دعا المدير الفني لليفربول، أرني سلوت، لاعبيه إلى تكرار الأداء القوي الذي قدموه أمام ريال مدريد عندما يزور حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز «ملعب الاتحاد» لمواجهة مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز (الأحد). وبعدما نجح لاعبو «الريدز» في القضاء على خطورة كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، يوم الثلاثاء، فإنهم سيسعون إلى القيام بالشيء نفسه مع المهاجم النرويجي العملاق إيرلينغ هالاند. إن الحد من خطورة مهاجم آخر من أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الحالي، مع الحفاظ على نظافة الشباك للمرة الثالثة على التوالي، من شأنه أن يُعزِّز رسالة سلوت بعد مباراة ريال مدريد بأن ليفربول لا يزال في سباق المنافسة على أكبر البطولات والألقاب، رغم خروجه من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
لقد كان الفوز في دوري أبطال أوروبا على ريال مدريد، متصدر الدوري الإسباني الممتاز، الذي حقَّق 13 فوزاً من 14 مباراة قبل وصوله إلى ملعب «آنفيلد»، بمثابة العلاج الأمثل لليفربول الذي يتطلع إلى تضميد جراحه بعد أسوأ سلسلة من النتائج في ولاية سلوت. كما كانت هذه المباراة بمثابة تحضير مثالي لما ينتظره في «ملعب الاتحاد» أمام خصم يقدم كرة قدم هجومية سريعة، ولا يعتمد على التكتل الدفاعي، ولديه القدرة على تشكيل خطورة هائلة على مرمى المنافسين.
وتضمَّنت تعليمات سلوت لفريقه على ملعب «آنفيلد» العمل على القضاء على خطورة اثنين من اللاعبين، سجَّلا بمفردهما 18 هدفاً من أصل 26 هدفاً لريال مدريد في الدوري الإسباني الممتاز هذا الموسم، وأعني بذلك مبابي وفينيسيوس، اللذين نجح كونور برادلي في القضاء على خطورتهما تماماً. لقد أصبح ليفربول ثالث فريق يمنع مبابي من التسجيل ضده في موسم سجَّل فيه النجم الفرنسي الدولي 18 هدفاً في 15 مباراة مع النادي الملكي. أما هالاند فسجَّل 17 هدفاً في 13 مباراة مع مانشستر سيتي قبل أن يسجِّل هدفاً آخر في مرمى بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء، بالإضافة إلى 9 أهداف في 3 مباريات مع منتخب النرويج. وبالتالي، فإن هدف ليفربول واضح تماماً، وهو القضاء على خطورة هالاند كما فعل مع مبابي وفينيسيوس.
وقال فيرجيل فان دايك، الذي قضى على خطورة هالاند على ملعب «آنفيلد» الموسم الماضي عندما أعقب ليفربول فوزه بهدفين، على ريال مدريد، بفوز مماثل على مانشستر سيتي بهدفين دون رد: «ستكون المباراة مشابهة بعض الشيء. نواجه فريقاً في حالة ممتازة ولديه مهاجم يقدِّم مستويات رائعة. عندما يحدث ذلك، يجب أن تكون في أفضل حالاتك، وأعتقد أننا أظهرنا قوة دفاعية كبيرة. لقد كنا أقوياء للغاية في الناحية الدفاعية. وخلقنا فرصاً جيدة، وأنقذ حارس مرمى ريال مدريد فريقه من عدد من الفرص المحققة».
لقد كانت قائمة أسباب سلوت لنجاح ليفربول ضد ريال مدريد - وأمام أستون فيلا في المرحلة الماضية - متسقة مع تفسيراته لسبب تحقيق نتائج سيئة خلال سلسلة من 6 هزائم في 7 مباريات: الحاجة إلى مزيد من الوقت للتعافي بين المباريات، وعدم استقبال الأهداف أولاً والاضطرار إلى المخاطرة أكثر، وتحسُّن لياقة لاعبين مثل أليكسيس ماك أليستر وبرادلي بعد غيابهما لفترة طويلة؛ بسبب الإصابات. وقد أثبت سلوت أنه ربما كان محقاً عندما ضحّى بمسيرة فريقه في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة عندما اعتمد على تشكيلة من البدلاء والناشئين. لقد ظهر ليفربول أمام ريال مدريد بشكل مختلف تماماً عمّا قدَّمه خلال الأسابيع الأخيرة.
وهناك أسباب أخرى، مرتبطة على وجه التحديد بالخروج بشباك نظيفة للمرة الثانية على التوالي بعد 10 مباريات استقبل خلالها الفريق أهدافاً، من بينها عودة قلب خط وسط الموسم الماضي المكون من دومينيك سوبوسلاي، وماك أليستر، وريان غرافينبيرتش، وهو الأمر الذي قدَّم الحماية اللازمة لخط دفاع ليفربول. علاوة على ذلك، فإن العودة المتأخرة لأندي روبرتسون، الذي بدأ جميع انتصارات ليفربول الثلاثة الماضية، إلى مركز الظهير الأيسر قد أعادت الهدوء والاستقرار والقوة لخط دفاع الفريق الذي استفاد أيضاً من ثبات التشكيلة. وقدَّم فلوريان فيرتز أداءً قوياً مرة أخرى في دوري أبطال أوروبا، لكن ليس في مركز صانع الألعاب الذي شغله في الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان سوبوسلاي مرة أخرى بمثابة المحرك الأساسي لليفربول في وسط الملعب. يقدِّم قائد المنتخب المجري مستويات ثابتة هذا الموسم، وقد أثبت نفسه بوصفه أحد قادة الفريق تحت قيادة سلوت. وقال فان دايك: «ما ترونه الآن هو المستوى الطبيعي من سوبوسلاي، فهو لاعب مهم للغاية. إنه يبذل مجهوداً خرافياً داخل المستطيل الأخضر ويقوم بعمل مذهل، ويمتلك قدرات وفنيات ممتازة، وهو يتعلم في كل مباراة. إنه يتطور ليصل إلى المستويات التي نشعر جميعاً أنه قادر على الوصول إليها. إنه يُظهر ذلك بالفعل مع منتخب بلاده، والأمر يتعلق بمواصلة تقديم ذلك لبقية الموسم».
شارك سوبوسلاي في التشكيلة الأساسية إلى جانب كورتيس جونز، وسجَّل هدفاً في «ملعب الاتحاد» الموسم الماضي، حيث فاجأ سلوت مانشستر سيتي بتغييره طريقة اللعب إلى 4 - 2 - 2 - 2. وكان الفوز في ذلك اليوم من شهر فبراير (شباط) يعني تصدر ليفربول جدول الترتيب بفارق 11 نقطة مع تبقي 11 مباراة من الموسم. واليوم سيحاول ليفربول تعويض فارق النقاط بينه وبين «السيتيزنز»، لكن كما ذكّر سلوت الجميع بعد الفوز على ريال مدريد، لا يزال أمام ليفربول طريق طويل للتعافي.

