«المناورة» سلاح بلماضي في استراتيجية الجزائر الأفريقية

جمال بلماضي لم يعلق على تطلعات الجزائر في أمم أفريقيا (غيتي)
جمال بلماضي لم يعلق على تطلعات الجزائر في أمم أفريقيا (غيتي)
TT

«المناورة» سلاح بلماضي في استراتيجية الجزائر الأفريقية

جمال بلماضي لم يعلق على تطلعات الجزائر في أمم أفريقيا (غيتي)
جمال بلماضي لم يعلق على تطلعات الجزائر في أمم أفريقيا (غيتي)

كان المتابعون لكرة القدم الأفريقية يرشحون الجزائر للاحتفاظ بلقب كأس الأمم لكرة القدم قبل انطلاق النسخة الماضية، لكن يبدو أن تطلعات جمال بلماضي المعلنة وضعت ضغطاً لم يتحمله فريقه ليغادر مبكراً من دور المجموعات ليغير مدرب «الخضر» استراتيجيته مستخدماً مناورة قبل خوض المنافسات في كوت ديفوار.

لذلك لم يرشح بلماضي الجزائر للفوز باللقب عكس ما أعلنه قبل البطولة الماضية مفضلاً تونس والمغرب ومصر من المنتخبات العربية.

وجاءت اختيارات المدرب الفائز بكأس الأمم 2019 معتمدة على عناصر الخبرة مثل الحارس رايس مبولحي، وثنائي الدفاع يوسف عطال ورامي بن سبعيني، ولاعب الوسط إسماعيل بن ناصر وسفيان فيغولي، بجانب القائد رياض محرز والمهاجم بغداد بونجاح.

وستضم هذه المجموعة من أصحاب الخبرة، الذين قال عنهم بلماضي إن الجزائر تحتاج إليهم في البطولة، مجموعة من اللاعبين الشبان الذين فضلوا اللعب لبلدهم الأصلي رغم ازدواج الجنسية مثل فارس شايبي ورامز زروقي، أو من سبق له تمثيل منتخبات أخرى في مراحل الناشئين مثل ياسر لعروسي الذي لعب مع شباب فرنسا، وريان آيت نوري وحسام عوار الذي لعب للمنتخب الفرنسي الأول، واستفاد من قوانين الاتحاد الدولي (الفيفا) ليغير جنسيته الرياضية.

وتلقت الجزائر ضربة قوية بعد إعلان غياب المهاجم أمين غويري عن البطولة للإصابة بعد ضمه للقائمة النهائية.

لاعبو المنتخب الجزائري في التدريبات (منتخب الجزائر)

ويرى بعض المتابعين أن تصريحات بلماضي تأتي لإبعاد الضغط عن فريقه، وعدم مطالبة الجماهير للمنتخب بالذهاب بعيداً في البطولة، لكن الهدف غير المعلن سيكون العودة لمنصات التتويج تعويضاً للخروج المبكر في النسخة الماضية، وعدم بلوغ كأس العالم 2022 بعد الخسارة أمام الكاميرون في مباريات الدور الأخير المؤهلة للبطولة التي أقيمت في قطر.

وتجنبت الجزائر الخسارة خلال 10 مباريات العام الماضي فازت في 7 منها، لكن هذه الأرقام قد تكون خادعة بعدما بدأ فريق بلماضي البطولة الماضية وهو لم يهزم في 34 مباراة، وعلى بُعد 3 مباريات من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم إيطاليا، لكنه تعرض لخسارة صادمة أمام غينيا الاستوائية بعد تعادله سلبياً أمام سيراليون في افتتاحية المنافسات التي استضافتها الكاميرون.

ولم يسبق للجزائر أن فازت بكأس الأمم بعيداً عن شمال أفريقيا؛ حيث حققت أول ألقابها عام 1990 حين استضافت البطولة، وانتظرت 29 عاماً حتى وضعت النجمة الثانية على قميصها بعد التتويج في مصر.

وتلعب الجزائر في المجموعة الرابعة المتوازنة عندما تفتتح مبارياتها أمام أنغولا، قبل اللعب أمام بوركينا فاسو ثم تختتم دور المجموعات بمواجهة موريتانيا التي تشهد طفرة كروية مؤخراً.

محرز نجم الجزائر يأمل في حمل كأس أمم أفريقيا من جديد (منتخب الجزائر)

سيقود محرز الجزائر في البطولة التي يأمل في رفع كأسها مجدداً؛ أملاً في استكمال رحلة إنجازاته بعد المساهمة في تحقيق فريقه السابق مانشستر سيتي ثلاثية الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، وكأس الاتحاد الإنجليزي قبل الانتقال إلى الأهلي السعودي في الصيف الماضي.

ويأمل الجناح البالغ عمره 32 عاماً في القيام بدور حاسم مثل عام 2019، حين سجل هدفاً في الوقت بدل الضائع لتفوز الجزائر 2 - 1 على نيجيريا، وتتقدم إلى النهائي قبل الفوز على السنغال، ليعوض فشله في تسجيل أي هدف في النسخة الماضية مع إهدار ركلة جزاء في الخسارة 3 - 1 أمام ساحل العاج.

وأسهم محرز في 15 هدفاً خلال 19 مباراة مع الأهلي في الدوري السعودي للمحترفين، ويستهدف مواصلة تقديم نفس الأداء وسط مساندة محمد أمين عمورة الذي يعد النجم الصاعد في عالم الكرة الجزائرية.

ويعيش المهاجم البالغ عمره 23 عاماً حالة من التألق مع يونيون سان جيلواز بعد انتقاله للفريق البلجيكي الصيف الماضي قادماً من لوجانو السويسري.

وسجل أمين عمورة 13 هدفاً خلال 15 مباراة في الدوري البلجيكي، بالإضافة لهدفين خلال 6 مباريات في الدوري الأوروبي، ليكون ضمن أبرز المواهب المبشرة التي تشارك في كأس الأمم.

لكن انطلاقة عمورة، الذي سجل 5 أهداف دولية خلال 19 مباراة، ستتأخر بعد تأكد غيابه عن مباراة أنغولا للإيقاف بسبب تراكم البطاقات.


مقالات ذات صلة

الفرجاني بعد فضية الأولمبياد: أشعر أنني مازلت أحلم!

رياضة عربية الفرجاني محتفلاً بميداليته الفضية (أ.ف.ب)

الفرجاني بعد فضية الأولمبياد: أشعر أنني مازلت أحلم!

 أكد البطل التونسي فارس الفرجاني أنه لم يشعر بعد بالإنجاز الذي حققه، والمتمثل في الفوز بميدالية أولمبية فضية في منافسات المبارزة بسلاح السابر للرجال.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة سعودية فريق «سمارت أوميغا» لحظة تتويجه باللقب (الشرق الأوسط)

كأس العالم للرياضات الإلكترونية: «سمارت أوميغا» يحلق بأول لقب للسيدات

تُوّج فريق «سمارت أوميغا» بلقب بطولة «موبايل ليغندز بانغ بانغ» للسيدات، في كأس العالم للرياضات الإلكترونية، بعد 4 أيام من المنافسات الشديدة بين نخبة الفرق.

لولوة العنقري (الرياض )
رياضة عربية فارس الفرجاني مرتدياً زي المنافسات في سلاح السابر (رويترز)

وزير الرياضة التونسي: فرجاني دخل التاريخ... وفضيته «ذهبية» بأعيننا

 أثنى وزير الرياضة التونسي كمال دقيش، بشدة، على فارس الفرجاني البطل التونسي المتوج بالميدالية الفضية في منافسات المبارزة بسلاح السابر للرجال.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية فرحة لاعبي المنتخب الياباني عقب فوزهم على مالي والتأهل لربع النهائي (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس – قدم»: اليابان تعبر مالي وتصعد لدور الثمانية

حجز منتخب اليابان الأولمبي تحت 23 سنة، مقعده في دور الثمانية بمنافسات كرة القدم للرجال في أولمبياد باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة سعودية الفيصل والنعيمي خلال لقائهما في البيت الأولمبي الإماراتي (الأولمبية السعودية)

«باريس 2024»: الفيصل يشهد افتتاح «البيت الأولمبي الإماراتي»

شهد الأمير عبد العزيز الفيصل رئيس البعثة السعودية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية افتتاح البيت الأولمبي الإماراتي، المقام على هامش الدورة.

«الشرق الأوسط» (باريس )

الفرجاني بعد فضية الأولمبياد: أشعر أنني مازلت أحلم!

الفرجاني محتفلاً بميداليته الفضية (أ.ف.ب)
الفرجاني محتفلاً بميداليته الفضية (أ.ف.ب)
TT

الفرجاني بعد فضية الأولمبياد: أشعر أنني مازلت أحلم!

الفرجاني محتفلاً بميداليته الفضية (أ.ف.ب)
الفرجاني محتفلاً بميداليته الفضية (أ.ف.ب)

أكد البطل التونسي فارس الفرجاني أنه لم يشعر بعد بالإنجاز الذي حققه، والمتمثل في الفوز بالميدالية الفضية في منافسات المبارزة بسلاح السابر للرجال، ليهدي العرب أول إنجاز في أولمبياد باريس 2024، مساء السبت.

وحقق الفرجاني الميدالية الفضية بعد خسارته في المباراة النهائية أمام أوه سانجوك من كوريا الجنوبية الذي انتزع الذهبية بفضل فوزه بنتيجة 15-11.

وتفوق أوه سانجوك في الجولة الأولى بنتيجة 8-4 قبل أن يقلص اللاعب التونسي الفارق في الجولة الثانية، وكان بمقدوره أن يخرج فائزاً إذا استغل لحظة سقوط منافسه الكوري على الأرض، لكنه عوضاً عن ذلك تحلى بروح رياضية مذهلة وأعطى يده لمنافسه لكي يساعده على النهوض.

وقال الفرجاني في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «أشعر بأنني مازلت أحلم ولم أشعر بعد بالإنجاز الذي حققته».

وأضاف «كلما كانت تراودني فكرة أنني سأنافس على ميدالية أولمبية... كنت أتجاهل الأمر حتى لا أشتت نفسي أو أفقد تركيزي». وأوضح «أردت أن أقدم أفضل ما لدي وأن استمتع باللعب فقط».

وأشار الفرجاني أنه «منذ شهرين خسرت في دور الثمانية ببطولة أفريقيا ومنذ ذلك الوقت قلت لنفسي إنني إذا أردت الفوز بميدالية فينبغي أن أتحلى بالهدوء وأن أضع في اعتباري أن جميع المنافسين أقوياء».

وأكد «تعلمت الكثير في الأشهر الأخيرة، الشيء الوحيد الذي أريده هو التدريب بشكل أكبر والتركيز على المستقبل».

وعن سبب فقدان الكثير من النقاط قبل تسجيل عودة مثيرة، أوضح «لقد سبق وأن واجهت أوه سانجوك من قبل، لكنه غيّر من استراتيجيته هذه المرة وفاجئني وأربكني». وأكد «منافسي الكوري يستحق الميدالية الذهبية بفضل أدائه الرائع».

وفي ختام حديثه وجّه الفرجاني رسالة لزملائه في البعثة التونسية، فحواها أنه ينبغي عليهم التركيز فقط على ما يقومون به وعدم تشتيت أنفسهم من أجل تحقيق النجاح.