منهما تعرض لضغوط، مع غياب التعامل الإنساني من جانب الاتحاد في الواقعتين، إذ تعرضا للظلم وعدم احترام المشاعر وغياب التقدير، رغم أن الاتحاد من المفترض أن يوفر الحماية لهما».


مقالات ذات صلة

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ب)

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه أظهر كثيراً من نقاط الضعف في آخر مباراتين، ويجب أن يجد التوازن الصحيح بين الدفاع والهجوم.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عربية اللاعب المصري إمام عاشور (صفحته على «إكس»)

عاشور في مرمى الانتقادات... والأهلي يرفع شعار «الانضباط أولاً»

لقيت أزمة اللاعب إمام عاشور، نجم النادي الأهلي المصري، اهتماماً لافتاً في الشارع الكروي خلال الساعات الأخيرة؛ إثر تغريمه مبلغاً مالياً وتعرضه لانتقادات.

رشا أحمد (القاهرة)
رياضة عالمية شارل لوكلير من موناكو سائق فيراري (د.ب.أ)

«جائزة قطر الكبرى»: لوكلير الأسرع في التجارب الحرة

سجل شارل لوكلير من موناكو (فيراري) أسرع وقت في التجارب الحرة في جائزة قطر الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ب)

غوارديولا: أتحمل عبء إثبات نفسي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه يتحمل عبء إثبات أنه يستطيع تصحيح مسار الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على لقب البريميرليغ

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه الشاب لا ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عاشور في مرمى الانتقادات... والأهلي يرفع شعار «الانضباط أولاً»

اللاعب المصري إمام عاشور (صفحته على «إكس»)
اللاعب المصري إمام عاشور (صفحته على «إكس»)
TT

عاشور في مرمى الانتقادات... والأهلي يرفع شعار «الانضباط أولاً»

اللاعب المصري إمام عاشور (صفحته على «إكس»)
اللاعب المصري إمام عاشور (صفحته على «إكس»)

لقيت أزمة اللاعب إمام عاشور، نجم النادي الأهلي المصري، اهتماماً واسعاً في الشارع الكروي خلال الساعات الأخيرة؛ وذلك إثر تغريمه مبلغاً مالياً، وتعرضه لانتقادات من جماهير القلعة الحمراء على صفحات «السوشيال ميديا»، نتيجة ما بدر منه بحق كابتن الفريق والحارس الأول لمرمى منتخب الفراعنة محمد الشناوي.

ووفق تقارير إعلامية، بدأت الأزمة عندما علم اللاعب الشاب باستبعاده من تشكيل الأهلي في مباراته أمام فريق استاد أبيدجان الإيفواري، التي جمعت بينهما قبل أيام في «استاد القاهرة»؛ ما جعله يشعر بالغضب ويتفوّه بعبارات تنم عن عدم رضاه. وتدخّل عدد من اللاعبين، أبرزهم محمد الشناوي وحسين الشحات وأحمد نبيل «كوكا» في محاولة لتهدئته، إلا أنه ازداد غضباً ودخل معهم في مشادة لفظية.

وجاءت العقوبة الفورية من محمد رمضان، المدير الرياضي للفريق، بتوقيع غرامة قدرها مليون جنيه (الدولار يساوي 49.58 جنيه مصري) على اللاعب مع وقفه عن المشاركة في التمرينات الجماعية للفريق، واستبعاده من المشاركة في جلسة التصوير التي أُجريت للاعبي الأحمر بمناسبة مشاركتهم في النسخة المقبلة من بطولة «الإنتركونتننتال» أو كأس العالم لأبطال القارات.

إمام عاشور ومحمد الشناوي (منصة «إكس»)

وعَدّ الناقد الرياضي أشرف محمود أن «المخاوف القديمة بشأن عدم تكيّف إمام عاشور مع مناخ الانضباط الصارم المعروف به النادي الأهلي قد تحققت إثر انتقال اللاعب من الزمالك إلى الأهلي، مروراً بمحطة قصيرة في الدنمارك»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «إمام أساء لنفسه أولاً، كما وضع من تحمسوا لانتقاله إلى الأهلي في حرج بالغ؛ حيث ردّ هؤلاء على منتقدي قرار التعاقد مع عاشور بسبب المعروف عنه من عصبية وانفعال وعدم انضباط، بأن اللاعب سوف يبدأ مرحلة جديدة في مسيرته عنوانها التطبّع بقواعد الفريق الأحمر، والسير على نهجه، وهو ما لم يحدث».

وأضاف محمود: «مستقبل اللاعب سيحيطه الغموض إذا استمر على منوال الأزمات نفسه مع الأهلي الذي أعطاه الفرصة تلو الأخرى، وسانده ودعمه في وجه منتقديه».

ولا تعد تلك الأزمة الأولى من نوعها، فقد سبق أن تعرّض إمام عاشور لجماهير الأهلي ورموزه حين كان يرتدي قميص الزمالك، وفق ما جاء في مقاطع فيديو راجت وقت انتقاله للأهلي، كما تصالح أخيراً بتسوية مالية مع حارس أمن بمول شهير أقام دعوى قضائية ضد نجم الكرة، يتهمه بالتعدي عليه، ووجد اللاعب نفسه مهدداً بالحبس، وفق وسائل إعلام محلية.

وقال الإعلامي الرياضي محمد شبانة: «إنه لو صحّت الأنباء التي تُفيد بأن إمام هو من أغلق هاتفه، ورفض المشاركة في جلسة التصوير الخاصة ببطولة (الإنتركونتننتال)، فيجب على إدارة الأهلي حرمانه من المشاركة في البطولة»، مضيفاً في برنامج «بوكس تو بوكس» المذاع على قناة «إي تي سي» أن «هناك قواعد انضباطية لا تحتمل المزاح».

وعدّ الإعلامي خالد الغندور أن «ما يحدث مع عاشور نتيجة طبيعية لكل من شجعه على الإساءة لفريقه السابق الزمالك وتغاضى عن إهانته للأهلي»، مشيراً في برنامجه استاد المحور المُذاع على قناة «المحور» المصرية، إلى أنه «من الطبيعي أن يشعر اللاعب بعد كل ذلك أنه فوق أي قيمة، ومتحرر من أي مسؤولية».

ودافع نبيل الحلفاوي في تدوينة عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» عن اللاعب، عادّاً الغرامة الموقعة على اللاعب تؤكد تقاليد الأهلي. وقال الحلفاوي: «مليون واضحة للأعمى، هي دي تربية الأهلي وتقاليده، وارد الغلط وجاهز العقاب... فالامتثال».

من جانبه، يرى الناقد الرياضي محمد البرمي أن «إمام عاشور لاعب يجهل أسس عقلية النجاح الكروي التي تقوم على الانضباط والالتزام واحترام القيادات بجميع مستوياتها»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «اللاعب لم يستوعب بعد أن الأهم من الموهبة كيفية إدارتها»، ضارباً المثل بالنجم العالمي محمد صلاح، الذي يعد نموذجاً مثالياً في كيفية إدارة الموهبة.