افتتاحية صعبة تنتظر الأهلي والزمالك في الدوري المصري

الأهلي المصري خلال تحضيراته لانطلاقة الدوري (الأهلي المصري)
الأهلي المصري خلال تحضيراته لانطلاقة الدوري (الأهلي المصري)
TT

افتتاحية صعبة تنتظر الأهلي والزمالك في الدوري المصري

الأهلي المصري خلال تحضيراته لانطلاقة الدوري (الأهلي المصري)
الأهلي المصري خلال تحضيراته لانطلاقة الدوري (الأهلي المصري)

يخوض الأهلي حامل اللقب وغريمه الزمالك مواجهتين صعبتين في المرحلة الأولى من النسخة 65 لبطولة مصر في كرة القدم التي تضمّ 18 نادياً بينهم الثلاثي الصاعد إف سي زد وبلدية المحلة والجونة، وتشهد زيادة الحضور الجماهيري إلى عشرة آلاف متفرّج.

وشهد موسم الانتقالات إنفاق الأندية المصرية ما يقرب من 18 مليون دولار أميركي، أقل من الماضي الذي تخطت قيمة الانتقالات 30 مليون دولار. اكتفى الأهلي بثلاث صفقات، فيما لم يبرم الزمالك أي تعاقدات بسبب قرار الاتحاد الدولي (فيفا)، بمنعه من القيد لثلاث فترات لعدم سداده غرامة مالية.

ويُعدّ إمام عاشور، لاعب الزمالك الأسبق والقادم إلى الأهلي من ميدتيلاند الدنماركي، أغلى لاعب في انتقالات الصيف بقيمة 3 ملايين دولار، يليه المغربي رضا سليم القادم إلى الأهلي من الجيش الملكي المغربي بقيمة 2.2 مليون دولار.

جماهير الأهلي حضرت بقوة لدعم فريقها في الطائف (الأهلي المصري)

ويستهل الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد المرات الفوز بالبطولة (43)، حملة الدفاع عن لقبه بمواجهة صعبة أمام ضيفه المصري الثلاثاء بملعب الجيش ببرج العرب.

يسعى بطل أفريقيا إلى مصالحة جماهيره، عقب خسارته السوبر الأفريقي لصالح اتحاد العاصمة الجزائري الجمعة، خصوصاً بعد تدعيم هجومه بالفرنسي المخضرم أنتوني موديست (35 عاماً) القادم من بوروسيا دورتموند الألماني في صفقة انتقال حر كلفت خزينة النادي 1.6 مليون دولار راتباً سنوياً.

ولن تكون مهمة الأهلي، العائد من معسكر إعداد في النمسا بقيادة السويسري مارسيل كولر في ثاني مواسمه مع الفريق، سهلة في مواجهة المصري العائد من معسكره المغربي بقيادة مدربه الجديد علي ماهر.

تولى ماهر المسؤولية نهاية الموسم الماضي خلفاً لميمي عبد الرازق ودعّم صفوفه بباهر المحمدي، ومحمد الشامي والدولي محمود حمادة والتونسي فخر الدين بن يوسف والجزائري غيلاس قناوي.

الزمالك يريد الفوز بلقب الدوري (نادي الزمالك)

ويحلّ الزمالك الغارق في أزماته المالية والإدارية والفنية ضيفاً على بيراميدز المستقرّ الخميس بملعب الدفاع الجوي.

خرج الزمالك من موسمه الأخير بلا ألقاب، فحل ثالثاً في الدوري الذي حمل لقبه موسمين توالياً، ودّع دوري أبطال أفريقيا من دور المجموعات وخسر لقبي كأس مصر والسوبر المحلي.

يواجه أزمة مالية وديوناً لصالح جهات حكومية ودولية ولاعبين ومدربين أجانب سابقين، وعزل رئيسه الجدلي مرتضى منصور من منصبه بعد معاقبته بالحبس ستة أشهر، في قضية سب وقذف موظف عام بالجهاز المركزي للمحاسبات.

استقال باقي أعضاء مجلسه ويعاني فنياً مع مدربه الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، إذ ودّع من دور المجموعات في بطولة الأندية العربية الشهر الماضي، كما خسر السبت الماضي أمام أرتا سولا الجيبوتي المغمور 0-2 في ذهاب الدور الأول (الـ32) لكأس الاتحاد الأفريقي الرديفة لدوري الأبطال.

على الجانب الآخر، استقر بيراميدز وصيف النسخة الماضية على تجديد عقد مدربه البرتغالي جايمي باتشيكو وعاد بنتيجة حذرة من أرض مضيفه الجيش الرواندي (0-0)، في ذهاب الدور الثاني من دوري الأبطال الذي يخوضه للمرّة الأولى.

تعاقد مع تسعة لاعبين يتقدمهم ثنائي الزمالك يوسف أسامة نبيه وسيف فاروق جعفر في صفقة انتقال حر، وثلاثي فيوتشر محمد رضا (بوبو) وعمرو مرعي ومهند لاشين والكونغولي الديمقراطي فيستون ماييلي مهاجم يانغ أفريكانز التنزاني.

الجماهير الزملكاوية تساند دائماً فريقها في المنافسات (نادي الزمالك)

وتنطلق مباريات الموسم الجديد بمواجهة طلائع الجيش بقيادة مدربه عبد الحميد بسيوني مع البنك الأهلي بقيادة القبرصي نيكوديموس بابافاسيليو، الاثنين بملعب جهاز الرياضة العسكري.

وفي مغامرة محفوفة بالمخاطر يخوض الإسماعيلي، الناجي من الهبوط، بمجموعة من الشباب، لحرمانه من القيد بسبب عدم سداد مستحقات لاعبه السابق التونسي نور الدين الزمان والمقدّرة بـ600 ألف دولار. يحلّ ضيفاً على إف سي زد في الظهور الأول للفريق «الاستثماري» في الدوري بقيادة المدرّب مجدي عبد العاطي.

ويستضيف الداخلية بقيادة المدرّب الجديد ميمي عبد الرازق إنبي بقيادة تامر مصطفى الأربعاء بملعب السلام.

ويحل بلدية المحلة العائد للدوري الممتاز بعد غياب 15 عاماً بقيادة المدرّب أحمد عبد الرؤوف، ضيفاً على المقاولون العرب بقيادة شوقي غريب في ثالث مواسمه.

وتختتم مباريات الاثنين الثالث بمواجهة سموحة بقيادة أحمد سامي مع الجونة ثالث الصاعدين للدوري، بقيادة علاء عبد العال بملعب الإسكندرية.

وعاد فاركو لسوق الانتقالات بعد غياب فترتي قيد بسبب التعاقد مع السوداني سيف تيري وهو مرتبط بعقد مع نادي المريخ. أتم فريق المدرب البرتغالي برونو رومارو التعاقد مع 22 لاعباً ويستضيف فيوتشر بإشراف مدربه الجديد البرتغالي ريكاردو فورموسينيو الخميس بملعب الجيش ببرج العرب.

وتختتم مباريات المرحلة بمواجهة الاتحاد السكندري بقيادة لاعبه السابق طارق العشري للمرة الأولى في مشواره التدريبي، مع سيراميكا كليوباترا بقيادة أيمن الرمادي بملعب الإسكندرية.


مقالات ذات صلة

صراع بين زيزو والشحات وشوبير للفوز بجائزة الأفضل داخل أفريقيا

رياضة عالمية صراع بين زيزو والشحات وشوبير للفوز بجائزة الأفضل داخل أفريقيا

صراع بين زيزو والشحات وشوبير للفوز بجائزة الأفضل داخل أفريقيا

يتنافس الثلاثي المصري حسين الشحات ومصطفى شوبير وأحمد سيد زيزو على جائزة أفضل لاعب داخل أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية أحمد مصطفى زيزو جاهز لمواجهة المصري (نادي الزمالك)

الزمالك يعلن جاهزية زيزو والزناري قبل مواجهة المصري

أعلن نادي الزمالك جاهزية أحمد مصطفى زيزو ومصطفى الزناري ثنائي الفريق الأول قبل مواجهة المصري المقرر لها السبت المقبل

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية أحمد فتوح الظهير الأيسر لنادي الزمالك ومنتخب مصر (نادي الزمالك)

حبس أحمد فتوح لاعب الزمالك المصري سنة مع إيقاف التنفيذ

قضت محكمة مرسى مطروح المصرية بحبس أحمد فتوح الظهير الأيسر لنادي الزمالك ومنتخب مصر لمدة عام وتغريمه 20 ألف جنيه مع إيقاف التنفيذ 3 سنوات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية حسين الشحات لاعب الأهلي (صفحة اللاعب على فيسبوك)

مصر: الصلح يُنهي أزمة الشحات والشيبي بعد 18 شهراً من «الخِصام»

بعد نحو عام ونصف العام من «الخِصام» بينهما، أنهى الصلح أزمة المصري حسين الشحات، لاعب الأهلي، والمغربي محمد الشيبي.

محمد عجم (القاهرة)
رياضة عالمية جماهير الزمالك لا تتوقف عن دعم فريقها لمواصلة المنافسة (نادي الزمالك)

الدوري المصري: صدارة ثلاثية وأزمات التحكيم مستمرة

انتهت المرحلة الثانية من الدوري المصري لكرة القدم بانفراد الأهلي حامل اللقب، وغريمه التقليدي الزمالك، والاتحاد السكندري، بالصدارة بعدما نجحت في تحقيق الفوز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.