ميسي يسطر التاريخ في الدوري الأميركي

النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يحمل جائزة الأفضل في الدوري الأميركي (إ.ب.أ)
النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يحمل جائزة الأفضل في الدوري الأميركي (إ.ب.أ)
TT

ميسي يسطر التاريخ في الدوري الأميركي

النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يحمل جائزة الأفضل في الدوري الأميركي (إ.ب.أ)
النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يحمل جائزة الأفضل في الدوري الأميركي (إ.ب.أ)

أفضل لاعب... أفضل فريق... أصبح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، هداف إنتر ميامي مصدر قوة لا جدال فيها في الدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم حالياً، حيث يقدم مسيرة استثنائية ليس لها مثيل في المسابقة.

وأصبح النجم الأرجنتيني البالغ من العمر 38 عاماً، والذي قاد إنتر ميامي للقب كأس الدوري الأميركي للمحترفين، أول لاعب في تاريخ الدوري الأميركي يفوز بجائزة أفضل لاعب لعامين متتاليين.

وأصبحت هذه الجائزة الإنجاز الأحدث في قائمة إنجازات ميسي التي تبدو وكأنها لا تنتهي، وكان هذا التتويج متوقعاً على نطاق واسع، بعد أن سجل 29 هدفاً، ليحصد لقب هداف الدوري الأميركي، بجانب تقديمه 19 تمريرة حاسمة خلال الموسم العادي.

كما أصبح ميسي ثاني لاعب فقط يفوز بالجائزة مرتين في تاريخ الدوري، لينضم بذلك إلى بريكي، الذي فاز بالجائزة في عامي 1997 و2003، أما بقية الفائزين، فقد حصلوا جميعاً على الجائزة لمرة واحدة فقط.

وقال الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، مدرب إنتر ميامي وزميل ميسي السابق: «لقد كان رائعاً طوال الموسم، سواء على مستوى الأرقام أو الالتزام».

لعب ميسي بالكاد في نصف مباريات إنتر ميامي في الموسم العادي لعام 2024، الأمر الذي أثار بعض الشكوك حول ما إذا كان يستحق الفوز بالجائزة، لكن بعد فوزه المتقارب في التصويت العام الماضي، لم يكن هناك أي جدال هذا العام.

وحصد ميسي نسبة 70.40 في المائة من إجمالي الأصوات هذا الموسم في سباق جائزة أفضل لاعب، وهي أكبر نسبة فوز منذ تتويج سيباستيان جيوفينكو نجم تورونتو السابق بالجائزة في عام 2015، وحل أندرس دراير لاعب سان دييغو في المركز الثاني وحصل على نسبة أصوات 11.2 في المائة، ويليه دينيس بوانغا لاعب لوس أنجليس الذي حصل على نسبة أصوات 7.3 في المائة، ثم إيفاندر لاعب سينسيناتي الذي حصل على 4.8 في المائة من الأصوات، يليه سام سوريدج لاعب ناشفيل الذي حصل على 2.4 في المائة من الأصوات.

ووصف مفوض الدوري الأميركي، دون جاربر، ميسي في وقت سابق هذا الموسم بأنه «أعجوبة»، مضيفاً: «هناك شيء في طريقة تفكيره... إنه يفكر في اللعبة بطريقة لم يفكر بها أي شخص آخر من قبل، إن شدة تركيزه ورغبته في الفوز هي ما تجعله الأعظم على الإطلاق، هناك العديد من اللاعبين الذين يتحلون بروح التنافس حقا، لكن ميسي لديه هذه الميزة الخاصة، هذه الديناميكية التي تجعله مركزا جداً على فعل ما يلزم للفوز بالمباريات».

تنضم هذه الجائزة إلى عشرات الأوسمة الفردية الأخرى في مسيرة ميسي، بما في ذلك ثماني كرات ذهبية لأفضل لاعب في العالم، وثماني جوائز لأفضل هداف في الدوري الإسباني، وست جوائز لأفضل لاعب في الدوري الإسباني، وثلاث جوائز لأفضل لاعب للرجال من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وثلاثة ألقاب لأفضل لاعب للرجال من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، وجائزتان للكرة الذهبية بكأس العالم، كما فاز ما لا يقل عن 15 مرة بجائزة أفضل لاعب أرجنتيني، كما شارك في الفوز بـ 47 لقباً مع الأندية والمنتخب الأرجنتيني، بما في ذلك كأس العالم 2022، مما يجعله اللاعب الأكثر تتويجاً في تاريخ كرة القدم للرجال.

وأوضح ماسكيرانو في وقت سابق: «الحقيقة هي أن ليو يزيل كل الشكوك».

وأصبح ميسي اللاعب السادس في تاريخ الدوري الأميركي الذي يجمع بين الفوز بجائزة أفضل لاعب وبطولة الدوري في نفس الموسم، ومن بين الخمسة السابقين، فاز جوزيف مارتينيز اللاعب السابق لأتالانتا يونايتد وحده في عام 2018 بجائزة أفضل لاعب، واللقب، والحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوري في نفس العام، وهو إنجاز آخر فريد من نوعه حققه ميسي في عام 2025.

في الواقع، لم يظهر لاعب مثله على الإطلاق، في الدوري الأميركي بالتأكيد، وربما في أي مكان آخر.

بعيداً عن الفوز بالجائزة لعامين متتاليين، لم ينجح سوى أربعة لاعبين في تاريخ الدوري الأميركي في الفوز بالجائزة في عام واحد ثم الترشح للقائمة النهائية للجائزة في الموسم التالي، وهم كارلوس فالديراما في 1996 و1997، وماركو إيتشيفيري في 1998 و1999، ودافيد فيا في 2016 و2017، ومارتينيز في 2018 و2019.

ولا يخطط ميسي للرحيل عن إنتر ميامي في أي وقت قريب، إذ مدد عقده مع الفريق لمدة ثلاث سنوات، مما يعني أنه سيبقى مع إنتر ميامي، النادي الذي تضاعفت قيمته منذ وصول قائد المنتخب الأرجنتيني قبل عامين ونصف العام، عندما يفتتح ملعبه الجديد بالقرب من مطار ميامي الدولي الموسم المقبل.


مقالات ذات صلة

مبابي يتدرب منفرداً ويثير الشكوك حول جاهزيته

رياضة عالمية كيليان مبابي نجم ريال مدريد (أ.ف.ب)

مبابي يتدرب منفرداً ويثير الشكوك حول جاهزيته

تدرب كيليان مبابي نجم ريال مدريد بشكل منفرد الثلاثاء، ليثير الشكوك حول جاهزيته لمباراة مانشستر سيتي، الأربعاء، في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية احتفالية لاعبي أولمبياكوس اليوناني مع جماهيرهم الزائرة في آستانة (أ.ف.ب)

«أبطال أوروبا»: أولمبياكوس يعود من آستانة بفوزه الأول

عاد أولمبياكوس اليوناني من آستانة بفوزه الأول في المجموعة الموحدة لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، على حساب الوافد الجديد كايرات الماتي الكازخي.

«الشرق الأوسط» (أستانا)
رياضة عالمية السويسري جياني إنفانتينو رئيس «فيفا» متهم بالانحياز للرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

اتهامات لإنفانتينو بخرق حياد «فيفا» بعد تكريمه ترمب

تعرّض السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لاتهامات مباشرة بخرق مبدأ الحياد السياسي المنصوص عليه في لوائح المؤسسة التي يقودها.

The Athletic (زيوريخ)
رياضة عربية حلمي طولان مدرب منتخب مصر الثاني في المؤتمر الصحافي (تصوير: فهد العيسى)

حلمي طولان: مصر خرجت من كأس العرب بـ«فعل فاعل»!

فجّر حلمي طولان، مدرب منتخب مصر الثاني، غضبه على أشخاص يعملون في اتحاد القدم المصري، واصفاً إياهم بأنهم أسهموا بظهور المنتخب بهذا الشكل، وأن ما حدث تم بفعل فاعل

علي العمري (الدوحة)
رياضة عربية الروماني كوزمين أولاريو المدير الفني لمنتخب الإمارات (رويترز)

أولاريو: سعداء بالتأهل المستحق في كأس العرب

أكد الروماني كوزمين أولاريو المدير الفني لمنتخب الإمارات أن فريقه استحق التأهل إلى دور الثمانية من بطولة كأس العرب لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

مبابي يتدرب منفرداً ويثير الشكوك حول جاهزيته

كيليان مبابي نجم ريال مدريد (أ.ف.ب)
كيليان مبابي نجم ريال مدريد (أ.ف.ب)
TT

مبابي يتدرب منفرداً ويثير الشكوك حول جاهزيته

كيليان مبابي نجم ريال مدريد (أ.ف.ب)
كيليان مبابي نجم ريال مدريد (أ.ف.ب)

تدرب كيليان مبابي نجم ريال مدريد بشكل منفرد الثلاثاء، ليثير الشكوك حول جاهزيته لمباراة مانشستر سيتي، الأربعاء، في دوري أبطال أوروبا.

أعلن ريال مدريد أن مبابي تدرب في صالة الألعاب الرياضية بينما تدرب باقي الفريق على أرض الملعب تحت قيادة المدرب تشابي ألونسو.

وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن مبابي، الذي سجل 25 هدفاً مع ريال مدريد هذا الموسم، يعاني من إصابة في ساقه اليسرى، علماً بأنه هداف الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.

وفاز ريال مدريد في مباراتين فقط من آخر سبع مباريات خاضها في جميع البطولات.

ويحاول ريال مدريد التعافي من خسارته بهدفين أمام سيلتا فيغو في الدوري يوم الأحد، علماً بأنه فاز على أولمبياكوس اليوناني 4 - 3 في دوري أبطال أوروبا بعد خسارته بهدف أمام ليفربول.

ويحتل ريال مدريد المركز الخامس بعد خمس جولات في مرحلة دوري أبطال أوروبا، متقدماً بنقطتين على مانشستر سيتي صاحب المركز التاسع.

وكانت الخسارة أمام سيلتا فيغو هي الأولى لريال مدريد على ملعبه هذا الموسم.

من جانبه، نفى ألونسو ما أوردته وسائل الإعلام الإسبانية بشأن أنه فقد السيطرة على غرفة الملابس وأن بعض اللاعبين غير راضين عن أدائه.

ويعاني ألونسو من غيابات عديدة في صفوف الفريق بسبب الإصابة، وآخرهم المدافع البرازيلي إيدير ميليتاو الذي غادر مبكراً في مباراة سيلتا فيغو، كما تدرب لاعب الوسط إدواردو كامافينغا بشكل منفرد، الثلاثاء.


«أبطال أوروبا»: أولمبياكوس يعود من آستانة بفوزه الأول

احتفالية لاعبي أولمبياكوس اليوناني مع جماهيرهم الزائرة في آستانة (أ.ف.ب)
احتفالية لاعبي أولمبياكوس اليوناني مع جماهيرهم الزائرة في آستانة (أ.ف.ب)
TT

«أبطال أوروبا»: أولمبياكوس يعود من آستانة بفوزه الأول

احتفالية لاعبي أولمبياكوس اليوناني مع جماهيرهم الزائرة في آستانة (أ.ف.ب)
احتفالية لاعبي أولمبياكوس اليوناني مع جماهيرهم الزائرة في آستانة (أ.ف.ب)

عاد أولمبياكوس اليوناني من آستانة بفوزه الأول في المجموعة الموحدة لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، على حساب الوافد الجديد كايرات الماتي الكازخي 1 - 0 الثلاثاء في الجولة السادسة.

وبعد اكتفائه بنقطتين في الجولات الخمس الأولى، رفع أولمبياكوس رصيده إلى 5 نقاط وصعد مؤقتاً إلى المركز السادس والعشرين، على بُعد نقطتين من المركز الـ24 الأخير المؤهل إلى ملحق ثمن النهائي، بفضل هدف متأخر سجله البرتغالي جيلسون مارتينز في الدقيقة 73 من زاوية صعبة بعد تمريرة من الإيراني مهدي طارمي.

ورغم الفوز، تبدو فرص الفريق اليوناني بخوض الملحق المؤهل إلى ثمن النهائي صعبة، إذ يتواجه في الجولة المقبلة مع ضيفه باير ليفركوزن قبل أن يختتم مشواره في المجموعة الموحدة في ضيافة أياكس الهولندي متذيل الترتيب من دون أي نقطة.

ومن المؤكد أن وضع كايرات أسوأ بكثير، إذ وصلت مغامرته الأولى في المسابقة إلى نهايتها منطقياً، بما أن رصيده تجمد عند نقطة واحدة في المركز الخامس والثلاثين قبل الأخير.

ويتأهل مباشرة إلى ثمن النهائي أصحاب المراكز الثمانية الأولى، فيما يُقام الملحق بين الفرق التي تحتل المراكز من 9 إلى 24.


اتهامات لإنفانتينو بخرق حياد «فيفا» بعد تكريمه ترمب

السويسري جياني إنفانتينو رئيس «فيفا» متهم بالانحياز للرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
السويسري جياني إنفانتينو رئيس «فيفا» متهم بالانحياز للرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

اتهامات لإنفانتينو بخرق حياد «فيفا» بعد تكريمه ترمب

السويسري جياني إنفانتينو رئيس «فيفا» متهم بالانحياز للرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
السويسري جياني إنفانتينو رئيس «فيفا» متهم بالانحياز للرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

تعرّض السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لاتهامات مباشرة بخرق مبدأ الحياد السياسي المنصوص عليه في لوائح المؤسسة التي يقودها، وذلك على خلفية تصريحاته المتكررة الداعمة لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب، ومنحه له أول «جائزة سلام» في تاريخ «فيفا».

منظمة «فيرسكوير»، وهي منظمة غير ربحية معنية بحقوق العمال المهاجرين عالمياً، ومكافحة القمع السياسي وتحسين حوكمة المؤسسات الرياضية، تقدّمت بشكوى رسمية من ثماني صفحات إلى لجنة الأخلاقيات في «فيفا»، طالبت فيها بالتحقيق في «خروقات متكررة» من جانب إنفانتينو لالتزام «فيفا» بالحياد، وكذلك في ملابسات استحداث ومنح «جائزة فيفا للسلام» للرئيس الأميركي.

الشكوى وُجِّهت إلى اللجنة المستقلة للأخلاقيات في «فيفا» وإلى فريق الاتصال الإعلامي في الاتحاد.

وتعد لجنة الأخلاقيات - بحسب النظام الأساسي لـ«فيفا» - إحدى هيئاته القضائية، وهي المسؤولة عن التحقيق في أي شبهات تتعلق بمخالفة «ميثاق الأخلاقيات».

اللجنة تضم غرفتين: غرفة تحقيق، غرفة حكم (أو الفصل). وتضم الغرفة التحقيقية ممثلين من رواندا، الصين، كندا، ماليزيا، اليونان، كينيا، الأرجنتين، فانواتو، بنما، ويرأسها الرواندي مارتن نغوغا، الممثل الدائم لبلاده لدى الأمم المتحدة.

وتملك لجنة الأخلاقيات صلاحيات واسعة في العقوبات، تشمل: تحذير، توبيخ، غرامة مالية، إلزام بالتدريب على الامتثال، أو حظر مزاولة أي نشاط مرتبط بكرة القدم.

«فيفا» من جهته، لم يرد على طلب للتعليق، وفق ما نقلته شبكة «The Athletic».

تستند الشكوى إلى المادة 15 من «ميثاق الأخلاقيات»، التي تُلزِم كل الأشخاص الخاضعين له بـ«الحياد السياسي في التعامل مع مؤسسات الحكومات». كما ينص النظام الأساسي لـ«فيفا» على أن الاتحاد «يبقى محايداً في الشؤون السياسية والدينية».

منظمة «فيرسكوير» تؤكد أن إنفانتينو ارتكب «أربعة خروقات واضحة» لهذا الالتزام، وجميعها تتصل بمواقفه العلنية المؤيدة لترمب:

1. دعم علني لترشيح ترمب لـ«نوبل للسلام»: أولى الواقعات تعود إلى 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2025، أي قبل يوم واحد من إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام. حينها نشر إنفانتينو رسالة على حسابه في «إنستغرام»، في سياق الحديث عن دور ترمب في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، كتب فيها: «الرئيس دونالد ج. ترمب يستحق بالتأكيد جائزة نوبل للسلام على خطواته الحاسمة».

المنظمة تعتبر هذا التصرف «تبنّياً شخصياً واضحاً لموقف سياسي مثير للجدل»، مؤكدة أن إنفانتينو بذلك قدّم دعماً مباشراً لترشح ترمب للجائزة، في قضية سياسية ودولية حساسة. وفي النهاية، ذهبت الجائزة إلى الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو.

2. دفاع سياسي عن ترمب في منتدى اقتصادي بميامي: الحالة الثانية وقعت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، خلال مشاركة إنفانتينو في منتدى «أميركا بيزنس فوروم» في ميامي. ترمب كان قد تحدث قبله على المنصة نفسها، ثم جاء إنفانتينو ليقدّم دفاعاً حماسياً عن الرئيس الأميركي، قال فيه - بحسب نص الشكوى - إنه يعتبر ترمب «صديقاً مقرّباً جداً». وأضاف إنفانتينو على المسرح: «أستغرب أحياناً عندما أقرأ بعض التعليقات السلبية عنه. أنا لست أميركياً، لكن ما أفهمه هو أن الرئيس ترمب انتُخِب في الولايات المتحدة الأميركية، وانتُخِب بفارق واضح. في ديمقراطية كبيرة كالولايات المتحدة، يجب قبل كل شيء احترام نتائج الانتخابات، أليس كذلك؟ في النهاية، انتُخب بناء على برنامجه، وبناء على ما قال إنه سيفعله. هو فقط ينفّذ ما وعد به، لذا أعتقد أننا جميعاً يجب أن ندعم ما يقوم به، لأنه يبدو جيداً للغاية». «فيرسكوير» ترى أن هذا الكلام يمثل «موقفاً سياسياً واضحاً»، إذ يشجّع الناس على دعم برنامج ترمب السياسي ويُظهِر موافقة إنفانتينو الشخصية على هذا البرنامج. وتؤكد المنظمة أنه لا يمكن اعتبار هذه التصريحات صادرة عن إنفانتينو «بصفته الخاصة»، لأنه كان يتحدث بصفته رئيساً لـ«فيفا» في حدث عام.

3. جائزة «السلام» وسط قرعة المونديال: الواقعة الثالثة مرتبطة بحفل قرعة كأس العالم 2026 في مركز كنيدي بواشنطن قبل أيام، حين استحدث «فيفا» جائزة جديدة باسم «جائزة فيفا للسلام»، وقدّم إنفانتينو هذه الجائزة لترمب خلال الحفل، وسط بث تلفزيوني عالمي. فيديو «فيفا» التقديمي الذي سبق تسليم الجائزة، بحسب الشكوى، كرر سردية البيت الأبيض حول أن ترمب «أوقف عدة حروب حول العالم»، رغم أن تقييم دوره في بعض هذه الملفات مثار جدل شديد، ولا تزال التوترات أو الاشتباكات قائمة في عدد من تلك الساحات، وفق تحليلات صحافية دولية. ثم صعد إنفانتينو إلى المسرح ليقول لترمب: «هذا ما نريده من القائد... أنت بالتأكيد تستحق أول جائزة سلام من (فيفا) على أفعالك وما حققته بطريقتك، وقد حققته بشكل مدهش، ويمكنك دائماً أن تعتمد على دعمي يا سيادة الرئيس». الشكوى ترى في ذلك «تزكية شخصية واضحة لسياسة ترمب الخارجية في عدة دول وبشأن صراعات مسلحة قائمة»، ما يُعَد - وفق نصها - خرقاً مباشراً لواجب الحياد المنصوص عليه في المادة 15.

4. تبنّي شعار «اجعل العالم عظيماً» على طريقة «ماغا»: الحالة الرابعة تتصل بمقطع فيديو قصير نشره إنفانتينو على «إنستغرام» في 20 يناير (كانون الثاني) 2025، شكر فيه ترمب على دعوته لحضور تجمع حاشد في واشنطن عشيّة حفل التنصيب. إنفانتينو أنهى الفيديو بجملة: «معاً سنجعل ليس فقط أميركا عظيمة مرة أخرى، بل العالم بأسره». المنظمة تعتبر أن استعارة صيغة «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» (ماغا) التي ارتبطت بحملة ترمب الانتخابية وخطابه السياسي، تنزع عن إنفانتينو أي ادعاء بالحياد، وتضعه في خانة تبنّي خطاب سياسي داخلي.

في ختام الشكوى، تقول «فيرسكوير» إنها تدرك أن على «فيفا» التعامل مع الحكومة الأميركية باعتبار الولايات المتحدة إحدى الدول الثلاث المضيفة لمونديال 2026، وأن ذلك يتطلب علاقة «وظيفية ودبلوماسية» لإنجاح البطولة. لكنها تشدد على أن هذا الانخراط يجب أن يظل «منضبطاً بواجب الحياد»، وألا يتحول إلى دعم علني لأجندة سياسية داخلية أو خارجية. وتحذّر المنظمة من أن «انخراط إنفانتينو مع ترمب تجاوز حدود الحياد، وأصبح انحيازاً واضحاً، بما يشكل تهديداً لسمعة كرة القدم العالمية ولمصداقية (فيفا) ذاته».

الجزء الأخير من الشكوى يطالب لجنة الأخلاقيات بفتح تحقيق في خلفيات استحداث «جائزة فيفا للسلام»، والإجراءات التي رافقت قرار منحها لترمب.

الشكوى تُشير إلى ما كشفته تقارير صحافية مؤخراً عن أن: مجلس «فيفا» ولا نواب رئيس «فيفا» لم يُستشاروا لا في فكرة الجائزة ولا في معايير منحها قبل الإعلان عنها في 5 ديسمبر (كانون الأول).

وتستند الشكوى إلى المادة 34 من النظام الأساسي لـ«فيفا»، التي تنص على أن «مجلس (فيفا) هو الجهة التي تُحدّد مهمة (فيفا) واتجاهه الاستراتيجي وسياساته وقيمه، خاصةً فيما يتعلق بتنظيم وتطوير كرة القدم عالمياً وكل ما يرتبط بها».

وعليه، ترى «فيرسكوير» أن استحداث جائزة تحمل هذا الطابع السياسي وتُمنح لزعيم في منصبه، كان «يفترض أن يمر عبر مجلس (فيفا)»، وأن منحها لسياسي يشكّل في حد ذاته «خرقاً لمبدأ الحياد».

منظمة «هيومن رايتس ووتش» كانت قد خاطبت إنفانتينو في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، طالبة توضيحات حول: آلية استحداث الجائزة، أسماء المرشحين المحتملين، المعايير المستخدمة للاختيار، وهوية الجهة أو اللجنة التي اتخذت القرار. وأشارت المنظمة إلى أنها لم تتلق أي رد من «فيفا» حتى الآن.

مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في «هيومن رايتس ووتش»، وصفت الجائزة بأنها «منزوعة الشرعية»، لأنها - على حد قولها - بدت: «من دون مرشحين، بلا معايير معلنة، بلا لجنة تحكيم، ولا أي عملية واضحة».

أما ترمب، فاعتبر خلال تسلّمه الجائزة أن ما حصل عليه «واحد من أعظم الأوسمة في حياته»، مضيفاً: «إلى جانب الجوائز، لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح».