قد تقلل مشاركة 24 فريقاً في كأس آسيا لكرة القدم من جودة المباريات، مع خروج 8 فرق فقط من دور المجموعات، لكن بالنسبة لبعض الدول الناشئة فإنها فرصة نادرة لإظهار قدراتها على المنافسة في بطولة كبرى.
وحققت طاجيكستان وفلسطين وسوريا وإندونيسيا إنجازاً تاريخياً ببلوغ أدوار خروج المغلوب، لأول مرة في تاريخها هذا العام في قطر، بعدما تأهلت المنتخبات الثلاثة الأخيرة، بعد حصولها على المركز الثالث في مجموعاتها.
وتأهلت فلسطين إلى دور الـ16 في المشاركة الثالثة لها، وفازت بمباراة في كأس آسيا لأول مرة، حين انتصرت 3 - صفر على هونغ كونغ لتضمن التأهل للدور التالي، يوم الثلاثاء.
وقال مصعب البطاط، قائد منتخب فلسطين: «هذا الإنجاز سيشكل حافزاً ويجلب البسمة داخل فلسطين وخارجها، وضعنا العواطف جانباً على أرض الملعب؛ لأننا آمنّا بالمجموعة وروح الفريق. من خلال تقديم الرسالة الصحيحة، قدّمنا أنفسنا بوصفنا لاعبين مؤهلين، وأثبتنا أننا نستحق أن نكون هنا. نعرب عن امتناننا لجميع جماهيرنا».
كان منتخب طاجيكستان، الذي يشارك لأول مرة في البطولة، صاحب المفاجأة الكبرى في دور المجموعات، إذ تأهل إلى أدوار خروج المغلوب بعدما أنهى الدور الأول في المركز الثاني بالمجموعة الأولى، خلف منتخب قطر حامل اللقب.
وبقيادة المدرب ذي الحضور القوي، الكرواتي بيتار شيجرت، وجدت طاجيكستان نفسها في مأزق في مواجهة لبنان في ختام مشوار الفريقين بدور المجموعات، لكنها انتفضت لتتأهل للدور الثاني بعدما هزّت الشباك لأول مرة لتحصد أول انتصار في البطولة.
وقال المدرب: «بالنسبة لنا، اجتياز دور المجموعات حلم كبير. كان الحلم الأول هو التأهل، والثاني الوصول للدور التالي. والآن يتجدد الحلم، يجب أن نتعامل مع الأمر خطوة تلو الأخرى، يجب أن نحترم المنافسين. كثرة الأحلام ليست بالأمر الجيد. أنا واقعي ولا بد أن نظل واقعيين».
وتأهلت سوريا إلى أدوار خروج المغلوب لأول مرة منذ مشاركتها الأولى في البطولة في 1980، مما أجج مشاعر البعض، بينهم مترجم المدرب هيكتور كوبر الذي لم يتمالك دموع الفرحة خلال مقابلة أعقبت المباراة.
وقال كوبر: «بدأنا بحلم التأهل لكأس آسيا، وأعقبه طموح الوصول لدور الـ16. نعرف أن هذا لا يعدّ إنجازاً كبيراً لكثير من الفرق الكبرى في هذه البطولة. لكن بالنسبة لنا إنه شعور رائع، وسنقدم ما يلزم للبقاء هنا لأطول فترة ممكنة».
واضطرت إندونيسيا لانتظار تعثر عمان لتتقدم في البطولة بعدما ودعتها 4 مرات من دور المجموعات.
وقال المدرب شين تاي يونغ: «دربت واحداً من أضعف الفريق المشاركة في هذه البطولة. تحتل إندونيسيا الترتيب 146 في التصنيف، لكن أداءنا لا يعكس تصنيفنا. كنا الفريق الأصغر سناً في دور المجموعات، ومواجهة أفضل الفرق في آسيا ستساعدنا على مواصلة التطور».