«جميعهن مثل أنس جابر» تحلم فتيات تونسيات اجتمعن السبت في نادٍ لكرة المضرب في العاصمة، بالسير على خطى قدوتهن نجمة التنس العالمية الباحثة عن أول لقب كبير لها، عندما تخوض «نهائي ويمبلدون» أمام التشيكية ماركيتا فوندوسوفا.
تجري منافسات الدورة على ملاعب نادي التنس التونسي في منطقة آلان سافاري بالقرب من وسط المدينة، الذي كان أول ناد في البلاد.
على الأراضي الصلصالية التي تحميها الأشجار العالية أحياناً من أشعة الشمس، تضرب لينا، ياسمين وآمنة الكرة الصفراء. جاءت عائلاتهن، ومعظمهن من الطبقة الوسطى التونسية لتشجيعهن.
تؤكّد ابتسام تريمش، والدة إحدى اللاعبات، الحماسة تجاه جابر، وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «عندما يشاهدن أنس جابر تشارك سنتين توالياً في بطولة (غراندسلام) ثم تبلغ النهائي، فهذا يلهم الأطفال والأهالي الذين يشجعون أطفالهم أكثر على ممارسة هذه الرياضة».
في المجمل، يخوض الفتيان والفتيات ثماني مباريات.
«أن أصبح مثل أنس جابر»، تقول ابنتها لينا الشاذلي البالغة 9 أعوام بشجاعة: «أنا قادرة أن أصبح مثل أنس جابر وأشارك في دورات (الغراندسلام) مثل (ويمبلدون) و(رولان غاروس)».
أثارت اللاعبة التي تُعدّ رمزاً وطنياً وتلقّب بـ«وزيرة السعادة» في تونس، حماسة غير مسبوقة تجاه رياضة التنس في السنوات الثلاث الماضية، خصوصاً لدى الفتيات الصغيرات في بلد تُعدّ فيه كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية.
لا يساور ياسمين بن مبروك (9 أعوام) الشك حول موهبتها: «أعتقد بأني سأصبح لاعبة كبيرة مثل أنس جابر وسأشارك في مباريات كبرى».
ليس بعيداً، ترى آمنة بارتاجيس أن بمقدورها أن تصبح «أفضل من أنس جابر».
يثني الطامحون للحاق بالنجمة الوطنية المفتخرة بأنها «منتج تونسي 100 في المائة»، على أسلوب لعبها الديناميكي، كراتها الساقطة وراء الشبكة وروح الصداقة.
مثابرتها وقدرتها على التغلب على سلسلة من الإصابات، في المعصم وربلة الساق التي أبعدتها عن جزء من موسم 2022 - 2023، تثيران الإعجاب أيضاً.
قبل نهائي السبت ضد فوندوسوفا، شرحت المصنفة سادسة عالمياً: «تعلّمت أن أكون صبورة جداً، وأتقبّل كل تداعيات الإصابات».
أنس المنحدرة من عائلة متوسطة من ضواحي سوسة، قريبة جداً من المعجبين، وتمضي وقتاً طويلاً بعد المباريات لتوقيع الصور التذكارية والتقاط السيلفي مع الجماهير.
بعد ظهورها القوي في يناير (كانون الثاني) 2020 في بطولة أستراليا المفتوحة، عندما أصبحت أول لاعبة عربية تبلغ ربع نهائي بطولة كبرى، تحوّلت اللاعبة التي ستبلغ التاسعة والعشرين قريباً إلى فخر تونسي.
ساهمت في رفع معنويات مواطنيها في بلد يمرّ بأزمة اقتصادية وسياسية خطيرة.
تنشد جابر أن تكون الثالثة ثابتة عندما تخوض السبت مواجهة فوندروسوفا المصنفة 42 عالمياً، ما سيجعلها أول لاعبة عربية وأفريقية ترفع كأس بطولة كبرى في تاريخ اللعبة الصفراء.
غازلت جابر اللقب مرتين العام الماضي، بوصولها إلى أول نهائي كبير في مسيرتها في «ويمبلدون» خسرته أمام الكازاخستانية إيلينا ريباكينا، قبل أن تسقط بعد قرابة شهرين في نهائي الولايات المتحدة المفتوحة ضد البولندية إيغا شفيونتيك الأولى عالمياً.