هل يعتمد كاردوزو على الدفاع لتتويج الترجي باللقب الأفريقي؟

ميغيل كاردوزو (رويترز)
ميغيل كاردوزو (رويترز)
TT

هل يعتمد كاردوزو على الدفاع لتتويج الترجي باللقب الأفريقي؟

ميغيل كاردوزو (رويترز)
ميغيل كاردوزو (رويترز)

ربما تكون مواجهة الأهلي المصري الحاسمة بنهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم فرصة للبرتغالي ميغيل كاردوزو مدرب الترجي لاكتشاف هل مقولة إن الهجوم يجلب الأهداف لكن الدفاع يجلب البطولات التي يعتمد عليها صحيحة دائما أم لا.

وتعادل الفريقان الغريمان دون أهداف ذهابا في مباراة شحيحة الفرص الخطيرة، حيث بدا شعور الفريقين بالرضا بتأجيل الحسم إلى مباراة الإياب، وعدم الرغبة في المجازفة بشكل مبكر.

ويكفي الترجي التعادل بأي نتيجة إيجابية لحسم اللقب للمرة الخامسة في تاريخه، حيث إن أفريقيا لا تزال تعتمد على قاعدة الهدف خارج الأرض عند التعادل في مجموع المباراتين، في الوقت الذي ألغي فيه هذا الأمر في بطولات أوروبا وآسيا في السنوات الأخيرة.

ويفضل المدرب البرتغالي كاردوزو اللعب بأسلوب دفاعي حتى على ملعبه ومحاولة استغلال الفرص لهز شباك المنافسين.

ومنذ توليه مهمة تدريب الترجي في يناير (كانون الماضي) ركز كاردوزو جهوده على زيادة الصلابة الدفاعية للفريق الذي عانى من اهتزاز المستوى في بداية الموسم.

وبالفعل نجح المدرب البرتغالي في إعادة التوازن المفقود للفريق وقاده لتحقيق نتائج لم يكن يتوقعها أكبر المتفائلين في الدوري المحلي وبلوغ نهائي دوري أبطال أفريقيا.

وبفضل أسلوبه الدفاعي الصلب نجح كاردوزو في قيادة الترجي لتجاوز أسيك ميموزا الغاني بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في مباراتي الذهاب والإياب في دور الثمانية.

كما نجح أسلوب المدرب البرتغالي بشكل واضح في الإطاحة بماميلودي صن داونز بطل جنوب أفريقيا من الدور قبل النهائي بعد أن كان مرشحا بارزا للتتويج باللقب.

وسيطر بطل جنوب أفريقيا على الكرة وصنع فرصا في المواجهتين، بينما لعب الترجي بتحفظ واختار الركون للدفاع قبل أن يباغت منافسه بخطف هدف في كل مباراة لينتزع التأهل ويصعد لمواجهة الأهلي في المباراة النهائية.

وعند مواجهة الأهلي في ذهاب الدور النهائي في تونس، لم يجازف المدرب البرتغالي في الاندفاع للهجوم من أجل التسجيل بل لعب بأسلوب متحفظ، ما دفع بعض الخبراء لانتقاده معتبرين أنه كان بوسعه «التقدم للهجوم للبحث عن التسجيل».

ويعول المدرب على صلابة خط الدفاع بقيادة حارس المرمى الصاعد أمان الله مميش وقلبي الدفاع الجزائري محمد أمين توغاي وياسين مرياح ولاعب الوسط المدافع التوغولي روجيه أهولو الذي جعله يخرج بشباك نظيفة في آخر تسع مباريات متتالية في البطولة.

وسيأمل مدرب الترجي أن يندفع منافسه الأهلي للهجوم في محاولة لحسم المباراة في وقتها الأصلي لتجنب اللجوء إلى وقت إضافي أو ركلات الترجيح ومفاجأته عبر الهجمات المرتدة بقيادة الثنائي البرازيلي يان ساس ورودريغو رودريغيز.

لكن لا يبدو أن ذلك قد يفوت مدرب الأهلي السويسري مارسيل كولر، كما يتعين على دفاع الترجي تحمل ضغط الهجوم بقيادة حسين الشحات وإمام عاشور والجنوب أفريقي بيرسي تاو ودعم عشرات الآلاف من المشجعين.

وهذه هي المرة الثالثة التي يلتقي فيها الفريقان في نهائي دوري أبطال أفريقيا، وتوج الأهلي باللقب في 2012 بينما انتزعه الترجي في 2018.


مقالات ذات صلة

غوستافو فيرمينو: نزالات المقاتلين المحترفين ستكون مثيرة وحدثاً بارزاً

رياضة سعودية غوستافو فيرمينو نائب رئيس عمليات المقاتلين في رابطة المقاتلين المحترفين (الشرق الأوسط)

غوستافو فيرمينو: نزالات المقاتلين المحترفين ستكون مثيرة وحدثاً بارزاً

غوستافو فيرمينو، نائب رئيس عمليات المقاتلين في الرابطة، أشار إلى أن النزالات المنتظرة في 12 يوليو الحالي ستكون مثيرة وحدثاً بارزاً يساعد في تبادل الخبرات.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عالمية حُكم على ستيفن فان دي فيلدي بالسجن لمدة 4 سنوات في بريطانيا عام 2016  (الاتحاد الهولندي)

الأولمبية الدولية تنفي مسؤوليتها عن اختيار هولندي مُدان بالاغتصاب

قالت اللجنة الأولمبية الدولية إنها ليس لها أي دور في قرار اختيار لاعب مُدان بالاغتصاب، ضمن تشكيلة هولندا للكرة الطائرة الشاطئية، المشاركة في أولمبياد باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية وضعت المصنفة 21 شريطاً أسود على قميصها الأبيض اليوم (أ.ب)

«ويمبلدون»: سفيتولينا تضع شريطاً أسود حداداً على استهداف مستشفى أطفال في أوكرانيا

تأهلت إيلينا سفيتولينا إلى دور الثمانية في بطولة ويمبلدون بفوزها 6-2 و6-1 على الصينية وانغ شينيو الاثنين لكن النتيجة كانت ثانوية بالنسبة للاعبة الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ألكسندر لاكازيت سيقود منتخب فرنسا الأولمبي في أولمبياد باريس (أ.ف.ب)

لاكازيت وأوليسيه في قائمة فرنسا لأولمبياد باريس

استدعى تييري هنري مدرّب المنتخب الفرنسي الأولمبي كلا من ألكسندر لاكازيت وميكايل أوليسيه إلى قائمة اللاعبين الـ18 التي أعلن عنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية الحكم الألماني فيليكس زواير (أ.ف.ب)

«متهم بالتلاعب بنتائج المباريات» يقود مواجهة إنجلترا وهولندا

تقرر أن يتولى حكم ألماني سبق إيقافه في إطار فضيحة تلاعب بالمباريات... إدارة مباراة إنجلترا وهولندا في الدور ما قبل النهائي من بطولة «كأس أمم أوروبا».

«الشرق الأوسط» (دورتموند (ألمانيا))

وسط الحرب والنزوح... لاعبة كاراتيه فلسطينية تسعى وراء تحقيق حلمها في مصر

تعتزم البسطامي المشاركة في بطولة الجمهورية في مصر والمقررة في أغسطس (أ.ف.ب)
تعتزم البسطامي المشاركة في بطولة الجمهورية في مصر والمقررة في أغسطس (أ.ف.ب)
TT

وسط الحرب والنزوح... لاعبة كاراتيه فلسطينية تسعى وراء تحقيق حلمها في مصر

تعتزم البسطامي المشاركة في بطولة الجمهورية في مصر والمقررة في أغسطس (أ.ف.ب)
تعتزم البسطامي المشاركة في بطولة الجمهورية في مصر والمقررة في أغسطس (أ.ف.ب)

غداة تتويجها بطلة في الكاراتيه، العام الماضي، في بلادها، استيقظت اللاعبة الفلسطينية ميس البسطامي حين اندلعت الحرب في قطاع غزة، وفجأة تركت المنزل مع أسرتها، ونزحوا إلى الجنوب ومنه إلى القاهرة، ولكن لم يمنعها كل ذلك من مواصلة السعي وراء تحقيق حلمها في الرياضة.

وتقول البسطامي البالغة من العمر 18 عاماً من محل إقامتها الجديد في شرق القاهرة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي كان لدينا بطولة، وتُوجت بالمركز الأول... كان يوماً للتتويج، لكنني لم أتمكن حتى من تعليق ميدالياتي في المكان المناسب بالمنزل».

وتابعت: «في السابع من أكتوبر وفي السادسة والنصف صباحاً وُلدتُ إنسانة أخرى بحياة أخرى... وكل ساعة تمر علينا نكبر فيها سنة»، مضيفة: «خرجنا من المنزل، ولم نأخذ معنا أي شيء، ولا أي ذكرى».

ميس قالت إن التدريب كان مختلفاً وتشعر بسعادة أكبر (أ.ف.ب)

عشية اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» كانت البسطامي، والتي كانت تقيم في شمال غربي غزة، تتنافس مع مواطنيها في بطولة للكاراتيه على مستوى القطاع: «وكانت تؤهلنا لبطولة فلسطين التي تجمع بين شقي الوطن (غزة والضفة الغربية)»، وفق ما قالت.

وتقول البسطامي: «من أول ثانية كنّا نفقد أشخاصاً والساعة الواحدة كانت تفرق معنا، وفي أول 10 أيام فقدت مدربي جمال الخيري وحفيدته التي كانت تتدرب معي».

وأضافت: «نزحنا كثيراً في القطاع قبل أن نتوجه إلى الجنوب، ولم يكن هناك أي مكان آمن لا جنوباً ولا شمالاً... كله كان خطراً».

بمجرد وصول البسطامي إلى القاهرة في 20 نيسان (أبريل)، وبعد أن أعادت مع أسرتها ترتيب حياتهم الجديدة في مصر، كان أول ما يشغل تفكيرها بعد الاطمئنان على الأهل في غزة، هو استئناف تدريبات الكاراتيه.

وقامت بالتواصل مع أحد مدربيها في المنتخب الفلسطيني، حسن الراعي الذي لا يزال في القطاع، وقام بالتنسيق مع نظرائه في المنتخب المصري لتتمكن البسطامي من استئناف تدريباتها.

وتقول: «سُجِّلت في النادي فعلياً بعد أسبوعين من وصولي، طبعاً بمساعدة مدربي المنتخب الفلسطيني والمنتخب المصري».

وأوضحت أن «الكابتن سيد سالم والكابتن ممدوح سالم هما من يدرّبانني حالياً في مصر... تبنياني منذ وصولي، ويحاولان تطوير أدائي لأتمكن من المشاركة في البطولات المقبلة».

ترى البسطامي أن ممارستها للعبة في مصر تُعد تحدياً صعباً (أ.ف.ب)

وتقول البسطامي: «إصراري يعطيهما أملاً كبيراً، وإن شاء الله سأكون أفضل مما يتخيلان».

وتعتزم البسطامي المشاركة في بطولة الجمهورية في مصر والمقررة في أغسطس (آب) المقبل.

وأمام منزلها الواقع بتجمع سكني راقٍ، ارتدت البسطامي زي التدريب، وراحت تجري من أجل الإحماء لممارسة تدريباتها، خصوصاً أن البيت محاط بالأشجار والمساحات الخضراء.

وفي هذا الصدد، قالت البسطامي: «عندما وصلنا إلى القاهرة كنا نبحث عما يشبهنا؛ ولذلك اخترنا هذه المنطقة، كنا نعيش في أبراج سكنية ومنطقة تشبهها في غزة».

ولكنّ ذلك لا يوقف اشتياق البسطامي إلى أصدقائها والأماكن التي كانت تمارس فيها اللعبة في غزة.

وتقول: «التدريب كان مختلفاً. كنت أشعر بسعادة أكبر، وكل يوم جمعة كنت أذهب للتدريب على البحر مع زملائي».

ميس أكدت أن إصرارها يعطيها أملاً في المستقبل (أ.ف.ب)

وترى البسطامي أن ممارستها للعبة في مصر تعد «تحدياً صعباً ولكنه سيرفع من مستوى المنافسة»، مشيرة إلى امتلاك مصر عدداً كبيراً من لاعبي الكاراتيه مقارنة بفلسطين».

وقالت: «اللاعبون في مصر يتفوقون تاريخياً على نظرائهم من فلسطين».

ويقول مدرب البسطامي المصري ممدوح سالم لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنها لاعبة لديها إمكانات، وتمتلك الإصرار، وملتزمة للغاية، ولكن نحن نعمل على معالجة بعض الأخطاء في الأسلوب؛ نظراً لأن الكاراتيه في فلسطين مستواه أضعف من مصر».

وتابع: «الكاراتيه تعد لعبة قدرات وليست موهبة، ولذلك أتوقع أن تتميز ميس في اللعبة».

وحول حظوظها في المنافسة دولياً وتمثيل بلدها قال سالم: «إذا لم نستطع أن نحارب معهم فعلى الأقل نساعدهم على رفع اسم بلدهم في الخارج».

وفي التدريبات تحاول البسطامي أن «تنفصل عن الواقع»، على ما تقول، ولكن «بعض الأوقات تتغلب عليك مشاهد الحرب وما تعرضنا له من ضغوط واضطرارنا للنزوح سيراً على الأقدام والقصف يميناً ويساراً... فأتوقف عن التدريب».

وتضيف أنه تغلبها أحياناً «مشاعر متعلقة بالاشتياق لأجواء تدريبنا (في غزة)، للاعبين، ولكبارنا في البلد... كلها أمور صعبة».

وبدا عدم استسلام البسطامي لأن تكون، بحسب ما وصفت، «قصة عابرة خرجت من غزة»، وقالت: «على قدر ما أستطيع أن أُبقي القضية الفلسطينية دائماً في الميدان».

وتقول: «أنا لاعبة كاراتيه. لن أترك اللعبة بين يوم وآخر دون إنجاز... لماذا أتوقف؟!».

وترى أنه «بوصولي إلى مصر لم تعد هناك حجة تمنعني من تحقيق هدفي».

وتقول: «مشاركتي في البطولات وتمثيلي لفلسطين شيئان أقدمهما لبلدي والشهداء والجرحى... هي مسؤولية وطنية».