أشادت الصحافة الإسبانية، على نطاق واسع، بالمهاجم الفرنسي كيليان مبابي بعد تسجيله أول رباعية له مع ريال مدريد في الفوز الصعب على أولمبياكوس، بنتيجة 4 -3، في المباراة التي أُقيمت مساء الأربعاء ضمن الجولة الـ5 من دوري أبطال أوروبا.
وعدّت وسائل الإعلام في إسبانيا أن مبابي لم يكن مجرد نجم اللقاء، بل المنقذ الأول للمدرب تشابي ألونسو في أمسية عانى فيها الفريق المدريدي دفاعياً.
مبابي، البالغ من العمر 26 عاماً، قدّم واحدة من أفضل مباريات مسيرته الأوروبية، حيث وقّع 4 أهداف بين الشوطين، مانحاً فريقه فوزاً مهماً أعاده إلى صدارة مجموعته. هذه الأداء المميّز جعل الصحافة الإسبانية تتعامل معه بوصفه اللاعب الذي يُغيّر ملامح ريال مدريد ويعيد تشكيل موسمه.
صحيفة «ماركا»، المعروفة بقربها من النادي، منحته العلامة الكاملة 10 من 10، وكتبت: «إنه لاعب لا يشبع. لا يمكن إيقافه، ويلعب برغبة هائلة في هز الشباك. يعود إلى غرفة الملابس بـ4 أهداف فقط لأنه لم يحصل على مزيد من الكرات. إنه يسير نحو رقم قياسي، ونحو الكرة الذهبية التي بدأ اسمه يُكتب عليها».
وفي تغطية أخرى، عدّت الصحيفة نفسها أن الليلة التي كانت تُنتظر فيها مباراة أوروبية كبرى لريال مدريد، تحوّلت في الواقع إلى ليلة خاصة بمبابي وحده. وفي برنامج إذاعي تابع لها، أثنى المعلقون على دوره القيادي، مؤكدين أن «مبابي يحمل الفريق في مباريات كثيرة» وأن تأثيره أصبح محورياً في بقاء تشابي ألونسو في منصبه.
أما صحيفة «إيه بي سي»، فركزت على الجانب النفسي لدى مبابي، مشيرة إلى أنه دخل المباراة بعد 3 مباريات دون تسجيل، لكنّه أظهر شخصية اللاعب الذي ينهض تحت الضغط. وكتبت الصحيفة: «لعب وكأنه في امتحان علني، أراد أن يبرهن فيه أنه عندما تزداد الضغوط، فهو اللاعب الذي يظهر أولاً». وأضافت: «مبابي وفينيسيوس قررا معاً أن تشابي ألونسو يجب أن يبقى على مقعده في الوقت الحالي».
من جهتها، استغلت الصحافة القريبة من برشلونة، مثل صحيفة «سبورت»، الأداء لربط مصير المدرب بتألق المهاجم الفرنسي. وعنونت الصحيفة: «مبابي وفينيسيوس يتجِّنبان مأساة يونانية في أثينا»، عادّة أن مبابي «جاء لإنقاذ تشابي ألونسو». وتحدَّثت عن «7 دقائق من الهدم»، في إشارة إلى تسجيله 3 أهداف في أقل من 7 دقائق، وهو ثاني أسرع ثلاثية في تاريخ البطولة. وواصلت الصحيفة تشبيهها قائلة: «مبابي تحوّل إلى هرقل لانتزاع آخر مسمار في نعش تشابي ألونسو الذي زرعه كيخينيو في الدقيقة الثامنة».
وفي صحيفة «موندو ديبورتيفو»، تكرَّر الوصف بأن مبابي كان «البطل في الأوديسا المستمرة لتشابي ألونسو»، مع الإشارة إلى القلق المتزايد حول أداء ريال مدريد الدفاعي، بعدما تلقى الفريق 3 أهداف أمام أولمبياكوس، وبعد تعادله غير المطمئن مع إلتشي قبل أيام. وجاء في مقال رأي: «إذا كان مبابي يسجِّل 4 أهداف وتجد نفسك تعاني، فهذا يعني أن شيئاً ما يحدث. وعندما يسجِّل 4 أهداف في مباراة واحدة ومع ذلك تنتهي الليلة بقلق، فهذا يشير إلى مشكلة حقيقية في ريال مدريد».
ورغم ذلك، فإن الصحافة رأت أن مبابي أعاد نفسه إلى طريق التسجيل بعد فترة من الصمت، مسجلاً رباعية حاسمة، وثلاثية سريعة تاريخية، لكن دون أن ينجح الفريق في الخروج بسهرة هادئة.

