هل يعود أبو تريكة إلى مصر؟

عقب رفع اسمه من «قوائم الإرهاب»

لاعب المنتخب المصري السابق محمد أبو تريكة (رويترز)
لاعب المنتخب المصري السابق محمد أبو تريكة (رويترز)
TT

هل يعود أبو تريكة إلى مصر؟

لاعب المنتخب المصري السابق محمد أبو تريكة (رويترز)
لاعب المنتخب المصري السابق محمد أبو تريكة (رويترز)

أعاد قرار قضائي مصري برفع اسم لاعب المنتخب الوطني السابق، محمد أبو تريكة من «قوائم الإرهاب»، الحديث عن إمكانية عودته مجدداً إلى البلاد، وسط تباين بين خبراء حول «وضعه القانوني الحالي».

في حين لم يعلق أبو تريكة، الذي ينفي بانتظام الاتهامات الموجهة إليه بدعم الإرهاب، على القرار القضائي الجديد الصادر من محكمة النقض المصرية. واللاعب السابق يقيم في قطر منذ عام 2016، حيث مقر شبكة «بي إن سبورتس» التي يعمل لصالحها محللاً لمباريات كرة القدم.

ووفق «بوابة الأهرام» الرسمية في مصر، السبت، فإن «(النقض) قضت بقبول طعن 121 شخصاً على قرار إدراجهم بقوائم الكيانات الإرهابية، وإعادة نظر الموضوع أمام دائرة جنائية مغايرة». وأشارت إلى أن «من بين المستفيدين من القرار أبو تريكة».

أبو تريكة (رويترز)

وكانت قضية عودة أبو تريكة لمصر، أحدثت جدلاً كبيراً خلال السنوات الماضية، وأثيرت بقوة عقب وفاة والده قبل سنوات، وحينها لم يحضر للقاهرة لتلقي العزاء.

وعقب قرار محكمة «النقض» تصدر أبو تريكة «التريند» في مصر على «إكس»، وسط تغريدات ترجح «عودته قريباً إلى مصر». وأسهم أبو تريكة في تحقيق ألقاب كثيرة مع النادي الأهلي والمنتخب المصري. واعتزل اللعب في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013، ويحظى بشعبية كروية كبيرة.

محامي أحد المدرجين في القرار القضائي، خالد علي، قال إن «محكمة النقض قضت بإلغاء قرار محكمة الجنايات بالإدراج على قوائم الإرهاب في القضية التي تعود إلى عام 2018». وأضاف أن تلك «القضية الشهيرة باسم أبو تريكة تضم ما يزيد على 1500 متهم، تم إدراجهم على قوائم الإرهاب منذ 2017 بموجب حكم محكمة الجنايات في مصر، وقضت النقض حينها بإلغاء حكم الإدراج».

وقامت النيابة المصرية وفق علي بـ«تقديم طلب جديد في 2018 لإدراج هذه الشخصيات على قوائم الإرهاب، لمدة خمس سنوات تنتهي في 2023، ووافقت محكمة الجنايات على هذا الطلب، كما وافقت عليه أيضاً محكمة النقض، ورفضت جميع الطعون التي قدمت على حكم الجنايات». وأضاف: «عادت النيابة المصرية في أبريل (نيسان) 2023، وقدمت طلباً بمد المدة لخمس سنوات جديدة، وقضت محكمة الجنايات في أبريل 2023 بالموافقة على طلب النيابة، وإدراج هذه الشخصيات على قوائم الإرهاب، وتم الطعن على القرار الأخير أمام محكمة النقض، واستمعت محكمة النقض لمرافعة الطعن، السبت، وقررت قبول طلبات النقض، وإلغاء قرار محكمة الجنايات، وإعادة القضية لنظرها أمام دائرة أخرى».

ووفق علي فإن الآثار المترتبة على حكم النقض بإلغاء قرار إدراج أبو تريكة على قوائم الإرهاب تتمثل في «إعادة القضية لمحكمة الجنايات، وينتظر أن يصدر في الأمر حكم نهائي بات لحسمه، في إشارة ضمنية إلى اعتزامه إعادة الطعن أمام محكمة النقض مجدداً، حال أعادت محكمة الجنايات إدراج القائمة ذاتها على قوائم الإرهاب».

ورأى عضو «لجنة العفو الرئاسي» بمصر، المحامي طارق العوضي، أن «قرار المحكمة لا يترتب عليه أي آثار برفع اسم أبو تريكة من قوائم الإرهاب أو غيره». وأضاف: «ستعود القضية إلى محكمة جنايات جديدة فقط للنظر فيها من جديد»، لافتاً إلى أن «عودة أبو تريكة لمصر من عدمه قرار يخصه هو».

وكانت محكمة جنايات في القاهرة قررت في يناير (كانون الثاني) 2017 إدراج اسم اللاعب على قوائم «الإرهاب» لاتهامه بتمويل «الإخوان». وتصنف السلطات المصرية «الإخوان»، «تنظيماً إرهابياً» منذ 2014. وفي عام 2021 قضت محكمة النقض بتأييد مدّ إدراج 1529 شخصاً على قوائم الإرهاب، من بينهم أبو تريكة وقيادات الصف الأول لـ«الإخوان» وأبناؤهم، لمدة 5 سنوات تبدأ من وقت إصدار محكمة الجنايات القرار في عام 2018.

وقال الصحافي المصري المتخصص في شؤون القضاء، محمد بصل، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما صدر من المحكمة إجراء قضائي بقبول النقض الطعن المقدم، وسيترتب عليه فقط نظر محكمة جنايات مغايرة غير التي أصدرت الحكم السابق لقرار الإدراج، وبالتالي فالحكم الصادر ليس باتاً، ولا يترتب عليه أي تغيير جوهري بخصوص الآثار المترتبة على الحكم».

وأوضح أن «القرار لا يغير في مواقف المتهمين المدرجين لحين صدور حكم نهائي وبات من محكمة النقض في مسألة الإدراج، وسيتم رفع الاسم من قائمة الإرهاب، إذا طلبت النيابة العامة ذلك من محكمة الجنايات ووافقت الأخيرة».

ويعد المنع من السفر والوضع على قوائم ترقب الوصول، من الآثار المترتبة على الإدراج على قوائم الإرهاب، «لكن من المفترض زوالها بصدور حكم بات برفض الإدراج، أو بسحب النيابة العامة لطلب الإدراج، أو بغلق القضية»، بحسب بصل.

ويتفق أستاذ القانون الدولي في مصر، الدكتور محمد محمود مهران، مع ما أثاره كل من العوضي وبصل. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن قرار محكمة النقض «لا يعني تلقائياً انتهاء القضية أو عودة أبو تريكة إلى مصر». مهران أشار إلى أن «القرار إجرائي يقضي بإعادة نظر طلب الإدراج أمام دائرة أخرى بمحكمة الجنايات، وليس حكماً موضوعياً نهائياً في القضية».

ويحسم مهران مسألة عودة اللاعب لمصر، بقوله: «في حال كان إدراج اسم أبو تريكة على قوائم ترقب الوصول مرتبطاً بهذه القضية فقط، فيمكنه العودة بعد رفع اسمه منها، أما إذا كان مدرجاً في قضايا أخرى، فسيظل وضعه كما هو لحين البت فيها».


مقالات ذات صلة

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

شمال افريقيا مدبولي خلال تفقد المشروعات في العلمين الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

تُسرّع الحكومة المصرية من «إجراءات تعويض أهالي منطقة (رأس الحكمة) في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مناقشات «الحوار الوطني» في مصر لملف «الحبس الاحتياطي» (الحوار الوطني)

«الحوار الوطني» لعرض تعديلات «الحبس الاحتياطي» على الرئيس المصري

يراجع «مجلس أمناء الحوار الوطني» في مصر مقترحات القوى السياسية وتوصياتها على تعديلات بشأن ملف «الحبس الاحتياطي»، عقب مناقشات موسعة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

يواصل مسؤولون مصريون جولاتهم المفاجئة على الأسواق للتأكد من توافر السلع بـ«أسعار مناسبة»، عقب زيادة أسعار الوقود.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)

تحقيقات تؤكد تسبب «ماس كهربائي» في حرائق أسواق بالقاهرة

حلّ الماس الكهربائي بوصفه «متهماً أول» في الحرائق التي اندلعت أخيراً بأسواق تجارية «شهيرة» في وسط القاهرة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق «الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف».

نادية عبد الحليم (القاهرة)

اللبناني حبيب: مشاهدة نادال وديوكوفيتش حلم... ومواجهة ألكاراس قصة خيالية

هادي حبيب (الشرق الأوسط)
هادي حبيب (الشرق الأوسط)
TT

اللبناني حبيب: مشاهدة نادال وديوكوفيتش حلم... ومواجهة ألكاراس قصة خيالية

هادي حبيب (الشرق الأوسط)
هادي حبيب (الشرق الأوسط)

عندما كان نجم كرة المضرب الإسباني، كارلوس ألكاراس، يحصل على 3.5 مليون دولار من فوزه ببطولة ويمبلدون لكرة المضرب، ثالثة البطولات الأربع الكبرى، كان اللاعب اللبناني هادي حبيب على بُعد 5 آلاف كيلومتر، يجني قرابة 1.350 دولار في دورات متواضعة في كندا.

ولكن بعد أسبوعين، وجد حبيب (25 عاماً)، المصنّف 275 عالمياً، نفسه من دون سابق إنذار بمواجهة ألكاراس (21 عاماً) المصنّف ثالثاً عالمياً، والفائز بـ4 ألقاب كبرى، في الدور الأول من منافسات كرة المضرب في أولمبياد باريس.

وقال اللاعب اللبناني المولود في هيوستن الأميركية، حيث تعلّم فنون ضرب الكرة الصفراء وما زال يتمرّن، قبل أن يقرر تمثيل بلده الأم لوكالة «فرانس برس»: «شعرت بصدمة عندما سمعت الخبر».

وتابع: «آمل أن أتمكن من إلهام كثير من الناس في لبنان».

هذه التجربة تركته في حالة من الذهول: «في اليوم الأول الذي وصلت فيه، من الواضح أن كل شيء كان جديداً بالنسبة لي. لذلك كنت أتجول في ملاعب رولان غاروس تائهاً بعض الشيء، افتح الباب من دون معرفة أين أتجه... عندما دخلت صالة الألعاب الرياضية في اليوم الأوّل، رأيت (الإسباني) رافايل نادال و(البريطاني) أندي موراي و(الصربي) نوفاك ديوكوفيتش، فقلت لنفسي يا إلهي، هذا لا بد أن يكون حلماً. لا بد أن يوقظني أحدهم».

كان من المقرر أن يخوض حبيب منافسات الزوجي فقط إلى جانب مواطنه بنجامين حسن المصنف 143 عالمياً والمشارك ببطاقة دعوة، إلا «أنّ القدر خبأ له مصيراً مغايراً، إذ بعد انسحاب كثير من اللاعبين بسبب الإصابة في الفردي، انتقل لخوض غمار هذه الفئة كبديل».

وقال عندما اكتشف أنه سيخوض منافسات الفردي: «في الأصل، كان من المفترض أن ألعب (فقط) في الزوجي مع مواطني بنجامين حسن. الأربعاء، سمعت أنني دخلت كبديل (في الفردي) وأني سألعب ضد كارلوس ألكاراس. لذا كانت 5 أيام مثيرة للاهتمام بالنسبة لي».

وعندما سُئل عمّا شعر به عند سماعه خبر اختياره للألعاب الأولمبية في باريس، قال: «لقد كانت صدمة. كنت في ملاعب التدريب. تلقيت رسالة عبر البريد الإلكتروني ففوجئت وشعرت بالسعادة في الوقت ذاته. قلت لنفسي سألعب الزوجي وسأشارك في الأولمبياد مع بنجامين».

وتابع: «الآن ألعب في الفردي. كل هذا حدث بسرعة كبيرة. لقد كان أمراً مذهلاً. يمكن للحياة أن تتغير في لحظة. يمكنك القول إنها قصة خيالية. قادماً من لبنان، هذه الدولة الصغيرة، أن أتمكن من مواجهة مثل هذا اللاعب (ألكاراس) على مسرح كبير. لقد تلقيت كثيراً من الدعم من الجميع، وكاد هاتفي ينفجر...».

ومنذ أن تحول إلى عالم الاحتراف في عام 2021، أمضى حبيب معظم مسيرته في خوض دورات «آي تي إف» المتواضعة، ففاز بـ10 ألقاب في الفردي، وبلقبين في الزوجي.

والآن، سيدوّن اسمه في السجلات الأولمبية كأوّل رياضي يمثل لبنان في كرة المضرب، معبراً: «لقد امتلأت بالعواطف والإثارة والقليل من التوتر... أنا متحمّس للحصول على هذه الفرصة للعب وتمثيل لبنان. كنت سعيداً فقط لكوني أشارك في الأولمبياد، والآن ألعب ضد ألكاراس على (ملعب) سوزان لانغليه. أنا سعيد للغاية ومتحمس ومستعد».

واستطرد: «تمثيل لبنان يعني لي الكثير، فهو مكان خاص بالنسبة لي. فالثقافة هناك مذهلة، ووالدي لبناني. لقد مررنا بأوقات عصيبة، لذا فمن الرائع أن نحصل على بعض الأخبار الجيدة للبلاد...».

ولم يخفِ حبيب رغبته في مقابلة نجم كرة السلة الأميركي ستيفن كوري، الذي يعشق رؤيته يلعب.