«كأس أفريقيا»: المغرب يهزم زامبيا ويصطدم بجنوب أفريقيا في دور 16https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/4811626-%D9%83%D8%A3%D8%B3-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D9%87%D8%B2%D9%85-%D8%B2%D8%A7%D9%85%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D9%8A%D8%B5%D8%B7%D8%AF%D9%85-%D8%A8%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D8%B1-16
«كأس أفريقيا»: المغرب يهزم زامبيا ويصطدم بجنوب أفريقيا في دور 16
الكونغو الديمقراطية رافقت أسود الأطلس وستواجه مصر في ثمن النهائي
منتخب المغرب حقق فوزاً ثميناً (أ.ب)
أبيدجان:«الشرق الأوسط»
TT
أبيدجان:«الشرق الأوسط»
TT
«كأس أفريقيا»: المغرب يهزم زامبيا ويصطدم بجنوب أفريقيا في دور 16
منتخب المغرب حقق فوزاً ثميناً (أ.ب)
حسم المغرب صدارة مجموعته بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، اليوم (الأربعاء)، بفوزه 1-صفر على زامبيا بهدف حكيم زياش، الذي خرج مصاباً بين الشوطين، في غياب المدرب وليد الركراكي للإيقاف.
ورفع المغرب رصيده إلى سبع نقاط، وسيواجه جنوب أفريقيا في دور 16، مقابل ثلاث نقاط للكونغو الديمقراطية التي تأهلت في المركز الثاني وستواجه مصر لاحقاً بعد تعادلها دون أهداف مع تنزانيا في نفس التوقيت.
وتوقف رصيد زامبيا عند نقطتين، وهو نفس رصيد تنزانيا، ولم تتمكن من التأهل ضمن أفضل منتخبات تحتل المركز الثالث لتغادر البطولة.
وفتحت هذه النتيجة الباب أمام تأهل كوت ديفوار صاحبة الضيافة إلى دور 16، رغم جمع ثلاث نقاط فقط من فوز وهزيمتين في دور المجموعات، وإقالة مدربها جان لويس جاسيه في وقت سابق اليوم.
وتلقى المغرب نبأ صادماً قبل ساعات من المباراة بإيقاف الركراكي من الاتحاد الأفريقي (الكاف) لأربع مباريات مع إيقاف التنفيذ في مباراتين، بسبب شجاره مع تشانسل مبيمبا قائد الكونغو الديمقراطية بعد التعادل 1-1 في الجولة الماضية.
وشاهد الركراكي المباراة من المدرجات فيما قاد مساعده رشيد بنحمود الفريق الذي بلغ الدور قبل النهائي في كأس العالم 2022 في أكبر إنجاز عربي وأفريقي.
وأجرى الركراكي أربعة تغييرات على تشكيلته الأساسية، حيث أراح القائد وقلب الدفاع غانم سايس، والظهير الأيسر محمد الشيبي، ولاعب الوسط سليم أملاح، والمهاجم يوسف النصيري، ودفع بدلا منهم بيونس عبد الحميد ويحيى عطية الله وإسماعيل صيباري وأيوب الكعبي.
سيطر المغرب على اللقاء لكن دون فاعلية، وكانت أخطر فرصة من ضربة رأس المدافع نايف أكرد في الدقيقة 35، قبل أن ينجح حكيم زياش في هز الشباك بعد دقيقتين.
ومرر أشرف حكيمي كرة عرضية إلى الكعبي لكن الحارس تريسفورد مولينغا تصدى للكرة لترتد إلى زياش الذي أسكنها الشباك على الفور، واحتفل بالهدف بتوجيه إشارة "القلب" للركراكي في المدرجات.
وكان الكعبي قريباً من مضاعفة النتيجة من ضربة رأس لكن مولينغا تصدى للكرة قبل نهاية الشوط.
وغادر زياش الملعب متأثراً بإصابة بين الشوطين، واستبدل بأمين عدلي الذي كان سيسجل من أول فرصة في الشوط الثاني لكن الحارس مولينغا منعه من ترك بصمة فورية.
وتراجع المغرب بعد خروج زياش ما شجع زامبيا على التقدم، وكاد لاميك باندا يخطف التعادل بتسديدة بجوار قائم ياسين بونو قبل مرور ساعة.
وحاول المغرب تنشيط الهجوم بنزول عبد الصمد الزلزولي، وأمير ريتشاردسون، وطارق تيسودالي، بدلاً من سفيان بوفال، وصيباري، والكعبي، لكن دون تأثير فعلي.
وأنقذ الحارس بونو فرصة التعادل من تسديدة بعيدة من باندا قبل أربع دقائق من النهاية.
تعادل المنتخب الجزائري أمام نظيره من غينيا الاستوائية سلبياً، في المباراة التي أُجريت الخميس في مالابو، ضمن الجولة الخامسة من تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025.
سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحربhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/5083956-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D8%B1-%D8%A3%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%86%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AF%D9%81%D8%B9%D8%AA-%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.
سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».
وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.
في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.
القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.
لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».
وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».
في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».
أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».
عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».
زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.
مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.
رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».
زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.